هذا الحبيب 146 – غزوة أحد ، استبسال الصحابة ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم – الجزء الثاني

هذا الحبيب 146 - غزوة أحد ، استبسال الصحابة ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم - الجزء الثاني

هذا الحبيب 146 – غزوة أحد ، استبسال الصحابة ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم – الجزء الثاني
__________
دافع الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم
واصيب علي بن أبي طالب عشرات الإصابات ، حتى ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن علي قد استشهد
___________
وجاء {{ عبد الرحمن بن عوف }} وقاتل حتى أصيب بعشرين جرحاً ، وكانت أحد هذه الإصابات في فمه حتى تكسرت أسنانه
وكان بعضها في رجله فكان يعرج بعد أحد
__________
وحاول {{ سعد بن أبو وقاص }}
أن يقتل أخوه {{ عتبة بن أبي وقاص }}
الذي كسر رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يظفر به
فتبعه الصحابي {{ حاطب بن أبي بلتعة }} حتى ضربه بالسيف ضربة أطاحت رأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه
__________
وجاء {{ مالك بن سنان }}
فأخذ يمص الدم من جروح النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينقيها
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم مُجَّه [[أي ابصقه لا تبلعه ]]
فقال ‏مالك :‏ _والله لا أمجه
ثم ذهب يقاتل حتى مات شهيدا
___________
وقاتل {{ مصعب بن عمير }} قتال شديد
وكان اللواء بيده
فضربوه على يده اليمنى حتى قطعت ، فأخذ اللواء بيده اليسرى حتى قطعوا يده اليسرى
ثم قتلوه
وكان الذي قتله هو {{ ابن قمئة}} وكان مصعب بن عمير يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم
فأعتقد {{ ابن قمئة }} أنه قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فانصرف ابن قمئة الى المشركين ، وهو يصيح ويصرخ
{{ إن محمداً قد قتل }}
____________
ولم تمر دقائق حتى شاع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم
في المشركين والمسلمين‏ ، وكان المسلمون لا يزالون محاصرون
فلما وصل اليهم خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم انهارت روحهم المعنوية، فأصبتهم المصيبة العظمى
[[ قُتل النبي ؟!!! }}
وبدأ البعض في الفرار ، ففرت مجموعة منهم الى المدينة وصعد بعضهم الى الجبل
بينما توقف عن القتال البعض
فقال لهم أنس بن النضر:‏ _ما تنتظرون ‏؟‏
فقالوا:‏ _ قتل رسول الله
قال:_ فإن كان قد قتل النبي ، فإن الله لم يقتل
قال ‏:‏ _ما تصنعون بالحياة بعده ‏؟‏
قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اني لأجد ريح الجنة دون أحد
ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل ، فلم يعرف بعد ذلك [[ بعد نهاية المعركة ]] من كثرة الإصابات في وجهه وجسده، حتى عرفته أخته باصابعه، وعدوا جروحه فاذا هي بضع وثمانون ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف، ورمية بسهم ‏.‏
___________
ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار
وهو مصاب اصابات بالغة وتسيل منه الدماء
فقال له‏:‏ _يا فلان هل قتل رسول الله ‏؟‏
فقال الأنصاري‏:‏ _إن كان محمد قد قتل فقد بَلَّغ [[ أي بلغ رسالة الله للناس ]] فقاتلوا عن دينكم ‏.‏
______
ونادى {{ ثابت بن الدَحْدَاح }} قومه
فقال:‏ _يا معشر الأنصار ، إن كان محمد قد قتل ، فإن الله حي لا يموت ، قاتلوا على دينكم ، فإن الله مظفركم وناصركم .‏ فنهض إليه نفر من الأنصار وقاموا يقاتلون
_________
‏هكذا عادت الروح الى جيش المسلمين، ثم بلغهم أن خبر مقتل النبي غير صحيح ، فزادهم ذلك قوة على قوتهم ، ونجحوا في الإفلات من التطويق ، وبدءوا يتجمعون حول الرسول صلى الله عليه وسلم
_________
بدأ الرسول بعد ذلك في الانسحاب المنظم الى أحد شعاب جبل أحد

[[ وقد قلنا أن الشعب هو الطريق بين الجبلين ، وكان من أسباب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الموضع في أحد، هو أن يكون الجبل هناك مكان آمن في الجبل يمكن أن ينسحب اليه المسلمون، اذا وقعت الهزيمة بالمسلمين، ولا يلجئوا الى الفرار من أمام العدو، فيتعرضوا للقتل أو الى الأسر]]

أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون يشقون طريقهم بين المشركين المهاجمين ، وحاول المشركون عرقلة هذا الإنسحاب، واشتد هجومهم الا أنهم فشلوا أمام بسالة الصحابة
_________
وكان من قريش رجال مصرون على قتل النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء شقي منهم {{ عثمان بن عبد الله }} أحد فرسان قريش الى الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_لا نجوت إن نجا ، فعثرت به فرسه فسقط ، فقاتله الصحابي {{ الحارث بن الصمة }} وقتله
_________
ثم جاء شقي آخر من قريش فانقض عليه أبو دجانة [[ البطل المغامر ذو العصابة الحمراء ]]
وضربه بالسيف ضربة أطارت رأسه ‏
___________
فأنسحب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الى الشعب لسفح الجبل
حتى جاء اشقى هذه الامة ، بل اشقى هذا العالم على الإطلاق
{{ أبي بن خلف }}
[[ يكون شقيق امية بن خلف الذي هلك في بدر ، امية الذي كان يعذب بلال وقتله بلال في بدر ]]
له اخ اسمه {{ أبي بن خلف }}
كان من كبار المستهزئين بالنبي في مكة
فكان كل ما مر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة
يقول له :_ يا محمد انا اقتلك متى شئت [[ من باب الاستهزاء والأستخفاف يعني انت في متناول اليد متى أردت بقتلك ]]
فكان صلى الله عليه وسلم
يقول له :_ بل انا اقتلك ان شاء الله
_______
فلحق بالنبي صلى عليه وسلم الى سفح الجبل
وهو يقول :_ أين محمد ؟
اين انت يا محمد ؟ تفر وانت تعزم انك نبي ؟
لا نجوت ان نجا
[[ وهو عازم ومصر على قتل النبي والصحابة دمائهم تنزف وسلاحهم قد تكسر ومنهم من ضاع سلاحه وسقط ]]
فأحاط الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يصل إليه بسوء
فاستأذن الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يتصدوا له
فقال النبي لأصحابه بكل هدوء ، وهو واثق بالله ، مطمئن
قال :_خلوا بيني وبين عدو الله
فأبتعد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فأنتظره النبي حتى اقترب
فألتفت الى أصحابه
فقال :_هل من حربة
[[فأعطاه الصحابة حربة مكسورة ]]
قالوا :_ليس إلا هذه يارسول الله ، فأخذ الحربة
[[وكان بجانبه ابو بكر وعمر راوي الحديث ابو بكر ، وقل ما تجدوا رواية لأبي بكر ، مع أنه كان دائماً مع رسول الله ولكنه لم ينشغل براوية الحديث ]]
يقول ابو بكر :_ فأخذ الحربة صلى الله عليه وسلم ، وانتفض بها انتفاضة ، تطايرنا من حوله تطاير الشعّراء عن ظهر البعير [[ الشعراء الذباب الصغير ، عندما يقف على ظهر البعير يؤذيه باللدغ فإذا تضايق البعير انتفض انتفاضة شديدة فتطاير الذباب من على ظهره بالهواء من ها هنا وها هنا ]]
يقول ابو بكر:_ فأخذ الحربة صلى الله عليه وسلم ، وانتفض بها انتفاضة ،تطايرنا من حوله تطاير الشعراء عن ظهر البعير [[ أي ابتعدنا وخفنا ]]
ثم رفعها وهزها حتى إذا دنى منه {{ أبي بن خلف }}
قال :_ خذها وانا محمد رسول الله
فطارت في الهواء و أصابت عنقه فجرحته ، فألقاه عن فرسه فتدحرج على الارض وهو يصيح يا ويلاه
فقال له ابو سفيان متعجب :_ علامة تولول وتصيح ؟!
إن هو إلا خدش لو أصاب عيني لم يؤذيها
فقال هذا الشقي ابي بن خلف :_ واللات لو بصق علي محمداً بصقة لقتلني ، إنكم لم ترون ما رأيت !!!
قال :_ويلك مالذي رأيت ؟!!
فقال هذا الشقي :_ عندما انتفض محمداً بحربته ورماها تحركت معه جبال أحد كلها
ثم قال هذا الشقي ، إني ميت فهو قاتلي لا محال
فحملوه على راحلة ولكنه مات بالفعل
قال النبي صلى الله عليه وسلم
[[في ما يرويه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما كلً في سنده ]]
قال النبي صلى الله عليه وسلم ، بعدما قتل هذا الشقي
{{اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله في سبيل الله }}
للعلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم في يده بكل حياته
إلا هذا الشقي {{ أبي بن خلف }} فهو اشقى من هامان وفرعون
يتبع بأذن الله …