هذا الحبيب 178 – السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة )) كاملة
________
________
لبس النبي صلى الله عليه وسلم ، ملابس الحرب مرة أخرى
وأمر بلال أن ينادي المسلمين
{{ لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }}
وهكذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج المسلمون واستعمل على المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }}
أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟
الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى {{عبس وتولى أن جاءه الأعمى }}
فلقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة
{{ ١٤ مرة }}
يصلي بالناس ويرعى شئون المدينة
وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية {{ لعلي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وارضاه
فسبق الجيش الى {{ بني قريظة }}
وغرس الراية في أصل الحصن
فأخذ بني قريظة ينالون من النبي صلى الله عليه وسلم على مسمع {{ علي }} فلم يرد عليهم
وانما قال :_ السيف بيننا وبينكم
_____________
و اتجه المسلمون الى {{ بني قريظة }}
وكانت المسافة من المسجد النبوي الى {{ بني قريظة }} حوالي {{ ١٠ كم }}
وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق
ولكنهم لم يصلوا العصر
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
{{ لا يصلين أحدكم العصر ، إلا في بني قريظة }}
وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها
فأختلف الصحابة في الأمر
هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟
أم يأخرونها عن وقتها حتى يصلون الى بني قريظة ؟
فصلى البعض العصر
وقالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر الا في {{ بني قريظة }}وانما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج الى بني قريظة
بينما لم يصلي البعض الآخر العصر
وتمسك بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكاً حرفياً
حتى فاتته صلاة العصر في وقتها
فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم
أقر الفريق الأول على صلاته العصر في وقتها
واقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر
فكان قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه بين يديه وهو على قيد الحياة
[[ درس لطلاب الفقه ومن يجتهدون ، خاصة اهل الجدال والتنفير ، بأن لا يعيب مجتهد على مجتهد ، فالإجتهاد لا يُنقض بمثله
وهذا الموقف هام جدا ، لأنه أولاً يشجع على الاجتهاد ، وأيضا ليبين لنا أنه ربما يكون فريقين أو رأيين مختلفين وكلا الرأيين صحيح ، وليس شرطا أن يكون أحد الفريقين على صواب والآخر على خطأ ]]
__________
فلما أقترب النبي صلى الله عليه وسلم من حصون
{{ بني قريظة}}
نادى عليهم من وراء الحصن
:_يا كعب يا حيي
[[ وكان حيي بن أخطب قد دخل مع بني قريظة حصنهم حين رجعت الأحزاب ، وفاء لكعب بما كان عاهده عليه ، اتذكرون عندما قال لكعب وهو يقنعه بنقض العهد ، اعاهدك إن انهزمت الاحزاب ان ادخل معك الحصن ها هو معهم ]]
نادى عليهم من وراء الحصن
:_يا كعب يا حيي
فلما برزوا له
قال :_ انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} كما قال لهم سعد بن معاذ تماماً
[[ لم تكن الآيات نزلت بعد تخبر النبي ان الله مسخهم قردة وخنازير ، فسبحان الله الذي انطق سعد
لأن اليهود مسخ الله شبابهم {{ قردة }}
أما شيوخهم فمسخهم الله {{ خنازير }}
وذلك عند اعتدائهم يوم السبت بصيد السمك، وقد حرم عليهم الصيد يوم السبت ، وقد أمرهم أن يتفرغوا لعبادة ربهم في ذلك اليوم ]]
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
فقال له حيي :_ يا أبا القاسم ، ما عهدناك صخاباً ولا فحاشاً [[ اي ما تعودنا عليك تغلط ]]
فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن كررها
