هذا الحبيب 136 – 137   الحسن والحسين رضي الله عنهما

هذا الحبيب 136 – 137   الحسن والحسين رضي الله عنهما

ولدت فاطمة رضي الله عنها ولدها الأول

والحفيد الأول
{
{ لرسول الله صلى الله عليه وسلم }}
{
{الحسن بن علي بن ابي طالب }}

فعندما وضعته ، أرسلت إلى جدّه صلى الله عليه وسلم

فحضر النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مسروراً ليرى هذا الحفيد الأول من ابنته فاطمة ، بضعةُ النبي

التي قال عنها يوماً
{
{ فاطمة بضعةٌ مني ، يرضيني ما يرضيها ويسخطني ما يسخطها }}

جاء ليرى هذا الحفيد الأول

فجاء علي رضي الله عنه ، ووضعه في حِجر النبي صلى الله عليه وسلم

فنظر إليه وأذن في أذنه ، ومسح على وجهه بيده المباركة وتلا ماشاء الله له ، من القران ودعا له

ثم قال : ما أسميتموه يا علي ؟؟

قال علي : حرب
[[
يحب الحرب والجهاد سيدنا علي ]]
فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : بل هو الحسن

الحديث

[ وذلك لما رواه الطبراني بسنده عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي: كنت رجلاً أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن اسميه حرباً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً، فسماه الحسين، وقال: إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير. ]

ولم بلغ الأسبوع ختنه ، وعق عنه ، كبشين أملحين أقرنين

ثم حملت فاطمة بأخيه {{ الحسين }}
و وضعت ولدها الثاني
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ أين ابني ؟؟ أرونيه ؟؟

[[ وكان يعتبر أبناء فاطمة أبنائه ، وابن الابن يعتبر ابن ]]

فجاء علي ووضعه في حِجره
[[
فصنع له ما صنع لأخيه الحسن ]]

ثم قال : يا علي ما أسميتموه ؟؟
قال : حرب
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
بل هو الحسين يا علي فسماه بالحسين هكذا [[ بال التعريف ، ال ح س ي ن ]]

ثم حملت وولدت المولود الثالث

فلما وضعته جاء النبي صلى الله عليه وسلم
[[
وقيل له كما قيل ، وقال كما قال ]]

وقال : ما أسميتموه يا علي

فقال علي بن أبي طالب : حرب

فقال له :
بل هو المحسن يا علي

ثلاث ذكور
الحسن والحسين والمحسن
[[
ولكن المحسن مات في سن الرضاعة فأهملت كتب السيرة ذكره لأن ليس له سيرة ، طفل رضيع ]]

فحملت بالبطن الرابع
فلما أنجبت فكانت أنثى

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فصنع لها ما صنع مع أخويها من القراءة والأذان والدعاء

[[ مع إن هذا الإسم ليس بجديد فبنت النبي الكبرى اسمها زينب ]]

ثم ولدت البطن الخامس
{
{ أم كلثوم }}

___________

ورغم حب النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها فكان يجري بحقها ما يجري على غيرها

فقد قال صلى الله عليه وسلم يوماً
وهو في مسجده وبين أصحابه ، من مهاجرين وأنصار

يوم أن سرقت امرأة من أقارب
{
{خالد بن وليد من بني مخزوم }}

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم
{
{ بقطع يدها }}
وخشي الناس أن تكون لها ردة فعل في نفس خالد سيف الله المسلول

فأرسلوا الحبّ بن الحبّ
{
{ أسامة بن زيد }}
لمكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم أبوه
{
{ زيد بن حارثة الذي تبناه النبي ذكرته لكم }}

قالوا له : اذهب واشفع لها عند النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم أسامة يشفع

[[ أن تكون هنالك عقوبة غير قطع اليد يعني مثل ما بيصير اليوم بنشتري الحكم ، بنعمل كفالة ونزيد الجرائم ونزيد السفالة ونزيد السوء في سلوكيات المجتمع وبيدخل للسجن بمهنة واحدة من قلة الحياء ، بيطلع بعشرة وبيتعلم السرسرة مزبوط وبنطلعه بكفالة ونرميه في المجتمع ]]

