هذا الحبيب 117 –  النبي صلى الله عليه وسلم يستطلع خبر قريش

هذا الحبيب 117 -  النبي صلى الله عليه وسلم يستطلع خبر قريش

هذا الحبيب 117 –  النبي صلى الله عليه وسلم يستطلع خبر قريش

_____

تقدم جيش قريش إلى بدر لمواجهة المسلمون ، رغم أن قافلة أبا سفيان قد نجت

فوصلت أخبار للنبي صلى الله عليه وسلم ، بأن أبا سفيان قد هرب بالقافلة من جهة الساحل

وأنه استنجد بقريش وأن قريش في طريقها إلى بدر

____
فلما وصل صلى الله عليه وسلم ، إلى العدوة الدنيا

قال تعالى :
{
{ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ }}

{{ العدوة القصوى يعني الأبعد والعدوة يعني حافة الوادي .. بدر منطقة وادي لها حافتين .. حافتها القصوى أي البعيد جهة مكة ، فكل من يأتي من جهة مكة ، ويقترب من بدر ، يكون عند حافة الوادي القصوى البعيدة .. والعدوة الدنيا تكون أقرب للمدينة التي وصل إليها النبي صلى الله عليه وسلم ]]

وأيضا وصلت قريش للعدوة القصوى
لما وصلت قريش أناخوا بها واستراحوا

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل إلى العدوة الدنيا
[[
أي حافة الوادي من الجهة الأخرى ]]

وكان بينهم تلال لا يرى من خلالها أي فريق الآخر

____

فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم هناك
خرج صلى الله عليه وسلم بنفسه ، واصطحب أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ليستطلع الأخبار بنفسه

فجاء على شيخ من شيوخ العرب كبير
يقال له {{ الضمري }}

وسأله النبي ، ماذا عندك من خبر قريش وعيرها ؟
ومحمد وصحبه ؟؟

فقال الشيخ : ممن أنتما
{
{ يعني إنتوا من أي فريق مشان يعرف كيف يحكي معهم }}

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إن أخبرتنا أخبرناك [[ أول شيء أخبرنا وسوف نخبرك ]]

فقال الشيخ : هذه بتلك
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : نعم
قال : أما وقد كان
[[
يعني إذا هذا شرطك ]]

فإني سمعت أن محمد وأصحابه
[[
وهو لا يعرف النبي ]]
أن محمد وأصحابه خرجوا بغية عير قريش ، في يوم كذا وكذا فإن كان قد صدق من أخبرني ، فإن محمد وأصحابه اليوم في مكان كذا وكذا
[[
بالمكان اللي معسكر فيه النبي بالزبط العدوة الدنيا ، لأن العرب كانت تعرف المراحل في كذا يوم أين يكونون ]]

__
وسمعت أيضا ، أن أبا سفيان أرسل يستنصر قريش ، وخرجت كلها لتحمي عيرها في يوم كذا وكذا

فإن كان الذي حدثني صدقني ، فإن قريش اليوم ستكون في مكان كذا وكذا
[[
أخبره بالمكان اللي فيه قريش بالتمام العدوة القصوى ]]

_
قال وأما أبو سفيان ، فقد علم الخبر ، فساحل بعيره
[[
ساحل مش معناها تسحسل وهرب أي سلك طريق ساحل البحر ]]

فلا أعرف أين اليوم كان
[[
يعني ما بعرف مكانه هرب ]]

__
قال : ها أنا قد أخبرتكم
فأخبرني ممن أنتما ؟؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
نحن من ماء .. ومضى

يقول أبو بكر : فنظرت إلى الرجل يقلب كفيه
ويقول : من ماء ؟ أي ماء ؟؟!!
أمن ماء العراق هما ؟؟

فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أبا بكر ووجده مستغربا
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :
يا أبا بكر قد أجبناه وصدقناه

قال تعالى :
{
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ }}
فنحن من ماء
هذه حكمة نبينا صلى الله عليه وسلم

____
هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن قريش تقترب من ماء بدر

فلما كان المساء أرسل إلى بدر
{
{ كتيبة استطلاعية }}

١_ علي بن أبي طالب
٢_والزبير بن العوام
٣_ وسعد بن أبي وقاص

فوجدوا عند ماء بدر غلامين لقريش ، يملئون أسقية قريش، فقاموا بأسرهما
وذهبا بهما إلى معسكر المسلمين
وكان صلى الله عليه وسلم قائم يصلي
فأخذ المسلمون يستجبوهما

