هذا الحبيب 132- غزوة بني قينقاع كاملة

هذا الحبيب 132- غزوة بني قينقاع كاملة

___
انتهينا بفضل الله من الحديث عن غزوة بدر

بدر التي سماها الله تعالى في القرآن العظيم
{
{ يوم الفرقان }}
لأن الله تعالى فرق بها بين الحق والباطل

ولأنها فرقت بين مرحلتين من مراحل الدعوة الاسلامية
١_مرحلة الدعوة الإسلامية قبل بدر
٢_ ومرحلة الدعوة الإسلامية بعد بدر

وهناك فرق كبير بين حال المسلمين في المرحلة قبل بدر وبعدها

وكان من نتائج بدر ، أن أصبح للدولة الإسلامية هيبة كبيرة في قلوب العرب

لأن قريش التي هزمها المسلمون هي واحدة
{
{من أكبر قبائل الجزيرة العربية }}

كما أنها رفعت جداً من الروح المعنوية للمسلمين ، سواء الذين شاركوا في المعركة أم لم يشاركوا

___
وامتدت آثار
{{ معركة بدر }} للمدينة

إن اثار هذا النصر في بدر ، الذي فرح به المسلمون انعكس على غيرهم

ألماً ، وغمة ، وقهر
أنسيتم أن من يجاوره في المدينة
{
{ المغضوب عليهم يهود}}
والذين قضيتنا معهم في هذا الزمن
[[
كل الأخبار عنهم في ايامنا هذه ، فهم شغل العالم الشاغل اليوم ]]

وهكذا شغلوا المدينة
بكفرهم ، وغطرستهم ، ونقضّهم للعهود

لم ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم

عندما هاجر ، ورآهم يسكنون المدينة ثلاثة قبائل
قينقاع
النضير
قريظة

جعل بينه ، وبينهم عهد ، فبيّن لهم حقوقهم وأعلّمهم بواجباتهم

وقلنا ولا نزال نقول ، وسنبقى نقول ، ونكرر
{{
عهود ويهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً ، منذ أن خلقهم الله إلى أن تقوم الساعة ]]

كتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم عهداً

وماهي إلا أول فرصة ، لم يستطيعوا كتمها أبداً هو نصر المؤمنين في بدر ، وهزيمة المشركين

وكأن شيء أصابهم في
{
{ سويدة قلوبهم }}
لا يحبون محمداً إطلاقاً

قد قال أحبارهم منذ الساعة الأولى ، أول دخوله للمدينة

أنهم لن يؤمنوا به أبداً ، وهم يعلمون أنه هو
أنسيتم قول
{
{ حيي بن اخطب }}
لأخيه ياسر
عندما سأله أخوه .. أهو ؟؟؟

قال : أجل هو ، هو وربِ موسى إنه هو ، وإني أعرفه أكثر من ابنتي هذه
ما موقفك منه ؟؟
عداوته ما حييت
لماذا ؟؟؟
قال : لما يبعثه من العرب
[
ما عجبه أنه ربنا أرسل خاتم الأنبياء من العرب بده أياه يكون من بني إسرائيل ]]

ولكن بمعاهدة ، ألزموا أنفسهم على مضض

________
فما أن جاءت أول مناسبة ، يعلو بها كعب المسلمين ويذل بها قريش والمشركين
كشفوا على حقيقتهم

بأنهم يكرهون هذا النبي ، يكرهون محمداً ، لا يحبونه

ولن يسألموه أبداً

فأخذوا ينالون من المسلمين في الأسواق بألسنتهم
ويلمزون ذماً بالنبي صلى الله عليه وسلم ،على أسماعهم ويتألمون على قتلى قريش

ويضيقون سبل المعيشة على المسلمين، فكانوا مثلا لا يأدون إلى المسلمين الأموال التي لهم و الدخول في مصادمات لا تنتهي مع المسلمين و أثارة الشائعات المغرضة المدمرة ، ومحاولة الوقيعة بين المسلمين

_________
نذكر مثال على خبثهم ، وقذارتهم ، وماذا فعلوا

شيخ يهودي اسمه
{
{ شاس بن قيس }}

مر بنفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه

فغاظه جدا ما وجده من ألفتهم وجماعتهم
[[
وقد ذكرت من قبل لكم كيف كان اليهود ، قبل الإسلام يشعلون الفتنة بين أولاد العم كل فترة ، فهم جنود إبليس في الأرض منذ أن خلقهم الله أهل فتنة وخبث ، وانظروا الآن كيف فرقوا بين الدول العربية في يومنا هذا ]]