فلما تقدم أسامة بن زيد ، ليشفع بقطع اليد ، على أن تعدل لعقوبة أخرى

[[ لم يكن هناك قوانين بشرية تضعها البشر ، كان الحكم لله ورسوله ، والنبي لا يجتهد في حكم نص عليه القرآن أبداً ، فإنه حكم الله ، فمن يتجرأ على ةن يضرب بحكم الله عرض الحائط ويحكم بعقل البشر ، فرسول الله لا يتعدى حدود الله ]]

قال تعالى :
{
{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}

فلما كلمه أسامة بن زيد

فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإحمر وجهه من الغضب

كأنه فقئ في وجنتيه حب الرمان
ونظر في وجه أسامة

وقال : يا أسامة ، أتشفع في حد من حدود الله ؟!!

والذي نفسُ محمد بيده، لو أنها
{
{ فاطمة بنت محمد }}
سرقت لقطعت يدها

[[ أرايتم منزلة فاطمة عند النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقسم وهو صادق وهو أصدق من نطق لو فاطمة التي سرقت لقطعت يدها ]]

ثم قال لأسامة :
إنما أهلك من كان قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف أحدوه ، وإذا سرق فيهم الشريف عافوه
[[
هذا بيطلعله ابن فلان معه مصاري أبوه مسؤول ، يحق لهم مالا يحق لغيرهم ]]

ومن هذا الحديث نفهم أن فاطمة وبنت رسول الله يجري عليها ما يجري على نساء العالمين

ونختم موضوعنا بهذا المثال من السيرة

_____
السيدة فاطمة رضي الله عنها

[[ تروي لنا كتب الحديث والسيرة مجمعة ]]

 

على أن السيدة فاطمة
كانت نحيلة الجسم [[ نحيفة ]]
ضعيفة البنية ، رقيقة

وقد هدّتها الأحداث منذ نعومة الأظفار
فلم تتجاوز الثامنة من عمرها ، حتى ذهبت تميط الأذى عن أبيها عند الكعبة

وقد ألقى عليه شيطان هذه الأمة
{
{ فرث جذور }}
فما استطاع صلى الله عليه وسلم تن يرفع رأسه من السجود ولم يجرُئ أحد من أصحابه الدفاع عنه خوفاً من بطش قريش

حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها

_______
منذ ذلك اليوم
لم ترى يوم هادئ البال ، وهي مشغولة بأبيها النبي صلى الله عليه وسلم

فكل هذا هدّ من كيانها ، فبعد الزواج أصبح عليها واجبات ومسؤوليات في بيت الزوجية

فهي تطحن الحب ، وهي تعجن العجين، وتخبز الخبز ، وتكنس البيت ، وتطبخ ، وتغسل الثياب

فرأها علي بن أبي طالب ، ذات يوم وهي منهكة ، تلهث لا تستطيع أن تقيم صلبها ، منحنية الظهر مع أنها شابة في العشرين من عمرها

فقال لها :
يا فاطمة لقد جيء بسبي عند رسول الله ،من غزوة غزاها

فلو ذهبتِ لرسول الله ، وسألتيه خادماً أو خادمة يكفيكِ عمل مؤنة البيت
قالت : أفعل إن شاء الله
فلما فرغت من عمل البيت ، خطت بخطاها

ودخلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته
فهش لها كعادته ورحب بها وسلمت عليه وقبلت يده وأجلسها

فنظر صلى الله عليه وسلم في وجهها وهو القائل
{
{ اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله }}

إذا كان المؤمن ينظر بنور الله فكيف برسول الله ؟؟
فعلم أنها جاءت بحاجة

فانتظرها تتكلم ، فلم تتكلم
فقال : ما حاجتك يا فاطمة ؟؟
[[
يعني يفتح لها باب الحديث ]]

قالت : جئت أسلم عليك ، واطمئن عليك يا رسول الله
قال: أو غير ذلك ؟

قالت : لا
تقول فاطمة ومنعني الحياء ، أن أطلب من رسول الله خادماً فجلست قليلاً ، ثم استأذنت النبي وخرجت
ورجعت إلى بيتها وسألها علي
هل أعطاكِ خادماً ؟؟
قالت : لم أطلب

