هذا الحبيب 147 – انسحاب المسلمين الى شعب الجبل ، والتمثيل بالشهداء

هذا الحبيب 147 - انسحاب المسلمين الى شعب الجبل ، والتمثيل بالشهداء

هذا الحبيب 147 – انسحاب المسلمين الى شعب الجبل ، والتمثيل بالشهداء
____________
بعد استبسال الصحابة رضوان الله عليهم ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت قريش كلها تنهال عليه
استطاع جيش المسلمين أن يشق طريقه الى شعب الجبل وهزمت عبقرية خالد أمام نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم
واعتقدت قريش بعد هذا الهجوم ، أنها قتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم
____________
كان انسحب المسلمون ، انسحاب منظم نحو إحدى شعاب جبل أحد
وفي أثناء انسحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الجبل عرضت له صخرة
فلم يستطع أن يصعد عليها ، من كثرة جراحه فقد أصيبت ركبته
فجلس تحته {{ طلحة بن عبيد الله }} رغم جراحه رضي الله عنه وارضاه
وقال :_ أصعد على ظهري يا رسول الله
فصعد صلى الله عليه وسلم على الصخرة
ثم رفع يديه للسماء
وقال :_ اللهم إني أشهدك أن طلحة قد أوجب [[ اي وجب له رضا الله ورسوله ]]
________
استقر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسملون في الشعب وقامت قريش بآخر هجوم بقيادة {{ أبو سفيان وخالد بن الوليد }}
اذا حاولوا أن يصعدوا الجبل ، ويكونوا فوق المسلمين
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :_اللهم انه لا ينبغي لهم أن يعلونا
فأخذ سعد يرميهم بالسهام ، وانطلق اليهم عمر بن الخطاب ومعه مجموعة من المسلمين حتى أهبطوهم من الجبل
___________
وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ضد المسلمين
وكانت قريش شبه متأكدة أنها قد نجحت في قتل الرسول صلى الله عليه وسلم
فرجعوا الى معسكرهم لأعتقادهم أنهم قد حققوا هدفهم ، وبدأوا يستعدون للعودة الى مكة ، واشتغل بعضهم ، كما اشتغلت نساؤهم بالتمثيل بقتلى المسلمين
____________
في هذه الأثناء ألقى الله النعاس على الصحابة ، رحمة بهم
١_ حتى لا يعيشوا لحظة فقدان النصر
٢_ حتى لا يروا ما تصنعه قريش بتشويه أجساد الشهداء فتأخذهم الحمية فيجددوا المعركة من جديد
فلقد فعلت قريش في أحد عجباً ، شيئاً لم تعرفه العرب من قبل
اخذوا يتفقدوا قتلى المسلمين[[ اي الشهداء ]]
فرفعوا قتلاهم كي يدفنوهم ، وما وقفوا على جثة شهيد من المسلمين إلا ومثلوا بها [[ التمثيل اي تشويه الجثث ]]
فجاءت {{ هند بنت عتبة }} الى جثة حمزة ، عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قتله وحشي بحربته
فدلها وحشي على مكانه ، ورفع الحربة من بطنه
وقال لها :_ هذا هو حمزة
[[فقد وعدته هند أن تعطيه وزنه ذهب وفضة ]]
فقالت له :_ مزقه [[ اي شق بطنه … لتشفي غليلها و حقدها ]]
وأخرجت كبده ، وحاولت أن تمضغها وتبتلعها ، فلم تستطع
فلم يكفها ذلك فقطعت اذن حمزة وانفه
وأنوف وآذان عدد من كبار الشهداء
كمصعب ، وعبدالله بن جحش ، وغيرهم
وجعلت منها قلادة في عنقها لتدخل بها مكة لتتفاخر
وتقول :_ هذه أنوف وآذان أصحاب محمد
[[ هذه المثلة لو رأها المسلمون من سفح الجبل لن يسكتوا عليها فألقى الله عليهم النعاس أمنةً منه لأنهم لو رأوا ما فعلته قريش بالشهداء لن يسكتوا وسينزلون لقتالهم وجراحهم لا تساعد على القتال ]]
فأخذت قريش يقطعون الآذان والأنوف والفروج ، ويشقون البطون
ولم يكن ابو سفيان أحسن حال من زوجته هند
فقد أخذ حربته وعكسها فجعل كعبها في الارض [[ يسمى زج الرحم ]]
وأخذ يدق فك حمزة السفلي من عند العنق للفك
يدق بها
ويقول :_ ذق عقق [[ يعني ذق طعم العذاب و عقوقك قومك ]]
فمر به سيد الأحابيش أسمه {{ حليس }}
فلما رآه الحليس
فقال :_ ما هذا ابو سفيان ؟؟ !!!