لم يعجبه هذا الإجتماع ، فجلس إليهم
{
{ شاس بن قيس }}

وأخذ يذكرهم بيوم
{
{ بعاث }}

[[وهي آخر حرب وقعت بين الأوس والخزرج، وكانت أشهر وأدمى حروبهم، وقد وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات فقط ]]

وأخذ الصحابة يذكرون تلك الحرب ، وذكروا بعض الشعر عن ذلك اليوم

فاشتد النقاش وأخذتهم الحمية ، فغضب الفريقين
{
{ الأوس ، والخزرج }}

وقالوا الحرب بيننا
وانصرف كل فريق ليستعد للحرب
فلما وقفوا مستعدين للقتال
وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

قام مسرعاً إليهم مغضباً
و وقف بين الفريقين ، ورفع يديه باعد بينهما
وقال :
يا معشر المسلمين ، الله الله
أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟!!!!

بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم

ثم تركهم ومشى صلى الله عليه وسلم مغضباً

فلما رأوا رسول الله صلى عليه وسلم و سمعوا كلامه
بكى الصحابة من الأوس والخزرج ندماً ، وارتفعت أصواتهم بالبكاء

وقاموا وتعانقوا

_______
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، من فعل يهود ، أنهم يريدون غدراً … واحتار في أمرهم

لأن بينه وبينهم عهود
وهو خير من وفىَّ بعهد ، وأصدق من نطق بكلمة
فبينه وبينهم عهد فماذا يقول لهم ؟؟

والمدينة المنورة الآن في أمس الحاجة للإستقرار الداخلي
صحيح بعد معركة بدر ، رفعة هيبة المسلمين في الجزيرة
ولكن في نفس الوقت

لفتت أنظار القبائل العربية كلها ، لأن قوة صاعدة بدأت تظهر

وهذا يخيف القبائل العربية ، ويجعلهم يتربصون بالمدينة والمسلمون ويكيدون لهم
فلذلك المدينة المنورة في هذه الفترة بحاجة لاستقرار داخلي أكثر من أي وقت

فالأوضاع التي كانت في المدينة وحول المدينة، لا تحتمل ما يفعله اليهود من خبث وفتنة

والنبي صلى الله عليه وسلم {{ قائد }}
وهو يعلم أن القائد لا يتجاهل مشاكل بلده ، بل من واجبه حل جميع المشاكل ،

لأن تجاهل المشكلة لا يحلها وإنما يجعلها تكبر وتتفاقم
فأخذ صلى الله عليه وسلم ، يفكر بحل هذه المشكلة معهم واحتار في أمرهم ، لأن بينه وبينهم عهد

_________
فأنزل الله عزوجل جبريل ، يبين له الطريق ويزيل عنه هذه الحيرة

قال تعالى :
{
{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }}
متخوف من غدرهم يا رسول الله وخيانتهم

[[ قلق مش مرتاح ، عم يودوا رسائل شفرات ، أنه هم مش ملتزمين بالعهد ، شغلة بسيطة ]]

أجمعهم وانبذ إليهم عهدهم ، علناً أمام الجميع بعد أن تحاججهم

________
فأرسل صلى الله عليه وسلم ، إلى سادتهم أن اجتمعوا في سوقكم المعروف في بني قينقاع

وكانت قينقاع بالذات تسكن وسط المدينة
أما النضير وقريظة ففي أطرافها

وكانت قينقاع أكثر القبائل جهراً لعداوة المسلمين
وكانوا يملكون أسواقها
وهم أشجع يهود
[[
يعني رجال حرب ]]
وأكثرهم عدد وعدة وأكثرهم ملكاً للمال

فكانوا يملكون سوق الذهب في المدينة المنورة
فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم

أن اجمعوا لي ساداتكم ووجهائكم في سوقكم
فاجتمعوا

فقدم إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
ملخص الحوار بما معناه
[[
سلم عليهم وحياهم بأدب واحترام ، وذكر لهم أساءت بعضهم ، بأنه قد بلغني أن بعضكم يلمزونا ويستفز المؤمنين ويتأسف على قتلى قريش في بدر ، وهذا ليس عهدنا بيننا وبينكم إنما عهدنا أن تكونوا معنا ، لا علينا فمدينتنا واحدة ]]

