هذا الحبيب 175  – السيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنون ))

هذا الحبيب 175  - السيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنون ))

هذا الحبيب 175  – السيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنون ))
_________
نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون
فوصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، بغدر
{{ بني قريظة }}
وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }}
__________
عندما وصل الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم بغدر
{{ بني قريظة }}
بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر
فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب
فعاد مسرعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك
__________
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل
إليهم
{{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام
وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج
ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }}
وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_
انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم
ام انها شائعة
إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]]
وإن كان حقا
[[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]]
{{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }}
_________
ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
{{العضد }} هو الذراع وعضلات اليد
و{{ الفت }} هو الكسر
لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]]
قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس
[[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]]
فالحنوا لي لحنا اعرفه
[[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]]
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله
يا إمام المرسلين
ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين
نِعمَ المدرسة انت يا حبيبي يا رسول الله
لو أن امتك تعلم ذلك [[ اعني امته اليوم ]]
لقد ابتعدوا عن الصراط المستقيم ، واعطوا سنتك وسيرتك ظهورهم، وتوجهوا مشرقاً ومغرباً
وتمسكوا بحبال الناس لحمايتهم من عدوهم ، وانصرفوا عن حبل الله ورسوله
فأذاقهم الله الذل ، والمهانة ، والأحتقار ، ونهبت أموالهم وهم صاغرين ، مذلولين ، منكسرين ، وهم يطلبون حمايتهم من الغرب
اللهم منَّ على أمتنا أن تفيق ، وترجع الى كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم
_____________
أنطلقوا حتى أتوهم
فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم
فنادهم{{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب
فأطل كعب
قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟
قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]]
قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق
قال : _وما بلغكم عنا ؟؟
قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله
قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟
قال :_ ويحك محمد رسول الله !!!
قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟
ثم من محمد هذا نحن لا نعرفه ؟؟
وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!!
[[ هل سمعتم يا خير امة لتعلموا أن ، يهود وعهود ضدان لا يجتمعان ابدا ابدا ابدا ]]
اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله
وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]]
فغضب سعد وثار
فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]]
فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة ]]
قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله
____________
سعد هذا رضي الله عنه {{ الخندق }} كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك
ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
كأنه يملي على القدر ، والله عزوجل يقول لملائكته نعم سجلوا ما يقول سعد ثم نفذوه
{{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد
[[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
___________
فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }}
قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير
[[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]]
قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله
اسمعوا ماذا قال
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا
ونزل القران يقول كما نطق سعد

{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }}
[[[ نزل القران كما نطق سعد !!!
أي رجال هؤلاء ؟؟!!!
اسألكم بالله أولئك رجال ونحن رجال اليوم ؟؟
اخس على اي طالب علم شريعة يقول نحن رجال وهم رجال ، أخس اذا بدك تقيم نفسك مع الصحابة ]]
ثم قال :_
ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا
[[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]]
هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد
أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف
___________
فرجع الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا له: _ عضل والقارة
[[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }} اتذكرونها ذكرنها في جزء ١٨٠ ]]
فعلم النبي أنه الغدر
فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا الخبر
حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة
فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد
فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير
ثم إنه رفع رأسه
وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
__________
هنا لنا وقفة {{ فالسيرة للتأسي لا للتسلي }} فليس الهدف من السيرة أن أروي لكم {{ قصة }} ولكن علينا أن نقف في كل موقف إيماني لنعرف عن {{ الله }} عز وجل
لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا
[[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]]
اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين
اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم
قال لاصحابه{{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟
وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟
فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود
أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء
وأحيط بالصحابة من كل جانب
إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟
الى {{ الله }}
وهو الذي يقول جل في علاه
{{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }}
مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }}
وهذه سنة الله في خلقه
قال تعالى واصفاً الرسل
{{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }}
يجب ان نتعلم خاصة ايامنا هذه ، وما يمر بالأمة اليوم ، ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق ، لا نعتمد على الاسباب
كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا {{ الفهم عن الله }}
عندما يقول لك الطبيب ، لا أمل لكم {{ بالأنجاب }} لقد حاولنا كثيرا ، صعب زوجتك تحمل ويكون عندك ولد
في هذه اللحظة إذا توجهت الى الله بقلب صادق فلم يعد لك أمل لا بالأدوية ولا الاطباء ، ولا العمليات
هنا إذا توجهت بقلبك الى الله توجه المضطر
{{ ابشر بفتح الله }}
قال النبي صلى الله عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم
____________
ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول صلى الله عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين
ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين
وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية
ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون
خبر ليس بالسهل على الإطلاق
خبر جعل الصحابة في موقف لا أحد يتصوره
ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل

