السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 19

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 19

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تسألني: كيف أسيرُ إلى اللهِ
فأقولُ لكَ: سِرْ على أيَّةِ حالٍ كُنتَ، ركضاً إن استطعتَ، ومشياً إن عجزتَ، وحبواً إن خانتكَ خطواتكَ، وإن عجزتَ عن كلِّ هذا فقِفْ مكانكَ، ولا تمشِ في طريقٍ آخر بعيداً عنه سبحانه، فإنَّ الوقوف في الطريق إلى الله مسير إليه!

لا أعرفُ لِمَ خطرَ لي عمرو بن الجموح الآن وأنا أُحدِّثُكَ، لمعتْ صورته في رأسي كالبرق، وكأني أراه جاءَ إلى النَّبِيِّ ﷺ يشكو أولاده الذين أرادوا منعه من الخروج إلى المعركة لأنه أعرج، وليس على الأعرج حرج
ثم قال: واللهِ لأدخُلنَّ بعرجتي هذه الجنَّة
يا رسول الله: إن قُتلتُ في سبيل الله أمشي برجلي هذه سليمة في الجنَّة؟!
فقال له : نعم
فلما وقفَ النَّبيُّ ﷺ فوق جثمانه بعد أن اُستشهد
قال له مخاطباً: كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنَّة

وأنتَ ما بكَ من عرجٍ غير الذي في قلبكَ، فما يضُرُّكَ لو مشيتَ إلى الله بقلبك المثخن هذا؟!
ذنبٌ تُصيبه الآن استغفِرْ منه
وتقصير ٌ منكَ اليوم عوِّضه في الغد
واعوجاج أحدثته السَّاعة قوِّمه في أقرب فرصة
اِمسَحْ دمعةً فإنَّ اللهَ عند المنكسرة قلوبهم
واجبُرْ خاطراً فما عُبِدَ الله بشيءً أحسن من جبر الخواطر
اِربِتْ على كتفِ مكسور
وواسٍ قلبَ مخذول
وضمِّدْ نزيف مجروح
هذه الدنيا ساحة معركة يا صديقي، وقلَّما يسلمُ منها أحد، والناس عيال الله، وأحبُّ عباده إليه أنفعهم لعياله!
والسلام لقلبك ❤️