هذا الحبيب 77 – استقبال قريش خبر الإسراء والمعراج
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته الذي خرج منه بيت أم هانئ
قالت أم هانئ :
فقدتك في الليل فلم أجدك
[[ لأنهم كانوا يخافون عليه ، وقد اشتد أذى قريش له ]]
فقدتك فلم أجدك أين كنت ؟
قال : يا أم هانئ لقد أسري بي الليلة ، إلى بيت المقدس وعرج بي إلى السماء ، واجتمعت بالأنبياء جميعهم
وفرض الله علي ، وعلى أمتي خمس صلوات في اليوم والليلة ، وها أنا قد عدت إليكم
فأمسكت به رغبة ورهبة
[[ رغبة محبة بالبشرى التي يحملها ولا يتحملها عقل .. ورهبة خوف من قريش أن يكذبوه فإن العقل لا يتحمل ذلك ]]
قالت: بأبي وأمي أنت .. أمحدث قومك بهذا ؟
قال : نعم
قالت : لا تفعل فإنهم مكذبوك
فقال : والله سأحدثهم ولو كذبونِ
وهذا درس لجميع الدعاة
أن يبلغوا أمانة الله
إن رضي الناس عنهم أم غضبوا
يقول صلى الله عليه وسلم :
{{ ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس }}
فجلس صلى الله عليه وسلم ، في داره حتى أشرقت الشمس ثم ذهب إلى الكعبة
وطاف سبعة ، وجلس في حجر الكعبة
وكان مسروراً لما جرى له من تكريم الله له
كان جالس ، وبدأت قريش تصحى من نومها
وسبحان من ساق إليه فرعون هذه الأمة أبو جهل
كان أول واحد يقابل النبي قبل غيره
مر به ورآه جالساً
فقال ها يا محمد هل من جديد ؟
[[ يعني في شيء جديد يعني يسأل باستهزاء ]]
قال : نعم
فقال أبو جهل : هاتِ ما عندك
فقال له : لقد أسري بي الليلة إلى بيت المقدس ، واجتمعت بالأنبياء وصليت بهم
قال أبو جهل :
الليلة ؟!
قال له : نعم
قال أبو جهل : وعدت إلينا قبل أن يطلع النهار ؟!!!!!
قال : نعم
فذُهل أبو جهل ، وخاف إن هو فارق النبي كي يحدث الناس بما يقول ، أن يرجع فيرجع النبي عن أقواله ، فيكذب أبو جهل فلم يحرك قدميه من مكانهما
وبقي واقف مكانه أمام النبي
قال : يا محمد وإن اجتمع عليك قومك تحدثهم بما حدثتني ؟
قال : نعم
فصاح بأعلى صوته أبو جهل
[[ يا آل بني لؤي .. يا آل بني كعب .. يا آل بني فهر … نادى لكل قريش ]]
فهرع الناس وأخذوا يجتمعوا
قالوا : ويحك ماذا بك يا أبا الحكم ؟ !!
قال : اسمعوا إلى محمد ماذا يقول !!
[[ فحدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بما قال لأبو جهل ،وذكر لهم الإسراء لسه ما كمل ، ولم يذكر المعراج ]]
قاطعه أبو جهل مذهول من حدث الإسراء فقط ، لم يصل بعد لحديثه عن المعراج
قال : جاءني جبريل هذه الليلة ، وقدم لي دابة أكبر من الحمار ، ودون الفرس ، يقال لها البراق فأتيت بيت المقدس
[[ فقاطعوه كمان قبل أن يقول عرج بي إلى السماء ]]
قالوا : عدت إلى مكة قبل أن يطلع النهار ؟ !!!!!
قال : نعم
يقول الصحابة :
[[ لأنهم كانوا واقفين بين الناس ]]
يقول الصحابة : ف راع قريش الخبر ، فهم بين مصفق ومصفر و واضع يده على رأسه
وهنا أسرع أبو جهل ، يبحث عن أبي بكر الصديق
[[ لكي يخبره ، ماذا يقول صاحبه محمد ]]
أسرع أبو جهل يبحث عن أبو بكر الصديق حتى إذا لقيه
قال : يا أبا بكر .. أبلغك ما يقول صاحبك اليوم ؟؟
قال : ماذا يقول ؟
قال : يزعم أنه قد أتى بيت المقدس الليلة ، ورجع في جزء من الليل قبل أن يطلع النهار !!!
