على خطى الرسول ﷺ ٤٩
نُهينا عن التَّكلف !
خرجَ النَّبيُ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ومعه جماعة من أصحابه، فساروا ليلاً فمرُّوا على رجلٍ جالسٍ عند حوض ماء له، فقال له عمر بن الخطاب: يا صاحب الحوض، أَولغَتِ السِّباع الليلة في حوضك؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا صاحب الحوض لا تخبره، هذا متكلف، لها ما حملتْ في بطونها، ولنا ما بقي شرابٌ وطهور!
حفظَ عمر بن الخطاب هذا الدَّرس جيداً، ففي موطَّأ الإمام مالك أنَّ عمر بن الخطاب خرج في ركبٍ فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضاً، فقال عمرو بن العاص: يا صاحب الحوض، هل ترد حوضك السباع؟
فقال عمر: يا صاحب الحوض، لا تُخبرنا، فإنا نردُ على السِّباع، وترِدُ علينا!
وفي البخاري حديث عمر بن الخطاب: نُهينا عن التكلف.
وعند الطبراني، والحاكم، والبيهقي عن سلمان الفارسي قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلَّف للضيف!
هذا الدين العظيم يريدُ منا أن نعيش حياتنا ببساطة، ولا نُرهق أنفسنا بالبحث عن الكماليات فهذا من التكلف، ولا أن نراكم على أنفسنا الديون لنقوم بواجب أحد، أو لنبدو بصورة اجتماعية زاهية فهذا أيضاً من التكلف، ولا نبحث في الشريعة عن علم لا ينفع وجهل لا يضر فهذا أيضاً من التكلف، كالذي جاء إلى الشَّعبي وسأله: ما اسم زوجة إبليس؟
فقال له الشَّعبي: ذلك زواج ما شهدناه!
وكالذي يريدُ أن يعرف أنواع الطيور التي ذبحها إبراهيم عليه السَّلام وفرقها على قمم الجبال!
كل هذا من التكلف الذي نُهينا عنه.
غيِّرْ عقليتك ودَعْ عنكَ التكلف تجد الحياة يسيرة سهلة!
أدهم شرقاوي