هذا الحبيب 93  –  حصار بيت النبي ﷺ

هذا الحبيب 93  -  حصار بيت النبي ﷺ

هذا الحبيب 93  –  حصار بيت النبي ﷺ

جاء فتيان قريش ، كما اتفقوا ينهالون من كل مكان إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم
وأحاطوا بالدار إحاطة السوار بالمعصم
كل مسلم رح يستغرب .. ويسأل لماذا لم يأذن الله له بالخروج قبل أن تحاصر داره هذا الحصار ؟

يأتون فيحاصرون الدار
ولماذا لم يخرج وقت الظهر لماذا لم يخرج العصر ؟
لماذا لم يدعو الله أن يأتيه بالبراق كما حدث في رحلة الإسراء ويحمل البراق الرسول من مكة للمدينة ؟

*الجواب :*
لو خرج قبل أن تحاصر الدار ، لما كانت تصلح الهجرة
{
{ درس لكل المسلمين إلى قيامة الساعة}}

ولو جاء البراق وحمله ، فأين القدوة لنا في ذلك ؟؟
وأين الدروس التى نتعلم منها في هذه الرحلة العظيمة ؟؟

انظروا إلى دار محاصرة من كل جوانبها
بسيوف مشرعه ، وبعد أن أحكم الحصار يأتي جبريل
ويقول للنبي : أخرج الآن
[[
اخرج الآن ؟! بعد الحصار كيف يخرج الآن يا جبريل ؟؟
ألم تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله ، لتتعلم كل أمتك أنه من توكل على الله لن يخيبه الله ، أليس هم يحاصرون دارك من جميع الجوانب ، وتوكلت على الله ، و تحمل القرآن في صدرك ]]

•• اخرج الآن
يا أمة محمد .. أن رسول الله نبي وأسوة
ويجب أن يعلم الناس كلهم كمال الإيمان وحسن التوكل على الله
••
اخرج الآن
لتعرف الأمة الإسلامية كلها أن في القرآن أسرار
القرآن ليس لبيوت العزاء
ولا لافتتاح الحفلات ولا لتزيين الحيطان
{{
القرآن دستور يعمل به }}
فإن فيه آيات إيمانية يعرف المسلم كيف يواجه أعدائه بها

قال تعالى :
{
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }}

انظروا ماذا قال له جبريل ، وكأنه يعطينا رأس الخيط ويقول لنا ، أن في القران أسرار ، كلما كان قلبك مفتوح يصب عليك من أسراره ، ولكل مجتهد نصيبه
قال له جبريل : يا محمد خذ حفنة من تراب
[[
بيت النبي ما كان فيه بلاط سيراميك ولا أرضه مفروشة موكيت انتبهوا كانت أرضيته من تراب ]]

قال خذ حفنة من تراب واقرأ عليها صدر ياسين

بسم الله الرحمن الرحيم
{
{ يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }}
والسر هنا كان في هذه الآية

{{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }}
اقرأها يا محمد ، على حفنة التراب، ثم اخرج وضع التراب على رؤوسهم فإنه لن يراك أحد

.. كان يمكن أن يخرج فيضع جبريل جناحه عليه فلا يراه أحد .. ولكن لتعلموا إلى قيامة الساعة ما سر القرآن الذي بين أيدينا ، القرآن بحاجة إلى قلب مفتوح وليس مقفول ]]

جبريل قال للنبي اقرأ آيات من سورة ياسين على حفنة من تراب ولن يراك أحد

[[ ولم يثبت أبداً لا بحديث ولا بنص سيرة .. ولا حتى برواية موضوعة أنه قال له لن يسمعوك ]]

قال له جبريل : لن يراك أحد
ولكن انظروا إلى إيمان النبي الكامل ، وهو العبد الكامل ، أيقن أنه لن يراه أحد ولن يسمعوه

عندما أخذ صلى الله عليه وسلم حفنة التراب ، وأراد الخروج
[[
قدر الله وكل شيء عنده بمقدار ، حكاية الصدفة هذه دعوكم منها أخرجوها من رؤوسكم لا يوجد شيء اسمه صدفة ، كل شيء عنده بمقدار ،ولو تواعدتم لاختلفتم بالميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا ]]

