هذا الحبيب 69  –  الطائف الجزء الثاني

هذا الحبيب 69  -  الطائف الجزء الثاني

هذا الحبيب 69  –  الطائف الجزء الثاني

شعرا شيبة وربيعة بالتعاطف مع النبي صلى الله عليه وسلم
وكان عندهم غلام نصراني على دين المسيح اسمه {{ عداس }}

فأرسلوا عداس بطبق عليه عنب وماء بارد
وقالوا : اذهب إلى ذلك الرجل ، وضع الطبق والماء أمامه لعله يأكل ويشرب
فأقبل إليه عداس وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
وهو لا يعرفه ولا النبي يعرفه
وقال : أيها الرجل أرسل إليك سيدي ، بهذا تفضل وكُّل منه
[[
النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدم له أهل الطائف أي ضيافة ، ومضت أيام له في الطريق من مكة للطائف مشي على الأقدام وها هو الآن عائد إلى مكة فهو في جوع وعطش ]]

فمد يده للعنب
وقال : {{ بسم الله }}
فتعجب عداس
قال : من أنت وماذا تقول ؟ !!!!
والله هذه الكلمة لا يعرفها أهل هذه البلاد أبداً
فقال له صلى الله عليه وسلم: ما اسمك ومن أين أنت ؟
قال : أنا عداس رجل نصراني من نينوى [[ نينوى بلد في شمال العراق ]]
فابتسم النبي
وقال له :
من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟
فقال عداس بلهفة ودهشة : وما أدراك من يونس بن متى؟ !!!!
والله لقد خرجت منها منذ سنين ، ليس في نينوى عشرة رجال يعرفون من يونس بن متى
فما علمك به وأنت في بلد الأُميين ؟؟
[[
بلد الأُميين يعني بها هذا البلد يعبدون الأصنام ، ولم يرسل فيهم أي نبي كل الأنبياء كانت من بني إسرائيل ، العرب ما بعث فيهم نبي إلا محمد العربي صلى الله عليه وسلم ]]

فقال له النبي وهو مبتسم :
ذلك نبي وهو أخي وأنا نبي مثله
يقول عداس رضي الله عنه ، وهو صحابي
قال
{
{ والله أخبرني خبره ، وما وقع له مع قومه }}
أي ذكر له قصة نبي الله يونس مع قومه

_______

بشكل مختصر عن قصة نبي الله يونس عليه السلام
نبي الله يونس عليه السلام ، دعا قومه إلى الله فلم يستجيبوا له
قالوا : يا يونس إن رأينا أسباب الهلاك آمنا بك
[[
وهي النذر ، التي تمر علينا في هذا الزمن كل يوم ، وخير أمة ، غارقون بالدنيا نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، إلا ما رحم ربي ]]

وأي نبي إذا أنذر قومه العذاب ، ولم يستجيبوا له ، تركهم وهجر تلك المدينة
فهجرهم نبي الله يونس ، ومضى يريد السفر عن طريق البحر لما أحس باليأس من قومه ، وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم
فلما جاءت نذر الله على قوم يونس
امتلأت السماء بالغيوم شديدة السواد ، وكان يخرج منها دخان شديد ، ثم يهبط الدخان فوق رؤوسهم حتى ملأ مدينتهم
فتذكروا يونس وكلامه ، وافتقدوه فلم يجدوه ، فألقى الله في قلوبهم الهداية ، والتوبة ، والندم
فعند ذلك قاموا و لبسوا المسوح
[[
المسوح هو لباس خشن كان يصنع من شعر الماعز الأسود ، متعب ومؤلم جدا لمن يلبسه لدرجة كبيرة ، من أراد أن يعبر عن ندمه وحزنه ، يلبس المسوح ويجلس على الرماد ويضع الرماد على رأسه ،بمعنى اللي عملته أنا خراب بيوت وأنا نادم على مافعلت أشد الندم ]]

لبسوا المسوح تعبيرا عن ندمهم وذلهم
وأخرجوا المواشي
وأخذوا الاطفال الصغار من أمهاتهم ، وفرقوهم
وأيضا فرقوا بين كل بهيمة و ولدها
فضاجت المدينة كلها بالصراخ والبكاء ، بكى الأطفال ، والنساء ، والرجال ، وخارت البقار ، وارتفعت أصوات الحيوانات
وصرخوا يستغيثون
يا حيّ حيث لا حي، ويا حي يحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت.
اللهم إن ذنوبنا قد عظمت وجلت، وأنت أعظم منها وأجلّ، فافعل بنا ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله.
فلما علم الله الرحمن الرحيم ، اللطيف الودود
منهم الصدق تاب عليهم ، وصرف عنهم العذاب
وكي لا أطيل عليكم كلنا نعرف بعدها ركوب نبي الله يونس السفينة وكيف هاج البحر
[[
إشارة من الله لنبيه يونس لإنه لم يصبر على دعوة قومه لله ]]
وكيف التقمه الحوت
________

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، عداس خبر نبي الله يونس مع قومه
وقرأ عليه قوله تعالى :
{{
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ }}

فلما سمع عداس هذا !!!!!
قال : أشهد أنك رسول الله المنتظر خاتم الأنبياء ، وهبّ عداس يقبل رأسه ويديه وقدميه ، صلى الله عليه وسلم
_______

وعتبة وشيبة ينظران من بعيد
لما شاهدوا عتبة وأخوه شيبة ، عداس يُقّبل رأس النبي ويديه وقدميه
قال أحدهم للآخر: أما غلامنا فقد أفسده محمد !!!
فرجع إليهم
قالوا له : ويحك ؟؟!!!!
[[
ويحك عند العرب كلمة تعجب واستغراب ]]

 

ويحك أرسلناك تطعم الرجل وتسقيه ، قمت تقبل رأسه وقدميه ما الذي دهاك ؟ !!
قال : يا سيدي والله ما على وجه الأرض كلها ، رجل خير من هذا الرجل إنه خير خلق الله
قالوا له : ويحك سحرك محمد
يا عداس .. دينك خير من دينه فلا تسمع له
قال : لا بل هداني إنه نبي
قالوا وما علمك بذلك ؟
قال لهم : أخبرني بأمر لا يعرفه إلا نبي
لقد أخبرني بيونس بن متى نبي بلادنا مع قومه ، وقرأ علي ما أنزل الله عليه ، وهو موافق لما نعلمه نحن أهل الكتاب وهذا لا يعرفه إلا نبي .
______

أسلم عداس
[[
لنتقدم قليلا بالسيرة ]]
معركة بدر وكان {{ شيبة وعتبة }} في صف المشركين من قريش وقبل المعركة كانوا يستعدون للخروج للمعركة
قالوا لعداس : اخرج معنا
قال : إلى أين ؟
قالوا : للحرب
قال :حرب من ؟
قالوا :حرب محمد
فقال عداس لهما متعجباً مندهشاً :
أتريدان حرب ذلك النبي الذي جلس يوم كذا تحت الشجرة في البستان وقدمنا له الطعام وأسلمت على يديه ؟ !
قالوا : أجل
قال عداس : والله الذي لا إله إلا هو ، إن هذا الرجل لا تقف في وجهه الجبال كلها لو إ
اجتمعت .. أنصحكم لا تخرجوا .. فلم يسمعوا منه وتركوه وخرجوا فكانا أول قتيلين في معركة بدر .

_______

رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف متجه إلى مكة ولم يلقى من أهل الطائف أي خير ، ولكنه لقي من الله كل الخير والتأييد له ونصرته

 

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة السبعون   …