هذا الحبيب 192 – السيرة النبوية العطرة (( محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم ))
___________
قبل أن يرحل النبي صلى الله عليه وسلم ، من خيبر
كان هناك امرأة يهودية اسمها {{ زينب بنت الحارث}} وهي زوجة {{سلام بن مشكم }}
ويكون أخوها {{ مرحب }}
الذي بارز {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه ،فشقه علي بالسيف نصفين
جاءت متظاهرة بالكرم [[ و حتى لا تنخدعوا بغدر يهود ]]
يعطيك من طرف اللسان حلاوة … ويروغ منك كما يروغ الثعلب
قصتهم اشبه ما تكون بصياد ، كان يصطاد الطيور في فصل الشتاء
ومن شدة البرد ، كان عندما يأخذ العصفور أو الطائر ليذبحه تكون عيناه تسيلان من البرد [[ يدمعوا عيونه ]]
فقال عصفور لاخيه :_ ما أرق قلب هذا الصيد ، أنُظر إليه عندما يريد أن يذبح احداً منا تدمع عيناه [[ مفكر أنه يبكي عليهم ]]
قال له :_ يا مسكين لا تنظر الى دموع عينيه ، وانظر الى صنع يديه
[[ فلا تنظروا الى اعلامهم الرقيق الكذاب الدجال ]]
جاءت {{ زينب }} وهي تتظاهر بأنها جاءت تكرم النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه عفا عنهم [[ بمعنى انها تريد ان تشكر النبي لانه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد واخفى المال ]]
وكيف تشكره وهي امرأة ؟؟
قالت :_ اريد ان اقدم لرسول الله شاة مصلية [[ اي مشوية ]]
وسألت :_ أي عضو في الشاة احب لرسول الله
فقيل لها :_ الذراع اليمنى من الشاة
فجاءت ووضعت عليها السم ، وأكثرت فيها السم ، ثم وضعت السم على الشاة كلها
[[ عشان كل شخص اكل معه لا يقوم من مكانه ]]
وجاءت مبتسمة
وقالت :_ هذه هدية لك يا رسول الله
[[ تقول يا رسول الله ، اذن هي مسلمة والنبي لا يعلم الغيب المطلق وقد شرحناها في السيرة في اكثر من موقف لا يعلم من الغيب إلا مااطلعه الله عليه ، الغيب المطلق لله وحده ]]
وكان معه عدد من اصحابه ولكن كان اقربهم منه
{{ بشر بن البراء }} رضي الله عنه
ومن أدب الصحابة ،لا احد يأكل قبل أن يمد يده صلى الله عليه وسلم
فلما وضعت الشاة بين يدي صلى الله عليه وسلم
تناول الذراع[[ وكان من سنته ان ياخذ الذراع بكلتا يديه فيقمض منها قرضا ]]
فأخذ الذراع و وضعه بين اسنانه ، وكاد أن يقمض منها [[ يعضّ ]]
وكان {{ البشر }} رضي الله عنه ، بعدما تناول النبي صلى الله عليه وسلم الذراع قد اخذ قطعة، و وضعها في فمه ولاكها
فعندما وضعها النبي صلى الله عليه وسلم بين اسنانه ردها
وقال :_ ارفعوا ايديكم
فرفعوا ايديهم
فقال :_ إن هذا الذراع ليخبرني انه مسموم
وكان {{ بشر بن البراء }} قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها
فقال بشر: _ والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت
[[ يعني من اللقمة اللي اكلتها شعرت ان الطعام فيه طعم غريب ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ فلم لم تلفظها
قال بشر: _ ما منعني أن ألفظها الا كراهية أن أنغص عليك طعامك نفسي لك الفداء يا رسول الله
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك
_________
فلما حضرت سألها النبي صلى الله عليه وسلم
قال: :_ يازينب أوضعتي السم في هذه الشاة ؟!!
