هذا الحبيب 177  – السيرة النبوية العطرة (( انسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))

هذا الحبيب 177  - السيرة النبوية العطرة (( انسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))

هذا الحبيب 177  – السيرة النبوية العطرة (( انسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))
_________
نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمون
على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم
بعد ان وقع الخلاف بين{{ الاحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه
بالرغم من أن الكفار جائوا للحرب دون اتفاق مع
{{بني قريظة }}
ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر
__________
وقبل انسحاب الأحزاب بيوم
أشتدت قريش على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم بنبالها
تحاول بكل ما أستطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم
فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يرمونها بالنبال
فأحاط الصحابة بخيمته صلى الله عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته
فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
وعليه درع مقلصة [[ اي صغيرة عليه لم تستر يديه ]]
ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد تجمع فيه النساء
وكانت امه [[ أي ام سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء
ينظرون الى ماذا يجري حول خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد شاعت الأخبار أن الاحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت له أمه :_ أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله [[ يعني تأخرت المفروض تكون اول المدافعين عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
تقول السيدة عائشة :_ فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ اي ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه
فقلت :_ يا ام سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه
فقالت امه :_ ليقضي الله ماهو قاضٍ [[ تسلم الامر لله ]]
________
فأقبل{{ سعد }} و وقف بباب خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
يصد السهام عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء سهم وصاحبها ينادي خذها وانا {{ ابن القمئة }} فنزل السهم في اكحل سعد الايسر
[[ اي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، بأصابة سعد
قال النبي :_ ابن قمئة ؟؟ !!!!
قالوا :_ اجل يا رسول الله
قال :_ اقمئه الله في نار جهنم
فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة
ثم رفع طرفه للسماء
انظروا الى هؤلاء الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
رجال صدق
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }}

