هذا الحبيب 167  – السيرة النبوية العطرة – زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش

هذا الحبيب 167  - السيرة النبوية العطرة - زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش

هذا الحبيب 167  – السيرة النبوية العطرة – زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش

_________
السيدة { زينب بنت جحش }
تكون بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم
أمها هي { أميمة بنت عبد المطلب } عمة النبي صلى الله عليه وسلم
وأخوها هو { عبد الله بن جحش } قائد سرية نخلة ، والذي استشهد في أحد
وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة
{ زينب بنت جحش } هو أكثر زواج شغل الناس
سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاته وحتى الآن
_________
تبدأ قصة { زينب } حين بلغ { زيد بن حارثة } سن الزواج وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب له
وذكرت لكم من قبل قصة { زيد بن حارثة } في جزء « ٤٨  –
نذكرها باختصار
_______
وقلنا أن { زيد } خرج وهو طفل صغير ، عمره ثمانية أعوام مع أمه لتزور قبيلتها
و أغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختطف في هذا الهجوم
{ زيد بن حارثة } وأصبح عبداً بعد أن كان حراً
وعرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } ابن أخو السيدة { خديجة }
ثم أهداه { حكيم بن حزام } الى عمته السيدة { خديجة } والتي أهدته بدورها الى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم
فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم من اول يوم
في هذه الأثناء كان { حارثة بن شراحيل } والد { زيد بن حارثة }
يبحث عن ابنه { زيد } حتى وصل اليه أخيراً في مكة
وعلم أنه عبدا عند رجل اسمه
{{ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم }}
[[ وهذا الكلام كله كان قبل نزول الوحي ]]
فتوجه والد { زيد } اليه مع أخيه وطلب منه أن يشتري منه ابنه { زيد } وتوسل اليه ألا يغالي في السعر
و قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : _
فهل لكما في شيء خير من ذلك ؟
أدعوه لكم ، وأخيره ، فإن أختاركم فهو لكم ، وإن اختارني فما أنا بالذي يرغب عن من اختاره
فقالا : _ قد زدتنا على النصف وأحسنت
ثم كانت المفاجأة أن يختار { زيد بن حارثة } أن يظل في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفض ان يعود الى قبيلته مع أبيه
يقول زيد: _ بل أبقى معك ، أنت لي بمنزلة الأب والعم ، ولا أختار عليك أحدا أبدا يا أبا القاسم
فتعجب أبوه وقال: _ ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟!
فقال زيد: _ نعم لا أختار عليه أحدا أبدا
ورق الرسول صلى الله عليه وسلم ، لوالد { زيد } وأراد أن يطمئنه، فأخذ { زيد } من يده ، وذهب به عند حجر الكعبة ، حيث قريش مجتمعة ، ونادى
:_ يا معشر قريش
اشهدوا من اليوم زيد ابني يرثني وأرثه
تقول الرواية {{ فطابت نفس أبيه }}
لأن مشكلة أبيه ليس أن يكون زيد معه ، لأنه كان قد كبر وأصبح شابا وبلغ السن الذي ينفصل فيه عن أبيه وتكون له أسرته وحياته
ولكن مشكلة أبيه أن يعيش ابنه عبدا
فلما وجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعتقه ، بل وتبناه وأصبح ابنا له يرثه ويرثه ، اطمئن وعاد الى قبيلته مسرورا
انصرف أبو { زيد } وعمه، وقد اطمئنا على زيد ، وأصبح { زيد } منذ ذلك الوقت بين قريش حراً وليس عبدا ، وأصبح اسمه {{ زيد بن محمد }} وليس {{ زيد بن حارثة}}
