السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تسألني: لمن يهرعُ المرءُ أولاً؟!
فأقولُ لكَ: لمن يُحِبُّ
ألمْ ترَ كيفَ أنَّ النَّبيَّ ﷺ عندما نزلَ عليه الوحي، وأصابه البَردُ والخوف
لم يذهب إلى صديقه الوفي أبي بكر، ولا إلى عمه الشجاع حمزه، ولا إلى عمه الحكيم أبي طالب
وإنما هرعَ إلى خديجة!
يا صاحبي، إنَّ الذي تُحبه أكثر، هو من تهرعُ إليه أولاً!
الحُبُّ ملاذنا الآمن، وحضن الحبيب على ضيقه أكثر الأماكن اتساعاً على ظهر الأرض!
وإنكَ لن تعرفَ معنى الأمن إلا في مكانين، سجادة صلاتكَ، وصدرُ حبيبكَ!
أحببتُ امرأةً كما لم أُحبَّ أحداً من قبل، وكما لن أُحبَّ أحداً من بعد، ومازحتها مرَّةً قائلاً: أنتِ أجمل قطعةٍ مني، تماماً كالحجرِ الأسود في الكعبة!
وكنتُ كلما حزنتُ أتيتها، فداعبتْ شعري بأصابعها، فذهبَ عني الذي أجد، صدقني تكفي خمسة أصابع لتعالجكَ، الحبيبُ لا يمسحُ على رأسكَ بيده وإنما بقلبه!
وكنتُ كلما فرحتُ أتيتها، لا أشعرُ أنَّ الفرح سيكون فرحاً حقاً إلا إذا شاركتها إياه!
وكنتُ كلما رأيتها حزينةً، أتنفننُ وأحتالُ وأُغازلُ حتى تضحك
فإذا ضحكتْ قلتُ لها: الغمازة الصغيرة التي ترتسمُ على خدكِ حين تبتسمين كعلامتي تنصيصٍ ، هي أجمل اقتباسٍ في العالم!
ونسيتُ أن أقول لها أن غمازتيكِ ليستا تجعيداً طفيفاً يحدثُ لحظة، إنهما فلقتي قمر!
والسلام لقلبكَ ❤️