هذا الحبيب 111 – سرية سيف البحر
” أول سرية في الإسلام
سرية سيف البحر ”
_____
فلما أنزل الله عزوجل ، الإذن بالقتال
فالصحابة لم يقاتلوا بعد ، وقريش لم تخرج لهم بجيش
فشرع صلى الله عليه وسلم ، ما يعرف بلغة عصرنا {{ المناورات }}
فأخذ يجهز أصحابه منذ أن نزلت الآية ، وقبل أن يخوض المعركة الأولى في بضعة أشهر
فقد نزلت الآيات في {{ شهر رجب }} من السنة الأولى بعد استقرار النبي صلى الله عليه وسلم ، في المدينة المنورة
في ستة أشهر في مطلع الشهر السابع
أرسل أول سرية في رمضان ، ولم يفرض الصيام عليهم بعد
[[ كان الشهر اسمه رمضان ولكن لا يعرف بشريعة الصيام ]]
فاختار صلى الله عليه وسلم عمه
{{ حمزة بن عبد المطلب }}
وعقد له لواء
وبعث معه
{{ ٣٠ رجل }} كلهم من المهاجرين
فأنتم أيها المهاجرين أصحاب الحقوق
أنتم الذين قُتلتُم
أنتم الذين أخرجتُم
أنتم الذين يجب أن تخوضوا المعارك
____
عقد لهم لواء وأرسلهم ليعترضوا عير لقريش
[[ قافلة التجارة لقريش ]]
ولكن الله عزوجل قدر غير ذلك
فجعل هذه السرية
{{ ميدان تدريبي لهم }}
وصل حمزة رضي الله عنه إلى منطقة سيف البحر
ليعترض تجارة قريش
[[ ما هي تجارة قريش .. تجارة قريش كما وصفها الله في القرآن رحلتان رحلة الشتاء ، ورحلة الصيف لا يعني رحلتان بالعدد لا
يعني جهتين ترحل إليهما قريش في تجارتها في الصيف يأتون بلاد الشام ، اما في الشتاء يأتون اليمن لأن بلاد الشام في الشتاء تكون عليهم صعبة لأنها باردة ، فيأتون اليمن في الشتاء لأنها أقرب إليهم ]]
طبعا قريش قد أخذت أموال المهاجرين وأملاكهم ، وأموال الصحابة ، موجودة بهذه التجارة
___
فكانت تجارة قريش آمنة لا يعترضها أحد من العرب
ما السبب ؟؟
لأنهم أهل الحرم ، والعرب كلها ستأتي في موسم الحج للحرم فلا بد للعرب جميعا ، أن تكون علاقتهم في قريش طيبة
____
فقرر صلى الله عليه وسلم ، أن يقطع عليهم طريق تجارتهم
جزاءً بما كسبوا
فأموال المهاجرين أصبحت في أيديهم
فأخذ يعد لقطع تجارتهم ، ولا بد لطريق تجارتهم أن يمروا بالمدينة أو أطرافها ، فعقد لواء لعمه حمزة و {{ ٣٠رجل }}
من المهاجرين ليعترضوا تجارة قريش
___
فلما وصلوا كان على رأس القافلة فرعون هذه الأمة {{أبو جهل }}
كان عدد الصحابة
٣٠ رجل
وعدد قريش في حماية القافلة
٣٠٠ رجل
يعني كل صحابي يجب أن يقابل ١٠ من قريش
فلما اصطفّوا للقتال واستعد الفريقان
خرج رجل اسمه
{{ مجدي بن عمرو }}
وكان قد التقى
الفريقان في أرضه .. فوقف وحجز بين الفريقان وأقسم عليهم أن لا يتقاتلوا
وقد شعرت قريش بالخوف ، وظنوا أن هذه السرية مقدمة لجيش المسلمين وأن عددهم أكبر من ورائهم
_____
فقبلوا قريش هذا الرجاء
وانصرف الفريقان من دون أي قتال
فكانت السرية الأولى
{{ تمرين من الله للمسلمين على القتال }}
فلما رجعوا المدينة وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم شكر لمجدي هذا الصنيع
لقلة عدد الصحابة ، وكثرة المشركين ، وبعدهم عن ديار المسلمين فلا يصلهم المدد
____
وما أن مضى رجب في أوله
حتى عقد صلى الله عليه وسلم في آخره لواء أيضاً
لأقرب الناس إليه عبيدة بن الحارث
[[ الحارث بن عبد المطلب يعني ابن عم النبي ]]
عقد له لواء آخر في ٨٠ رجل أيضاً كلهم من المهاجرين وأرسلهم إلى سيف البحر أيضاً يطاردون تجارة لقريش فما أن وصلوا وتراشقوا بالنبل وكان أول سهم رمي في سبيل الله رماه الصحابي الجليل
{{ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه}}
وقد أصابوا من بعضهم وظنت قريش أيضاً أن عدد المسلمين إنما هو طليعة لجيش
____
فهربت قريش وكان على رأس هذه التجارة أبو سفيان
وكان عددهم {{ ٢٠٠ رجل }}
أمام {{ ٨٠ رجل }} من المسلمين
فهذه السرية أعطت معنويات للمسلمين
ومعنويات سليبة في نفوس قريش
___
وشاعت هذه الأخبار على لسان الشعراء من العرب
فأصبح الناس يتحدثون
{{ أن محمد وأصحابه قد قطعوا تجارة قريش وأنهم هزموهم يوماً من الأيام }}
وهكذا اعتبره صلى الله عليه وسلم مدرسة لإعداد أصحابه مناورات ميدانية
____
في عام واحد فقط من
{{ رجب إلى رجب الثاني }} يعني سنة وحدة
عقد صلى الله عليه وسلم
{{ ٦ ألوية }}
والناس التي لا تعرف معنى سرية وغزوة ؟؟
_____
*السرية* هي :
كل مجموعة لا يتجاوز عددها من {{ ٢٠٠ إلى ٣٠٠ }} يعقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء
ويأمر عليها رجل
ولا يخرج صلى الله عليه وسلم فيها
تسمى {{{ سرية }}}
_____
*والغزوة* هي
إن كان العدد قليل أو كثير
وكان على رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم
تسمى {{{ غزوة }}}
_____
ففي عام واحد خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم {{ ٣ مرات }}
وعقد لأصحابه لواء {{ ٦مرات }}
المحصلة
في عام واحد
٣ غزوات + ٦ سرايا = ٩ مواجهات لقريش
بعضها وقع فيها التناوش
وبعضها تفلت العير
وكان هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يظفر بتجارة قريش لا طمع في المال فقط
ولكن إضعاف لقريش ، ونصر لأصحابه ، وتعويض لهم عما تركوه
كل هذا حدث عندما نزل قوله تعالى :
{{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا }}
تدريب وحثهم الله على القتال ، وبرمج لهم القتال
أن يقاتلوا الذين يقاتلوهم ولا يعتدوا
ثم أطلق لهم القتال
ثم حثهم عليه وأن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونهم كافة كل ذلك كان بالتدريج
لا أريد أن أطيل فيه
المهم فأصبح الجهاد فرض وركن من أركان هذا الدين
ونحن الآن بعد هذا الجزء ، واخذنا فكرة
نمهد لغزوة {{ بدر }} التي ستأخذ معنا وقت في سردها
ففيها العبرة والدروس ، فالأمة اليوم في حاجة لهذه الدروس من السيرة
إلى مقدمة بدر إن شاء الله
____ صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة 112 …