وكان العرب يطلقون على العبد الذي يعتق {{ مولى }}
[[ فلما نسمع بالسيرة فلان مولى رسول الله اي كان عبد واعتقه النبي صلى الله عليه وسلم ، مثلا بلال الحبشي كان مولى ابو بكر لأنه اشترى بلالاً واعتقه ]]
فكانوا يقولون :_ زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
___________
نعود الى قصة زواج صلى الله عليه وسلم
من السيدة { زينب بنت جحش }
ونقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوج والمعروف بذلك الوقت اسمه {{ زيد بن محمد رسول الله }}
كأي اب يريد ان يزوج أبنه
[[ التبني في ذلك الوقت كان معروف ، يعتبر الابن المتبنى كالابن تماماً ، يرث ولا يتزوج الاب زوجة ابنه ]]
فعزم صلى الله عليه وسلم
ان يزوج
ابنة عمته السيدة { زينب بنت جحش } لزيد
كان عمر { زينب } في ذلك الوقت { ٣٦ عام } وقد وصفتها الرواية بأنها كانت { أمنا زينب بيضاء جميلة }
وكان يريد صلى الله عليه وسلم بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم
لأن العرب كانوا ينظرون الى {{ الموالي }} باستعلاء
ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم
_______
فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بأمر من الله
كسر هذه الفوارق
وأن الناس سواسية كأسنان المشط
ولكن أراد أن يقوم بتصرف واقعي في أسرته
وهو أن يزوج { زيد بن محمد } وهو من الموالي كما ذكرنا
وقد دخل الى بيوت بني هاشم عبداً
أراد أن يزوجه بأمر من الله ، من ابنة عمته {زينب بنت جحش } وهي من { بني هاشم } والتي تعتبر من أعرق وأشرف بيوت العرب
فهي من { قريش } وهي أشرف القبائل العربية
__________
عرض صلى الله عليه وسلم على السيدة زينب الزواج من { زيد بن محمد } ولكن السيدة { زينب }
فوجئت بهذا العرض ورفضت هذا الزواج
لأن بنات الأشراف لا يتزوجن أبدا من الموالي
وحاول صلى الله عليه وسلم أن يُقنع
{{ زينب بزيد بن حارثة }} وأخذ يحدثها عن حسن أخلاقه، ومكانته منه ، ولكن { زينب } لم تتقبل الأمر على الإطلاق وقالت: _ يا رسول لا أتزوجه أبدا
فنزل قول الله تعالى
{{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }}
فقالت السيدة زينب: _ رضيته لي يا رسول الله ؟
قال: _ نعم
قالت: _ إذن لا أعصي لله ورسوله أمراً
________
هكذا تم الزواج بين { زيد بن حارثة } وبين السيدة {زينب } ولكن لم يكن ذلك الزواج الناجح ابداً ، المودة والسكينة كانت معدومة
لأن السيدة { زينب } لم تنسى أبدا أنها الشريفة بنت عمة رسول الله
ولم تنسى أن { زيد } مولى كان رقيقا
فكانت تعامل {زيد } بجفاء واستعلاء ، وربما كانت تؤذيه بلسانها
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بانه سيتم ابطال عادة التبني
وليس المقصود بذلك هو النهي على {{ كفالة اليتيم }}
بل على العكس الآيات والأحاديث في فضل كفالة اليتيم كثيرة لا حصر لها
[[ ولكن عادة التبني التي أبطلها الإسلام هي أن ينسب الطفل الى غير أبيه، يعني يتبنى أحدهم يتيم ويعطيه اسمه، وقد نهي الإسلام عن ذلك لأنه يؤدي الى اختلاط الأنساب، بينما شجع على التبني دون أن يحمل اسم المتبني ]]
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أيضا بأنه سيتزوج { زينب} زوجة ابنه بالتبني
ليكون هذا الزواج هو التصرف الواقعي والعملي الذي سيقضي على هذه العادة التي لا يرضاها الله تعالى ابداً
_________
ولذلك كان ترتيب الله تعالى
١_أن يتزوج { زيد بن حارثة } والذي كان اسمه في ذلك الوقت {زيد بن محمد } من السيدة زينب