_____
فما راعه صلى الله عليه وسلم إلا تجهمت وجهوهم
وقالوا له بلسان فظ غليظ ، وسوء أدب

قالوا :
يا محمد أرأيتنا مثل قومك ؟!!
[[
يعني بتفكرنا مثل قريش ]]

أرأيتنا مثل قومك ، لا يغرنك أنك لقيت قوم لا علم لهم بالحرب
[[
يعني لا تشوف حالك إنك انتصرت قبل ١٥ يوم ]]
فأصبت منهم فرصة
[[
يعني جامعنا الآن تأدبنا لأنك انتصرت ]]

والله لإن حاربنك ، لتعلمن أن نحن أهل الحلقة

[[ يعني أهل السلاح والعدد والعدة ]]

ملاحظين
ردهم و كلماتهم تشير بالحرب مباشرة
[[
أنه جامعنا تأدبنا لا تفكرنا مثل قومك ويقسموا لو نوينا نحاربك ستعلم من نحن ]]

_______
فأنزل الله على نبيه فوراً
{{
قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }}

قل للذين كفروا
[[
أي رد عليهم يا محمد لا تجاملهم ، ستغلبون ، وذكرهم ماذا فعل الله بكفار قريش في بدر ، ولا تعملوا حالكم رجال ]]
تلى عليهم الآيات

وقال : يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريش ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم

[[ أي لا تخدعنكم أنفسكم وأنتم تعلمون أني نبي الله ومؤيد من السماء وهذا قول الله لكم
{{ستغلبون وتحشرون الى جهنم }} واتعظوا بما جرى لقريش ]]

______
فقاموا من مجلسه وتركوه يتكلم

هل رأيتم أخلاق المغضوب عليهم ؟؟

رد عملي صورته الوقاحة
[[
قاموا وتركوا النبي يتكلم بمعنى أننا لا نسمع لك والعداء قائم بيننا وبينك ، قوم يتركوا المتحدث يتحدث إليهم ، وينفضوا من حوله ويتركوه قائماً يتكلم

ما معنى هذا ؟؟

معناه أنهم ردوا عليه بالحال ، لا بالمقال يعني احكي زي ما بدك ]]

فحذر النبي المسلمون منهم ، وأمرهم أن يأخذوا حذرهم من بني قينقاع

____
وإذا أراد الله جل في علاه أمر ، فلا مرد له وهيئ له الأسباب
{
{ إنه الله العلي الكبير المتعال ، جل في علاه حبيب قلوبنا جل جلاله }}

وفي اليوم الثاني مباشرة
[[
وهذا الكلام كله حصل في شوال ومعركة بدر كانت في رمضان هذا الاجتماع كان في ١٥ شوال يعني يادوب النبي راجع جديد للمدينة ولسه بيفدي أسرى ، وبعض الأسرى خرج وبعضهم مازال بالمدينة ]]

في اليوم الثاني
تأتي إمراة مسلمة إلى سوقهم
[[
سوق الصاغة ]]
تريد أن تبيع أو تشتري

فجلست عند دكان صائغ ، فأخذوا يهزئون بها وبلباسها
[[
لأن لباسها محتشم ]]

وأخذوا يراودونها عن نفسها ، وقام الصائغ بغفلة منها وهي جالسة فشكل ثوبها بشوكة إلى بين كتفيها [[ لأن لباس المرأة العربية قديما له أطراف وثنيات كثيرة ، شكل ثوبها من الذيل بين كتفيها ]]
حتى إذا رأت منه سوء
قامت مغضبة
فلما قامت واقفة
[[ الثوب مشكول ]] انكشفت عورتها فضحكوا منها بصوت مسموع

فانتبهت لنفسها وسدلت ثوبها
ثم صاحت بأعلى صوتها ، وااا ذُلا

فسمعها رجل مسلم من الأنصار ، فانقض بسيفه على الصائغ فقسمه نصفين

[[ هؤلاء هم الرجال … هكذا فلتكن الرجال ]]
فتجمع اليهود وتكاثروا على المسلم
[[
لأنه سوقهم فقتلوه ]]

كان اليهود يريدون بذلك إهانة المسلمين في شخص هذه المرأة المسلمة ، كانت جريمة كشف عورة المرأة المسلمة وإهانتها، ثم قتل المسلم هي القشة التي قسمت ظهر البعير

______
فوصل الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم

فأخذ قراراً سريعاً وحاسماً، وهو ضرورة قتال يهود بني قينُقاع
[[
هذا هو محمد بن عبدالله النبي القائد ]]
صلى الله عليه وسلم

