هذا الحبيب 108   – موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 108   - موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 108   موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم

انتقل صلى الله عليه وسلم من العهد المكي ، إلى بداية العهد المدني
والسيرة النبوية أصبحت تأخذ طابع جديد ، وطعم مميز فقد أصبح صلى الله عليه وسلم
{
{ صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة المنورة }}
هو قائدها الروحي لأنه نبيها
وهو قائدها السياسي ، لأنه الآمر الناهي المشرع عن الله فيها
وإن كان الله قد أراحه ، من سفهاء مكة وقريش وأصنامها
فقد ابتلاه الله في المدينة بأخس خلق الله وأحقرهم وأسفههم
{
{ اليهود المغضوب عليهم من رب العالمين }}
فانتقل من سفاهة قريش ، إلى سفاهة اليهود
لأن الله سماهم هكذا ولا نشتمهم تعصب ولا مزاجية
قال تعالى في حقهم :
{
{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها }}
عندما حولت القبلة
فالله سمى اليهود السفهاء ، فهم أسفهه خلق الله ولا أسفه منهم إلا من وثق بهم وتعامل معهم
السفهاء الذين قالوا لنبيهم المعظم المبجل عندهم
{
{ موسى عليه السلام }}
الذي لا يؤمنون بغيره
قالوا له
{
{ سمعنا وعصينا }}
فإذا كانوا يقولوا هذا لأعظم أنبيائهم سمعنا وعصينا
فماذا تتوقعون منهم ؟!!!
ابتلاه الله بهذا الحفنة القذرة ، من أخس خلق الله المغضوب عليهم الذين
{
{ ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله }}

وهم لا ينقطعون عن الوقاحة قط .. ابتلاه الله بهم ولحسن خلقه وسعة صدره صلى الله عليه وسلم
وليحقق قوله تعالى :
{
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }}
واليهود من العالمين فوسعهم بحلمه ، وصبر عليهم وبدأ مشواره معهم في المدينة
ةستقر بالمدينة صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يوجه الدعوة إلى الله لليهود وأخذ اليهود يتقربون منه يريدون أن يستوثقوا أهو النبي الذي ينتظرون أم غيره ؟
ولأول مرة وقعت أبصارهم عليه
عرفوه فساء صباحهم أنه من ولد إسماعيل ، غضبوا على الله لماذا إ
اختاره من العرب
كي نعلم أن عداوة اليهود متأصلة منذ أن بعث محمد من العرب
فكانوا ينتظرون نبي آخر الزمان ، بصفاته التي يعرفونها تماماً كانوا يعرفون أوصافه كما يعرفون أبنائهم
بل وأشد معرفة
فكانوا ينتظرون أن يكون من ولد إسحاق ويعقوب من بني إسرائيل لذلك اختاروا المدينة دار إقامة
وجاؤوا بقبائل ثلاثة
{
{ قريظة وقينقاع والنضير }}
وسكنوا في المدينة لماذا ؟
لأنهم أيضاً بما يهمهم من البحث في كتبهم عرفوا موضع ولادته ومهجره
ولأنهم لم يتمكنوا من السكن في مكة ، فسكنوا في المدينة لأنهم عرفوا أنه سيكون هنا دار هجرته
ونفر قليل من أكابرهم سكنوا بطحاء مكة .. وكان أملهم أن يولد منهم
ولكنه ولد من العرب ، ولما سمعوا بمبعثه تيقنوا الخبر ولقد أتينا على نبذه من هذا في بدية السيرة أن أحبار اليهود استطاعوا أن يحددوا ليلة المولد النبوي
وعرفوا أنه ولد تلك الليلة .. ولما لم يكن من ولد إسرائيل أيقنوا أنه من العرب
واستطاعوا أن يحددوا من هو جده .. عبد المطلب .. وبشروا به وأخبروا قومهم أنه طلع نجم أحمد صبح هذه الليلة ..
ولما هاجر جائه أحبارهم ونظروا إليه وكلموه وعلموا أنه هو هو

وفي سياق الحديث عنهم سأذكر قصة عظيمهم
{{
حيي بن أخطب }}
ماذا قال لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة ؟؟
دعوني أولاً انتقل بكم بالسيرة لغزوة خيبر قليلا ، لنربط الحدث مع بعضه البعض
لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم {{ خيبر }} وهزم اليهود من بني النضير
وانتهى الأمر أن اختار النبي صلى الله عليه وسلم
{
{صفية بنت حيي }}
وتزوجها وأسلمت
ولما دخل الإيمان لقلبها ، واطمئنت ، وأصبحت زوجة للنبي هي التي تحدث ، وما أجبرها أحد على الحديث تحدث النبي مباشرة فيقول لها حدثي أصحابي فتحدث صفية أصحاب النبي عن أبوها
{
{ حيي بن أخطب }}
الآن لنسمع نحن القصة من أم المؤمنين
{
{ صفية بن حيي }}
رضي الله عنها
تحدثنا عن أبوها وعمها
تقول صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها
زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان أبوها أشد أعداء رسول الله وأصله يهودي
وها نحن نترضى عنها ونقول أم المؤمنين لأن الإسلام يجّب ما قبله
{
{ نحن لا نعادي الأشخاص لأصلهم ونسبهم إنما نعادي عقيدتهم وسلوكهم }}