٢_ يطلقها { زيد }

٣_ثم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من السيدة زينب

فيكون ذلك ابطالا واقعيا عمليا لعادة التبني
لأن العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام
كانوا لا يتزوجون أبدا من زوجة الابن
_____
والسؤال هو
هل كان يجب ان يكون هذا الزواج للقضاء على عادة التبني ، أم كان يكفي أن تنزل آية تنهي عن هذا الأمر كله ؟
نقول :_أن هذا الزواج كان واجباً ، لأن التبني أمرا ليس سهلا ابدا ، فالتبني معناه
[[ أن هذا الطفل قد أصبح ابناً لفلان، ثم يأتي الإسلام ويقول له في لحظة واحدة ، أن هذا الطفل ليس ابناً لك، فهو أمر صعب جداً ولا تتقبله أي نفس بشرية ]]
________
وتعب { زيد} كثيراً من جفاء زوجته وصدها وترفعها عليه حتى نفذ صبره
وذهب الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ رأيه في طلاقها
فقال له صلى الله عليه وسلم :_
أرابك منها شيء ؟ [[ يعني شايف منها شي ]]
فقال زيد:
– لا والله يا رسول الله، ما رابني منها شيء، ولا رأيت الا خيراً
ولكنها تتعظم عليَّ لشرفها
وان فيها كبراً ، وتؤذيني بلسانها
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتقِ الله ، وأمسك عليك زوجك
________
وعاد { زيد} ليجرب الاحتمال من جديد
ولكن { زينب} كانت تزداد نفوراً منه
فعاد { زيد } الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه مفارقة زينب
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول له في كل مرة
:_ اتق الله ، وأمسك عليك زوجك
النبي كان يعلم ان هذا الترتيب كان من الله ، يتزوج زيد من زينب ثم يطلقها ثم يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
ولكنه كان
{{ يخشى من كلام المنافقين }}
وقد قلنا أن أعدادهم كانت كبيرة في المدينة
وهم يتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا تزوج من { زينب }
فسيقولون :_ أنه يأمر بعدم زواج الأب من زوجة ابنه
وقد خالف ذلك وتزوج من زوجة ابنه
وقد يقولون :_ أنه أمره بطلاقها حتى يتزوجها هو !!!

وهو الذي يقوله أعداء الإسلام حتى الآن ، وقد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، من خشيته من كلام المنافقين ، في شيء قد أباحه الله له
حتى جاء اليوم الذي طلق زيد ، زينب ، وانقضت ايام عدتها
__________
فنزل قوله تعالى
{{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا }}

{{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ }}
[[وهو زيد بن حارثة وقد { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ } بالهداية الى الإسلام { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } بالعتق من العبودية ]]

{{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }}
[[ وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله لزيد بن حارثة كلما اشتكى من زوجته زينب وطلب من النبي أن يطلقها ]]

{{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ }}
[[وهو ما أعلمه به الله تعالى بأنه سيتزوج من زينب ]]

{{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ كان النبي صلى الله عليه وسلم، يخشى من كلام المنافقين إن هو تزوج من زينب أنه قد تزوج من زوجة ابنته، ويعاتبه الله تعالى على خشيته من كلام المنافقين بهذا القدر في أمر قد أباحه الله له ]]

{{ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ بأن تؤدي ما أمرك به من الزواج من زينب]]

{{فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }}
[[ الوطر هو الزواج، وبهذا يكون زيد رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن العظيم، وذلك من فضله طبعا، ولأنه تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم العبء النفسي لهذا الموقف ]]

ثم يبين الله تعالى الحكمة من ذلك الزواج
{{لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا }}
[[ أي حتى لا يشعر أحد من المؤمنين بالحرج في الزواج من زوجات أبنائهن بالتبني اذا طلقوهن ]]

