هذا الحبيب 96  –  الهجرة ، سراقة بن مالك

هذا الحبيب 96  -  الهجرة ، سراقة بن مالك

هذا الحبيب 96  –  الهجرة ، سراقة بن مالك

رجعت قريش من غار ثور
وجائزتها كانت كما قلنا
[[
١٠٠ ناقة من حمر النعم في كل منهما ، أي في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ١٠٠ ناقة وفي أبي بكر ١٠٠ ناقة لمن يردهما أحياء أو ميتين ]]

وأخذت قريش تبحث في كل مكان طمع بالجائزة ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في الغار مدة ثلاثة أيام
إلى أن خفّت حدت البحث فاطمئن النبي وقال لأبي بكر
انزل يا أبا بكر وانظر موعد
{
{ عبد الله بن أريقط }}
فنزل أبو بكر في اليوم الرابع
وكان على موعد معه في مكان معين
[[
الراحلتان مع عبد الله بن أريقط ]]

فةختبئ أبو بكر حتى ظهر عبدالله أولاً
وكان أبو بكر يراقب
هل خلفه أحد ؟؟

هل هو عين لأحد هل سيخون ويدل عليهم ؟؟
حتى إذا وجده ينتظر ، ظهر له أبو بكر واستطاع أن يعرف منه صدق النية
هل ما زال على وعده ، أن يكون الدليل إلى يثرب ؟؟

وكان الشرط أن يسلك بهم طريق لا تسلكه القبائل ، ولا تعرفه قريش
فلما تأكد منه
قال : انتظرني ها هنا ثم غاب أبو بكر
ورجع بالنبي صلى الله عليه وسلم
وقدم إليه أحسن الناقتين فركبها صلى الله عليه وسلم وأطلق عليها اسم {{ القصوى }}
وهذه الناقة التي عندما دخل المدينة يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم دعوها إنها مأمورة
[[
يعني إن الله يأمرها ويوجهها ]]
انطلق صلى الله عليه وسلم يصحبه
{
{ أبو بكر ، وعامر بن أبي فهيرة خادم أبو بكر ، والدليل عبدالله بن أريقط الرجل الخبير }}
فلما كانوا على بعد قليل من مكة
أبصر بهم رجل
{
{ من بني مدلج سيد قومه }}
و اسمه {{ سراقة بن مالك المدلجي }}

كان سراقة جالس بين قومه ، والكل يتحدث مكة بضواحيها وكل من حولها ترصد أخبار محمد
المطلوب محمد ، وحديث بني مدلج محمد وصاحبه والجائزة ٢٠٠ ناقة من حمر النعم
فجاء شاب مسرع ويلهث
قال : يا سراقة لقد أبصرت سواد في طريق الساحل بين الثلاثة أشخاص أو أربعة
يا سراقة ، لا آراهم إلا محمد وأصحابه
يقول سراقة
{
{ وقد أسلم فيما بعد رضي الله عنه }}

يقول : فغمزت له بعيني
[[
لغة الهمز التي تنزه النبي عنها لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين .. والمقصود الغمزة وللأسف منتشرة بين المسلمين هالأيام بشكل كبير ويريدون بهذا الغمز إخفاء حقيقة فيها حق أما الغمز الذي فيه نفع الغير وعدم إبطال حق فهو مشروع ]]

قال : غمزت له بعيني أن اسكت
ثم قلت :_لا .. ليس محمد وصحبه هذا فلان وفلان
[[
يعني اخترع قصة من عقله ]]
هذا فلان وفلان ذهبوا ونحن نعلم وهم يبحثون عن ضالة لهم

قال سراقة : وشغلت القوم بحديث بعيد عن صلب الموضوع ثم خرجت من مجلسي
وكان سراقة هو سيد القوم ،فلم يسأله أحد لماذا قام ؟؟
قال سراقة : فدخلت الدار وأمرت خادمي
أن يأخذ حصاني وأن يضعها بعيداً عن نظر القوم

قال : ثم أخذت رمحي فجعلت زجه بالأرض
[[
الزج يعني حديدة الرمح حتى لا تلمع مع ضوء الشمس ويراه قومه]]

وأخذت أخط برمحي الأرض ، حتى وصلت إلى حصاني فركبتها
فما زالت تقربني إلى طريق الساحل حتى رأيت محمد وصحبه
فدنوت منهم حتى هممت أن أرمي برمحي
فعثرت بي فرسي فألقتني عن ظهرها ، فقمت فزجرتها ثم ركبت على ظهرها
حتى دنوت منهم وأصبحت أسمع قراءة محمد وهو يقرأ القرآن
حتى لو ألقيت برمحي لأصبت

قال : فساخت يدا فرسي في الرمال
[[
يعني نزلت بالرمل صار الرمل طري ونزلت لحد الركب ]]

قال : وتوقفت فرسي بهذه الرمال فعلمت أنه ممنوع
فقلت : يا محمد أنا سراقة بن مالك .. وها أنا قد أدركت قف أكلمكم
قال : فسمعته يقول لأبي بكر ولم يلتفت
قل له يا أبا بكر … ماذا تبتغي منا ؟؟
[[
طبعا حصان سراقة غاص بالأرض ]]

فقال أبو بكر : ماذا تبتغي منا ؟
قال : أكلمكم
قال : ماذا تبتغي منا ؟
قال : يا محمد قد علمت أن أمرك ظاهر
[[
أي أن الله منعني أن أصل إليك علمت أنك مؤيد من الله ]]