قالت :_نعم
فقال:- ما حملك على ذلك؟
قالت :_ قد بلغت من أهلي ما لايخفى عليك ، لقد قتل في خيبر ، زوجي ، واخي ، وابني ، فقلت اضع لك السم
فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك ، وإن كنت نبيا اطلعك الله عليه و لم يضرك
[[ كلام غير مقنع ، والسبب المغضوب عليهم يعلمون أنهم يستطيعون قتل الانبياء ، ولا يمنعهم شيء من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل
قال تعالى {{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }}
قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله، وهم يعلمون ذلك
و هذا هو حال المغضوب عليهم في كل زمان، فهم ليسوا أهل حرب، بل أهل دس ومؤامرة، وهذا هو حالهم مع المسلمين في كل زمان حقد وحسد وغدر وايذاء ]]
ولأنها صدقت عفا عنها النبي صلى الله عليه وسلم
وسأله الصحابة :_ ألا تقتلها يا رسول الله؟
فقال :_ لا قد عفونا عنها
[[ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن ينتقم لنفسه أبدا]]
ولكن عندما تأثر {{ بشر }} بالسم وتغير لونه واصبح لا يستطيع ان يتحرك من مكانه
ومات في اليوم الثاني
أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحضروا زينب
وأن تقتل قصاصا
لأنها قتلت {{ بشر }}
واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على {{ الكاهل }} وهو الموضع بين الكتفين
___________
وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم
{{ كما روى البخاري }}
عن عائشة رضي الله عنها قالت
{{ كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: – يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ }}
الأبهر وهو اكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب ، النبي صلى الله عليه وسلم يخبر السيدة عائشة عن سبب موته {{ المغضوب عليهم قتلة الانبياء }}
ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه صلى الله عليه وسلم مات شهيدا
[[ وذلك إرادة الله ، ليكتمل صلى الله عليه وسلم بمراتب الفضل كلها ]]
___________
كيف وصل خبر انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ؟؟
حدث لا بد ان نذكره
أحد الصحابة اسمه {{ الحجاج بن علاط }} كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر ، فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر
جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يا رسول الله ، إن لي بمكة مالاً متفرق عند تجار مكة ، هل تأذن لي يا رسول الله أن آتي مكة وأن اقول
[[ ان اقول ، يعني لا اظهر اسلامي لهم واقول كلام حتى اتمكن من تحصيل اموالي منهم ]]
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم
فذهب {{ الحجاج }} الى مكة
[[وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ، ويسألون الناس ، ماذا فعل اهل خيبر بمحمد ؟؟ لان كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر ويعلمون ان خيبر لا تغلب على الإطلاق ]]
فلما رآه أهل مكة قالوا: _
هذا {{ الحجاج بن علاط }} عنده والله الخبر
فأنطلقوا جميعا إليه ليسمعوا منه الخبر
قالوا :_ أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار الى خيبر
[[ القاطع يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم ، يدعون انه قطع اهل مكة وحاربهم وقطع الرحم ]]
فضحك الحجاج وقال : _
لقد هزم محمداً هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط
وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط ، وقد أخذوه اهل {{ خيبر }} اسيراً عندهم
وقالوا :_ لن نقتل محمدا ، حنى نبعث به الى اهل مكة ، فيقتلوه هم بين أظهرهم
فضاجت قريش كلها بين مصفر ، ومصفق ، وراقص ، و واضع يده على راسه هكذا كانوا يعبرون عن فرحهم [[ صورة عن مهرجانات العرب اليوم، او حضورهم مباراة ]]
فصاحوا وامتلأت مكة بالأفراح
ثم قال {{ الحجاج }}
أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي [[ الناس المدانين لي ساعدوني احصل منهم المال ]]
فإني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيء محمد واصحابه ، قبل أن يسبقني إليه التجار الى هناك
فجمعوا له كل ماله الذي بمكة
[[ طبعا واحد حمل لنا مثل هذه البشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين اجبروه على الدفع ]]
فجاء {{ العباس }} رضي الله عنه [[ عم النبي ]]
وكان يكتم اسلامه
وقف بجانب {{ الحجاج }} مهموماً ، مكسوراً ، مهزوماً ، حزيناً
قد دمعت عيناه
قال :_ يا حجاج ، ما هذا الخبر الذي جئت به ؟؟
فأبتسم الحجاج
وقال :_ جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل ، والله لقد تركت ابن اخيك قد فتح الله تعالى عليه {{ خيبر }}
وصارت خيبر واموالها كلها له ولأصحابه، وتركته عروسا على ابنة {{ حيي بن اخطب }} سيدهم [[ اي صفيةرضي الله عنها ]]
ففرح العباس وقال: _ أحقاً ما تقول يا حجاج ؟ !!!
قال الحجاج: _ نعم والله ، ولكن أكتم علي الخبر ثلاثا [[ اي ثلاثة ايام ]]
فإني أخشى الطلب ، وبعدها تكلم بما حدثتك فهو والله الحق
ثم أخذ {{ الحجاج }} أمواله وانطلق
وترك قريش في فرحة لا توصف ، ينتظرون اهل خيبر ان يحضروا لهم رسول الله اسيراً مكبلاً بالأغلال
________
فلما مرت ثلاثة أيام
قام {{ العباس }} رضي الله عنه
واغتسل ، ولبس اجمل الثياب ، وتعطر
ثم جاء الى قريش وكانوا مجتمعين عند الكعبة
جاء بكل هدوء وسكينة
فنظر اليه رجال قريش وقالوا: _ يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة
[[ يعني جاي ولابس ومتعطر وابن اخوك اسير ، هذا تكابر على مرارة مصيبتك ، جئت بهذا الشكل لترينا أنك غير متأثر ، مستحيل ما تكون حزين ]]
فضحك و قال :_ كلا والله الذي حلفتم به ، ولكن ابن اخي محمدا قد فتح خيبر ، وصارت له ولأصحابه ، وهذه هي بنت سيدهم حيي اصبحت زوجة له
فقاموا واقفين مذهولين
قالوا :_ أحقاً ما تقول ؟؟ من أتاك بهذا الخبر ؟؟!!!
قال :_ الذي جاءكم واخبركم به {{ الحجاج بن علاط }} ولقد اسلم ، واتبع دين محمد ، وما قال لكم ما قال
إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به
[[ يعني ضحك عليكم ]]
فصاحوا:_ لقد خدعنا والله
ثم لم تمر الا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر فأسقط في أيديهم
{{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }}
يتبع إن شاء الله