هذا الحبيب 95  – قريش عند غار ثور

هذا الحبيب 95  - قريش عند غار ثور

هذا الحبيب 95  – قريش عند غار ثور


ثم عاد أبو جهل وقريش إلى جبل ثور
وقال :
اصعدوا الجبل وصعود الجبل مهمة صعبة
فأخذوا يصعدون الجبل ، بسيوفهم ،وعصيهم
وكان جمع كبير من قريش وعلى رأسهم
أبو جهل وأمية بن خلف
[[
جبل ثور يستغرق صعوده ثلاث ساعات إلى أن تصل لغار ثور ]]

صعدوا والدنيا نهار وشمس ساطعة ، وكان الجو حر
حتى وقفوا بباب الغار

صعدوا بغضب وجنون وقد أعلنوا جائزة لمن يرد محمد
{
{ ١٠٠ من حمر النعم }}

والشباب وصلوا لباب الغار
أبو بكر في الغار ..
سنرجع إلى الحديث كيف دخل صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار .. نكمل هذا الموقف

وصلت قريش إلى باب الغار حتى كان أبو بكر يسمع كلامهم يقول أبو بكر للنبي يا رسول الله
قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، لو نظر أحدهم من موضع قدميه إلى فم الغار لأبصرنا
[[
يعني لو نظر واحد منهم في المكان الذي هو واقف فيه وتأمل بالغار لأبصرنا ]]

قال أبو بكر :يا رسول الله لو نظر أحدهم من موضع قدميه لأبصرنا
فقال له صلى الله عليه وسلم :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

وينزل الله هذا في القرآن الكريم :
{{
إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }}

لما قرأ أحد الصحابة هذه الآيات أمام أبو بكر بعد وفاة النبي
بكى أبو بكر بكاء شديد وابتلت لحيته ، وهو يردد ويقول
أنا صاحبه ، أنا صاحبه
رضي الله عنه

لماذا هذا الحوار ؟
لأن قريش وصلوا لباب الغار ، ولأن الصديق يوقن بأنهم لو نظروا وتمعنوا داخل الغار لرأتهم قريش
ولكن الذي داخل الغار لا يدري ماذا حدث خارج الغار
[[
رسول الله وأبو بكر دخلوا في الليل إلى الغار وماذا حدث بيد القدرة في الليل أبو بكر لا يعلم ]]
فلقد أرسل الله تعالى جند من جنوده،

عنكبوت ينسج بيتا على فتحة الغار وبعض كتب السير تشكك بقصة العنكبوت والحمامة وبعضهم أثبتها وقال أنها من جنود ربك

يقول تعالى :
{
{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }}
وجنود الله تعالى غير متناهية ، لأن قدرته تعالى غير متناهية
هل يمكن أن يتخيل أحد أن عنكبوتا يكون سببا في نجاة الرسول صلى الله عليه وسلم
بل يمكن أن يكون فيروس جند من جنود الله تعالى، فيروس لا يرى بالعين المجردة يهلك جيش كامل وأقوى بلد على الأرض ، أمره كن فيكون ، أمره بين الكاف … والنون

سبحانه وتعالى :
{
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }}

جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع

فيقول: أنا الملك
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه
[[
ضحك النبي تصديقا لقول الحبر ]]

ثم قرأ
{
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }}

سبحانه وتعالى
يجعلهم على إصبع ثم يهزهن فيقول
أنا الملك ، أنا الله
أين المتكبرون ،أين الجبارون ، أين الذين أكلوا من خيري وعبدو غيري
لمن الملك اليوم ، لمن الملك اليوم ، لمن الملك اليوم
لله الواحد القهار

نسجت العنكبوت على باب الغار بيتها وامتلأ بالغبار والشوائب فوراً
هكذا أَمَر الله
أمر عنكبوت كبير أن يأتي وينسج بيته ، ويمتلئ غبار وشوائب
لكي يظنوا أن النسيج قديم ، وتأتي فوق هذا النسيج عند سقف باب الغار بين أعشاب قليلة
حمامتين برية تضعان عش وتبيضان بيض وتحضنانه

فسمع أبو بكر حديث المشركين
يقولون لبعضهم البعض :
وصلنا ،ألا نفتش الغار ندخل فيه لنرى ؟
[[
الغار مش كبير بالكاد يتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص ولكن مدخله ضيق ]]

قال بعض شبابهم :
ألا ندخل الغار ونفتشه ؟؟

فقال ابو جهل : تريد أن تدخل الغار !!
قال :_ نعم .. و لم صعدنا إذاً ؟ !!