قد علمت أن أمرك ظاهر أريد منك {{ كتاب عهد وميثاق ألقاك به يوم تفتح مكة }}

سراقة يطارد النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبشره بفتح مكة من الآن
فقال رسول الله لأبي بكر :
اكتب له كتاب وألقيه إليه ..
فقلت : يا محمد يا ابن سيد قومه قف أكلمك
قال : فوقف واستدار وكان لا يلتفت صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أراد أن يلتفت التفت بكلّه
فوقف واستدار

قال : نعم يا سراقة ؟
قلت : إن معي مال وطعام أعرض عليكم مساعده
فقال النبي : لا حاجة لنا بمالك ولا طعامك
قال هذا سهم من كنانتي يعرف بريشتي ستأتون على غنم لي مع الراعي خذوا منها ما شئتم
[[
يعني هي سهم مني معروف وفي راعي بالطريق معه غنم لي أعطوه السهم كعلامة وخذوا من الغنم ما شئتم ]]

فقال له صلى الله عليه وسلم : بارك الله في غنمك لا حاجة لنا بذلك

 

قلت : يا محمد إني على يقين بأن أمرك ظاهر وإني أعلم أنك دعوت عليّ وعلى فرسي حتى ساخت بالرمال
فادعوا الله أن يطلقها وسأرجع ولن يأتيكم مني شر أبداً وهذا كتاب عهد بيني وبينك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
اللهم إن كان صادقاً فأطلق له فرسه
قال : فنفضت يداها من الرمال ، وخرج لهم غبار ملء السماء كأنه دخان

يقول :سراقة ثم قال لي رسول الله
عمّي عنا الأخبار من هذا الوجه
[[
يعني كل ما لقيت واحد رجعه ]]

وإن كانت قريش جعلت لك مئة ناقة من حمر النعم
فأنا أقول لك يا سراقة
لك سواري كسرى إن أنت وفيت
[[
سواري كسرى !! شيء عظيم شخص مطارد من قومه يبشره بسواري كسرى الذي يضرب بهم المثل من يستطيع أن يصل لكسرى حتى يصل لسواري كسرى .. سواري كسرى تاجه من الذهب كان كسرى لا يضعه على رأسه لأنه ثقيل لأن العنق لا يستطيع أن يحمله لو يميل يكسر رقبة كسرى ، فكان معلق بجنزير من الذهب بالسقف فوق العرش إذا جلس كسرى كان التاج فوق رأسه فلا يكون ثقله على رأسه يوعده النبي بسواري كسرى ]]

يقول سراقة : فلم أكذبه ولكن قلت رجل مطارد من قومه يلجأ إلى غار يختبئ به ثلاثة أيام يبشرني بالظهور على كسرى إن أمره لعجب

رجع سراقة وكل ما لقى شخص بالطريق
يقول له :
كفيتم هذا الوجه ارجعوا ابحثوا في غيره
[[
يعني ما في ناس بهذا الطريق ابحثوا بمكان ثاني ]]

نأخذ أول بشارة لسراقة ونتقدم بالأحداث
فتح النبي مكة وسراقة لم يظهر ولم يأتي ، خرج النبي إلى حُنين وانتصر
فأقبل سراقه يدس نفسه بين الخيل والرجال
فأخذوا أصحاب النبي يبعدونه
ويقولون له :
دونك دونك [[ أي ابتعد ]]

فرفع سراقة الكتاب الذي كتبه له أبو بكر
على أي شيء كتب له ؟
على قطعة من عظم
رفع سراقة الكتاب
وصرخ سراقة بين جموع الناس :
يا محمد أنا سراقة بن مالك وهذا كتابك لي يوم الهجرة
فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم

وقال : أدنوه مني يوم وفاء وبر
قال : فدنوت منه فقلت {{ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله }}

قال : فنظرت إلى ساقه صلى الله عليه وسلم فكانت كأنها لب النخل
[[
أي بيضاء جميلة ]]

قال : فأحببت أن أبقى قليلا معه
فأخذت أفكر بسؤال أسأله حتى لا يبعدوني عنه
فلم يخطر ببالي إلا أن قلت
يا رسول الله
إنني ابني لإبلي أحواض ، واضع فيه الماء ،
فتأتي الإبل الغريبة فتشرب منه هل يكون لي بذلك أجر ؟
[[
يعني اخترع سؤال اختراع بس مشان يضل فترة أطول مع رسول الله ]]

فقال له صلى الله عليه وسلم :
نعم في كل كبد حره أجر
[[
أي في كل مخلوق عطشان تسقيه أجر لك عند الله ]]
قال سراقة : فأقمت عنده قليلا
ومضت الأيام ورحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى
وولي الخلافة أبو بكر الصديق ورحل إلى الرفيق الأعلى
ثم جاء عهد عمر بن الخطاب
وفتحت المدن وانهزم كسرى على يد سعد بن أبي وقاص ، وأرسل التاج والسوارين مع الغنائم إلى عمر بن الخطاب .. ووصلت إلى المدينة ووضعها عمر بالمسجد النبوي ونظر إلى سواري كسرى
وبكى عمر .. وقال أين سراقة بن مالك ؟
قالوا : رجل كبير بالسن يلزم في بيته
قال : أحضروه
فجاء سراقة يتكئ بين رجلين من الصحابة حتى دخل المسجد النبوي
فقال له عمر بن الخطاب :
يا سراقة أتذكر وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ؟
قال : سراقة .. أجل
قال له عمر : هذا سواري كسرى
فوضع السوار في يده فوقف سراقة أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم
وجهش بالبكاء وابتلت لحيته وقال أشهد أنك رسول الله
أشهد أنك رسول الله ، أشهد أنك رسول الله

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة السابعة والتسعين   …