___________
عندما تم هذا الزواج تكلم المنافقون كما كان يخشى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا: _حرَّم محمد نساء الولد ، وقد تزوج زوجة ابنه
____
ولا يزال هذا الموضوع يحاول أعداء الإسلام أن يستغلوه ويحرفوا الكلم عن مواضعه كما هي عادتهم
فيقولون أن معنى {{ تخفي في نفسك }} هو حبه لزينب ورغبته في الزواج منها
وقاموا بسرد قصة لا أساس لها من الصحة
[[ وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب لزيارة زيد فلم يجده
وكانت السيدة زينب موجودة وكانت ترتدي ثيابا شفافة، وقالت السيدة زينب ادخل يا رسول الله فرفض النبي صلى الله عليه وسلم وولى مدبرا وهو يقول سبحان الله العظيم سبحان مقلب القلوب
وهذا الكلام اياكم ثم اياكم ثم اياكم أن تصدقوه
حتى وان كان موجودا في بعض الكتب التي لها جذور اسلامية
فهي روايات منكرة ولا أصل لها ، وقد دخل على الكتب الاسلامية التحريف
وهو ايضا كلام غير منطقي لأن الذي زوج زيد وزينب هو الرسول صلى الله عليه وسلم ]]
__________
بقي أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة { زينب بنت جحش }
وكانت السيدة زينب تفتخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لهن
:_ كلكن زوجكن آباءكن وأمهاتكن أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات ، بقرآن يتلى الى قيام الساعة
{{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }}
فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا
[[ كل فتاة تتزوج وليها ابوها او عمها او اخوها ، وزينب كان وليها الله في هذا زواجها ، قال الله تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فورا وبنى بها ، الله الذي زوجها تحتاج ولي وشهود ؟؟
انتهى {{ فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا }} السفير هو جبريل نزل بأمر الله عزوجل يأمره بالزواج من زينب ]]
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها
تقول السيدة عائشة: _ كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم [[ اي تساويني ]]
وكانت رضي الله عنها
صوامة قوامة
تقول السيدة عائشة:- ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة رضي الله عنها
وكانت رضي الله عنها من حبها للصدقة تصنع أشياء بيدها وكانت تجيد صناعة الأشياء ، ثم تبيع هذه الأشياء، لتتصدق بثمنها
وقد قال الرسول لزوجاته أمهات المؤمنين وهو في مرض الموت
قال :_ أولكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً
فلما مات النبي الرسول صلى الله عليه وسلم كانت زوجات النبي
يقسن من هي اطول الزوجات يدا ليعرفن من هي أولهم لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم
فكانت أمنا {سودة} هي أضخم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأطولهن يداً
فكن يعتقدن أن السيدة { سودة } هي أول من يموت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت السيدة {{زينب بنت جحش }} هي أول من مات بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلمن أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم {{أطولكن يدًا }} [[ يعني أكثرهن صدقة]]
وكان من حبها للصدقة أن في عهد { عمر بن الخطاب } بعد الفتوحات الإسلامية رتب { عمر بن الخطاب } لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم راتب سنويا كبيرا
فلم يحل الحول على أموال السيدة زينب في أي عام لأنها كانت تتصدق بكل هذا المال
وعندما جاءت غنائم كثيرة أرسل لها { عمر بن الخطاب}
{{ ١٠٠ ألف درهم }}
فوضعته أمامها ، ووضعت عليه قطعة قماش ، وأخذت تأخذ منه وتضعه في صرر
وتقول لمن معها:_ اذهبي بهذا الى بيت فلان ، حتى أنفقته كله
ثم قالت {{ الحمد لله لا أبيت وكل هذا المال في بيتي}}
وماتت السيدة {{ زينب }} في سنة { ٢٠ هـ } بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات ودفنت بالبقيع وصلى عليها { عمر بن الخطاب } وخرج في جنازتها كل أمهات المؤمنين ، وقد فهمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم {{ أولكم لحوقاً بي أطولكن يداً }}
_____
وفي مناسبة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة { زينب }
فرض الله الحجاب ، ونزلت آيات الحجاب
يتبع إن شاء الله ….. {{ فرض الحجاب }}