قال له أبو جهل:
ألا ترى ما بباب الغار إن عليه نسيج عنكبوت من قبل أن يولد محمد
[[
يعني قبل ٥٣ سنة ]]

انظر إلى الحمامتين
لو كانا قد دخلا الغار ، ألا تهج الحمامتان ؟؟

ألا يمزق نسيج العنكبوت ؟؟

أحذركم ، وإياكم أن تدخلوا إلى الغار ولا تقتربوا منه فيكون فيه ما يؤذيكم
[[
يعني سبع وإلا حية ]]

ارجعوا وابحثوا في غير هذا المكان

وهناك قول أن الحمامتين اللتين كانتا بباب الغار قد
نزلتا إلى الحرم
[[
وكل ما ترى من الحمام الآن في الحرم المكي والمدني من نسل تلك الحمامتين ]] هذا قول لا نثبته ولا ننفيه والله أعلم بصحته

نرجع لأبي بكر الصديق ماذا فعل قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم للغار ؟؟

لما أرادوا أن يدخلوا الغار يقول الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم
قال الصديق : بأبي وأمي لا تدخله حتى استكشفه لك
[[
يعني أدخل أنا أول أشوف إذا فيه شيء يؤذي ]]

 

فقال له صلى الله عليه وسلم ، أتحب يا أبا بكر إن به شيء أن ينزل بك قبلي ؟
قال : نعم لا أراك تصاب بمكروه
فنزل الصديق في الغار ،و تفقد الغار فلم يجد به شيء ، ولكن وجد فيه شقوق بين الصخور خاف أن يكون فيها شيء من أفاعي أو حشرات مؤذية إذا ناموا خرجوا من الشقوق .. فأخذ أبو بكر يمزق من ثوبه ،ويحشي هذه الشقوق
ثم قال : أدخل يا رسول الله فدخل والليل كان ظلام
[[
وقد صح أنه خرج النبي مهاجر في 1 ربيع الأول يعني ما في قمر بالسماء]]
ليل مظلم

دخل النبي ومن شدة التعب وضع رأسه على قدم الصديق ونام
وبقي الصديق سهران خوف على رسول الله
فلما طلع الفجر وانتشر النور نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر
وهو من دون ثوب عليه قطعة قماش تستر عورته
فقال : يا أبا بكر أين ثوبك ؟
قال : سددت به هذه الشقوق يا رسول الله خشيت أن يخرج منها ما يؤذيك
{
{ الحديث في البخاري}}
خشيت أن يخرج منها ما يؤذيك
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتلت لحيته ، ثم رفع يديه وقال ..
اللهم إن الصديق قد أَوجَب
[[
يعني عمل كل ما عليه ]]

اللهم إن الصديق قد أوجب .. فاجعله معي في درجتي حيث كنت في الجنة ، الصديق ينال درجة النبي في الجنة
[[
مش الموضوع ثوب ولكن بالمعنى المنطوي تحت هذا الثوب أرأيتم قدر أبو بكر الصديق للأسف كثير من المسلمين لا يعلمون من هو الصديق رضي الله عن الصديق وجزاه الله عنا كل خير ]]

أبو بكر الصديق أنفق ماله كله على الدعوة إلى الله والمستضعفين ولما هاجر لم يترك في بيته درهم ولا دينار
وقد أخبرتكم من قبل كيف أنفق ماله
وأنه نزل فيه قوله تعالى :
{
{ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يرضى }}

قسم من الله
أن أبا بكر يوم القيامة سيعطى ويعطى ويعطى ، ويعطى ويعطى .. حتى يرضى
يسأله الله .. أرضيت يا أبا بكر ؟ ما دام لم يرضى
يعطيه الله حتى يرضى
وفي آية ثانية بعد أن أقسم الله لرسوله في سورة الضحى
{
{ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى }}
آية لابي بكر ولسوف يرضى
والآية الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولسوف يعطيك ربك فترضى
فقال صلى الله عليه وسلم والله والله والله لا أرضى و واحد من أمتي في النار .. أمته الذين اتبعوه واحبوه اللهم اجعلنا منهم
ترضى لم تنزل إلا برسول الله وأبو بكر
الإثنين فقط رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر اللذان أقسم الله لهما في القرآن بالعطاء حتى الرضا

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة السادسة والتسعين   …