هذا الحبيب 109  –  المنافقون في المدينة المنورة

هذا الحبيب 109  -  المنافقون في المدينة المنورة

هذا الحبيب 109  –  المنافقون في المدينة المنورة

تكلمنا عن موقف اليهود ، من النبي صلى الله عليه وسلم
ونأخذ نظرة أيضاً عن المنافقون فيها

المدينة أصبحت تحت رعاية النبي صلى الله عليه وسلم
وفيها
{
{ مهاجرين وأنصار }}
مهاجرين وأنصار ، من خيرة خلق الله ، والامة المحمدية
إمامهم الراعي ، ليس خير خلق الله فحسب
بل وخير رسل الله ، لأن الرسل من خير الخلق وخيرهم وخاتمهم وإمامهم محمد رسول الله

انظر إلى هذه البيئة كم هي جميلة
إمامها وحاكمها
{
{ محمد صلى الله عليه وسلم }}

خير خلق الله على الإطلاق
يتنزل عليه الوحي أناء الليل وأطراف النهار

الرعية هم
{
{ مهاجرون وأنصار }}

كتاب الله يطبق كأنما هو حي يدب على الأرض
حتى أصبح الصحابة رضوان الله عليهم في هذا الدين
{
{ قرآن متحرك يمشون على الأرض }}

ومع جمال هذه البيئة لم يمنع أن يكون بين صفوفهم منافقين
ومن هنا أريد أن أشير إلى الذين يعلّقون دائماً فشلهم و سلوكهم
وعدم اتباعهم لدين الله على شمّاعة يقال لها {{ المجتمع }}

أنا لا أنكر أن المجتمع قد ينفع ويضر ، ولكنه لا يثني مؤمن عن إيمانه ، لا يمكن مستحيل

لأن المجتمع المكّي بكل غطرسته ، وفساد من فيه ، وتسلط الشرار على الخيار
لم يثني آل ياسر ولا بلال الحبشي ولا الذين عذبوا من المستضعفين عن دينهم

حتى امرأة فيهم هي
{
{ أم عمار بن ياسر أول شهيدة في الإسلام سمية }}

ماتت تحت التعذيب
ولا أن ترضي أبا جهل بكلمة واحدة
فالمجتمع لم يثنيها عن دينها ، ولا حتى بلال الذي ذكرت نموذجه من العذاب لم ينثني عن كلمة .. أحد أحد
والمجتمع المدني كما وصفناه بجلالة قدره ، من كان إمامه ؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجبريل يهبط ويرتفع ، والقرآن يتنزل في الليل والنهار والرعية مهاجرين وأنصار والقرآن يطبق على أكمل وجه
لم يمنع ابن سلول أن يكون
{
{ رئيس للمنافقين }}

فكان يصلي بالصف الأول في مسجد الرسول
فإذا ما جلس الرسول بين الخطبتين يوم الجمعة
وقف ابن سلول
واستدار إلى المصلين إلى الأنصار والمهاجرين
[[
وبما أنه أنصاري لا يملك أن يخاطب المهاجرين ]]

فكان يخاطب قومه
ويقول : يا معشر الأنصار ، يا معشر من آمن بالله ورسوله ..

اسمعوا ، وأطيعوا ، وأنصروا ترحموا ، يرحمكم الله
[[
أريتم النفاق واهله ، كيف يرفع برقية ولاء وتأييد بين يدي النبي في كل جمعة ، وفي نفس الوقت يكيد للنبي والمؤمنين في كل ساعة ]]

حتى نزل القرآن يفضحه ، ويذكر كلماته ، كلمة ، كلمة

قال تعالى :
{
{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }}

سماه الله منافق بالقرآن الكريم
ومع هذا لأن المنافق لا يستحي ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : {{ إن لم تستحي فاصنع ما شئت }}

بعد نزول الآية قام أيضاً ابن سلول في الجمعة التي تلي نزول هذه الآية ليكمل نفاقه
وقف
وقال : يا معشر
وقبل أن يتم كلامه كان رجل من الأنصار من قومه أنصاري خزرجي ، ويعتبر ابن سلول سيده وأميره
جذبه من ثوبه ، حتى أنزل ركبتيه إلى الأرض
قال له : اجلس قبحك الله ألا تستحي ؟!!!!!

ماذا تقول بعد أن نزل فيك قرآن يتلى أترى أحد يثق بك أو يصدقك ؟؟ !!

فغضب ابن سلول ، ونفذ صبره لأنّ المنافق ليس مؤمن .. المؤمن هو الصبور

فقام ابن سلول ، وتخطى الصفوف ، وهو يشتم ويلعن وخرج من المسجد والنبي على المنبر
خرج هذا المنافق والنبي يخطب على المنبر
حتى لقيه رجل من قومه على باب المسجد

قال له : ويحك أين تخرج ورسول الله يخطب ؟

قال : قمت أؤيده ، وأشد أزره ، كما أفعل كل جمعة فقام أصحابه

[[ انظروا لصيغة المبالغة لسه ما طلع من باب المسجد الذي شده واحد من عشيرته ، مش من المهاجرين ، هذا أسلوب كل منافق ]]

قال : قام أصحابه يتجاذبوني من ها هنا ، وها هنا
[[
شايفين النفاق كلمة تقال في مجلس على بعد ١٠ أمتار بتصير قصة ، أليس هذا واقعنا ؟؟ ]]

فقال له الرجل : ويحك ارجع يستغفر لك رسول الله
قال : لست بحاجة إلى استغفاره ، وأدار وجهه إلى الجهة الأخرى
فقال له الرجل الأنصاري :
إني لأرجو الله أن ينزل في لوية عنقك هذه ، قرآن يتلى إلى قيام الساعة
[[
انظروا إلى صدق الصحابة وقلوبهم كيف كانت معلقة بالله ]]
وما هي إلا أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الجمعة
وإذ بجبريل يهبط عليه بالقرآن

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ () سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }

 

نزلت الايات كما طلب الصحابي المؤمن الصادق أرجو من الله أن ينزل في لوية عنقك قرآن
{
{ لووا رءوسهم }}
أريتم هذا المجتمع الذي إذا تمنى فيه أحد من المسلمين الصادقين على الله أن ينزل آية .. أنزلها الله كما يريد .. أي مجتمع هذا ؟
ولكنه لم ينفع إنسان فُطر على النفاق ، فلا نعلق فشلنا وبعدنا عن دين الله على شماعة شيء يقال له {{ لمجتمع}}
والسيرة للتأسي برسول الله وصحابته الكرام .. هذا هو المجتمع المدني وحال الصحابة ، وهكذا كان المنافقون بينهم

ننتقل الآن بأذن الله ، الى باب الغزوات والسرايا
لنتعلم الكثير من رجال
{
{ لو أرادوا قلع الجبال ، لأزلوها }}

كل الأجزاء القادمة تمهيد لغزوة بدر أعظم معركة وقعت على الارض ستأخذ معنا أجزاء كثيرة
يجب متابعة كل الأجزاء لنفهم أكثر عن غزوة بدر

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 110  …