هذا الحبيب 99 مشاكل المدينة ، قبل ان يدخلها صلى الله عليه وسلم
العهد المدني _ البداية
{{ وهو من أهم الاجزاء }
انتهينا في الهجرة ، عند خيمة أم معبد ، وقبل أن نشرع بالحديث ، بوصول النبي صلى عليه وسلم للمدينة ، ونزوله بقباء كيف كان استقبال أهل المدينة له لا بد لنا من أن نلقي نظرة على
{{ مشاكل المدينة }}
قبل دخوله عليها صلى الله عليه وسلم
صحيح انتهت المرحلة الصعبة في تاريخ الدعوة، وهي مرحلة الدعوة المكية، والتى استمرت {{ ١٣ سنة }} وكانت مليئة بالإضطهاد الشديد جدا ، والتعذيب ، والتضييق ، والحرب الإعلامية
ولكن أيضا العهد المدني ، كان صعب وليس بالسهل أبدا
لنرى ما الذي واجهه ، صلى الله عليه وسلم ، عندما هاجر إلى المدينة وكم تحمل نبينا صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله
١_ الحروب بين الأوس والخزرج
كانت المدينة تموج بالحروب الأهلية بين
{{ الأوس والخزرج }}
ولقد تحدثنا فيما سبق عنهم
إنهم أوس وخزرج أخوة من أم واحدة اسمها {{ قيلة }}
وبرغم من أنهم من سلالة رجل واحد وأم واحدة
و مع ذلك كانت هناك عداوة شديدة جدا بين قبيلتي الأوس والخزرج
وبينهما تاريخ طويل من الحروب الأهلية، عددها أكثر من عشرة حروب
آخرها كان
{{ حرب بعاث }}
التي انتهت قبل الهجرة بخمسة سنوات فقط ، وكانت أشهر وأدمى معركة بين اليثربيين، والتي أورثت في نفوسهم الكثير من الثارات والاحتقانات
٢_اليهود
وجود ثلاثة قبائل يهودية كبيرة في المدينة
وهي قبائل
بني قينقاع
وبني النضير
وبني قريظة
وقد قابل اليهود الدعوة الإسلامية بالعداء الشديد
والسبب أنهم كانوا يطمعون أن يكون نبي آخر الزمان واحد منهم، ثم كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لهم
ان يكون نبي آخر الزمان من العرب
المغضوب عليهم ، كان يظنون أن نبي آخر الزمان سيكون منهم لان أكثر الانبياء ، من بني إسرائيل
ونبي آخر الزمان ، كان معروف وذكره موجود من آدم ومن بعده على لسان الأنبياء والرسل جميعهم
من آدم إلى عيسى ، كلهم كانوا مأمورون هم ومن تبعهم أن يتبعوا هذا النبي الأمي إن هو ظهر فيهم
قال تعالى :
{{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ }}
النبيين والرسل جميعهم مأمورون باتباعه صلى الله عليه وسلم
فهذا النبي لو ظهر في أي أمة من الناس ، فهو فخر لهذه الامة ليس بعده فخر ، لما له من كرامة ومحبة عند الله
أريتم قدر حبيبنا صلى الله عليه وسلم ؟؟
الذي سماكم يا من تقرأون السيرة {{ أخواني }} وهو في اشتياق لكم
اليهود لم يتوقعوا أبدا أن يكون هذا النبي من العرب ،و من ولد إسماعيل عليه السلام الذي لم يخرج من سلالته ولا نبي واحد قط
وهم يعلمون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم قبل تحريفها بمنتهى الدقة
قال تعالى :
{{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }}
وهذا تعبير قرآني في منتهى الروعة
[[ لأن الإنسان يرى ابنه أكثر مما يرى ربما نفسه، فأنت تنظر إلى ابنك أكثر مما تنظر إلى نفسك في المرآة، وترى ابنك منذ كان عمره يوم واحد ]]
الشيء الوحيد الغير موجود في كتبهم
هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو موجود أن اسمه {{ محمد }}
وموجود أن اسمه {{ أحمد }}
وليس مكتوبا أنه
{{ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة إلى أن نصل إلى عدنان إلى أن نصل إلى اسماعيل بعد ذلك }}
