هذا الحبيب 127  – استشارة أصحابه صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر

هذا الحبيب 127  – استشارة أصحابه صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر

___
و وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للمدينة المنورة

فلما جمعوا الأسرى بساحة المسجد النبوي
ولم تكن آيات الحجاب قد فرضت
{
{ سيأتي معنا في سياق السيرة فرض الحجاب بكل تفاصيله وكيف فرض }}

خرج الرجال والنساء من المهاجرين من قريش يشهدون من يوجد بالأسرى
فكانت سودة بنت زمعة

{{ زوجة النبي أم المؤمنين وقد ذكرتها لكم ،صاحبة الهجرتين ، الهجرة الأولى إلى الحبشة وقد ترملت والهجرة الثانية للمدينة بعد أن تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت السيدة خديجة }}

___
أمنا سودة بنت زمعة

ذات قدم راسخة في الإسلام ولكن
{{
لكل جواد كبوة }}

ومن شرف العبد الخطأ ، اللهم إلا أن يصر عليه ، فلا عصمة إلا للأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام

خرجت أم المؤمنين سودة
ونظرت في الأسرى ، فوقع بصرها على
{{
سهيل بن عمرو }}

وما سهيل من سودة ؟؟
إنه أخو زوجها السابق
[[
بلغتنا اليوم سلفها ، وأخو الزوج يسمى عند العرب الحمو

وعندما سألوا الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو ياتي بيت أخيه في غيابه فما موقف أهله ؟؟

قال : الحمو !!
ذلكم الموت ، يعني هنا يكون الخطر

فلما رأت سودة سهيل بن عمرو
حنت إليه لأنه أخو زوجها
[[
وقد أخبرتكم من قبل عن طيبتها الزائدة رضي الله عنها ]]

فقالت : أسهيل ؟؟!!!
[[
يعني أنت سهيل بن عمرو ]]

أسهيل هل لا متم كراماً و خيرا من أن تعطوا أيدكم للأسر
[[
يعني ليش تقع بالأسر ليش ما ضليت تقاتل وتموت أشرفلكم

[[ يعني أرادت أن تواسيه بجملة والنساء عندما تتحكم بهم العواطف ، يرون الأمور كما هي ، هكذا ظنت نفسها تواسي سهيل وأن هذا لا يضر بالدين شي رضي الله عنها ]]

تقول سودة : فما راعني إلا ورسول الله
يقول بملء فمه رافعاً صوته
يااا سودة !!!!
أعلى الله ورسوله تحرضين ؟!!!
[[
عم تحكيله ليش ما متت ليش ما ضليت تقاتل لحتى تنقتل ليش نأسرت ]]

قال أعلى الله ورسوله تحرضين
وكعادة النساء
تقول : فصكت وجهها
[[
يعني لطمت ضربت أيدها على خدها شو اللي حكيته أنا ؟؟ رضي الله عنها ما أطيب قلبها ]]

وقالت :
معذرة يا رسول الله ، والله ما أدري ما قلت حين رأيت سهيل بينهم ، استغفرلي يارسول الله
فقال لها : يغفر الله لك

___
جلس المسلمون حول النبي صلى الله عليه وسلم
فاستشارهم في موضوع الأسرى ، بين أيدينا سبعين من صناديد قريش

ولم يكن هناك تشريع ، يوضح كيفية التعامل مع أسرى الحرب فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم ، بعض صحابته وتشاور معهم في هذا الأمر
نظر في أصحابه
وقال : ماذا تقولون في هؤلاء الاسرى ؟؟
[[
شو رأيكم ]]

___
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
قال : يا رسول الله ، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية

لعل الله أن يهديهم بك فان منّنت فهو خُلقك ، وإن قبِلت الفداء استغنى به الفقراء
[[
لأن كل أسير أسره واحد ، فمن أسر أسيرا
فله فداءه ]]

فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار ، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا
فكان رأي أبو بكر الصديق
فيه جانب الرحمة ، فهو يرى أنهم بنو العم والعشيرة ، والدولة في حاجة إلى ما سيؤخذ من أموالهم ، وربما يؤمنون بعد ذلك، وهذا خير من أن يموتوا على الكفر

وقد كانت اختياراته ، قريبة من اختيارات رسول الله
نظرا لتقارب طبيعتي الرسول و وأبي بكر
فكان يغلِّب جانب الرحمة على جانب القوة
و كما كان رسول الله صلى الله عليه يصفُ الصديق
ويقول :
{
{ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ }}

_____
لما أنهى أبو بكر كلامه
قال عمر بن الخطاب :
{{
اللهم منّ على هذه الأمة برجل كعمر الفاروق آمين آمين }}

قال : والله ما أرى ما رأى أبو بكر
[[
عندي رأي ثاني ]]

يا رسول الله هؤلاء أئمة الكفر ، وصناديد قريش كذبوك وآذوك وأخرجوك وقاتلوك
فإني أرى أن تشرد بهم من ورآئهم
[[
يعني الفعلة اللي تفعلها فيهم تلقي الرعب في قلوب من ورائهم ]]

وكان له ابن عم
قال : دعني اضرب عنق ابن عمي فلان
ثم قل لعمك {{ حمزة }} فليضرب عنق أخيه العباس

ثم قل لابن أخيك
{{ علي }} أن يضرب عنق اخيه عقيل
ولا تبالي بما فعلته بهم بعد ذلك
[[
يعني مادام هدول الثلاثة بينقتلوا شو ضل ]]

حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين
فكان رأي عمر بن الخطاب
شديد الحسم ، ففي رأيه أن يقتل السبعون ، وعلى أن يقتل كل قريب قريبه؛ حتى يُظهِر كل مسلم حُبه لله، وأنه ليس في قلبه ولاء لأي مشرك مهما كان ، حتى وإن كان أقرب الناس إليه. فكان هذا هو رأي عمر بن الخطاب
فهذان رأيان

وكلاهما مبنى على الحب الكامل لله تعالى ولأمر الدعوة والدولة الإسلامية، لكن كلا منهما له طريقته، وكلاهما مختلف تمام الإختلاف عن الآخر

أحدهما يقول :
نأخذ الفدية
والآخر يقول :
نقتل الأسرى

ولكن نزل القرآن بعد ذلك يؤيد رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وأيد عمر جماعة ، وأيد أبو بكر جماعة
فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم ودخل إلى بيته

فغاب عنهم ساعة ثم خرج
فقال : إنما مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام

قال
{
{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}

وإنما مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام
{
{وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }}

وشبه النبي صلى الله عليه وسلم الرجلين بأنبياء من أولي العزم
ثم قال : إنكم عيلا [[ أي فقراء ]]

وأرى أن تقبلوا فيهم الفداء تستعينون به ، ويكن لكم يد في قريش

____
وشاع الخبر بقريش في قبول الفداء
فكان قبول الفداء بنسبة غنى الرجل ، وفقره

[[ يعني الأسير الغني ، غير الأسير الفقير ]]

لم يجعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في رتبة واحدة
فكان أعلى فداء
{
{ ٤٠٠٠ درهم من الفضة }}

وأدناها كانت
{
{ ١٠٠٠ درهم }}

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
لمن لا يملك لا هذه ، ولا تلك
قال :
ومن لا يجد فداء ، ويعلم القراءة والكتابة
فليُعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة ، ومن كان لا يعرف فهو طليق ، منَّ عليهم صلى الله عليه وسلم

{{ فكان أول من شرع محو الأمية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي يتغنى به الغرب الآن }}

_ صلى الله عليه وسلم _

 

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 128  …