هذا الحبيب 174  – السيرة النبوية العطرة (( بني قريظة ينقضون العهد ))

هذا الحبيب 174  - السيرة النبوية العطرة (( بني قريظة ينقضون العهد ))

هذا الحبيب 174  – السيرة النبوية العطرة (( بني قريظة ينقضون العهد ))
___________
___________
لم يستطع جيش الأحزاب أقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة
منهم من قال أسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع ولكن أرجح الروايات انهم حاصروا المدينة {{ ١٨ يوم }}
وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً
لأنهم جاؤا الى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي كل هذا الجيش كل تلك المدة
ولكن استمرت المناوشات ، والطقس كان بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل
لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة ، فلقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر
وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة ، ترعى أبلها وخيلها في مزارع المدينة
فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها ، وأقامت في شر مقام
واحتاروا في أمرهم
فلا مجال لأقتحام الخندق
___________
وكان مع جيوش الأحزاب {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود {{بني النضير }} والذي اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة
{{حيي بن أخطب }} الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب
فكما قلنا كان للمدينة مدخلين
من الشمال وقد حفر مكانه {{ الخندق }}
وبقي مكان واحد
من الجنوب الذي فيه يهود {{ بني قريظة }} الذين كان معهم عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم
وكان العهد ينص في بنوده
{{ إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها ، لإنهم من أهلها }}
فلما رأى {{ حيي بن اخطب }} أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الاحزاب
إلا اخوته {{ المغضوب عليهم من يهود بني قريظة }}
اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمئنهم
أنه سيحل مشكلة الخندق ، وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدل ان كان حصناً لهم
_________
قالوا :_ يا حيي كيف ذلك ؟؟
قال :_ إخواننا من بني قريظة
قالوا :_ كيف ؟؟
قال :_ يفتحوا لنا أبواب حصونهم ، وأنا سأقنعهم بذلك
[[ لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة، ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة، فما بالك لو حاربوا مع المشركين ]]
فأعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث
__________
فأستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة
وكان سيد بني قريظة
{{ كعب بن أسد القرظي }} هو صاحب عقدهم وعهدهم
[[ أي سيد بني قريظة ]]
واليهود كما أخبرنا الله عزوجل وعلمنا ، أنهم جميعاً لهم نفس
الصفة لا تتغير ولا تتبدل
{{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً ، منذ أن خلقهم الله حتى تقوم الساعة }}
ولكن في هذا الوقت كان {{ كعب سيد بني قريظة }} قد تعلم درساً قاسياً ، لما حصل لإخوانه من يهود
{{ يهود بني قينقاع وبني النضير }} فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
وكان قد وفى بعهده مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرى من النبي إلا صدقاً ووفاءً
فلما جاءت الاحزاب اغلق ابواب الحصون والتزم بالمعاهدة
_________
فلما سمع {{ كعب }} بقدوم حيي
رفض أن يفتح له باب الحصن ، ورفض أستقباله
فناداه {{ حيي }} من وراء الحصن
قال : _ويحك يا كعب افتح لي
فقالوا له :_ كعب لا يريد أن يرى احداً
فأخذ يناديه من وراء الحصن
يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك
فأطل عليه كعب من نافذة الحصن
وقال :_ ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم[[ يعني منحوس ]]
ماذا تريد ؟؟
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟ [[قومه بني النضير عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ضيف عندهم فنزل جبريل واخبره بمكرهم ونقضهم العهد ]]
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
وإني قد عاهدت محمداً ، فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أرى منه إلا وفاء وصدقا
قال :_ دعني أدخل وأكلمك
قال كعب :_ لا تكلمني ولا اكلمك واغلق بابه مرة اخرى في وجهه
فصاح حيي: _ويحك افتح لي أكلمك
قال:_ ما أنا بفاعل