{{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}

[[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]]

ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر

{{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}

[[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات
عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار
يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه
من شدةالخوف ، يتنفس الانسان بسرعة ، تنتفخ الرئة ، وتضغط على القلب كأنه قلوبكم ستخرج من الأفواه ، وعلى رغم إيمانكم تظنون بالله الظنونا
هل ما وعدنا الرسول عندما ضرب الصخرة وبرقت برقة رأى قصور الروم وفارس واليمن هل اخلف الله وعده لنبيه ؟؟ معاذ الله ]]

{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }}

[[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟
وزلزلوا زلزالا شديدا ،الذي يصف حالهم الله عزوجل
هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟
يعني انتوا واقفين لما وصلكم الخبر لم يعد الرجل منكم من شدة الخوف يعرف كيف يقف مكانه
سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب
اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى
وهي مرحلة مرت بها الأمة الإسلامية في خلال تاريخها كثيرا جدا
وهي المرحلة التي لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق الإيمان، أما المنافق فلابد أنه سيقع ويسقط
وكحالنا اليوم تماما ، نعيش فتنة {{ الدهيماء }} التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم
{{ فتنةُ الدُّهَيماء، لا تدَعُ أحدًا مِن هذه الأمَّة إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل: انقطعتْ، تمادتْ، يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناسُ إلى فسطاطَينِ: فُسطاط إيمانٍ لا نِفاقَ فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجَّال مِن اليومِ أو غدٍ }}
وكم وكم في هذه الزلزلة التي نعيشها اليوم {{ الدهيماء }}سقط من سقط من الناس
كم من داعية لم يتحمل الوقوف و سقط من الزلزلة وظهر نفاقه
كم من كاتب او اعلامي او مشهور او سياسي سقط
كم من مسلم كتب تعليق يؤيد ظالم سقط مع من سقطوا ، أو حزن لموت طاغية فسقط مع من سقطوا
وكم من قارئ للقران الناس كانت تتدافع للصلاة خلفه سقط مع من سقطوا
وما زالوا يتساقطون الى هذه اللحظة ، الى ان يكتمل صف النفاق والايمان
اذن مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق
واذا جائت مرحلة الزلزلة فلابد أن يأتي النصر بعدها لا محالة للمؤمنين الصابرين الصادقين
يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }}
__________
ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت
[[ لأن اللي زاد الطينة بلة الطابور الخامس اللي موجود دائما بالامة انظروا الى قولهم ]]
قال تعالى
{{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }}
[[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط
ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني بلشوا حكي قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }}وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]]

{{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}

[[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضا قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليش قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم يستأذنوا النبي يقولون بيوتنا عورة يعني يقولوا للنبي قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا
وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]]
__________
{{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }}
ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق
عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة
والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب
فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]]
قال :_ ما شأنهم يا رسول الله
قال له النبي :_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية
فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد
{{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله
فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ
ما قال {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
{{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }}
__________
النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون
اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم
وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون
{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صلى الله عليه وسلم
يقولون :_ يا رسول  الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟
قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]]
وتوجه النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة
حال الصحابة الآن
لا يعرفون في اي يوم اتفقت يهود مع الاحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم ابواب حصونهم ؟؟

ولكم ان تضعوا انفسكم في هذا الموقف مكان الصحابة رضوان الله عليهم
يتبع إن شاء الله