[[ انظروا إلى جمال و فصاحة أبا بكر ، الكيّس الفّطن الذي ترجم بأعماله وأقواله تعاليم الدين ، قبل أن يتعلمها ، ترجم الإيمان قبل العلم به
قبل أن تنزل الآية من القرآن
{{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا }}
وأبو جهل أكثر من فاسق ، وجاء بخبر لا يقبله العقل وليست العاطفة التي سوف تحكم أبو بكر
لو واحد منا هالأيام ومتعلق كثير بشيخه
كان حكى آه مزبوط وأنا كنت معه ]]
أبو بكر أراد أن يستوثق ، من كلام أبو جهل حتى لا يجعل الدين لعبة
[[ يحكيله اه صدق وبعد شوي يطلع أبو جهل كذاب ]]
فماذا قال أبو بكر
أحدثك رسول الله في هذا ؟
[[ أريتم سؤاله ؟؟ ما تسرع وجاوب ، هكذا المسلم الفطن ]]
ابو بكر ترجم الإيمان قبل العلم
أحدثك رسول الله في هذا ؟
[[ يسأل ابوجهل رسول الله هو الذي أخبرك ]]
قال : نعم وهو الآن عند قومك يحدثهم هذا الحديث
فقال أبو بكر الصديق
{{ إن كان رسول الله قد قاله ، فقد صدق ، فإني أصدقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء يأتي في غداوة أو رواحة }}
ومضى أبو بكر حتى جاء الكعبة ، وقد تجمع الناس حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، واخترق جموع الناس متقدماً إلى النبي وقد استوثق من الخبر ، وأصبحت المسألة عنده يقيناً تقدم إلى النبي ولم يسأله
[[ ما الخبر ؟ لم يقل له قص منها شوي خليها تركب بعقول الناس.. شوي شوي عليهم ، دينا يسر ، لا تصدمهم بالخبر ]]
تقدم أبو بكر من غير أن يتكلم بكلمة واحدة
وأمسك برأس النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبّله
أمام هذه الجموع كلها وصافحه
وصاح أمام الجموع وهو مبتسم :هنيئا لك رحلتك المباركة يا رسول الله
{{ فسمي الصديق من ذلك اليوم }}
رضي الله عنك وأرضاك يا حبيبنا يا أبا بكر ما أجملك
فقال المطعم بن عدي
[[ الذي أدخل النبي في جواره ، بعد ما رجع من الطائف قبل كم يوم ]]
ولأنه مجير النبي صلى الله عليه وسلم ، خاف يتفجر الموقف الآن
قال : يا ابن أخي
كل أمرك كان قبل اليوم أمّمة
[[ يعني قريب وبعيد يمكن نقبل بعضه وننكر بعضه ]]
أما اليوم فلا واللات لا أصدقك أبداً !!!
لقد جاوزت العقل والمنطق ، إنا لنضرب بطون الإبل صعوداً إلى بيت المقدس شهراً ورجوعاً شهراً .. فكيف تزعم أنك أتيتها في ليلة ؟
فقاطع كلامه أبو جهل
قال : يا محمد ، أمصرّ أنت على أنك جئت بيت المقدس الليلة
قال : نعم
قالوا : نحن نعلم أنك لم تأتيه على حياتك قط ولم تراه
[[ كلنا بنعرف إنك ما زرت الأقصى بعمرك ]]
فإن كنت جئته الليلة صفه لنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
فكربت كربة لم أكرب مثلها من قبل
[[ لقد أسري به في الليل وعلى البراق ثم عرج به إلى السماء ودهش بالأنوار .. فهل تفرغ أن يحفظ كم باب وكم عامود للمسجد ليصفه لأبي جهل ]]
يقول صلى الله عليه وسلم
فإذا بجبريل يقف أمامي فيضرب الأرض بجناحه حتى استوت ، ثم قرب لي بيت المقدس
حتى أن بيت المقدس عند دار عقيل بن أبي طالب
[[ يعني عند المسعى الصفا والمروة للخلف قليلا هناك دار عقيل ]]
قال : فأخذت أنظر إليه وأصفه باب .. باب
وسارية .. سارية
[[ حتى عمدان المسجد وصفها لهم ]]
يقول الصحابة: كل ما قال رسول الله وصف
قالت قريش : اللهم قد صدق
اللهم قد صدق
فلما انتهى من الوصف
قال : أبو جهل .. أما الوصف فنعم
ولكن أخبرنا يا محمد
إن لنا قافلة قادمة من الشام هل مررت بها ؟
أخبرنا عن قافلتنا ما شأنها أين هي متى تصل إلينا ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم لقد مررت بها ، إن لكم قافلتان
أما القريبة عند التنعيم ، والأخرى عند بئر الروحاء
أما قافلتكم عند التنعيم يتقدمها جمل أورق
[[ الأورق الذي فيه مشاحات باللون السكني ]]
عليه غرارتان أحدهما سوداء والأخرى بيضاء
[[ غرارتان يعني كيسين كبار ، كيس أسود وكيس أبيض ]]
وعندما مررت من فوقهم ، جفلت العير من صوت البراق [[ يعني قوة الهواء من سرعة البراق ]]
فوقع لهم جمل أحمر فكسر ساقه
قالوا : متى تصل القافلة إلينا ؟؟
فقال … وكان يوم الإثنين
قال : تصل إليكم يوم الأربعاء عند شروق الشمس
فقال : أبو جهل وسادة قريش ، إذن موعدنا شروق شمس يوم الأربعاء
فرجع النبي إلى داره ، وانفض الناس وليس لهم حديث إلا الإسراء به إلى بيت المقدس
حتى إذا كان يوم الأربعاء الفجر وقبل شروق الشمس أرسلوا إلى النبي
[[ هم يطلبوه يا محمد تعال إلى الموعد ]]
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فوقفوا ينظرون
فقال أبو جهل : هذه الشمس قد أشرقت يا محمد
وإذا برجل آخر من قريش يصيح
يقول: وهذه العير قد أقبلت والله
فأقبلت العير مع شروق الشمس ، كما قال النبي تماماً
وأسرع أبو جهل ، ومعه سادة قريش إلى القافلة ، فإذا بالقافلة يتقدمها
[[ جمل أورق عليه غرارتان كما وصف النبي تماماً ]]
فسألوا القافلة هل كان بالأمس الأول عندكم من حدث ؟
قالوا :أجل لمّا كان الثلث الأخير من الليل قبل الفجر مر بنا ريح شديدة فجفلت العير ، فوقع منا جمل أحمر فكسر
فنظروا إلى الجمل
معصوب ومكسور لونه أحمر .. صدق قول الرسول ووصفه كله
فماذا قال أبو جهل ؟؟؟
وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : أشهد أنك لساحر
[[ الكفر عناد قاتل الله الكفر وأهله ]]
قال تعالى :
{{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }}
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الثامنة والسبعون …