قال ابو سفيان :_ ويحك اكتمها فقد كانت زلة [[ اي لا تخبر احد بما رأيت كانت غلطة لان فعله كان معيب ]]
فصرخ به الحليس وقال :_ ما رأيت اليوم من عجباً سيد بني كنانة و سيد قريش يفعل هذا بأبن عمه لحماً ؟!!!
[[ لحما اي جسد قد مات لا يستطيع ان يدافع عن نفسه جاي تستقوي عليه ]]
فقال :_ ويحك لا ترفع صوتك ، أكتمها عني فقد كانت زلة
وهكذا فعل الكثيرون منهم والصحابة نيام مع النبي صلى الله عليه وسلم ليصرف الله عنهم ألم النظر لما تفعله قريش
____________
استقر المسلمون في الشعب ، وجلسوا يلتقطون أنفاسهم ويداوون جروحهم
وجاء نساء المسلمين وفيهم {{ فاطمة}} بنت النبي صلى الله عليه وسلم
فاحتضنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وأخذ {{ أبو عبيدة بن الجراح }} يخرج حلقتي المغفر من وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بأسنانه
حتى سقطت سنتين من أسنان ابو عبيدة
واندفعت الدماء من وجه النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخرج حلقتي المغفر
فجاء علي بن ابي طالب
بالماء يغسل به وجه الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن لم تتوقف الدماء
فجاءت فاطمة ، وأخذت قطعة من حصير وحرقتها ثم ألصقتها بمكان الجرح فاستمسك الدم
فقال صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدماء عن وجهه
{{ كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدماء }}
فانزل الله عليه
{{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }}
الله عزوجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ، ليس لك من الامر شيء
لأن الله {{{ لا يجامل }}}
الله يربي انبيائه ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم
{{ أدبني ربي فأحسن تأديبي }} ليس في الدين مجاملة
وقد كان ذلك
خالد بن الوليد الذي كان السبب في كل هذا
فلقد أصبح فيما بعد {{ سيف الله المسلول }} وغيره ممن اسلم من قريش بعد ذلك
[[ أسمعتم يا من تتألهون على الله ، هذا الى الجنة وهذا للنار ، وتكفرون هذا وتلك ، الله يقول لحبيبه ورسوله وخير خلقه ، ليس لك من الأمر شيء ]]
فأمر العباد بيد الله وحده ان شاء تاب عليهم ان شاء عذبهم ليس لنا من الأمر شيء
نعيد ونكرر وسنبقى نقول ، السيرة للتأسي لا للتسلي
___________
جلس المسلمون يلتقطون أنفاسهم في الشعب
تهيأ المشركون للإنصراف
وكان المشركون يعتقدون كما ذكرنا
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل
ولكن {{ أبو سفيان }} أراد أن يستوثق من الأمر
فأقترب من الجبل ومعه مجموعة من المشركين
ونادى :_ أفيكم محمد ؟ فلم يجبه أحد
فنادى:_ أفيكم ابن أبي قحافة ؟ [[ اي ابو بكر ]] فلم يجبه أحد
فنادى : _أفيكم عمر بن الخطاب ؟ فلم يجبه أحد
__________
فأعتقد {{ أبو سفيان }} أنهم قد قتلوا
فصاح في سعادة وفرح :_ لقد انتصرنا ، أما هؤلاء فقد كفيتموهم [[ يعني لقد انتهينا من هؤلاء الثلاثة ، لانه بنهايتهم انتهى هذا الدين ]]
لي وقفة هنا
للأسف اتألم عندما اقرأ بعض كتب السيرة ، واسمع بعض الدعاة يقولون {{ هزيمة المسلمون في أحد }}
