عليك

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 71

السّلام عليكَ يا صاحبي،   يُرسلُ الله تعالى لنا الهدايا بطريقةٍ لا نفهمها، هذا لأنَّ فكرنا قاصر، ونظرتنا محدودة، تأتينا المِنحةُ على شكلِ مِحنةٍ، والعطاءُ في هيئةِ منعٍ، والجبرُ في هيئةِ كسرٍ، ولكن متى استقامَ لكَ الفهمُ علمتَ أنَّ الله أرحم بكَ منكَ، وأنَّ ربَّ الخير لا يأتي إلا بخير!   قال عبد الله بن عباسٍ لتلميذه عطاء بن أبي رباح: ألا أُريكَ امرأةً من أهل الجَنَّة؟! فقال: بلى! قال:

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 70

السّلام عليكَ يا صاحبي، ينفطرُ قلبي حين أقرأ في كتبِ الحديث أنَّ صحابياً سأل آخر: من أين؟ فقال له: من عند النَّبي ﷺ وصحابياً لقيَ صحابياً في الطريق فقال له: إلى أين؟ فقال له: إلى النَّبي ﷺ هكذا بهذه البساطة، وبهذا الجمال، من عند النَّبي ﷺ وإليه! وددتُ لو أني آتيه، فأقولُ له: يا رسول الله، قلبي يؤلمني! فيمسحُ على صدري، ويُصبرني، ولعله يقول لي: لا تبتئسْ إنما هي أيام

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 69

السّلام عليكَ يا صاحبي، إني أُعيذكَ أن تستطيلَ البلاء فتتسخطَ، أو أن تستبعدَ الفرجَ فتيأسَ، فتكون كالذين يعبدون الله على حرفٍ، إذا رأوا من الله ما يُحبون رضوا، وإن رأوا ما يكرهون سخطوا! يا صاحبي كُلّ شيءٍ يجري بقدر الله، وبتوقيتٍ معلوم لا نُدرك حكمته، لو استخرجَ اليتيمان كنزهما قبل أن يبلغا أشدهما، لضاع المال وما انتفعا به! في كل تأخيره خيرة نحن لا نعلمها! هذه الدنيا دار امتحان يا

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 68

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، تقولُ لي: يمضي العمرُ وليس لي إنجازاتٌ تُذكر فأقولُ لكَ: ومن قال لكَ أن الإنجازات يجب أن تكون خارقة؟! ليستْ الإنجازات يا صاحبي هي فقط تلكَ التي تُدوَّنُ في كتبِ التَّاريخ، ويتحدث عنها الناس! من قال أن علينا جميعاً أن نكون مخترعين، أو فقهاء، أو أدباء، أو ساسة، أو أثرياء، أو مشاهير، لنكون من أصحاب الإنجازات، يكفي أن يكون المرءُ إنساناً، فهذا بحدِّ ذاته إنجاز عظيم!

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 67

السّلام عليكَ يا صاحبي، ‏في فترةٍ من حياته اعتزلَ الإمامُ مالكٍ الناس، فلم يكنْ يشهدُ الجمعة ولا الجماعات، ولا يعودُ مريضاً ولا يمشي في جنازة! ‏فلما سُئل بعد ذلك قال: ليس كل إنسان يستطيعُ أن يبوح بعذره! وها أنتَ على خُطى الإمام الأثير على قلبك، تنأى بنفسكَ في ركنٍ قصيٍّ، تعتزلُ ولا تستطيعُ أن تبوح بعذرك، بعض الأعذارلا يقبلها الصَّديق ويشمتُ فيها العدو، ويا للقلوب حين يتنافر ودَّها، تكشفُ لكَ

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 66

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟ فأقولُ لكَ: الأمان! أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ! الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك، وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ ولو بوردة! وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة! وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده! الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك، فتصبحَ

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 65

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، لا تبتئسْ لأنهم تركوكَ وأنتَ في أشدِّ لحظاتِكَ حاجةً إليهم صدِّقني كلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل! الطَّعنة في منتصف الطريق موجعة، ولكنها في آخره موت وإن بقيَ فيكَ رمقٌ! يا صاحبي، لا تلُمْ نفسكَ، ولا تبحثْ فيكَ عن سببٍ، الغادرُ لا يحتاجُ سبباً، لقد كان غادراً منذ البداية، وكان يتحيّن الفرصة، وها قد أتتْ! وإياك أن تسأل: لِمَ تغيَّروا؟! كانوا هكذا منذ البداية،

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 64

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟ فأقولُ لكَ: الأمان! أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ! الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك، وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ ولو بوردة! وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة! وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده! الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك، فتصبحَ

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 63

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، تقول لي : لقد خذلني الأصدقاء! فأقولُ لكَ : الأصدقاء لا يَخذِلون، كُلُّ ما في الأمر أنك تطلقُ لفظ الصَّديق على كُلِّ عابرٍ ! النَّاسُ هم الناس يا صاحبي في كُلِّ عصر، أما قرأتَ صحيح البخاري وعرفتَ كيف أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : النَّاسُ كإبل المئة لا تكادُ تجدُ فيها راحلة! لقد نصحنا الأعرابُ فقالوا : أَكْثِرْ معارفكَ وقللْ أصدقاءكَ ولكننا ما انتصحنا

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 62

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، يشهدُ اللهُ أنكَ عندي لا تهون، وأنَّه آلمني أن كلماتي آلمتكَ، وإن لم أكُنْ قاصداً، هكذا أنا أتأذى من ألمٍ أُسببه لكَ أكثر من ألمٍ تُسببه لي! وإني في كلِّ نزالاتي معكَ لم أكن أبحثُ عن نصرٍ، يتساوى عندي معكَ النصرُ والهزيمة، إلى هذه الدرجة كنتَ دوماً أنا! تعرفُ جيداً كم أوجعتني وإن لم تكُنْ قاصداً، أو مسلوب الإرادة لا تملك من أمرك شيئاً، ولكن لا