هذا الحبيب 114  –  خروج المسلمين لبدر

هذا الحبيب 114  -  خروج المسلمين لبدر

هذا الحبيب 114  –  خروج المسلمين لبدر

____

بدر تسمى
{
{ بدر الكبرى }}
وتسمى
{
{ أم المعارك }}
وتسمى
{
{ يوم الفرقان }}

كما سماها الله في القرآن الكريم وبدر هي التي
أحقت الحق وأبطلت الباطل

ويوم نصرت فيه القلة على الكثرة ، فقلبت موازين الكون ، لأن القاعدة الشعبية تقول :
{
{ الكثرة تغلب الشجاعة}}

ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة ، وجعلت الكفار يولون الأدبار
{
{ بدر }}
أعظم درس للمسلمين ، في ظل الظروف التي يعيشونها الآن

__

قرر صلى الله عليه وسلم
أن يترقب قافلة قريش ، عند عودتها من الشام إلى مكة لأن المعلومات التي وصلت النبي صلى الله عليه وسلم
أنها قافلة ضخمة، واستيلاء المسلمين عليها تعتبر ضربة اقتصادية قوية جدا لقريش
وعلم أن هذه القافلة
في طريقها من الشام إلى مكة، وأن هذه القافلة تحمل تجارة ضخمة جداً قوامها
{
{ ألف بعير }}

وتقدر قيمة هذه التجارة
{
{ بخمسين ألف دينار ذهبية }}

كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة ، حراسة ضعيفة لا تتناسب مع ضخامتها ، وأنها لا تزيد عن سبعين رجل ، وأنها بقيادة سيد قريش
{
{ أبو سفيان }}
ومعه أيضاً
{
{ عمرو بن العاص }}

وكانت القافلة عند عودتها ، خرجت من الأردن ووصلت بلاد الحجاز

______
وقف صلى الله عليه وسلم ، بين أصحابه
وقال لهم :
هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها، لعل الله أن يغنمكموها

وكلمة العير
[[
يعني الإبل التي تحمل التجارة ]]

وقال : من كان ظهره حاضرا فليركب معنا

[[ ومعنى الظهر في اللغة يعني الدابة، أي الناقة أو الحصان، فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا ]]

فجعل بعض الصحابة ، يسأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في أن ياتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم النبي

وقال : لا إلا من كان ظهره حاضرا

[[ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان متعجلا ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام ، فعرف الناس أن الرسول لا يريد قتال لأنها عير لقريش فيها سبعين رجل يعني مش مستاهلة ]]

وكان ممن لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم
{
{عثمان بن عفان }}

لأن زوجته السيدة
{
{رقية }}
بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت مريضة مرضا شديدا، فظل معها
{
{عثمان بن عفان }}
حتى يرعاها في مرضها

_____
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة

يوم السبت
{
{ ١٢ رمضان }}
في السنة الثانية من الهجرة

فخرج معه من المهاجرين والأنصار
{
{ ٣١٣ رجل }}
ولم يكن معهم من الخيل ، إلا اثنان

أحدهما للزبير بن العوام ، ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم
والثاني للمقداد بن الأسود

ولم يكن معهم إلا
{
{ ٧٠ جمل }}

فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين على جمل
حتى النبي صلى الله عليه وسلم ، كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة
[[
يعني رسول الله ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها ]]

كان إذا جاء دوره بالمشي
يقول له أصحابه :
اركب يا رسول الله ونحن نمشي بدلاً عنك

فيقول صلى الله عليه وسلم :
ما أنتما بأقوى مني على المشي ، وما أنا أغنى منكما عن الأجر ، أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي

فكان صلى الله عليه وسلم مثله مثل أصحابه

وهكذا كان أبو بكر ، ذوعمر ، وعبد الرحمن بن عوف ، يشتركان في بعير واحد

والمسافة لبدر تقريبا
{
{ ١٥٠ كم }}
يعني النبي صلى الله عليه وسلم و كل صحابي مشي بحدود {{ ١٠٠ كم }} على قدميه فوق رمال الصحراء الملتهبة

___
فلما خرج صلى الله عليه وسلم ، والهدف عنده وعند أصحابه عير قريش ليس إلا
[[
يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق ]]