[[ انظروا ماذا قال له وانظروا الى مكر يهود اخبث خلق الله على الإطلاق ]]
قال: _والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها
[[ الجشيشية ما نسميه بالعامية {{ جريشة }} القمح إذا طحن طحناً قليلاً ،حتى لا يصبح طحين ، صار مثل البرغل أخوانا الفلاحين يعرفونه يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار اسمها جريشة ]]
قال:_ والله ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً ، على جشيشتك أن آكل معك منها
فغضب كعب [[ لانه وصفه بالبخل ]]
فقال كعب :_ ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟ !!!!
افتحوا له باب الحصن
ففتح له باب الحصن فدخل
[[ وهذا ما يصنعونه اليوم معنا ليغضبوا الأمم من حولنا و يصفون الاسلام {{ بالارهاب }} هم بيذبحوا بالاطفال والنساء ويقولوا عنا ارهابين يهدموا البيوت فوق أهلها ويقولون عنا ارهابين ، فتغضب الشعوب على المسلمون حتى صار وصف الاسلام ملتصق بالارهاب اي مسلم يستحق القتل بأي طريقة مافي مشكلة مسلم يعني ارهابي ، هذا هو مكر يهود اخبث خلق الله على الاطلاق ]]
ففتح له فقال:_ ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام
[[ يعني بحر هائج من الجيوش ]]
قال:_ وما ذاك؟
قال: _ جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال [[ اي مدخل المدينة وراء الخندق ]]
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها
حتى أنزلتهم بذنب نقمى [[ إلى جانب أحد ]] وهذا غير الأحبيش والأعراب ، مجموعهم {{ ١٠ آلاف }}
وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه
ثم أنت تغلق الابواب في وجهي ؟!!
فقال كعب: _ جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام قد هرق ماؤه
يرعد ويبرق وليس فيه شيء
[[ جهام قد هرق ماؤه ، هو السحاب والغيوم لما تشتي على منطقة ، ويمشي ويكمل يكون لا ماء فيه ، يرعد ويبرق في مكان ثاني على الفاضي لا ماء فيه يعني {{ ١٠ آلاف }} اللي جايبلي اياهم وفرحان فيهم مافيهم خير ]]
جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه ، يرعد ويبرق وليس فيه شيء ، ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه
إني على عهدٍ مع الرجل[[ اي رسول الله ]] و لم أرى من محمد إلا وفاءً وصدقا.
___________
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمع له
[[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب اذا تنح الخيل او الجمل و وقف لا يريد المشي ، فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره الى سنامه بلطف يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى اطاعه كعب ، فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له ]]
فوافقه على نقض عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكي يستأصلوا محمدا وصحبه
وينتهوا منه ومن دينه الى الابد
__________
قال كعب :_ ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟ [[ أفرض انهزمت الأحزاب ، ماذا سيكون مصيرنا ]]
قال له حيي :_ أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان
ولم يصيبوا محمدا ، أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك
فوقف حبرهم {{ ابن سعدى }}
يعظهم ويذكرهم
ويقول لهم :_ اقسم بربِ موسى وعيسى ، إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر ، ومن يحارب نبي الله يخذل
[[ يعني هذا نبي من عند الله ، مجانين بدكم تحاربوه ، هذا نبي الله لا يهزم لو اجتمع الخلق جميعا عليه ]]
إن لم تنصروا فدعوه هو وعدوه
ولا تنقضوا عهدكم معه ، واخذ يحذرهم عواقب الغدر
ولكنهم لم يسمعوا له
فنقض{{ كعب بن أسد }} العهد ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
واعطى كعب ، لحيي كلمة عهد
ان اجمع قومك يا حيي ، وحددوا يوماً ، لكي افتح لكم ابواب الحصن
فإذا فتحوا ابواب الحصن اين يذهب المسلمون ؟؟
الخندق في الجهة الشمالية
والحرتين من الغرب والشرق [[لا تستطيع الخيل ان تمشي فيها ابدا ]]
والمكان الوحيد للنجاة ، اصبح عند بنو قريظة
ومن هناك سيدخل العدو !!!
فماذا سيكون مصير المسلمين ؟؟
اتفقوا على هذا المكر

يتبع إن شاء الله