تقول صفية : يا رسول الله لقد كان أبي
{
{ حيي بن أخطب }}
سيد بني النضير
وإليه مرجعهم
وكان عمي
{
{ أبا ياسر حبر من أحبارهم }}
فلما سمعا بمبعثك اعتراهم هم كبير
فما زالوا يترقبوا أخبارك ، حتى قدمت إلى قباء
فلما سمعا بقدومك ، خرجا إليك مغلسين
[[
أي من الصباح ]]
وكنت أحبّ أبنائهم إليهما
[[
هي تقول عن نفسها كانوا يحبوني أكثر من كل أولادهم ]]
إذا خرجا وعادا
ولقياني هششت لهما ، فأخذاني من دون أبنائهما
[[
يعني يتركوا كل الأولاد والبنات ويحضنوا صفية فقط من كثر حبهم لها ]]
قالت : فخرجا يوم قدومك إلى قباء مغلسين أي الصبح
فما عادا إلا مع سقوط القرص
[[
مع غياب الشمس طول النهار من المدينة إلى قباء مسافة ]]

 

فعادا مع سقوط القرص ، فاترين كسلانين ، ساقطين يمشيان الهوينا
[[
يعني مهدود حيلهم مع أنهم ما حاربوا راحوا شافوا أوصاف النبي أول ما وصل لقباء ورجعوا ]]

قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما نظر إلي واحد منهما
[[
مش فاضيلك معمي على قلبهم ]]

قالت : فسمعت عمي أبا ياسر ، يقول لأبي حيي بن أخطب
يسأله
أهو هو ؟
هل تيقنت منه كما نجده في كتبنا ؟
قال له حيي : أجل والله هو .. هو ، وربِ عيسى وموسى هو الذي كنا ننتظره
قال : هل عرفته بصفاته ونعته ؟
فقال له : أشد من معرفتي بابنتي هذه ، تقول صفية وأشار إليّ بأصبعه
[[
يعني ممكن أضيع بنتي صفية وهي بين الناس مستحيل بعرفها من بين مليون بني آدم وأنا عرفته أكثر من معرفتي بصفيه هذه ]]

فقال عمي أبا ياسر:
فماذا في نفسك منه ؟
[[
يعني شو موقفك الآن ]]
قال : عداوته ما حييت
قالت صفية : فأمسك عمي أبا ياسر بيدي أبي
وقال : يا أخي أطعني في هذه واعصيني بما شئت .. لا تناصب الرجل العداء ما دام نبياً ورسولا فيهلكنا الله

فصاح وقال : لا لا عداوته ما حييت
لما بعثه الله من العرب ؟

ويكفينا قوله تعالى :
{
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}

هل رأيتم من يهود ؟؟
زعلان من ربنا هذا المنحط ، لماذا جاء خاتم الأنبياء من العرب لم يعجبه اختيار الله
سمعتوا
[[
بالله عليكم هؤلاء بهذه النفوس الخبيثة ، رح يرجعولنا فلسطين وعاصمتها القدس على طبق من ذهب إذا عارفين النبي وصفاته ، وعملوه عدوهم ومش مشكلة خلي الله يهلكهم ما رح يؤمنوا به ، ليش ربنا بعثه من العرب.. بالله عليكم رح يرجعولنا أرضنا بالمفاوضات .. يا طالب النصر من أعدائك مت كمداً .. كطالب الشهد من أنياب ثعبان ]]

قال : عداوته ما حييت لما بعثه من العرب.. هذا حديث ترويه أم المؤمنين صفية تخبرنا عن موقف أبوها اليهودي من النبي صلى الله عليه وسلم
اليهود يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يعرفون أبنائهم ولما جائهم ما عرفوا كفروا به
ومع ذلك كله ، رغب النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم ، ولكن لم يؤمن إلا آحاد يعدوا على الأصابع ، وكفروا ولا إكراه في الدين
لم يلزمهم ويجبرهم على الإسلام .. ولكن جعل بينه وبينهم معاهدة
[[
قوم يجاوروننا في المدينة ويدينون بغير ديننا إذا يجب أن يكون بيننا وبينهم عهود ومواثيق ]]

فكتب معاهدة تجمع الأوس والخزرج المؤمنين جانباً ..
واليهود الذين يجاوروهم ثلاث قبائل جانبا آخر .. ذات بنود طويلة

عاهد النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ، وملخص المعاهدة بالمختصر لهم الحق أن يعيشوا في المدينة كأهل المدينة لا قيود عليهم أبداً
يبيعون ويشترون ويعبدوا ما يشاؤون .. لهم حقوق وعليهم واجبات .. حقوقهم أن تعيشوا معنا بأمان ، وواجبكم إذا هاجمنا عدو
[[
بما أنكم ساكنين معنا ]]

إذا هاجمنا عدو ، أن تدافعوا عن المدينة كما ندافع نحن ..
وإذا وقعت بينكم وبين أحد منا دماء الحكم فيها لله
[[
قاتل عمد يقتل قاتل خطأ بتدفع دية ونحن كذلك ]]

ولكن
{
{ اليهود والعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً }}

ولن تجد أوفى عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحسن خلق من رسول الله ، ولا أوسع صدراً من رسول الله ، ولا أحلم من رسول الله
وقد التزم معهم بالعهود بكل ما يرضي الله ، واليهود لم يوفوا له ببند واحد قط
وسيأتي معنا بالتفصيل كيف عفا عن بني قينقاع
وكيف أجلى بني النضير
وكيف ختم بالأمر بالقضاء على بني قريظة
ولا قبيلة منهم أوفت ، بعهد واحد للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا طبعهم وسورة البقرة مدنية نزلت في المدينة وأكثر الآيات فيها تخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خبث يهود ومكرهم
ملخصها أن

{{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان ابداً ، ابداً ، ابداً }}

نزلت على رسول الله ليعلمه الله من هم يهود .. ويا ريت أمتنا هالأيام تفهم هالكلام
إذاً النبي الآن في مرحلة جديدة بعد كفار مكة .. الآن مع
{
{ اليهود والمنافقين }}

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 109  …