لما أخذ الرسول التراب بيده ، وأراد أن يخرج من باب بيته
فقال أبو جهل ، يريد أن يسلي فتيان قريش ، حتى ما يزهقوا ويناموا

قال تبو جهل لهم :
يزعم محمد هذا ، ويشير لهم إلى بيت النبي
[[
يعني هذا الموجود بين أيدينا الآن عبارة عن ساعات بده يخرج لصلاة الصبح بنقطعه بسيوفنا بس الآن خلينا نتسلى عليه ]]

يزعم محمد هذا ، أنه إن آمنتم به وصدقتموه ، بعثتم بعد موتكم
وكان لكم جنان كجنان الأردن والشام
وإن أنتم لم تؤمنوا به ، ولن تصدقوه بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار ذات لظى تحرقون بها
فضحكوا
[[
وأخذهم الضحك مثل بعض الشباب اليوم على مواقع التواصل لم يبقى لهم إلا الدين يضحكون على نصوصه بالنكت ، ولم تحكيلهم تأدبوا مع كلام الله ورسوله ، يقولون نمزح فكنا من التشدد ، للأسف نحن نعيش في جاهلية أشد من الأولى ]]

ضحك الفتيان
وكان صلى الله عليه وسلم يفتح باب بيته كي يخرج
[[
و ما خرج متسلل يفتح الباب ويخرج بل خرج قائما على قدميه ]]

 

وسمع قول أبو جهل
فقال بأعلى صوته : نعم أنا أقول هذا ، وأنت واحد منهم يا أبا جهل
[[
النبي يتكلم !!!! يا رسول الله أنت بدك تطلع والسيوف كلها مرفوعة ، وجبريل قال لك لا يراك أحد ،ما قال لا يسمعوك أنت يا رسول الله تتكلم وتتحداهم .. إيمان النبي الكامل بالله ]]

قال نعم أنا أقول هذا وأنت واحد منهم
[[
أي الذين سيدخلون نار ذات لظى ، أبو جهل منهم وذلك من أنباء الغيب أن أبو جهل لن يسلم وسيدخل النار ]]

ثم خرج ووضع التراب على رؤوسهم واحد واحد
فما ترك منهم فتى إلا ووضع التراب على رأسه

وقبل أن يخرج صلى الله عليه وسلم كان قد قال لعلي رضي الله عنه
قال له : يا علي انظر فإنهم يحيطون بالدار ، وينظرون من خلل الباب
[[
الخلل أي الشقوق الباب كان ألواح خشب مجمع بعضها على بعض وفيها شقوق ولأن الدار فيها سراج وفي الخارج ما في ضوء فالخارج يرى الذي بالداخل ]]

قال : انظر إنهم ينظرون من خلال الباب فعليك أن تشغلهم عني ساعة
[[
أخذ بالأسباب والحكمة انظروا إلى حسن التوكل على الله ولكن مع الأخذ بالأسباب .. اعقل وتوكل ]]

فعليك أن تنام بفراشي هذا يا علي
وأن تتغطى ببردي الأخضر هذا
[[
أي الذي ينام فيه النبي وكل قريش تعرفه ]]

تغطى ببردي الأخضر هذا حتى إذا كان الفجر علموا أنك علي ترد الودائع للناس وتلحق بي إلى يثرب
من هذه الكلمات
[[
رد الودائع ثم تلحق بي وصلت الرسالة ]]
عرف سيدنا علي ما دام يقول ارجع الأمانات والحقني إلى يثرب إذاً أنا لن أقتل

[[ لو حلفنا على القرآن سبعين مرة لواحد أنه لن يصيبك أذى بضل يقول طيب أفرض قتلوني، ]]

ما في عند صحابة رسول الله … أفرض ، وبلكي
دروس الهجرة لم تكن في شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، بل وكانت في أصحابه أيضاً رضوان الله عليهم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة الرابعة والتسعين   …