هذا الحبيب 188  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر ))

هذا الحبيب 188  - السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر ))

هذا الحبيب 188  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر ))
__________
خرج صلى الله عليه وسلم الى (( خيبر ))
وكان معه {{ ١٤٠٠ }} مقاتل من المسلمين ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية
وخيبر كما قلنا فيها {{ ١٠ آلاف }} مقاتل
وكان اهل {{ خيبر }} يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة
[[ من باب التخويف ، من باب الاعلام المزيف كما يفعلون اليوم ، من باب الإشاعة ، فاليهود على مر العصور شغلهم الشاغل أمرين ، ان يمسكوا بعصب اقتصاد العالم ، والاعلام المزيف ]]
فكانوا يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة
يقولون لعل ابا القاسم [[ اي النبي وكانوا لا ينادونه باسمه محمد إلا ما ندر ، لكي لا يثبتوا عليه صفة الحمد صلى الله عليه وسلم ]]
:_ لعل أبا القاسم ، يفكر يوماً في غزو خيبر ، هيهات هيهات
خيبر فيها [[ ١٠ آلاف مقاتل ]] مدجج بالسلاح وكم عدد اهل المدينة من اصحابه ؟؟
هذه هي الرسائل التي كانت تصل للنبي صلى الله عليه وسلم
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم عدتهم
ولكنه يعلم كيفية اصحابه ، لا كمهم ولا يلتفت لعددهم
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعنيه {{ الكم }}
بدليل قوله تعالى
{{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }}
اتذكرون يوم بدر ؟؟ كان عدد الصحابة {{ ٣١٣ }}
قريش كانت {{ ٩٥٠ }}
والآن يخرج {{١٤٠٠ }} من الصحابة ليلقى {{ ١٠ آلاف }}
خرج صلى الله عليه وسلم لخيبر
_____________
هنا تحرك المنافقون في المدينة على الفور
فأرسل المنافقون إلى يهود خيبر يخبرونهم بقدوم الرسول إلى خيبر
فأرسل رأس المنافقين {{ عبدالله بن أبي ابن سلول }}
إليهم يخبرهم
بأن محمدا سائر إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ولا تخافوا منه، إن عددكم كثير ، وقوم محمد شرذمة قليلون ، وهم عزل لا سلاح معهم إلا قليل
[[ يشجعهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ، يخبرهم ان أعداد المسلمون قليلة، وليس معهم سلاح الا القليل لا تخافوا ]]
فلما وصل الخبر لليهود
قالوا بستهزاء :_ محمد يغزونا ؟ !!! هيهات هيهات
[[ يعني مش مصدقين ]]
ولكنهم اخذوا يستعدون ويأخذون احتياطهم
وأرسلوا الى سيد غطفان {{ عيينة بن حصن }} اتذكرون هذا الاسم الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم
{{ الأحمق المطاع }}
ارسلوا له :_ يا عيينة نعطيك نصف ثمار خيبر ، في سبيل ان تقف معنا من اهل {{ غطفان}} في قتال المسلمين
[[ هل تعلمون كم كان عدد ثمارهم في خيبر ، لقد كانوا يجنون كل عام من نخيلهم {{ ٤٠ ألف }} حمل من ثمارها ، فكانت خيبر ومازالت تمد المدينة ومكة في موسم الحج بالتمر ، فخيبر اعظم بقعة في الارض من حيث ثمار التمر ]]
فوافق {{ الأحمق المطاع }} على الفور
وبدأت تستعد لقتال المسلمين
وأعدت جيشا ضخما لذلك قوامه {{ ٤ آلاف }}مقاتل
بقيادة الاحمق المطاع {{عيينة بن حصن }}
___________
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبرهم
وكان له صلى الله عليه وسلم ، عيونا من اصحابه حول المدينة يمدونه بالأخبار
فقرر صلى الله عليه وسلم ، ان يرسل على الفور سرية
الى غطفان حتى يظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم سيغزو ديارهم وليس خيبر
وأمر هذه السرية أن تظهر أمرها ولا تتخفى بل وتحدث صوتا عاليا حتى تلفت اليها الأنظار ، وبذلك تخاف {{ غطفان }} على نفسها وتظل في ديارها ولا تخرج لحرب المسلمين في خيبر
وبالفعل عندما سمع جيش {{ غطفان }} الصوت، انزل الله الرعب في قلوبهم ، وعادوا مسرعين إلى ديارهم ، وتركوا يهود خيبر في حرب الرسول منفردين
وقرر النبي صلى الله عليه وسلم
ان ينزل بجيش المسلمين في شمال خيبر
____________
قلنا ان خيبر موقعها {{ الشمال الشرقي }} للمدينة المنورة
فمن يأتي من المدينة المنورة الى خيبر سيدخلها من الجنوب
فلماذا اختر حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، ان يدخل خيبر من {{ الشمال }} وليس من الجنوب ؟؟؟
لان {{ غطفان }} تقع ايضا {{ بالشمال الغربي }} للمدينة
فنزل بجيش المسلمين من الشمال ، حتى يحول بين خيبر وبين غطفان ، إن فكرت غطفان العودة لحرب المسلمين
____________
وسار صلى الله عليه وسلم لخيبر على بركة الله
وكان معه رجل من اصحابه حسن الصوت يجيد في ارتجاز الشعر
وكان اسمه {{ عامر بن الاكوع }}
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
:_يا ابن الاكوع اسمعنا من هيناتك [[ أي انشد لنا من اشعارك بصوتك الجميل ]] وحرك بنا الركب
فسار {{ عامر بن الاكوع }} امام الركب كي ينشط الرواحل
وهو يردد بصوته الجميل ويرتجز الشعر
اللهم لولا الله انت ما اهتدينا .. ولا تصدقنا ولا صلينا
الى آخر الابيات
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ،عند سماع صوته الجميل :_ يرحمك الله
وكان حسن الصوت بالحداء إذا حدا أعنقت الإبل
[[ أي أسرعت الأبل ، لان الابل تتأثر بالصوت الجميل ، وكما حدث في حجة الوداع عندما اخذ يحدوا انجشة رضي الله عنه فأسرعت الابل من حسن صوته ، وامهات المؤمنين ، في الهودج فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ، يا أنجشة رويدك، رفقا بالقوارير ، لانهم داخل الهودج فإذا اسرعت الابل اهتز الهودج وربما تتأذى النساء داخلها ]]

