هذا الحبيب 190  – السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر ))

هذا الحبيب 190  – السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر ))
__________
___________
قلنا أن {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ، قتل بطل اليهود {{ مَرحب }}
هنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد
لأن بطلهم {{ مَرحب }}
كما ذكرنا
كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين
___________
فلما قتل {{ علي }} مرحب
خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه
وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة
مثل أخيه
وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل
فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم
١_ مرحب
٢_ ياسر
٣_عامر
٤_الحارث
فلما خرج {{ ياسر }}
برز له له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
وكان عمره {{ ٣٥ عام }}
وكان نحيفاً وطويل القامة
وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ياسر }} وبين
{{الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر
أصيب اليهود {{ بالرعب }}
واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن
ودار قتال مرير حول الحصن
وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال
حتى انهارت مقاومة اليهود
وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه
وهو حصن {{ الصعب }}
وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر
__________
ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }}
وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه
وهو حصن {{ الصعب }}
وبدأ الحصار والهجوم على الحصن
وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }}
_________
وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب
وهو {{ الجوع }}
اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا
يقول أحد الصحابة
:- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء
وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون
فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها
[[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]]
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم
قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟
[[ لان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]]
فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية
[[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]]
فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها
[[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صلى الله عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]]
وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى
ووقف المسلمون يؤمنون خلفه
{{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة
وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه
فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }}
[[ والودك هو دهن الأنعام ]]
___________
في اليوم التالي
وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن
خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }}
وطلب المبارزة فخرح اليه
{{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله
ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }}
يطلب المبارزة
فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله
وشد المسلمون هجومهم على الحصن
حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن
وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }}
________
وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا
ونادى منادي رسول الله
وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً
فأكل المسلمون حتى شبعوا
وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه
{{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع
وكان قد بنى النبي صلى الله عليه وسلم ، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه
فلما كان وقت الصلاة
وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم
فقال صلى الله عليه وسلم :_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا
[[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]]
ووجد المسلمين في ذلك الحصن أيضا {{ منجنيق }} والمنجنيق هو
آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها
ولم يكن العرب يعرفون {{ المنجنيق }} لأن {{المنجنيق }}
آلة من آلات الحصار وهدم الأسوار
والعرب لم تكن تعرف في حروبها الحصون والأسوار
___________
انتقل اليهود الى الحصن الثالث في منطقة {{ النطاة }}
وهو حصن {{ القلعة }}
وكان هو أمنع حصون خيبر
لأنه فوق قمة جبل ، ومن الصعب جداً الوصول اليه، فضلاً عن مهاجمته
وكما يقول الرواة {{ لا تقدر عليه الخيل والرجال }}
وفرض النبي صلى الله عليه وسلم الحصار
على حصن {{ القلعة }}
واستمر الحصار ثلاثة أيام
___________
و يأتي توفيق الله تعالى ونصره
فألقى الله تعالى الرعب في قلب رجل من اليهود
اسمه {{ عزول }} خاف إن انتصر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يقتل وتأخذ زوجته واولاده في السبي ، وتأخذ امواله
فأراد ان يفعل شيء يحفظ به
نفسه ، واولاده ، وزوجته ، وماله
فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال له: يا أبا القاسم ، إنك لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك [[ يعني مهما حاصرتهم لن يهتموا لحصارك ]]
ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن
قال له النبي صلى الله عليه وسلم
: _ ما هي ؟
قال: _ أمني [[ أعطيني الأمان ]]
قال له النبي :_ أمنتك
قال: _ وزوجتي وأبنائي
قال:_ نعم
قال: _ وأموالي
قال: _ نعم
قال: _ إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها، ثم يعودون الى قلعتهم
فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك
[[ أي يقطع عنهم مدد الماء للحصون ]]
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع عنهم ، جداول الماء
فاضطر اليهود الى الخروج وقتال المسلمين
ودار قتال في منتهى الضراوة ، حتى انتصر المسلمون وافتتحوا حصن {{ القلعة }} بعد ثلاثة أيام
وهكذا سقطت الحصون الثلاثة الأولى في منطقة {{ النطاة }} وكان في هذه الحصون أشد اليهود
__________
بعد أن انتهى المسلمون من فتح الحصون الثلاثة في منطقة {{ النطاة }}
انتقلوا الى المنطقة المجاورة لها وهي منطقة {{ الشق }} وقد قلنا أن بها حصنين
حصن {{ أبي }} وحصن {{ النزار }}
وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بحصن {{ أبي}}
وتم حصار الحصن
وخرج أحد اليهود يطلب المبارزة، فخرج اليه
{{ أبو دجانة }} رضي الله عنه فقتله
ثم دار قتال عنيف وانتصر المسلمون، واقتحم المسلمون حصن {{ أُبي }}
__________
ثم هرب اليهود الى داخل الحصن الذي يليه وهو حصن {{ النزار }} وهو الحصن الخامس
وكان هذا الحصن هو أمنع الحصون ، لأنه كان على جبل مرتفع ، حتى أن اليهود وضعوا في هذا الحصن نساءهم وأطفالهم وأموالهم
فكان فيه {{ ٢٠٠٠ }} من نساء اليهود
وظن اليهود أنه من المستحيل أن يفتح هذا الحصن
ولذلك تحصنوا داخل الحصن
ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وانما قاموا برشق المسلمين من فوق الحصن بالنبل والحجارة
وبالفعل استمر الحصار فترة طويلة، ولم يستطع المسلمون فتح الحصن
وكان المسلمون كما قلنا قد وجدوا داخل حصن {{الصعب }} {{ المنجنيق }}
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بنصب المنجنيق ، وبدأ يضرب اسوار الحصن
حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن ، ودار قتال من أعنف أنواع القتال داخل الحصن، وتم النصر للمسلمين، وفتح المسلمون حصن {{ النزار }}
وأخذت جميع ما فيه من النساء سبايا
وكان منهن السيدة {{صفية بن حيي بن أخطب }}
والتي اعتقها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وتزوجها
[[ وسأذكر لكم زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية بالتفصيل في جزء مخصص ان شاء الله ]]
وكانت هناك ، حصون صغيرة أخرى إلا أن اليهود بمجرد فتح هذا الحصن المنيع أخلوا هذه الحصون
وهربوا إلى المنطقة الثالثة من خيبر وهي منطقة {{ الكتيبة }}
[[ وكما اخبرتكم بالجزء السابق منطقة الكتيبة فيها ثلاثة حصون ]]
حصن {{ القموص }}
حصن {{ الوطيح }}
حصن {{السُلالم }}
هربوا وتحصن اليهود مرة أخرى في هذه الحصون
وكانت معنويات اليهود {{ قد انهارت تماماً }}
وبدأ المسلمون في حصار أول هذه الحصون وهو حصن {{ القموص}}
واستمر الحصار أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن
وفي النهاية عندما شعروا بالموت
كما قال كما عنهم الله تعالى
{{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }}
عندما شعروا بالنهاية ، وان جيش محمد صلى الله عليه وسلم لايهزم ، لجؤا كعادتهم في كل زمان ومكان ، عندما يشعرون بالقهر والجبن والإنكسار ، على الفور يهرعون الى {{ المفاوضات }}
طلب اليهود أن {{ يتفاوضوا }} مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وافق صلى الله عليه وسلم على مفاوضتهم على
شروط
{{ الإستسلام }} ولم يفاوضهم {{ على الصلح }} كما يدعي بعض المتأسلمين
ما الذي تم الإتفاق عليه ؟؟
وما الذي حدث بعد ذلك ؟؟
يتبع إن شاء الله