هذا الحبيب 116 – أبو سفيان يهرب بالقافلة عن طريق الساحل
_____
النبي صلى الله عليه وسلم
لماذا اختار بدر ؟؟
لأن أبو سفيان وقافلة قريش الآتية من بلاد الشام ، لا بد لها أن تمر إلى بدر
لأن بدر فيها الماء وهي طريق الشراب للعير
فكانت خطة النبي صلى الله عليه وسلم ، هو أن يعترض العير عند بدر
وبدر هو وادي ، يبعد عن المدينة
{{ ١٥٠ كم }}
فيه مجموعة من الآبار
كانت القوافل التجارية التي تمر بهذا الطريق تتوقف عند بدر، فتشرب الإبل
ويملؤن أسقيتهم ، ويرتاحون ، وترتاح الإبل
[[ يعني مثل ما نسميها الآن على طريق السفر استراحة ]]
واسمها بدر
لأن في البداية كانت البئر لرجل اسمه {{ بدر }}
لذلك سميت آبار بدر
___
وقبل أن يصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر
أرسل اثنين من الصحابة إلى بدر ليستطلعا الأمر
[[ مشان يكتشفوا الطريق ، ويعرفوا أخبار القافلة متى تصل ]]
فلما وصلا إلى ماء بدر ، سمعا جاريتين يتحدثان
أحدهما تطالب الأخرى بدرهم لها عندها
[[ يعني وحدة متدينة من الثانية درهم ، بتحكيلها متى رح تسديني الدرهم ]]
وترد عليها الاخرى : بأنها سترد لها الدرهم عند وصول قافلة قريش غدا أو بعد غد
[[ يعني بس توصل قافلة قريش ونسترزق منهم ، بردلك الدرهم ، فموعد وصولهم اقترب غدا أو بالكثير بعد غد ]]
فلما سمع الصحابة حديثهن
عرفوا أن قافلة قريش تبعد عن بدر مسيرة يوم أو يومين
ورجعوا وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم
مسيرة يوم
[[ هي وسيلة قياس للمسافات استخدمها العرب، وهي المسافة التى تقطعها الإبل المحملة بالأثقال عندما تسير سيرا عاديا، وهي تقريبا ٤٠ كيلو متر ]]
هكذا تأكد للرسول صلى الله عليه وسلم ، أن عير قريش في طريقها بالفعل إلى بدر، كما استطاع تقدير المسافة التي بين عير قريش وبين بدر
____
الآن ننتقل مباشرة إلى أبو سفيان ، وقافلة قريش
أبو سفيان عنده خبر بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم لبدر ، وقد أرسل {{ ضمضم }}
ليستنجد بقريش
وفي نفس الوقت كان {{ أبو سفيان }}
يتقدم بقافلته تجاه بدر بحذر شديد ، وقد شك أن يتربص به المسلمون عند بدر، ولذلك عندما اقترب من بدر
أوقف القافلة بعيدا عن بدر ، وتقدم إلى بدر بنفسه
فلما جاء أبو سفيان بدر
وسأل القبائل التي عند بدر
[[ يعني القبائل التي تقيم في بدر سكان بدر ]]
سألهم هل رأيتم جيشاً ؟؟
هل رأيتم محمد ؟؟
هل رأيتم أحد من قريش ؟؟
قالوا له : ما رأينا شيئا ، إلا إننا قد رأينا راكبين أتيا إلى هذا المكان
[[ وأشاروا إلى المكان الذي كان به الصحابيان ]]
فأناخا به ، ثم استقيا بأسقيتهما ، وانصرفا
فقال أبو سفيان : أين أناخا فرسهما ؟؟
قالوا : هناك
فجاء أبو سفيان إلى مكان وقوف خيل الفارسان
فأخذ من روثها
[[ أي براز الخيل ]]
وفركه في يده ، وفتته فوجد فيه نوى التمر
فقال : هذه علف يثرب
[[ أرايتم ذكاء العرب قديما ، اضربه بألف غباء اليوم ، علائف يثرب يعني أطعمة دواب يثرب، فعندما وجد أبو سفيان نوى البلح في مخلفات هذين البعيرين، علم أنهما من يثرب، لأن أهل يثرب يطعمون دوابهم علف فيه نوى ]]