حتى وصلوا إلى مكان على طرف المدينة
اسمه
{
{ بيوت السقيا }}

وهي آبار عذبة على بعد حوالي
{
{ كيلو ونصف من المدينة }}

فوقف هناك صلى الله عليه وسلم
يستعرض اصحابه
[[
يعني يشوف من هم الصحابة الذين خرجوا معه ، كم عددهم ، ينظمهم ]]
وقف هناك ونظر إلى أصحابه فوجد فيهم غلمان
[[
شباب صغار بالعمر يعني ١٤ _ ١٥ سنة ]]
كعبدالله بن عمر
و زيد بن ثابت
وغيرهم من أبناء الأنصار والمهاجرين

فأوقفهم وأرجعهم

وكان بين هؤلاء الشباب الصغار شاب اسمه
{{
عمير بن أبي الوقاص عمره ١٦ سنة }}
أخو سعد بن أبي وقاص
يقول سعد عن أخوه
فكان يتوارى
[[
يخفي نفسه ، يتخبه ]]
فقلت: مالك يا أخي ؟
فقال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستصغرني فيردني

وإني أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة
[[
وقد نالها كما تمنى على الله تماما استشهد في بدر رضي الله عنه ]]

يقول سعد :
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أخي عمير

فقال له النبي :
أرجع يا عمير
فأخذ يبكي بكاء شديد ، وارتفع صوته بالبكاء

فلما رأه النبي صلى الله عليه وسلم ، بهذا الوضع
سمح له بالخروج
لأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة

____
فأرجع صلى الله عليه وسلم الصغار الصبية

واستخلف على المدينة في الصلاة على الناس
{
{ عبدالله بن أمي مكتوم }}

تتذكروا هذا الإسم
[[
يوم عبس وتولى الرجل الأعمى وقد تحدثنا عليه بالتفصيل ]]

استخلفه ليصلي بالناس
[[
بصراحة بستغرب من البعض الذين يقولون تكره إمامة الأعمى ، والمصيبة تسمعها من بعض الفقهاء ، طيب ليش ؟؟
قال لا يحسن الطهارة لأنه أعمى .. يا فضيلة الشيخ النبي لا يعرف من يحسن الطهارة ومن لا يحسنها ؟
جعل إمام الصحابة في غيابه خمس صلوات عبدالله بن أمي مكتوم رضي الله عنه الرجل الأعمى .. السيرة منهاج حياة مش سرد قصة لازم نوقف عند أدق التفاصيل ]]

وجعل على المدينة من يدير شؤون أهلها الصحابي الجليل
{
{ أبو لبابة رضي الله عنه }}

_____
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض أصحابه
ثم قسمهم فرقتين

ميمنة وعلى رأسها
{
{ الزبير بن العوام }}

وميسرة وجعل على رأسها
{
{ المقداد بن عمرو }}

وقد كانا الزبير والمقداد كما قلنا ، هما فقط معهم الخيل

____
ثم جعل لهم لوائين
واحد للمهاجرين حمله
{
{ علي بن أبي طالب }}
والآخر للأنصار حمله
{
{ سعد بن معاذ }}
وكان لونهما أسود

___
ثم قال صلى الله عليه وسلم ، لرجل من أصحابه
قف واحذر أصحابنا
[[
يعني شوف عددهم ]]

حتى إذا غاب أحدهم تفقدناه ، أو تخلف أحدهم تفقدناه فوقف وعدهم

ومن الطبيعي أن لا يعد النبي صلى الله عليه وسلم معهم فالنبي شيء وأصحابه كلهم شيء آخر
فعدهم

فقال يارسول الله عددهم ، ثلاثة عشرة وثلاث مائة رجل
[[
العرب زمان كانت تقدم العدد الصغير على الكبير يعني ٣١٣ بلغتنا اليوم ]]

فلما سمع النبي بهذا الرقم وقف صلى الله عليه وسلم
وكّبر
وقال : الله أكبر عدة أصحاب طالوت لن يهزموا أبدا

فسُرَ بهذا العدد {{٣١٣ }}
صلى الله عليه وسلم
قال هذا العدد لا يهزم

____
من هم أصحاب طالوت ؟؟
[[
واعذروني أنا لم أخرج عن موضوعنا غزوة بدر ، ولكن لكل مقام مقال ]]

باختصار من هم أصحاب طالوت ذكر الله قصتهم بالقرآن وجاء بالحديث
أنه خرج {{ طالوت }}بسبعين ألف من بني إسرائيل ليقاتلوا عدو الله {{ جالوت }} ومن معه

