السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
بعثَ النَّبيُّ ﷺ معاذ بن جبلٍ إلى اليمن، وخرج معه يوصيه ويودعه… معاذٌ راكب على دابته، والنبي ﷺ يمشي ويوصيه!
ثم لما فرغ من الوصية قال له:
يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، لعلكَ أن تمرَّ بمسجدي وقبري!
فبكى معاذ!
وها أنا الآن أبكي يا صاحبي
يا للمشهد ما أقساه، تخيله وقد نُزعت الروح الشريفة من الجسد الطاهر
وها هو الآن مسجىً في كفنه
وقد حُفر له في حُجرة عائشة، هكذا هم الأنبياء يُدفنون حيث يموتون!
يُلحدونه كما أوصى، ويهيلون عليه التراب!
يا لحظ الحُجرة تضمُّ طهارة الكون كله، فيا ليتَ قلبي كان تلك الحُجرة!
يا ليتني كفناً لامس جسده
أو حبة تراب غطته ليستريح من مشقة الدعوة، ووعثاء الطريق!
يا ليتني كنتُ باب الحُجرة لأقف أبد الدهر حارساً عند قدميه!
يا صاحبي كلما فقدتَ عزيزاً فتعزَّ بسيِّدك
لا أعز منه ولا أغلى
ألا وإن الدنيا كلها لا تساوي شسع نعله!
وقد ضمه نهاية المطاف قبر
والسلام لقلبك ❤️