هذا الحبيب 100 – وصول النبي ﷺ إلى أطراف المدينة بئر عذق
وصل صلى الله عليه وسلم ، عند قدومه للمدينة إلى بئر اسمه
{{ بئر عذق }}
هذا البئر على أطراف المدينة يقع في مزرعة المستظل ، يبعد عنها مسافة حوالي {{ ١٠كم }}
استراح صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان وشرب من ماء البئر فكان أو ماء يشربه في المدينة من ذلك البئر
صلى الله عليه وسلم
فلما جلس يستريح
قدر الله عزوجل
[[ اللي نحن نسميه اليوم صدفة ، اي شي بتكون مش مرتبله نحكي عليه صدفة ، عند الله لا يوجد شيء اسمه صدفة ، افهموها ورسخوها في عقولكم مافي شي اسمه صدفة ، كل شيء عنده بمقدار ]]
قدر الله بوصول نبيه إلى ذلك الماء
أن يمر رجال من تجار قريش ، كانوا قادمين من الشام
راجعين إلى مكة
والقادم من الشام يمر أولاً بالمدينة ، ثم يكمل مسيره لمكة
والنبي صلى الله عليه وسلم ، قادم من مكة إلى المدينة ، فالتجار من قريش مرّوا بالمدينة وخرجوا منها
فاستراحوا على أول ماء بعد المدينة
وكان ذلك مع وصول النبي صلى الله عليه وسلم {{ لبئر عذق }}
فالتقوا هناك
وكان مع هؤلاء الرجال
الصحابي الجليل
{{ الزبير بن العوام رضي الله عنه }}
وكان مسلم وخارج في تجارة لقريش
فلما التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعلم أنه مهاجر نشر بضاعته
وأخرج ما فيها من ثياب
وكسا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر الصديق ثياب بيض جديدة
حتى يدخل بها المدينة
واستأذن النبي أن يتم تجارته إلى مكة ثم يعود مهاجر إلى المدينة
فكانت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يستقبله أصحابه وهو بثياب حسنة ، فاغتسل صلى الله عليه وسلم على ذلك الماء ولبس الثياب الجدد البيض
ةهل المدينة قد بلغهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم
وأنه في طريقه إليهم
وقدروا مسافة الطريق
قالوا : سبعة أيام إلى ثمانية
وبلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من مكة لهلال ربيع الأول
وما كان في حسابهم ذهابه إلى الغار ثلاث أيام في لياليها ، ولم يكن في حسابهم أنه سلك طريق لا تسلكه القوافل
فلما حسبوا الأيام بسبعة أو ثمانية
يقول أصحابه
والحديث مشهور
عندما توقعنا وصوله صلى الله عليه وسلم كنا نخرج كل يوم بعد صلاة الفجر إلى طرق المدينة
ونرقب وصول رسول الله حتى تغلبنا الشمس على الظلال
[[ أي تصبح حرارة الشمس عالية ولا يوجد شيء يستظلوا به .. يضربهم حر الشمس ]]
فندخل بيوتنا
[[ لأن موعد وصوله ، ما بيعرفوا سبب تأخر وصوله ]]
وهكذا كل يوم ، مضت أربع أو خمس أيام ، وهم على هذه الحال
وفي ذات يوم
[[ أي الذي وصل به النبي صلى الله عليه وسلم ]]
وفي ذات يوم خرجنا كعادتنا حتى غلبتنا الشمس فدخلنا بيوتنا
فما أن دخلنا بيوتنا حتى سمعنا صارخاً يصرخ
يهودي كان على سطح حصن لهم
واليهود عندهم علم كما يعلم أهل المدينة أنهم يترقبون وصول النبي صلى الله عليه وسلم
قال وإذا بصارخ يصرخ يا بني قيلة
[[ نسبهم إلى أمهم الكبرى جدتهم وحكينا قبل هيك أن الأنصار أوس وخزرج أخوين أمهم واحدة اسمها قيلة ثم كان منهم العشيرتين أوس وخزرج وصار بينهم قتال وحروب فأصبحوا أعداء فألف الله بين قلوبهم ببعثت النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فصاح بهم
يا بني قيلة هذا جدكم الذي تنظرون قد أقبل
[[ الجد يعني الحظ ]]
هذا حظكم قد أقبل
يقول الصحابة فأخذنا سلاحنا نستقبل النبي صلى الله عليه وسلم
[[ يعني من باب الإعتزاز وقوة الترحيب بالنبي ]]
خرج بعض الرجال من الأوس والخزرج ، لاستقبال الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يدخل المدينة بعد
قالوا :
أخذوا سلاحهم وأخذنا نبصر الطريق وإذا به صلى الله عليه وسلم مع صحبه الثلاث يخفيهم السراب مرة ويظهرهم مرة أخرى مبيضين مقبلين
[[ ما معنى مبيضين المسافر بالعادة لا تكون ثيابه نظيفة إما أن تكون اتسخت بحكم السفر أو عليها غبار على الأقل .. قالوا وإذا بهم مبيضين أي بثياب بيضاء نقية ]]
يقول أصحابه رضي الله عنهم
أكثرنا لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم
لا يعرفه منا إلا من بايعه في مكة وقد دخلت يثرب كلها بالإسلام ونحن لا نعرف النبي ولم يسبق لنا أن رأيناه وكان هو وأبو بكر في سن واحدة متقاربة
[[ النبي صلى الله عليه وسلم يتقدم أبو بكر بالعمر سنتين وأربع أشهر ]]
فلما اقتربوا وقف النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يستقبلهم فجلس تحت ظل شجرة
يقول أصحابه فأقبلنا فرأينا رجلين مبيضين قريبين بالعمر من بعضهم البعض ومعهم خادم ودليل يدلهم على الطريق
قالوا فأيقنا أن هذا هو النبي وهذا صاحبه ..
ولكن أيهما النبي لا ندري فقام إلينا رجل منهم يستقبلنا فظننا أنه رسول الله فأخذنا نحييه وما عرفنا أنه أبو بكر إلا عندما رجع إلى النبي وهو جالس لا يتكلم صلى الله عليه وسلم
فأخذ أبو بكر يظلل النبي بثوبه حتى لا تضربه الشمس
قالوا فعرفنا أنه رسول الله
فسلموا على رسول الله واستقبلوه
ثم مضى بهم صلى الله عليه وسلم ذات اليمين حتى وصلوا إلى بساتين قباء
[[ لم يدخل المدينة المنورة ، مباشرة ]]
وكانت قباء في ذلك الوقت قرية منفصلة عن المدينة المنورة
تبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }}
لماذا لم يدخل المدينة المنورة مباشرة
واتجه نحو قباء
كأن النبي صلى الله عليه وسلم ، يستأذن أهل المدينة ، في الدخول على مدينتهم، خاصة أن أهل المدينة لم يكن كلهم مسلمون، بل كان هناك مشركون وكان هناك يهود
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم بدخوله المدينة ستكون هناك مرحلة جديدة من تاريخهم
وستتغير حياتهم كما يقولون {{ ١٨٠ درجة }}
فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يترك لهم فرصة لمراجعة أنفسهم ، وحتى يتأكدوا أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه المرحلة الجديدة
وهي مرحلة في غاية الصعوبة ، لأنهم سيقفون ليس أمام قريش فقط، وهي من أقوي القبائل العربية، بل سيقفون كذلك في مواجهة كل العرب
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة 101 …