اخبرهم طالوت بأن الله مبتليكم بنهر
[[
يعني في طريقكم رح تلاقوا نهر .. لا يشرب منه الجيش اللي معك والذي يشرب منه لا يعتبر من الجيش ]]

فقال لهم طالوت
{
{ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ }} ۚ

غرفة بيده
[[
يعني يبل ريقه شوي هذا أول إمتحان لبني إسرائيل ]]

فانظروا ماذا فعل بني إسرائيل ، شربوا منه جميعا إلا القليل منهم

[[ ربنا بحكيلهم لا تشربوا منه .. جكر راحوا شربوا اللي بيعصوا كلام ربنا ، بني إسرائيل بالله عليكم ماذا تتوقعوا منهم ]]
فشربوا منه إلا قليل

عددهم {{ ٧٠ ألف }} كلهم شربوا

إلا القليل وكم كان عددهم الذين أطاعوا كلام الله و طالوت {{ ٣١٣ }} فقط من ٧٠ ألف …. تخيلوا

هذا الرقم هو الذي ثبت ، وهو الذي قاتل وهو الذي انتصر
__

نرجع لبدر

فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا العدد

قال : الله أكبر عدة أصحاب طالوت لن يهزموا أبداً
وعدد {{ ٣١٣ }}
لو نتأمل فيه
٣ + ١ + ٣ = ٧ إعجاز الرقم سبعة
__

ثم مضى الركب على بركة الله ، ونظر الرسول إلى المدينة وبسط كفيه ودعى لها وفي ذلك الموقف جعلها
{
{ حرم }}

قال
{
{ اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعى لمكة وحرم مكة وإني محرم المدينة ، اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة ضعفي ما باركت لأهل مكة }}
ثم دعى لأصحابه ثم مضى على بركة الله

ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى الروحاء
وهو موقع لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة {{ ٦٠ كم }}
[[
الروحاء كلها بساتين وفيها موقع ماء ، وعند هذا البئر سيقبض عيسى المسيح عليه السلام عندما ينزل إلى الأرض ويقتل الدجال ويكسر الصليب ، وبعد أن يحج في آخر أيام من عمره فعندما يرجع من مكة بعد حجه ويستريح عند الروحاء فيأتيه ملك الموت هنا ويشيعه المسلمون من بئر الروحاء إلى المدينة حتى يجهز ويدفن في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب عمر بن الخطاب لذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر

كيف بك يا ابن الخطاب إذا بعثك الله يوم القيامة بين نبيين وصديق ]]
ولا يخلف رسول الله وعده
فلما وصل الروحاء وهو يترقب الأخبار
فعلم أن أبا سفيان قد علم بخروجه وأخذ يستنفر قريش لنجدته

__
طيب سؤال من أخبر أبو سفيان وهو آتٍ من الشام ؟
مافي غيرهم
{
{ المغضوب عليهم ، يهود }}

ماذا يفعلون بالمدينة وبمساعدة ابن سلول رأس المنافقين ماذا يفعلون ؟
غير المكر والفتنة

____
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج لاعتراض قافلة أبو سفيان

أسرع اليهود وأرسلوا واحد منهم يخبر أبو سفيان

مع أنه كان بينهم وبين الرسول {{ عهود }}

لكن القاعدة الأساسية لا تنسوها أبداً وعلموها لأبنائكم
{
{ عهود ويهود .. ضدان لا يجتمعان أبداً ، ابداً ، ابداً ، منذ أن خلقهم الله إلى أن تقوم الساعة }}

أرسلوا رجل يخبر أبو سفيان على الفور .. فلما وصل الخبر أبو سفيان

أرسل رجل على الفور يستنجد بقريش واسمه
{
{ضمضم بن عمرو الغفاري }}
فأرسله إلى مكة ليستنفر قريش للدفاع عن أموالهم وليخبرهم بأن محمداً قد يهاجم القافلة ، فانطلق ضمضم سريعاً إلى مكة

الآن ننتقل لقريش في مكة ونرى ماذا صنعوا لما سمعوا الخبر

_ صلى الله عليه وسلم _

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 115  …