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
_____________
ثم ضرب عليهم الحصار
اجتمع المسلمون عند {{ بني قريظة }} وفرضوا عليهم الحصار ، وأخذوا يرمونهم بالسهام
فلما رأى ذلك {{ كعب بن أسد }} سيد قريظة
وقف في قومه ودعاهم الدخول بالإسلام
وقال لهم:
– لقد تبين لكم أنه نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب حيث لم يكن من بني إسرائيل ، فادخلوا في الإسلام تأمنون على دمائكم وأموالكم ونسائكم وأبنائكم
ولكن رفض كل يهود {{ بني قريظة }} الدخول في الإسلام
وقالوا : _لا نفارق حكم التوراة أبدا، ولا نستبدل به غيره
____________
وطلب {{ بني قريظة}}
من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل اليهم أحد الصحابة وهو {{ أبو لبابة }} رضي الله عنه
حتى يستشيروه
[[ لأنه كان أقرب الصحابة اليهم، لأنه كانت له معهم صلات نسب وعلاقات تجارية ]]
فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : _يا ابا لبابة ، اذهب إلى حلفائك، فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس
[[ يعني اختاروك بني قريظة من بين جميع الأوس ]]
فلما دخل عليهم ابو لبابة
أول ما رأوه قام اإليه الرجال
وبكى النساء والصبيان في وجهه [[ بسبب المحاصرة وما نزل بهم ]] فرق لهم {{ أبو لبابة }}
ثم أرادوا ان يستشيروه
قالوا :_ يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟
[[ انت اعطينا رأيك نرضى بحكم محمد ]]
فقال لهم :_ نعم ، وأشار لهم بيده الى حلقه
[[ اي الذبح ، يعني اذا نزلتوا على حكمه رح يذبحكم يعني بهذه الاشارة من ابو لبابة كأنه يقول لهم اياكم ان تنزلوا على حكم رسول الله ]]
وكانت هذه الإشارة من {{ أبي لبابة }} سقطة كبيرة وخطأ عظيم من {{ أبي لبابة }}
يقول ابو لبابة رضي الله عنه :_ فوالله ما زالت قدماي من مكانهما [[ ما تحركت من مكاني ]]حتى عرفت أني خنت الله ورسوله
فأنتبه على نفسه
____________
فنزل من عند {{ بني قريظة }} مسرعا وهو يبكي
ولم يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم
بل ذهب الى المسجد النبوي ، وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة
وقال:
والله لا أحُلُّ نفسي منها [[ اي لا أفك وثاقي ]] حتى يحلني رسول الله بيديه
ولا أذوق طعاماً ولاشراباً حتى يتوب الله علي أو أموت
[[ وهذه الإسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه، يطلق عليها الآن اسطوانة التوبة ، ويطلق عليها اسطوانة أبو لبابة
الذي زار المسجد النبوي وصلى في الروضة موجوده هذه الاسطوانة في الروضة ومكتوب على رأسها اسطوانة أبو لبابة ]]
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وكان استبطأه قال: _ أما لو جاءني لاستغفرت له ، وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه
[[ قلنا مافي دلع عند رسول الله ، الرسول صلى عليه وسلم يربي رجال ]]
وانزل الله في ابي لبابة قوله
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه وبقي أيام على هذه الحال تحت الشمس الحارقة
وكانت زوجته أو بنته تحُله إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة فإذا فرغ أعادته إلى الرباط
ومكث على هذه الحالة سبعة أيام
لايذوق طعاما ولاشرابا حتى خر مغشيا عليه
ثم نزلت توبته في القرآن العظيم في سورة التوبة بقوله تعالى {{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }}
فلما نزلت الاية اسرع الصحابة ليخبروه بالبشرى
فقال ابو لبابة
– والله لاأَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحُلُّني
فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده
__________
نرجع الى المغضوب عليهم
ضرب عليهم الحصار بضعة عشرة ليلة، فأبوا ان ينزلوا على حكم الله ورسوله
فشدد الحصار عليهم ، وألقى الله الرعب في قلوبهم
فقالوا :_ ننزل على حكم {{ سعد بن معاذ }}