فقطعوا الطريق الذي يحتاج{{ ٥ ليالي }}
في {{ ٣ }} ليالي
لان العرب كانت لا تقطع بلغة اليوم {{ ٣٠ كيلو }} في الليلة فقطعوا في كل يوم تقريبا {{ ٥٠ كيلو}}
وكما قلنا بين المدينة وخيبر {{ ١٦٥ كيلو }} قطعوها في ثلاث ليالي
وهكذا سار الجيش بروح ايمانية عالية جدا ، بالرغم من علمهم بالصعوبة الشديدة للمعركة
وبحصون خيبر وكثرة رجالها ، وكثرة عتادها الحربي
حتى انهم كانوا يكبرون ويهللون ويدعون الله تعالى بأصوات مرتفعة
{{ الله أكبر، لا إله إلا الله }}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_اربعوا على أنفسكم [[ أي ارفقوا بأنفسكم ، لا تبالغوا في رفع أصواتكم ]]
فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم
[[ نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رفع اصواتهم والمقصود الرفع الخارج عن العادة الذي يؤذي الآخرين ، لأنه امر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية ، ولكن لا نرفع الاصوات بالتلبية بشكل يؤذي الاخرين ]]
وكان {{ عبدالله بن قيس }} رضي الله عنه
يسير خلف دابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يردد
{{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم }}
فقال له النبي :_ يا عبدالله بن قيس
قال :_ لبيك يا رسول الله
قال:_ ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟
فقال :_ بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي
قال {{ لا حول ولا قوة إلا بالله }}
____________
فلما اشرف على خيبر
قام وصلى ، النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه المغرب والعشاء {{جمع تقديم }}
بعيدا عن حصونهم ، حتى لايروه
[[ لان الدنيا مازالت مضيئة و سقوط قرص الشمس عند المغرب لا يعني العتمة خاصة في المناطق الصحراوية ]]حتى اذا دخلت العتمة تقدم بجيشه بهدوء الى حصونهم
وأمر المسلمون ان يصلوا الفجر مغلسين
[[ اي يصلوا الفجر فورا عند دخول وقته قبل ان يسفر النهار ، كي لاتراهم يهود فيباغتهم بغتة ]]
وكان اليهود اذا اقبل الليل دخلوا حصونهم واغلقوا ابوابهم
، وفي الصباح يفتحون ابواب حصونهم ويخرجون للعمل
صلى بهم الفجر
و بدأ خروج اليهود من الحصن الى مزارعهم وهم يحملون أدوات الزراعة، وهم لا يدرون بالمسلمين
فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم
قال لأصحابه :_ قفوا
ثم قال :_
اللهم رب السموات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين
فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها
اقدموا بسم الله ، فتقدموا
فلما رأوا اليهود الجيش صاحوا في فزع
:_محمد والخميس !!!!
[[ الخميس معناه الجيش ، وقد كان العرب يطلقون على الجيش الخميس لأنه خمسة أقسام ، مقدمة ، ومؤخرة وميمينة ، وميسرة ، وقلب ]]
محمد والخميس !!!!!
واخذوا يهربون ، مسرعين الى حصونهم
وصاح بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، صيحة سمعها الجيش كله ، وسمعها اليهود
:_ الله أكبر _ الله أكبر !!
خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المُنذرين

[[ لم يتوقعوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، لغزوهم
كانوا يقولون :_ محمد يغزونا ؟؟ !! هيهات هيهات ]]