وكان كل الأنبياء بعد إبراهيم عليه السلام ، من نسل يعقوب ابن إسحاق
[[ يعني كل الأنبياء بعد إبراهيم من بني إسرائيل، لأن يعقوب هو إسرائيل، وقد جاء بعد إبراهيم مئات الأنبياء وكلهم من بني إسرائيل ]]
باستثناء نبي واحد هو إسماعيل عليه السلام وهو أبو العرب ولم يأت نبي واحد من نسل {{ اسماعيل }}
ولذلك لم يخطر في بال بني إسرائيل ، ولا في بال أحد أن يكون آخر الأنبياء من العرب وليس من بني إسرائيل
ولكن جاء الرسول صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل عليه السلام
وكأن الله تعالى يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم
{{ يعدل كل الأنبياء }}
وبالرغم من أن عدد اليهود في المدينة كان كبيرا
إلا أنهم كانوا أقل عددا من
{{ الأوس والخزرج }}
ولذلك كان الأوس والخزرج مستعلين على اليهود في المدينة
وكان يهود المدينة يشعرون بالقهر في مواجهة الأوس والخزرج ، و لذلك كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان لينتقم لهم من قهر الأوس والخزرج
وكانوا دائما يقولون لهم
{{قد أظل زمان نبي آخر الزمان نقتلكم به قتل عاد وارم }}
وهذا بالطبع انحراف في التفكير
لأن نبي آخر الزمان لابد أن يكون للناس كافة، ولا بد أن يكون رحمة للعالمين، ولا يمكن أن يأتي نبي لمعادات طائفة من الناس على حساب طائفة أخرى
فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم من نسل اسماعيل
كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة ليهود المدينة، ولذلك قرروا معاداة الرسول صلى الله عليه وسلم ، منذ أول يوم لدخوله المدينة
قال تعالى :
{{ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }}
لذلك كان من أكبر المشاكل التى واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم هي وجود اليهود في المدينة، واليهود معروفون بخبثهم ومكرهم ومكائدهم
٣ _ المشركين
وجود عدد كبير من المشركين في المدينة
صحيح أن أغلبية أهل المدينة كانوا مسلمون، ولكن لم يكن كلهم مسلمون، وكان بعضهم لا يزال على شركه، ولم يجبر الرسول صلى الله عليه وسلم أحد على الاسلام، وهؤلاء كانوا يكرهون الإسلام ويكرهون المسلمون ويضمرون لهم البغض والعداوة
٤_ المنافقون
بعد الهجرة، ودخول أغلب أهل المدينة في الإسلام، ظهرت طائفة جديدة
وهي طائفة {{ المنافقون}} والمنافق هو الذي يظهر ما لا يبطن
وهذه الطائفة لم تكن موجودة في مكة
لأن الإسلام كان ضعيفا، ولكن ظهرت بعد الهجرة، وبعد أن أصبح للإسلام دولة، وخصوصا بعد غزوة بدر
وهذه الطائفة أخطر بكثير من المشركين
لأن المشرك معروفة عداوته للإسلام ، وتستطيع أن تأخذ منه حذرك ، وأن تواجهه
بينما المنافق مثل المرض الخفي ، الذي يفتك بالجسم دون أن تشعر به
ولذلك عقاب المنافق أعظم من عقاب الكافر
يقول تعالى :
{{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ }}
٥_ المشكلة الإقتصادية
ظهرت في المدينة مشكلة اقتصادية
نتيجة هجرة عدد كبير من أهل مكة
وموارد المدينة محدودة ، ولذلك لم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أصحابه المهاجرين إلى الحبشة بأن يأتوا اليه في المدينة
٦_ مشاكل المهاجرون
واجه المهاجرون عدد من المشاكل الخاصة
أولها مشكلة السكن
[[ ما عندهم بيوت يسكنوها ]]
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة المائة …