هذا الحبيب 115  –  خروج قريش لبدر

هذا الحبيب 115  -  خروج قريش لبدر

هذا الحبيب 115  –  خروج قريش لبدر

_____
عندما وصل خبر خروج النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان

أرسل رجلاً يستغيث بقريش ، ويستنفرهم لحماية القافلة

وكان اسم هذا الرجل
{
{ ضمضم بن عمرو }}
هذا الرجل

[[ مثل ما بنحكي شغل دعايات ، كيف لما واحد يدخل انتخابات بيستأجر واحد للدعاية الانتخابية ، ضمضم نفس الشي أرسله أبو سفيان لهذه المهمة ]]

المفروض {{ ضمضم }}

يذهب مسرعا لقريش ، ويدخل مكة ، ويخبر قريش أن قافلتهم وأموالهم في خطر
انظروا الآن ماذا فعل ؟؟

_____
ما إن وصل {{ ضمضم }} إلى مكة

شق قميصه ، وجدع أنف بعيره
[[
يعني أمسك سيفه وجرح أنف الخيل ]]

و وقف تحت رأس البعير ، حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ، ودخل مكة على هذه الهيئة

ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ
يااااا معشر قريش
اللطيمة ، اللطيمةَ
[[
اللطيمة يعني القافلة ، ولم يكن أحد في قريش إلا وهو مشارك بماله في هذه القافلة ]]

اللطيمة ، اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها
الغوث الغوث

___
فلما رأت قريش ذلك ، اشتعلت وهاجت وماجت وثارت وقالوا :
أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟
كلا، والله ليعلمن غير ذلك

____
وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعا
فتجمع لقريش
{
{ ١٣٠٠ مقاتل }}
فيها {{ ٢٠٠ }} فارس
ومعهم عدد كبير من الجمال، وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين

____

و تردد الكثير من {{ قريش}}
في الخروج
وبرغم أن قريش كانت تعلم بقلة عدد المسلمين إلا أن كثير من شرفاء قريش ترددوا في الخروج

ومن هؤلاء
{
{ أبو لهب }}
زوج حمالة الحطب
عم النبي صلى الله عليه وسلم
خاف من المواجهة، لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه

وكان يخشى ويعلم أن ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم نبي صادق ولكن
{
{ الكفر عناد }}

فاستأجر رجل من قريش بـ
{
{ ٤ آلاف درهم }}
على أن يكون مكانه
محتج بأن صحته لا تعينه على الخروج

___

ومن الذين ترددوا للخروج أيضا
{
{ أمية بن خلف }}

والسبب :
عندما انطلق {{سعد بن معاذ }}
سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرا

فنزل على
{
{ أمية بن خلف }}
وكان صديقا له

وكان {{ أمية }} إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على {{سعد }}
والعكس

فقال له أمية :
انتظر حتى إذا انتصف النهار ، وغفل الناس طفت بالبيت

فلما جاء منتصف النهار وبينما
{{سعد بن معاذ }} يطوف

رآه {{ أبو جهل }} فعرفه
وقال: من الذي يطوف آمناً ؟
فقال سعد: أنا سعد بن معاذ

فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمناً ، وقد آويتم محمد وأصحابه ؟
فصرخ في وجهه سعد

وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت ، لأقطعن متجرك بالشام
وكان امية واقفاً معهما

فقال أمية لسعد :
يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم
[[
أي ابو جهل ]]
فإنه سيد هذا الوادي
فأمسك أبو جهل بسعد ، وأمسك سعد بأبي جهل

فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ، ويصرخ في وجه سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، و وقف أمية بجانب أبو جهل كالمدافع عنه

فغضب سعد لأن أمية ، لم يقف معه ، وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده
فغضب سعد
وقال لأمية :
دعنا عنك [[ يعني أنت مافي منك فائدة ]]

دعنا عنك فوالله لقد سمعت رسول الله أنه قاتلك
قال : إياي
[[
أنا سيقتلني محمد ]] !!!
قال : نعم

فقال أمية : أهو قاتلي في مكة ؟!!

فقال له سعد : لا أدري ، ولكنه قاتلك

فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف ، وبال في ثوبه
[[
عملها تحته ]]

وقال : والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث
ورجع أمية إلى بيته ، يرتجف من الخوف
فقالت له زوجته : ما الأمر ؟!!!