[[ يا الله سبحانك ما أعظمك ، كيف أراد ان يبرز قدر هذا الصحابي الجليل ، وكيف اراد ان يعطينا درسا بالثقة بالله
الم يرجو الله سعد
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا
وها هم يريدون ان ينزلوا على حكم سعد ]]
______________
فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب
{{سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
وكان سعد لا يزال في المدينة ، لأنه كان قد أصيب في الأحزاب في وريده
قال لهم النبي :_ لا تؤذوه أحملوه على دابة صغيرة
[[فحملوه على حمار صغير و وضعوا تحته وسادة ]]
واحاط به رجال قومه
وكانت قدماه تخطان على الارض [[لانه على دابة صغيرة حتى لا يؤذوا جرحه ]]
ورجال من قومه من الاوس يقولون له :_
يا سعد أحسن في مواليك ، فإن رسول الله قد حكمك فيهم لتحسن فيهم
يا سعد أحسن إليهم
وسعد لا يرد عليهم
فلما أكثروا عليه الطلب
قال{{ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم }}
ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان النبي يجلس بين اصحابه {{ مهاجرين وانصار }}
فلما أطل سعد
فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى الانصار وقال
:_ قوموا الى سيدكم فأنزلوه
[[ اي قوموا احترام لقدوم سيدكم حتى ينزل ويأخذ مكانه
قال {{ سيدكم }} واذا قلنا سيدنا رسول الله تهجم علينا البعض لا يجوز ان نقول سيدنا ]]
فقام الانصار
النبي صلى الله عليه وسلم ، أمر الانصار لأن سعد من سادة الانصار
ولم يأمر المهاجرين
[[ وهذا درس للذين يعيبون علينا الاحترام ، وقيام الرجل في وجه الرجل ، محتجين بقول النبي صلى الله عليه وسلم
{{ من سره أن يتمثل له الرجال قياما ، فليتبوأ مقعده من النار }}
هذا القول لمن احب ان يقوم له الناس ، ولكن الحديث لم يمنعك ان تحترم الناس وتقف في وجههم ، ولا تبقى متيبساً على كرسيك اذا ما اقبل عليك الناس ، القيام واحترام الناس ليس مخالف للسنة ]]
قال :_يا معشر الانصار قوموا الى {{ سيدكم }}
فقام الاوس والخزرج
وقام معهم النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قام النبي ، قام المهاجرون ايضاً احتراماً لقيام النبي صلى الله عليه وسلم
[[ اذن ماذا حدث ؟؟ يعني وقفت الامة الاسلامية كلها احتراما لقدوم هذا الصحابي الجليل {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه ، مافي مسلمين غيرهم بذلك الوقت هم الامة الاسلامية ومن خيارها ، كلهم وقفوا ]]
___________
فلما أنزلوه جلس سعد الى الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم
– يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك، فاحكم فيهم
[[ يعني الامر بأيدك اعمل اللي بدك اياه تعفو تصلح تعاقب امرهم لك ]]
فقام سعد وهو يتكأ على رجلين [[ لم يحكم وهو جالس ]]
فوقف سعد {{ اللهم ارضى عن سيدنا سعد ، ترضوا عليه }}
فحمد الله واثنى عليه
ثم التفت الى الجهة التي فيها وجوه اليهود وقومه من الانصار
وقال :_ وعليكم عهد الله وذمته أن حكمي نافذ فيكم لايرد ؟
قالوا: – نعم
ثم نظر الى المسلمين
قال: _وعلى المسلمين ؟
فقال له الصحابة : نعم
ثم ألتفت الى الجهة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واطرق رأسه أدباً واجلالاً وتعظيماً
وقال : _ وعلى من ها هنا؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم وعليَّ
فقال سعد
{{ إنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ رجالهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم }}
رضي الله عن سعد
[[ اخلع الضرس واخلع وجعه ، متى سنخلص نحن من قرفهم ؟؟ قريبا ان شاء الله ، كما وعدنا الله ورسوله ]]
فلما انتهى كلام سعد
يقول الصحابة :_فما راعنا الا و النبي صلى الله عليه وسلم وقد وثب قائماً
وهو يقول :_ والذي نفسي بيده ، لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سموات
_______
ألم يطلبوا هم ان ينزلوا على حكم {{ سعد }} ؟
وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد
وهو قتل الرجال المقاتلين، وسبي النساء والأبناء ، ومصادرة الأموال
فقتل في هذا اليوم {{ ٧٠٠ }} من يهود {{بني قريظة }}
وقيل {{ ٤٠٠ }} وحفر لهم قبورهم في ديارهم
وقتل {{حيي بن أخطب }}
والذي كان له الدور الأبرز في تجميع القبائل، وهو والد السيدة [[ صفية]] والتي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بعامين
وعندما قدموا {{ حيي }}
لتضرب عنقه ألتفت الى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال بكل وقاحة مع الكفر :_ والله مالمت نفسي في عدواتك يوماً [[يعني مش ندمان ]] ولكن من يَخذل الله يُخذل
ثم ضربت عنقه ومات على هذه الوقاحة
ورغم مرارة ما ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم لم يزل صاحب {{ الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم }}
فلما قسمت النساء من السبايا
قال لأصحابه :_ لاتفرقوا بين الأم و وأولادها
ولم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا المقاتلين فقط
وهنالك من اسلم منهم لم يقتلوا
ولم يقتل الذين لم يشتركوا في القتال
وتعامل بالرحمة مع السبايا، فلم يبعد طفل أو طفلة عن أمه
________
وموضوع قتل هذا العدد من {{ بني قريظة }} هام جدا
لأنه من أكثر الشبهات التي يستخدمها أعداء الإسلام في الطعن على الإسلام
وهناك مئات الأفلام والكتابات الغربية التي تتناول فقط هذا الموضوع
وهنالك بعض المسلمون [[ الكيوت اصحاب القلب المرهف ]] ينكرون هذا
ويتهمون فيها الإسلام ويتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالوحشية
بالله عليكم سؤال
لو كانت الأحزاب انتصرت بمعاونة {{ بني قريظة}} ماذا كان حصل للمسلمين ؟؟
لكان المسلمون قد تعرضوا لنفس هذه العقوبة واشد ، وهي قتل رجالهم، وسبي نسائهم وأبنائهم، وتفريق أموالهم
__________
ثم نرجع لمعتقدهم هم انفسهم
ماذا يوجد عندهم في التوراة {{ العهد القديم }}
الذي يقدسه اليهود والنصارى في سفر{{ التثنية }}الإصحاح رقم ٢٠
هذا النص
{{ 10 حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ
[[ قبل ما تحارب اي مدينة اعرض عليهم الصلح ]]
11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.
[[ إذا عرضت عليهم الصلح و وافقوا ، فكل الشعب يصبح خدم لك وعبيد ]]
12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.
[[ إذا اظهروا لك العداوة حاربهم وحاصرهم ]]
13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
[[ اذا حاربتهم و نصرك الله عليهم اقطع رقاب كل الرجال اللي حاربوك ]]
14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
[[ نسائهم وذريتهم سبايا وكل اموالهم تكون غنيمة لك من الرب ]]
15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.
16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا
{{ لن اطيل عليكم يكفي هذا ، من كتابهم هم }}
__________
ولو اعتبرنا الذي فعلوه يهود {{ بني قريظة }}
حصل اليوم ، نحن نعيش في بلد واحدة ، قامت قرية او مجموعة
بمثل هذا المكر والخبث ماذا نسميه
{{{ خيانة عظمى }}}
ما هو تعريف الخيانة العظمى في القوانين هو
١_عدم الولاء للدولة
٢_ العمل ضد مصالحها
وفي القانون الأمريكي
{{ تتم الإدانة بالخيانة العظمى إذا انضم شخص إلى عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وعقوبة الخيانة العظمى في أي قانون هو أقصى عقوبة، سواء الإعدام أو السجن مدى الحياة في الدول التي لا تطبق عقوبة الإعدام }}
ولو أن أي قاضي في أي دولة في العالم عرضت عليه الآن قضية خيانة {{ بني قريظة }} للمسلمين في غزوة الأحزاب فسيكون حكم هذا القاضي هو نفس حكم {{سعد بن معاذ }} وهو قتل المقاتلة
ولو ترك الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرجال المقاتلين لكانوا قد اتجهوا الى خيبر
وعادوا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وتحريض القبائل عليه