قال : هذه والله علائف يثرب، هذه والله عيون محمد وأصحابه، ما أرى القوم إلا قريبا منا
[[ يعني اللي مروا من هنا جاؤوا يستطلعوا الأخبار ، إذا هذان الفارسان من جيش محمد وهو قريب منا ]]
____
رجع أبو سفيان إلى القافلة مسرعا ، وأوقف بالطبع التقدم ناحية بدر
ثم اتجه بالقافلة إلى ساحل البحر الأحمر
وسار بمحاذاة الساحل
وهو طريق لا تسلكه القوافل ، لأنه طريق غير معبد، وبذلك استطاع أن ينجو بالقافلة
ولما اطمئن على نجاة القافلة أرسل إلى جيش مكة أنه قد نجا بالقافلة وطلب منهم الرجوع إلى مكة
ارجعوا إلى مكة لا حاجة لنا بالقتال بصفته ابو سفيان هو
{{ زعيم قريش }}
في ذلك الوقت
____
وصلت رسالة أبو سفيان لجيش قريش وهو بالجحفة
وتبعد {{ الجحفة }} عن مكة حوالي {{ ١٨٠ كم }}
فجاء الخبر إلى قريش أن عيرها قد سلمت وأن أبو سفيان يقول :
ارجعوا لا حاجة لنا بالقتال
واستعد الناس أن يرجعوا وأعجبهم الرأي
[[ لأنهم خرجوا يحموا تجارتهم ]]
فلما هم الجيش بالرجوع ، لأنه قد خرج لحماية القافلة، وقد نجت القافلة
___
قام فرعون هذه الأمة
(( تبو جهل ))
و أصر على استكمال السير وقال في كبريائه وغطرسته
قال :
والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم عليها ثلاثا
ننحر الجزور
ونطعم الطعام
ونسقي الخمر
وتعزف علينا القيان
وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا و بعدها ، فامضوا
__
وصار مناقشات بين سادات قريش
فقام حكيم بن حزام
[[ تذكرون هذا الإسم تكون خديجة رضي الله عنها عمته ، لما أهداها زيد بن حارثة ، وموقفه يوم نقض الصحيفة ]]
حكيم كان من عقلاء قريش ، لم يعجبه كلام أبو جهل
فذهب إلى عتبة
[[ وكان عتبة أكبر رجل في قريش بالعمر وكان سيد في قومه ]]
وقال له : يا أبا الوليد أنت أسن رجل في قريش ، وسيدها المطاع
اعدل بالناس عن الحرب فلا حاجة لنا بمثل هذه الحرب
قال له عتبة :
أجل يا حكيم ، سأفعل ولكن من يضمن لي ابن الحنظلية
[[ يعني أبو جهل نسبه لأمه ]]
قال له حكيم : قم حدث الناس فلن يغلب رجل كثرة
فقام عتبة
وقال : أيها الناس قد سمعتم أن تجارتكم في أمان وإن الذي أرسل يستنصركم
[[ أي أبو سفيان ]]
هو الذي أرسل إليكم عدم الخروج للحرب
[[ لأن أبو سفيان هو زعيم قريش في ذلك الوقت ]]
فإني أرى أن نرجع ولا نرد ماء بدر
فإنها حرب لا أراها إلا قرون ، ينظر الرجل في وجه الرجل يكرهه
يقول هذا قتل أخي
وهذا قتل أبي
وهذا قتل عمي
فإنما هم أهلكم ، واتركوا محمد ومن معه للعرب ، فإن أصابوه فقد كفيتم منه ، وإن ظهر محمد فعزه عزكم
___
فقام أبو جهل
وقال كلمات استفز فيها عتبة
فغضب عتبة ونفخ الشيطان في أنفه
فأقسم عتبة أنه أول من يخوض الحرب فحمي وطيس الحرب
وأبطلت حكمة عتبة بن ربيعة فمضوا باتجاه بدر
___
وافق أبو جهل ، غالبية أهل مكة
بينما لم يوافقه
{{ بنو زهرة }}
وعادوا إلى مكة، ولذلك كانت رؤية
{{ عاتكة }}
عمة النبي صلى الله عليه وسلم
أن الصخرة عندما تفتت دخل في كل بيت من بيوت مكة منها فلقة، إلا بيوت
{{ بني زهرة }}
فكان عدد جيش قريش كما قلنا {{ ١٣٠٠ }}
لما انسحب بنو زهرة قل العدد فأصبح
{{ ٩٥٠ }}
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة 117 …