السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 50

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تقولُ لي: إنني أدعو الله، ولكني أتساءل بيني وبين نفسي
فأقول: كيف سيُغيّر اللهُ كل هذا؟!
فأقولُ لك: ليس لكَ من الأمر إلا الدعاء
أما الكيف هذه فليست من شأنك أبداً
ولا تدخل ضمن صلاحياتك مطلقاً
الكيف هذه من الأسباب، والأسباب كلها بيد الله
ثم إني أُعيذكَ أن تستكبر أمراً على الله!

نعم يحدثُ أن يستصعب الإنسان ظرفه
ويحدث أن يهمسَ لنفسه قائلاً: الأمر يحتاج إلى معجزة
يا صاحبي لهذا بالضبط كان الدعاء:
لصناعة المعجزات!
ولكن عليكَ أولاً أن تبرأ من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته
وتدعوه دعاء الغريق الذي لا يرى حتى قشة يتمسكُ بها
فيلجأ إلى الله موقناً أنه سيستجيب
وإياك أن تتعامل مع الله كالمُجرِّبِ له
آمِنْ أولاً ثم انتظر النتائج!

يا صاحبي ما دمتَ ترى أن الأمر في الأسباب فسيركنك اللهُ إليها
ويخلي بينك وبينها
أما حين ترى الأمر بيده سبحانه، بيده وحده
فسيهيء لكَ من الأسباب ما لا يخطر لكَ على بالٍ!

يا صاحبي يد الله تعملُ في الخفاء
لهذا ليس شرطاً أن ترى خطوات الفرج!
عندما أُلقي يوسف عليه السلام في السجن ظلماً وجوراً
كان الله سبحانه قادراً على أن يرسل صاعقة تخلعُ جدران السجن ويُخرجه
ولكنه لو فعلَ فسيخرجُ يوسف عليه السلام والتهمة الزور ما زالت ملتصقة به
واللهُ سبحانه أراد له الحرية والبراءة معاً!
أرسل في الليل رؤيا في منام الفرعون
بهذه البساطة أحوجه إلى يوسف عليه السلام
فطلبه بين يديه
ورفض النقيُّ يوسف أن يخرج حتى ثبتت براءته
وهكذا صار حراً ومكيناً وأميناً
حتى تسألني عن الأسباب تذكَّرْ هذا جيداً
من كان يعتقد أن حُلماً سرى في ليلٍ سيُغير كل أحداث المشهد
يا صاحبي أُتركْ كلَّ شيءٍ في يد الله
ثم تأمل المعجزات
والسلام لقلبك! ❤️