رفع طرفه للسماء يناجي ربه
وقال :_
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ما بقيت ، فإنه لا شيء أحب إلي من ان أجالد قوماً
[[ اي اقاتل ]] كذبوا نبيك واخرجوه
وإن كان قد وضعت الحرب بيننا وبينهم [[ يعني مافي معركة أخرى معهم مرة تانية ]]
فأجعله طريقي الى الجنة [[يعني ارزقني الشهادة ]]
ولا تخرج نفسي حتى تقر عيني من {{ بني قريظة }}
سبحان الله ما أعظم إيمانك يا {{ سعد رضي الله عنك وارضاك }}
هل رأيتم ؟؟
يدعو الله ويشترط لعظيم {{ إيمانه و ثقته بالله }}
١_ يريد ان يعلم هل الحرب مستمرة ام انتهت ؟
٢_ثم يريد الشهادة من هذه الاصابة
٣_ثم لا يريد الموت قبل أن تقر عينه من {{ بني قريظة }}
وكان الله عزوجل يسمع سعد ويراه
ويقول لملائكته
{{ أجل سجلوا ما يريد سعد في ألواح القدر ثم نفذوه }}
فما ان انتهى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} من دعائه إلا وقد انقطع الدم
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده
ولندع {{سعد يمرض }} ولنكمل ماذا حدث تلك الليلة ولنرى هل حقق الله دعاء سعد
____________
مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وارسل {{ ابو سفيان }} رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيها
كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وانا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك أحتميت وراء خندق
وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال
________
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً
أما بعد :_
فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه
وسيأتي عليك يوم
أكسر فيه {{ الآت والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }}
[[ عندما يكرمنا الله ونكمل السيرة ، ونذكر فتح مكة وكيف فتحت ، واهتزت جبال مكة وأرضها ، بأصوات تكبير المسلمين وأعدادهم الهائلة ، تذكروا هذه الرسالة ]]
__________
قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر
وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة ويدخل الى داخل جيش الأحزاب
يستطلع لهم خبر القوم
وجاءت يد {{ القدرة الإلهية }} في تلك الليلة
أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة
فقلبت قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق
فماذا حدث في تلك الليلة
سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل
{{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم وكل الصحاح
__________
جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الشباب الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يروا النبي ]]
جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى
قال قائل لأبي حذيفة :_ وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !!
[[ متعجب لأن أحداث كثيرة حصلت في الخندق ]]
قال :_ أجل
فقال قائل منهم :_ ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله صلى عليه وسلم يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري
وقال الآخر :_ ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً
[[ وهذه العبارة اغلبنا يقولها عندما يقرأ السيرة أو يزور البقيع ويسلم على الصحابة كلنا نقول ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما وهو دعاء مستحب ]]
فقال حذيفة :_ لا تتمنوا ذلك يا أخوة الإسلام
لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الخندق
[[ويعني ليلة الخندق اي الليلة الآخيرة ]]
ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك
[[ اهل الخندق كانوا ٣٠٠٠ منهم المسلم والمنافق
حذيفة الآن يتحدث عن الخواص الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ]]
يقول :_ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الليلة
ثم استقبلنا ينظر فينا واحدا واحد
ثم قال :_ إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة [[اي الاحزاب يبشر اصحابه الليلة رح يصير حدث غريب عندهم ]]
إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة
ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟:
يقول حذيفة :_ فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد
[[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]]
قال فأعادها
:_ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟
قال :_ فوالله ما قام منا رجل واحد
[[ طبعا الذين حول الرسول ال ٣٠٠ من كبار الصحابة ابو بكر وعمر وعلي وعثمان وابو دجانة وحذيفة وغيرهم من خيرة الصحابة ، ولكن الموقف ليس بالسهل ابدا ]]
يقول حذيفة :_ ما قام منا رجل واحد
ثم نظر إلي
وقال :_ أحذيفة ؟؟!!
قال:_ وانا اجلس على ركبتي فتقاصرت الى الارض[[ اي برك للارض ، مش قام لا برك ]]
قلت :_ لبيك يا رسول الله
قال :_تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم
قال حذيفة :_ فقمت واقفاً بين يديه
وقلت :_ والذي بعثك بالحق ما قمت الا حياءً منك
فقال لي :_ أذهب فأتني بخبر القوم
قلت :_ والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن اخشى ان يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتني القوم عن ديني [[خايف على دينه ، يأسروه ويعذبوه في هذه الليلة الباردة ، وتفلت منه كلمة سيئة ]]
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:_ إنك لن تؤسر
قلت :_ يا رسول الله ، وليس علي إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ اي ثوب من صوف ]] فإني اقرقف
[[ اي ارجف من البرد ]]
قال :_ لا عليك برد حتى ترجع إلي [[ يعني لن تشعر بالبرد حتى ترجع ]]
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه
وقال :_ اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته
يقول حذيفة :_ فلما أنطلقت
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم
أأتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ
[[ اي لا تقتل احد منهم ، لا تعمل اي حركة ، انت رسول استطلاع فقط ، لا تقوم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأتي بأخبارهم ]]
فقلت :_ سمعاً وطاعة يا رسول الله
__________
يقول حذيفة :_ فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام
[[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]]
فلما دخل حذيفة في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح شديدة ، لا تدع خيمة الا قلعتها ، كانت ريحا شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم
تعسف الرمال في وجههم ، وليس بيننا وبينهم الا عرض الخندق
فلا يوجد عند المسلمين ريح ، والريح عندهم كأنها القيامة
[[ إنها إرادة الله ]]
يقول حذيفة :_ فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار [[ هو لا يعرف من هم القوم ، لانهم ١٠ آلاف وكل مجموعة معكسرة بجهة ]]
قال :_ حتى جئت قوماً بينهم نار
وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته
وانا لا أعرف {{ ابا سفيان }} انذاك
فلما دنوت منهم علمت أنه {{ ابا سفيان }} من كلامه مع القوم
و والله لقد اخذت سهمي و وضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده تماماً
فإذا بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
{{{ أأتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }}

