السَّلام عليكَ يا صاحبي 9

السَّلام عليكَ يا صاحبي 9

السَّلام عليكَ يا صاحبي
تسألني: كيف أحتفِظُ بالأشياء إلى الأبد
فأفلسفُ لكَ الأمور كالعادة وأقول : بالتَّخلي فمن تركَ فقد ملكَ!

ألم يلفت نظركَ قول ربِّكَ لأم موسى : “فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم”
أحياناً يكون التخلي هو الحل الوحيد يا صاحبي
يبدو أنه إذا أردتَ أن تحتفظ بالأشياء عليكَ أن تتركها، فإن عادتْ فهي لكَ، وإن لم تعد فهي لم تكن لكَ منذ البداية!

لا أعرفُ لِمَ تذكرتُ قصة أم سُليم وأنا أُحدِّثكَ عن التملكِ والتخلي!
خطبها أبو طلحة وهو يومئذٍ على دين قريش
فقالت له : واللهِ ما مثلك يُردُّ يا أبا طلحة، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحِلُّ لي أن أتزوَّجك، فإنْ تُسلم فذاكَ مهري!
فأسلمَ أبو طلحة
ألا ترى يا صاحبي أنَّ أم سُليم ما ملكتْ إلا لأنها تخلَّتْ

الأشياء التي كُتبتْ لكَ ستأتيك ولو كان لها ألف جناح
والأشياء التي لم تُكتب لكَ لن تنالها ولو قيَّدتها بسلاسل من حديد

والسلام لقلبك ❤️