هذا الحبيب 120 – بدر قبل بدء المعركة
___
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي
{{ الحباب بن المنذر }}
وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه ، وجعل كل آبار بدر خلف ظهره، وردم كل هذه الآبار، ولم يترك إلا بئرا واحد
____
ثم وقف سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه قال يارسول الله إني أرى أن نبني لك عريش على هذا التل
فتكون بعيد عن ساحة المعركة مشرفاً عليها
وأن نضع عندك الراحلة
ثم نلقي عدونا فإن أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا
[[ يعني النصر ]]
وإن كانت الأخرى
[[ شوفوا أدب الصحابة ، لم يقل الهزيمة ]]
وإن كانت الأخرى ، جلست على الراحلة ولحقت بإخواننا لنا بالمدينة
ما تخلفوا عنك رغبة ، ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوا ما تخلف منهم رجل قط
[[ شايفين بحفظ إخوانه من الصحابة بالمدينة اللي ما خرجوا معهم ما بحكي عليهم .. مش مثل اليوم خاصة الموظفين كل واحد بضرب للثاني .. وتقارير ]]
استحسن النبي صلى الله عليه وسلم ، رأي سعد بن معاذ ببناء العريش على تل من تلال بدر .. وجلس النبي في العريش واتخذ صاحب له في العريش أبو بكر الصديق وكان سعد بن معاذ هو الحارس على العريش
___
نقف عند هذا الموقف
هذا يدل على فقه الصحابة وحسن فهمهم لسنن الله تعالى في كونه
وأن التوكل لا يعني عدم الأخذ بالإسباب ، وإنما التوكل هو اعتماد القلب على الله بعد الأخذ بجميع الأسباب
لماذا قرار الرسول صلى الله عليه وسلم عدم الإشتراك بالقتال ؟؟
١_ اشتراك النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه بالقتال، كان سيربك الصحابة ، ويجعلهم يفقدوا التركيز ، بسبب قلقهم على النبي صلى الله عليه وسلم
٢_ سيجعل جيش قريش يتجمع في نقطة واحدة حول الرسول صلى الله عليه وسلم
فيتجمع المسلمون بدروهم للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم يسهل على جيش قريش محاصرة المسلمين في هذه البقعة
فكان قرار حكيم منه صلى الله عليه وسلم
_____
فبات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه تلك الليلة مشرفين على بدر وباتت قريش خلف التلال
ليلة خميس على جمعة
{{ ١٧ رمضان }}
وكانت الرمال في وادي بدر شديدة النعومة
والمشي عليها مرهق جدا
وفي تلك الليلة أصاب بعض الصحابة الحدث
[[ يعني الجنابة]]
وهبت ريح ، ودخل الرعب نفوس البعض منهم
[[ إننا أصبحنا جنب و أصبحت الريح والعواصف ، هذه الريح ستقتلنا بدون قتال ]]
فأنزل الله عليهم مطر ، كان في الجهة التي فيها النبي وصحبه طلّ
[[ يعني ندى ]]
فأصبحت الأرض التي يسير عليها المسلمين متماسكة ، يسهل عليها المشي بالنسبة للمسلمين ، وبالنسبة لدوابهم
وفي جهة قريش
كان المطر غزيرا جدا ، حتى أوحل الأرض تحت أقدام قريش
و جعلت السير على الأرض أكثر صعوبة ، وضاقت نفوس قريش بهذا الشتاء
___
أما الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته
قال تعالى :
{{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }}
فلما أصبحوا الصحابة أصبحوا نشيطين ونزل الماء وطهرهم وأذهب رجس الشيطان ولبد الأرض تحت أقدامهم
___
ثم نام جميع الجيش ، وكان في ذلك راحة لأجسامهم
وكانت هذه آية أخرى من الله تعالى، لأن الإنسان إذا كان قلقا فإن هذا القلق يمنعه من النوم
أما حبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم وقف يصلي ويدعو الله تعالى ويقول :
{{ اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام ، لا تعبد في الارض }}
ثم أخذ يدعو للصحابة
{{ اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، اللهم إنهم عراة فاكسهم ، اللهم إنهم جياع فأشبعهم }}
يدعو ويدعو ويدعو ، ويتضرع حبيب الله إلى الله
ويبكي في دعائه
حتى أخذته صلى الله عليه وسلم سنة من النوم
[[ أي غفوة ]]
ثم أفاق
وقال : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه
[[ جبريل ذلك الملك الكريم ، الذي وصفه الله عزوجل شديد القوى ، يتجهز للحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]
وطلع فجر يوم
{{ ١٧ من رمضان }}