قال :وما منعك أن تسأليه ، وما ذهبتِ إلا لذلك ؟!!!
قالت : منعني الحياء من رسول الله

قال علي : قومي بنا فأنا أساله

[[ ولماذا لا تذهب وحدك يا علي ؟؟
هو يريد أن يستأنس بوجود فاطمة ]]

________
فمشى بصحبتها الى النبي صلى الله عليه وسلم
وجلسا فرحب بهما
وقال : مرحبا بأن أبي طالب ، ما حاجتكما ؟؟

قال علي : يا رسول الله إنك ترى فاطمة قد أجهدها عمل البيت، وأن الله قد جاء بسبي ، فلو أعطيتنا خادماً أو خادمة يكفينا مؤنة العمل
قال : فما راعنا إلا ورسول الله ، يحمر وجهه
ويقول بيده هكذا [[ بمعنى لا ]]

لا والله … لا أعطيكما خادماً ، وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم جوعاً ، بل أبيع من هذا السبي ، وأنفق عليهم

[[ أهل الصفة هم فقراء المدينة ]]

قالت فاطمة :
فأنكمشنا
[[
بمعنى تجمدوا مكانهم من رد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ]]

واستأذن علي بن أبي طالب ، وعدنا إلى البيت
فما أن دخلنا ، وإذا بخطوات رسول الله يتبعنا
[[
وقد أحس بهما صلى الله عليه وسلم ، كيف لا ، وهو البشر والأب ولكنه رسول الله رحمة للعالمين

فكيف يكون لأهل بيته ؟ أحس النبي بهذا الرد بأنه أصاب قلب فاطمة وزوجها علي ]]

فلما دخل
تقول فاطمة :
قمنا في وجهه
[[
أي لأستقباله ]]

فقال :
مكانكما على ما أنتما عليه ، فجلس بيننا وتربع وضمنا بكلتا يديه

[[ الحديث رواه علي رضي الله عنه ، وعند جميع أصحاب الصحاح في كتب الحديث وعند جميع أصحاب السيرة ]]

قال : وضمنا بكلتا يديه
وقال : ألا أعلمكما شيئاً تقولانه ، هو خير من خادم

قلنا :بلى يارسول الله

[[ خذوا يا عشاق السيرة هذه التعاليم من رسول الله ]]

فإذا أويتم إلى فراشكما فسبّحا {{ ٣٣ }}
واحمّدا {{ ٣٣ }}
وكبّرا {{ ٣٣ }}

( فهذا خير لكما من خادم )

فقالا : رضينا يا رسول الله

تقول فاطمة :
فوالله ما أصابني عناء ولا تعب بعد أن التزمت بهذه التسابيح

_______

يروي الحديث علي بن ابي طالب ، بعد أن أصبح أمير للمؤمنين ، وهو في أرض الكوفة

قال فقام له رجل عراقي من أهل العراق

وقال : يا أمير المؤمنين ولزمتها ؟!!!

[[ يعني ضليت ملتزم بهذه التسابيح التي علمك إياه رسول الله ]]

قال علي :
والله ماتركتها منذ علمنيها رسول الله ذلك اليوم حتى يومنا هذا

فقال العراقي :
ولا ليلة صفين يا أمير المؤمنين
[[
ليلة صفين المعركة اللي استمرت للصبح مع معاوية ]]

قال فغضب علي
[[
لأن سؤاله مثل اللي يصيد بالماء العكر بيذكره بصفين ]]

فغضب علي
وقال له:
ولا ليلة صفين يا لكع
[[
لكع اللئيم ذو العقل الصغير ]]

درس لكل مسؤول ، وللمسلمين عامة ، أن لا يكون المنصب والوظيفة والجاه يستغل مصالح الشعب للمصلحة الشخصية

{{ إنما أهلك من كان قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف أحدوه ، وإذا سرق فيهم الشريف عافوه }}

وعند الله تلتقي الخصوم

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 138  …