هذا الحبيب 71 – مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 71  -  مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 71 – مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم

تشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه
وقال : سمعتك تقرأ كلام لا هو كلام جن ولا إنس ، وأنا أمير من الجن ومعي إخوتي وقفوا بعيد كي لا يفزعوك
فقال له صلى الله عليه وسلم : ادعوهم فليأتوا
فلما حضروا ، وسلموا على الرسول ، دعاهم صلى الله عليه وسلم إلى الله
فأسلموا و ووعدوا الرسول ، بأن يخبروا قومهم ، ويحضروهم إليه ، كي يبايعوه على الإسلام
ثم انطلقوا إلى أهلهم

قال تعالى :
{{ و إذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }}

_________

في اليوم الثاني ، كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، جاء {{ زوبعة }} أمير الجن السبعة الذين بايعوه
واستأذن النبي بالدخول ، ودخل على هيئة آدمي
وقال : يا رسول الله .. إنا دعونا قومنا كما أمرت واستجابوا لله ورسوله
وهاهم قد قدموا كلهم إليك من نينوى ، يريدون مبايعتك ، كل قبائل العراق من الجن حضرت

فقال له صلى الله عليه وسلم: أين هم ؟
قال : تركناهم عند جبل الحجون
[[ أهل مكة والذي ذهب عمرة ، يعرفون هذا الجبل ، وفيه مقبرة مكة مقبرة الحجون ]]
قال له صلى الله عليه وسلم :
أمكثوا في الحجون ، وأنا أذهب إليهم
[[ تخيلوا قبيلة من الجن .. جن العراق كلهم لو دخلوا مكة لهجت قريش كلها ]]

_______

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحجون
[[ وفي هذه القصة روايتان أن هذه الليلة خرج وحده وكان عددهم يقارب الألف .. وكان لهم عودة ثانية وكان عددهم عشرون ألف وخرج معه عبدالله بن مسعود أي الروايتين يكفينا عن عالم الجن وسنأخذ برواية عبد الله بن مسعود لأن أخرجها مسلم في صحيحه ]]

قال ابن مسعود :
خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا اقتربنا من الحجون
خط لي رسول الله برجله ، خط في الأرض
وقال : اجلس هنا ولا تتجاوزه
[[ أي لا تتحرك من هذا المكان لأن عالم الجن غير عالم الإنس ]]

ولا تحدثنّ شيئا حتى آتيك لا يروعنك
[[ أي لا تقوم بعمل أي شيء حتى أرجع إليك ، حتى لا يخوفنك وترى منهم أشياء لا تستطيع أن تتحملها ]]

وتقدم صلى الله عليه وسلم إليهم ، فاستقبله رؤوساء الجن وأخذ يصافحهم وجلس إليهم
يقول ابن مسعود وهو يصف المنظر للصحابة
قال :ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب قال كأنهم الزط
[[ الزط أي ليس عليهم ثياب ، نحن نقول أيامنا زلط ]]

كأنهم الزط ، سود يركب بعضهم فوق بعض
حتى اقتربوا من رسول الله ، فحجبوه عني وازدحموا عنده ،
فلم أعد أراه
قال تعالى :
{{ كادوا يكونون عليه لبداً }}
لبدا ركوبهم فوق بعضهم البعض وازدحمُهم على رسول الله ليسمعوا منه
يقول ابن مسعود :
وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر
وأنا لا أرى إلا سواد ، فوقه سواد ، فوقه سواد ، حتى حجبوا ما بيني وبين رسول الله إلى السماء

_______

فلما كان الفجر سمعت لهم أزيز وأصوات ، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة
وبايعوا الرسول على الإسلام
وسلم عليه أمراء الجن ،وودعوه ووقف الأمير عمرووقف الأمير عمرو ممسكاً بيد النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يفارقه

[[ وكأن عمرو تعلق بمحبته صلى الله عليه وسلم ، وكان عمره {{ ٨٠٠ سنة }} والجن تعيش أكثر من الإنس ]]

فقال له صلى الله عليه وسلم : اذهب يا عمرو فإن الله سَيَمدّ في عمرك وتموت في أرض فلاة
[[ تموت بالصحراء]]
ويدفنك خير رجل في أمتي آنذاك
_________

يقول بن مسعود :
حتى إذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يحدث أقوام لا أراهم يقول !!!!
يقول لهم :لكم كل عظم وروث
فلما تقدم مني رسول الله مددت يدي كي أصافحه ، فمد يده فوجدت يده حارة جداً
فقلت بأبي وأمي أنت يارسول الله ما هذا ؟!!

قال : من مصافحة إخوانك من الجن ، فإنهم مخلوقون من نار
{{ وخلق الجان من مارج من نار }}
_________
فقال ابن مسعود :
يارسول الله سمعت أزيز ، وسمعت أصوات
قال له صلى الله عليه وسلم : أما تلك الأصوات فسلامهم عليّ ، وهم يودعوني مرتحلين إلى بلادهم

قال : سمعتك تقول ولكم كل عظم وروث
فقال له : أخبرتهم بعد إسلامهم ، أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه .. فقالوا يا رسول الله يضيق بنا الرزق
[[ يعني بصير صعب علينا نلاقي أكل ]]
يضيق بنا الرزق
فقلت لهم لكم كل عظم وروث ، أما كل عظم ، فلكم أن تجدوه مكسو لحم كما كان
[[ نحن نرمي العظام بعد الأكل وعالم الجن لا نراه ، ولا نرى ما يأكلون ، أما في عالمهم هذا العظم يكسوه الله لحم يأكله إخواننا من الجن ، وكل روث تعود علف لدوابهم بقايا الخضرة مثل ترمي قشرة البطيخ ، يكسوها الله في عالمهم ليطعموا دوابهم ]]

وقد جاء تشريع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
قال صلى الله عليه وسلم
{{ إذا قضى أحدكم حاجته فلا تستنجوا بعظم ولا روث فإنه طعام إخوانكم من الجن }}

_________

فيا مؤمن لك إخوان من الجن المسلمين ، إخواننا في لا إله إلا الله محمد رسول الله
فكل عظم ترميه ، اذكر اسم الله عليه ، يرجع لإخواننا من الجن لحم يأكلون منه ، فقط للمسلمين منهم
_________

يقول ابن مسعود :
ثم أخذني النبي صلى الله عليه وسلم وأراني مباركهم ، وآثار نيرانهم ، فقد صنعوا طعام وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الثانية والسبعين …