الجمعة يوم المعركة
فنادى في المسلمين: _الصلاة عباد الله
فجاءه الناس فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم
المسلمون الآن في بدر ، يستعدون لخوض هذه المعركة
_____
ننتقل الآن مباشرة لمعسكر قريش نلقي نظرة سريعة
أرسلت قريش رجل يستطلع لهم أخبار المسلمون
اسمه
{{ عمير بن وهب الجمحي }}
أرسلته قريش ، ليستطلع قوة جيش المدينة
فدار {{عمير }}
بفرسه حول معسكر المسلمين
ثم رجع إلى قريش
وقال : ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلاً أو ينقصون
ولكن أمهلوني حتى أنظر ، أللقوم كمين أو مدد
[[ يعني أعطوني وقت أروح أتاكد هل هذا العدد صحيح وإلا هذا كمين وخدعة منهم ]]
فانطلق {{ عمير }}
في الصحراء في المنطقة المحيطة ببدر
يبحث إذا كان هناك بقية لجيش المسلمين، فلم ير شيئا فرجع إ١لى قريش
وقال : ما وجدت شيئا، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا
[[ قصده المسلمون صحيح عددهم قليل ، ولكن من نظر إليهم يشعر أنهم جاءوا بالمصائب والموت ]]
نواضحُ يثرب تحمل الموت الناقع
[[ أي الدواب التي تحمل المسلمون على ظهرها لا تحمل بشر إنما تحمل الموت الناقع أي الكثير ]]
قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم
والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم ، حتى يَقتل رجلاً منكم
[[ من أشكالهم مستلحمين على الموت كل رجل يقتل منهم سيقتل رجل منكم ]]
فإذا أصابوا منكم أعدادكم ، فما خير العيش بعد ذلك، فانظروا رأيكم
[[ يعني المسلمون كما قلنا عددهم ٣١٣ فأقل تقدير أن يقتل كل رجل منهم رجلا منكم ، يعني رح ينقتل من قريش ٣١٣ ]]
فما خير العيش بعد ذلك ، فانظروا رأيكم
[[ يعني المعركة معهم مش رح تكون سهلة أبدا فكروا منيح ]]
فقام
{{ عتبة بن ربيعة }}
وقال : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم ، لا يزال ذلك في قلوبكم ، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا
فصاح فيه فرعون هذه الأمة [[ أبو جهل ]]
وقال لعتبة : جبنت والله حين رأيت محمدا وأصحابه
فقال له عتبة : ستعلم من الجبان المفسد لقومه ، أما والله إني لأرى قوما كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف .
____
لا ننسى الذي يقود المعركة
{{ الله جل في علاه }}
فماذا فعل الله بهم
{{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ }}
إنه الله جل جلاله ، تخيلوا في تلك اللحظة كمية الرعب في قريش
هكذا دب الله الرعب في قلوبهم
و وقع الخلاف بين قريش
وتزعزعت صفوفهم الداخلية
__
ننتقل مباشرة الآن لنلقي نظرة لجيش المسلمين
في الجانب الآخر كانت الروح المعنوية للمسلمين عالية جدا
هذا هو حبيب القلوب صلى الله عليه وسلم
يخطب فيهم ويشجعهم
ويقول لهم :
أن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين، العير أو النفير
[[ يعني إما تجارة قريش، أو جيش قريش وطالما أن العير قد فلتت فلابد أن يتحقق وعد الله تعالى بالانتصار على الجيش ]]
يبشرهم بالنصر
ويقول لهم :
أن عددهم هو نفس عدد جند طالوت عندما هزموا جالوت
وقال تعالى فيهم :
{{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }}
____
نظر النبي صلى الله عليه وسلم ، من بعيد
[[ كان عتبة كما قلنا يخطب في قريش أن لا يقاتلوا محمد وأصحابه ويتجادل مع أبو جهل ]]
فوقف صلى الله عليه وسلم ، ونظر فكان أول رجل جسيم يتقدم قريش على جمل أحمر ومن بعد المسافة
لا يعرف من هو ؟؟
فقال صلى الله عليه وسلم :
إن يكن في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر
يا علي .. قل لحمزة يعلم لنا من صاحب الجمل الأحمر من قريش
فتقدم حمزة ، وكانت العرب رغم كفرها ذات أخلاق
[[ ما في قتال إلا بالمبارزة ما في غدر ]]
تقدم حمزة ولم يؤذيه أحد ونظر من قريب على الرجل وإذا هو
{{ عتبة بن ربيعة }} فصاح بعلي
وقال له :
أخبر رسول الله صاحب الجمل الأحمر عتبة بن ربيعة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ألم أقل لكم فهو أعقل رجل في قريش ؟؟
[[ بس مين اللي ضيعلوعقله ؟؟ أبو جهل ]]
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة 121 …