مباشرة من غير أن يستنكر ، أو يدين ، أو يشجب

كان {{ قائداً }} بمعنى الكلمة
صدر الأمر منه صلى الله عليه وسلم
فنادى في المسلمين لحصار يهود فتحصنوا في حصونهم
وهذا وصفهم ولا يزال

{{ لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }}

اليهود جبناء ، أجبن خلق الله
[[
أخس على أمة عربية يعجزون على تحرير الأقصى من دنس يهود ولكن ليس الأمر بأيدينا كما تعلمون ]]
اليهود جبناء

ما إن سمعوا أن محمد جمع رجاله ، أغلقوا أبوابهم ودخلوا حصونهم

مع أن عدد المقاتلين من بني قينقاع
{
{ ٧٠٠ مقاتل }}

فأمرا النبي صلى الله عليه وسلم
بمحاصرتهم أن لا يصل لهم ماء ، ولا طعام ، ولا يخرج رجل منهم إلا قتل
واستمر هذا الحصار أسبوعين ، وقذف الله تعالى في قلوب اليهود الرعب ، فاستسلموا ، وكانت شروط الإستسلام هي أن ينزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم

في لغتنا اليوم
{
{ استسلام بلا قيد ولا شرط }}

_____
هكذا استسلم يهود
{
{ بني قينقاع }}

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتكتيفهم
وكان قرار النبي صلى الله عليه وسلم هو قتل جميع الرجال المحاربين

ليس عقابا لهم على هتك عرض المرأة المسلمة وإهانتها، ولا لقتل هذا الرجل المسلم فقط

لا فلو كان الأمر كذلك لكان القصاص رجل أمام رجل
ولكن لأنهم
••
أولا نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم
••
ولأن كراهيتهم وعدواتهم وحربهم للمسلمين لن تتوقف ، والرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يحقق الإستقرار للدولة الإسلامية

_____
وكان حلفائهم رجلان من الأنصار ، واحد مسلم
والآخر منافق خسيس
أما الصحابي الجليل
{
{ عبادة بن الصامت }}

قال : يارسول الله إنهم حلفائي قبل الإسلام ، وإني أبرء إلى الله ورسوله منهم ، ومن حلفهم فاصنع بهم ما شئت لا عهد بيني وبينهم

__________
اما المنافق
{
{ عبدالله بن أبي سلول }}

هذا المنافق، والذي كان قد تظاهر بدخول الإسلام قبل هذا الموقف بأيام قليلة

جاء وتحدث الى النبي صلى الله عليه وسلم بفظاظة
وقال له : يا محمد
[[
لم يقل له يارسول الله ، ساعة الغضب كما يقال تكشف الحقائق ، لم يملك نفسه أن يقول يارسول الله ، قال يا محمد

وراع المسلمين ذلك ، يا بن سلول تقول لرسول الله يا محمدكما تقول اليهود ]]

وقال : يا محمد، أحسن في موالي
[[
أي إلى أنصاري من يهود بني قينقاع فبينه وبينهم تحالف ]]

فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم
يا محمد، أحسن في موالي
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية
وتركه النبي يتكلم ، ومشى فلحق النبي
وامسك به من جيب درعه يجذبه إليه

فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أحمر وجهه
فقال له النبي :
أرسلني [[ اتركني ]]

قال : لا … لا أرسلك
قال له النبي : ويحك أرسلني

قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى موالي

أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع قد منعوني من الأسود والأحمر؛ تحصدهم في ساعة واحدة !

لا والله لا أرسلك حتى تعطيني عهداً ، أن لا تقتل منهم رجلا واحدا

فنفض الرسول يده من نفسه
وقال له : هم لك
ولكن لا يجاوروني في مدينتي ابداً

______
وأرسل إليهم عبادة بن الصامت

أن انزلوا على حكم رسول الله خير لكم

تخرجوامن المدينة فقط ، بأنفسكم وأهليكم
لا مال ولاسلاح ، تتركوا كل شي
وتخرجوا بأنفسكم فقط

فتركوا ديارهم وخرجوا إلى أذرع في جنوب سوريا
[[
تسمى الآن حوران ]]

واستقبلهم الوباء بيد القدرة ، فما أكملوا عام حتى دفنوا جميعاً ولم يبقى منهم أحد كل
{
{ بني قينقاع }}

يتبع إن شاء الله

 

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 133