فقال أمية لها : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي
[[
قصده سعد ]]
قالت : وما قال لك ؟!!
قال : زعم أنه سمع محمداً ، يزعم أنه قاتلي
فقالت زوجته : فو الله إن محمد لا يكذب أبدا
فلما جاء النفير إلى بدر
تذكر أمية هذا الموقف

فأراد أن يتخلف أمية بن خلف ، لأنه يعلم صدق النبي صلى الله عليه وسلم

وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل
{
{ أبو لهب }}
فسمع أبو جهل بذلك

فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه
{
{ عقبة بن أبي معيط }}

فكان واحد منهم يحمل مجمرة
والآخر يحمل مكحلة
فوضعها بين يدي امية بن خلف

وقال له أبو جهل : اكتحل يا سيد قومه

وإستجمر
[[
أي تطيب بالبخور كالنساء ]]
فإنما أنت مع النساء

فغضب أمية ورمى المكحلة والمجمرة برجله

وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به لتعلمون أني أول من يقاتل ، واضطر للخروج معهم لبدر
وقد قتل في بدر كما أخبر نبينا وحبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم

_____
وكان ممن خرج مكرها
{
{ العباس }}
عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وصديق طفولته
وقد كان في مكة ، ويكتم إسلامه

خرج و وقع في الأسر ، وسيأتي ذكره بالتفصيل

وكان ممن خرج مكرها أيضا
{
{ أبو العاص بن ربيع }}
زوج السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وقد كانت رضي الله عنها لا تزال في مكة مع زوجها
قبل أن يفرق الاسلام بين الزوجين المؤمن والكافر

فكان
{
{ أبو العاص بن ربيع}}
يكره محاربة حماه الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكنه خرج مكرها حتى لا يتهم بالجبن ، أو أن يتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته
خرج و وقع بالأسر أيضاً ، وسيأتي ذكره بالتفصيل

_____
كان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بترك مكة والهجرة الى المدينة
لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم ، واختاروا الدنيا على الآخرة، وهؤلاء حكم الله تعالى على من قتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر

قال الله تعالى عنهم :
{
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }}

_____
وأذكر لكم أيضا من المواقف التي وقعت في هذه الفترة

أن {{عاتكة بنت عبد المطلب }}
عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وسلم
رأت قبل قدوم {{ضمضم }}
إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة
وهو ينادي بأعلى صوته: ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر، فاجتمع الناس حوله
ثم دخل المسجد ووقف على ظهر الكعبة
وصرخ بمثلها
ثم صعد جبل
{
{ أبي قبيس }}
وصرخ بمثلها

ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها ، فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلتها منه فلقة، إلا بيوت
{
{ بني زهرة }}

فزعت {{عاتكة }} من هذه الرؤيا فأرسلت إلى أخيها {{العباس }}
وقصت عليه الرؤيا

فقال لها : والله إن هذه لرؤيا، فاكتميها، ولا تذكريها لأحد.

[[ بالمختصر رؤيا عاتكة ، تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل ، إلا بني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ،وفعلا بني زهرة لم يخرجوا مع قريش لبدر ]]

والله إن هذه لرؤيا ، فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد
ثم خرج العباس فلقي
{
{ الوليد بن عتبة بن ربيعة }}
وكان صديقا له، فذكرها له

وقال له : لا تخبر بها أحد، فذكرها الوليد إلى أبيه
{
{ عتبة بن ربيعة }}
فانتشر الحديث في كل مكة

وبينما رهط من قريش يجلسون عند الكعبة يتحدثون في رؤيا
{
{عاتكة }}
وفيهم أبو جهل

إذ أقبل {{ العباس }}
يطوف بالبيت

فقال له أبو جهل :
يا عباس أما أرضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم !!!!

[[  يستهزئ ما بيكفي أن محمد يدّعي أنه نبي ، وكمان نسائكم صاروا أنبياء ]]
فقال له العباس: وما ذاك ؟
فقال له: الرؤيا التي رأت عاتكة

فقال له العباس: ما رأت شيئاً

فقال أبو جهل:
والله يا عباس إن تمض ثلاث ولم يكن من ذلك شيئا ، لنكتب كتاباً نعلقه في الكعبة أنكم أكذب بيت في العرب

ولم تمر ثلاثة أيام حتى تحققت رؤيا عاتكة، وجاء
{
{ضمضم بن عمرو الغفاريو}}
يصيح في مكة كما ذكرنا

______
خرجت قريش بقضها وقضيضها
[[
يعني خرجوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، والقض في اللغة هو الحصى الكبير ، والقضيض هو الحصى الصغير ، يعني جاءوا بكل شيء ]]

___
وخلينا نشوف هذه المقارنة

النبي صلى الله عليه وسلم معه
{{ ٣١٣ }} رجل من الصحابة

خرجت قريش معها {{ ١٣٠٠ }} مقاتل

خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم
{{ ٢ }} فرس فقط ٢

خرج مع قريش {{ ٢٠٠ }} فرس

خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٧٠ }} بعير

خرج مع قريش {{ ٧٠٠ }} بعير

وأخرجوا معهم المغنيات ، والدفوف عشان يعطوا الحماس للرجال

وأخرج أبو جهل قاتله الله بعير خاص
{
{ يحمل إناء الخمر }}
يسقي ويشجعهم على القتال

خرجت قريش بكبريائها ، تحاد الله ورسوله وخرج صلى الله عليه وسلم بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عزوجل

وسنرى في هذه المعركة الدروس الكثيرة التي نحتاجها اليوم والتي غفل عنها المسلمون

وسنعرف تماما معنى قوله تعالى :
{{
إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }}

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 116  …