فقالا لهما:
بعثتنا قريش نسقيهم من الماء
[[
وكان المسلمون لا يريدون مواجهة جيش قريش، وإنما يريدون عير قريش ]]

فأخذوا يضربوهما حتى اضطروا أن يقولا لهما:
نحن لأبي سفيان فتركوهما
[[
كذبوا عليهم يعني نحن مع قافلة أبو سفيان ]]

فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من صلاته
قال للصحابة: إذا أصدقاكم ضربتموهم، وإذا كذباكم تركتموهما
صدقا والله إنهما لقريش

ثم قال لهما:
أخبراني عن قريش

قالا :هم والله وراء هذا الكثيب
[[
أي عند العدوة القصوى ]]

فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم
‌‏كم القوم‏
[[
أي كم عددهم ]]
قالا‏:‏ كثير
قال‏:‏ ما عدتهم‏؟‌‏
قالا‏:‏ لا ندري
قال‏:‏ ‌‏كم ينحرون كل يوم‏؟‌‏
قالا‏:‏ يوما تسعا ويوما عشرا [[ أي جمال ]]

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : القوم فيما بين التسعمائة إلى الألف‏

ثم قال لهما‏:‏
فمن فيهم من أشراف قريش‏؟‌‏

قالا‏:‏ عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود
وغيرهم من سادة قريش

فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الناس
وقال‏:‏ ‌‏
هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها

____
هنا تأكد للرسول صلى الله عليه وسلم
أن العير قد فلتت
وأن جيش مكة قد خرج للقتال، وأن جيش مكة جيشا كبير، وأن قوامه تقريبا {{ثلاثة أضعاف }} جيش المسلمين

وأن قريش خرجت بجيش مدجج بالسلاح

ويعلم الرسول صلى الله عليه وسلم
أن الصحابة لم يخرجوا لقتال
وإنما خرجوا لمهاجمة قافلة تجارية حراستها أربعون رجلا
[[
تخيلوا مش مجزهين نفسهم لا لمعركة ولا قتال وعدد قريش كبير ]]

لتعلم الأمة جميعها ، أن نصر الله ، لا يأتي بالعدة والعتاد ، صحيح هي أسباب يجب ألاخذ بها

قال تعالى :
{{
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }}

ولكن الحقيقة المطلقة أن النصر من {{ الله }}
يا أخي شو بتحكي انت ؟؟

بارجات بالبحر ، ونووي ، وذري ، وصواريخ ، ومدرعات ، وتكنولوجيا متطورة إيش نعمل نحن ؟؟

أنتم مساكين لأنكم ذكرتم كل ذلك ، ونسيتم من هو {{ الله }}

إنه الله ، فليتكم تعرفونه
تذكرون صنعهم وتخافون من سلاحهم ، ونسيتم الله وقوة الله وعظمة الله ، وقدرت الله

حتى الملائكة لما نزلت لبدر تقاتل ، طمئنهم الله وقال لهم :
{
{ إني معكم }}
وسيأتي ذكرها بالتفصيل

انصروا الله ينصركم ، اجعل حياتك كلها لله ، وكن مع الله ، سترى الكون كله يقف معك ، أقسم بعزة جلال الله لو اجتمعت الامة ، وتمسكت بحبل الله ، في ذلك الوقت لو أرداوا خلع الجبال من مكانها لأزالوها ، هذا ما تفتقده الامة

معرفة الله ، وسترون كيف قاد هذه المعركة
{
{ الله جل في علاه }}
وأن القوة لله جميعا

نسينا الله ، وهذا واقع أمتنا اليوم
إلى أن يظهر المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع الله هذه الامة على قلب رجل واحد ، هنا سترون كيف يكون حال الذين مع الله كيف أن الكون كله يقف معه فأول جيش يخرج لقتال المهدي ، يخسف به بالبيداء ، تبلعهم الأرض وكأنها جندي تحت لواء المهدي ومن معه

إنه الله ، الله ، الله يا أمة محمد

_____

فلذلك جمع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ليعرف مدى استعدادهم للقتال ، ولمواجهة جيش مكة ، جمعهم ليستشيرهم

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 118  …