فلم أفعل
[[ أي اعجاز نبوي هذا ، في الظهيرة كان قد ارسل النبي لابي سفيان
سيأتي عليك يوم أكسر فيه الآت والعزى ، على مرأى منك وبيدي مفاتيح الكعبة ، وسأذكرك بذلك { يا سفيه بني غالب }
فلو قتله حذيفة في ذلك الوقت
اين كانت ذهبت نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ولكن الله يريد ان يسلم ابا سفيان مفاتيح الكعبة بيديه للنبي ويسلم مكة كلها ]]
دخل حذيفة في الجيش
ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم
فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس انه دخل فيهم من ليس منهم
فقال :_ يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟
[[ اي يتعرف كل واحد على اللي جالس جنبه ]]
يقول حذيفة :_ فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني
وقلت له :_ من أنت ؟
قال : _معاوية بن أبي سفيان
ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي
وقلت له :_ من أنت ؟؟
قال: _ عمرو بن العاص
وغفل القوم عنه
[[ أليست ايضا هذه عناية إلهية ، لماذا لم يسألوه من انت ؟لماذا لم يميزوا صوته ؟؟ تجلت العناية الربانية تلك الليلة
لنعلم ان الله علي كل شي قدير ،وان يد القدرة تعمل بالخفاء
وعندما تظهر لنا يد القدرة تعمل في العلانية ، في ليلة او نهار فجأة من غير سابق انذار ، عندما يصل أهل الارض بالظلم و قد بلغ ظلمهم وفسادهم حده، هنالك سترون يد الله تتدخل مباشرة
لتعلموا أنها علامات الساعة الكبرى فتتغير نواميس الكون كله ، ليمهد الله الارض {{ للمهدي }} وعباد الله الصالحين ، ويصدق وعده لعباده
{{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }} السيرة لنعرف عن الله عزوجل أكثر ، لن يكون من جند المهدي إلا من عرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن المهدي ، يقفو أثري لا يخطئ ]]
نكمل مع حذيفة رضي الله عنه
قال :_ فلم يفطنوا لي ولم يسألني احد من انا
ثم قال أبو سفيان :_ يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ اي هذا المكان لا يصلح ان تقيموا فيه ]] لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، واخشى ان تتفق قريظة ومحمد الليلة عليكم
فارتحلوا فإني مرتحل !!!
قال :_ فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله [[ يعني من كثر ماهو مستعجل ، البعير مربوطه ايده ]]
فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين
فضحك عليه صفوان بن امية بملء فمه
وقال :_ يا سيد قومه حُل بعيرك اولاً
فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير
ثم التفت ابو سفيان الى القوم
وقال :_ يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] واني متقدمكم الى مكة
قال :_ فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا
__________
قال حذيفة ، فمكثت واختبأت
واخذ القوم يستعدون للرحيل
ثم عدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في الطريق
أستقبلني رجلان عليهما ثياب بيض ، وعمائم ، يركبون الخيل
فقال لي احدهما :_ اخبر صاحبك [[ اي النبي صلى الله عليه وسلم ]]
أن قريش{{ لن تغزوه بعد اليوم ابداً ، وأنه هو الذي يغزوها }}
فلما رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم
يقول حذيفة :_ فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي
وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع اليه البرد ]]
فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة بخبر القوم
واخبره عن الرجلين
يقول حذيفة
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :_ أعلمت من كان يكلمك؟
قلت :_ الله ورسوله اعلم
قال لي :_ هذا اخي جبريل
ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها
يقول :_ فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ اي يا كثير النوم ]]
يقول فصلينا الفجر، ثم وقف النبي صلى الله عليه وسلم واخبر اصحابه
ان الله قد هزم الاحزاب وحده
وارسل عليهم جند من جنوده وهي الريح
وارسل الملائكة [[ لا تقاتلهم لانه لا معركة ]]
ولكن الملائكة كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة ايام ، من شدة الخوف
_________
انسحبت {{ قريش }}
ثم انسحبت {{ غطفان }} وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأحزاب وهم ينسحبون واستمر انسحابهم من الفجر الى قريب الظهر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
{{ الآن نغزوهم ولايغزونا ، نحن نسير إليهم }}
[[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلا ذريعا، ولذلك فلابد أنهم لن يكرروا هذه المحاولة الفاشلة مرة أخرى على الإطلاق ]]
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
قولوا :_
الله اكبر
لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده
فأخذوا يرددونها وانطلقوا الى منازلهم
___________
حققت {{ غزوة الأحزاب }} فوائد عظيمة منها
١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين
٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }}
٣_ رفعت جدا من هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد
[[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]]

٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين
وذلك فضل {{{ الله }}} سبحانك ربي ما أعظمك
__________
انسحبت الأحزاب كما طلب {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه واغضبوه ،ونالوا من النبي صلى الله عليه وسلم
فقال سعد بن معاذ
إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم الى جحوركم يا {{أخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله
فأنزل الله تعالى كما نطق سعد

{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }}
______________
رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى داره
ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون
فما أن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم
تقول السيدة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرتها
:_فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة
يا رسول الله !!!
قالت :_فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخرج
فخشيت أن يكون خبراً ، ان قريش قد رجعوا
فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب
فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء
قالت :_فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صلى الله عليه وسلم
:_أوضعت السلاح ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم [[وقد وضع المسلمون السلاح ايضا ]]
قال له :_ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد
فأتبعني الى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم
قلت له :_ بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟
قال:_ أرأيته يا عائشة وسمعتي ما قال ؟؟
قلت :_ نعم
قال :_ هذا اخي جبريل
ثم لبس صلى الله عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال أن يؤذن للحرب فأجتمع الصحابة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }}
يتبع إن شاء الله