افضل حل بلغتنا كما قلت لكم [[ اخلع الضرس واخلع وجعه ]]
_________
نرجع لقصة {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ان يضرب له خيمة في المسجد النبوي
وذهب الرسول و المسلمون الى بيوتهم
واستراح سعد تلك الليلة
ورفع طرفه الى السماء يناجي ربه
اللهم اني سألتك ثلاثاً ، فأعطيتني اثنتين ، وبقي لي عندك واحدة
{{ اللهم أفجرها وأجعلها طريقي للجنة }} اي الجرح
فأنفجرت جرحه [[ كما دعا الله تماماً ]]وسالت منه الدماء حتى خرجت من خارج الخيمة
واقترب الأجل
يقول الصحابة :_ فما راعنا وإلا والنبي صلى الله عليه وسلم يخرج من إحدى حجراته
مسرعاً يجر ردائه خلفه وهو
يقول لاصحابه :_ قوموا ، قوموا فأشهدوا موت رجل يهتز له عرش الرحمن
قوموا ، فقد سبقتكم الملائكة إليه
قال :_ فدخل على خيمة سعد
فقال لسعد من كان معه في الخيمة
:_ها هو رسول الله قد حضر يا سعد
ففتح عينيه سعد ، ونظر للنبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يا رسول الله لقد سألت الله الآن ، ان لا يقبض روحي حتى يكون آخر ما يقع عليه بصري من هذه الدنيا هو وجهك يا رسول الله فإني
{{ أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله }}
وفاضت روحه رضي الله عنه وارضاه وجزاه الله عنا كل خير
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل الى البقيع ويدفن فيها بجانب المسجد النبوي
وعندما حملوا جنازته، كانت خفيفة
فتعجبوا لذلك
[[لأنه كان طويلا جسيما ]]
قالوا :_ يا رسول الله والله ما رأينا جنازة خفيفة كجنازة سعد
[[ يعني حاملين نعش سعد بس كأنه فاضي ]]
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ وهل تركت لكم الملائكة ما تحملونه من النعش
لقد انزل الله {{ ٧٠ الف }} من الملائكة لم ينزلوا الى الارض قبل اليوم ليشيعوا سعد بن معاذ
هذا هو سعد الذي اهتز عرش الرحمن فرحاً بقدومه
[[ كيف لو رجال في مجلس ينتظرون قدوم ، رئيس دولة او ملك ، فلما يقترب موكبه ، ويسمع الجالسين بوصوله يقف الرجال ويهتز المجلس كله بهذا الخبر ، هكذا اهتز عرش الرحمن وتهيأ لأستقبال سعد ]]
_________
رضي الله عن سعد
مات {{ سعد بن معاذ }} شابا عمره {{ ٣٦ عاما}}
ولم يتجاوز عمره في الاسلام {{ ٦ سنوات}}
إلا أن أنجازاته في الاسلام يعجز أن يفعله الكثيرون في أعمار طويلة
_______
هل حقق الله رجاء سعد ؟؟؟ أجل
هل اكرم الله سعد بما طلب ؟؟؟ أجل
هل تنزل القران كما نطق سعد ؟؟ أجل
{{ إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، صدقوا الله في تلقيهم للقرآن فتلألأت كلمات القرآن على شفاههم كما تتلألأ الكواكب في السماء ملئوا قلوبهم بحب الله فظهر أثر ذلك على الجوارح }}
هل علمتم كيف كان اصحاب رسول الله ؟
هذا هو {{ سعد بن معاذ }} يا من تتسألون ماذا فعلت يا سعد في ستة سنوات حتى اهتز لك عرش الرحمن ؟؟
هذا الذي أثلج صدر النبي صلى الله عليه وسلم في مواقفه
هذا الذي قال بالامس القريب
{{قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه
وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً
أفحين أكرمنا الله بالإسلام ، وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا }}
هذا رجل ذو ثقة عظيمة بالله
فكيف لا يلبي الله طلبه ويستجيب دعائه ؟
___________
ما أحوجنا هذه الأيام لدروس الايمان
وما أشبه اليوم بالأمس تكالب الأمم علينا
كلاب الشرق والغرب علينا ، وسفاهة أمتنا وخذلانها ، إنما هي غثاء كغثاء السيل
اللهم إلاالمؤمنين الصادقين منهم
فما هو المخرج ومسرى رسول الله يئن ؟؟
اين الايمان واليقين والاعتصام بحبل الله ؟؟
ولكن
اقسم لكم بالله أن الفرج قريب
والله الذي لا إله الا هو إن الفرج قريب
وستُشفى صدور قوم مؤمنين ، بفرحهم بذلك الرجل الذي يجمعهم على هدي الله ونبيه
اللهم اجعلنا ممن ينالون شرف ذلك ، اللهم اكرمنا وشرفنا بذلك عاجلاً غير آجل يا رب العالمين