قريش خرجت بجيشها لهدف واحد من البداية وهو كما قلنا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانتصارها يعني تحقيق هدفها ، هم صحيح اصابوا من المسلمين ولكنهم لم ينتصروا على الاطلاق
صاح ابو سفيان بسعادة عندما لم يجبه احد و اعتقد ان النبي قد قتل قال :_ انتصرنا
والنصر عند العرب قديماً كان يعتمد على بقاء المنتصر في موقع المعركة ثلاثة ايام دليل على سيطرته ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد ذكرتها لكم ، ولكن قريش انسحبت في نفس الساعة ورجعت لمكة
فشروط النصر جميعها لم تتحقق لقريش
لا نقول هزيمة المسلمون في أحد ، بل اصابة المسلمون في احد
___________
فصاح ابو سفيان في سعادة:_ لقد انتصرنا ، أما هؤلاء فقد كفيتموهم
فصاح عمر: _ يا عدو الله ، إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله ما يسوءك ‏.‏
ثم قال ابو سفيان :_ قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني
ثم قال ‏:‏ أعل هُبَل‏.‏
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏_ ‏ألا تجيبونه ‏؟ ‏‏‏
فقالوا ‏:_ ‏فما نقول‏ ؟‏
قال ‏:‏_ قولوا‏ الله أعلى وأجل‏
ثم قال‏ :‏ _ لنا العُزَّى ولا عزى لكم ‏.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ألا تجيبونه ‏؟
قالوا ‏:‏ _ما نقول ‏؟‏
قال ‏:‏_ قولوا ‏ ‏الله مولانا ، ولا مولى لكم
ثم قال أبو سفيان ‏:‏ _ يوم بيوم بدر ، والحرب سجَال ‏.
فأجابه عمر وقال ‏:‏_ لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار‏ .‏
ثم قال أبو سفيان‏ :‏_ هلم إلي يا عمر
فقال صلى الله عليه وسلم:_ ائته فانظر ما شأنه ‏؟
فذهب إليه عمر
فقال له أبو سفيان ‏:‏ _أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمداً‏ ؟‏
قال عمر‏:‏ _ اللهم لا ، وإنه ليستمع كلامك الآن
فقال أبو سفيان‏:‏ _أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر ‏
[[ لان ابن قمئة الذي اشاع قتل رسول الله ]]
وقبل أن ينصرف أبو سفيان ومن معه
نادى ‏:‏ _ إن موعدكم بدر العام القابل ‏
[[ وهذا ما أشرت إليه طلب ابو سفيان مواجهة ثانية ليحقق النصر الذي لم يحققه في أحد ، لذلك قلت لكم لا نقول هزيمة المسلمون في احد ]]
‏فقال رسول الله لرجل من أصحابه ‏:_قل‏ نعم ، هو بيننا وبينك موعد‏.
____________
فلما ولت قريش ورجعت أدبارها
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وقال‏ له :_ أخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏ ؟‏
وما يريدون ‏؟‏
فإن كانوا قد جنبُوا الخيل ، وامتطُوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة
[[ يعني إذا ركبوا على الجمال فهذا يعني انهم راجعين مكة لان النبي خشي ان ترجع قريش وتدخل المدينة ، ففيها النساء والاطفال ، وفي المدينة يهود ومنافقون سيجدونها فرصة لينقلبوا على المسلمين ويقفوا مع قريش ]]
وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة
قال علي ‏:‏ _ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، ووجهوا إلى مكة ‏.‏
ثم قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يتفقد القتلى والجرحى
وهنا كانت المصيبة العظمى … يتبع ان شاء الله

يتبع بأذن الله …