هذا الحبيب 222  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى تبوك ))

هذا الحبيب 222  - السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى تبوك ))

هذا الحبيب 222  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى تبوك ))
___________
تجمع جيش المسلمين وكان عدده {{ ٣٠ الف }} للخروج لقتال الروم في الشام قبل أن يتحرك الروم في اتجاه المدينة وخرج الجيش من المدينة في يوم الخميس غرة {{رجب}} من السنة التاسعة من الهجرة
وكانت هذه هي أصعب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
لأن المسافة بعيدة جدا، تصل الى حوالي ألف كيلو متر، في صحراء قاحلة وطرق وعرة، والحرارة شديدة جدا
ليس هذا فحسب بل كان هناك عدد قليل من المراكب، فكان كل ثلاثة أو أربعة أو أكثر يتعاقبون على بعير واحد
ومعنى هذا أن كل رجل في الجيش يسير على قدميه حوالي ٧٠٠ كم
وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش بالقرب من المدينة
وانطلق الجيش ، وأخذ المنافقون ينسحبون واحداً تلوى الاخر فكانوا يتخلفون عن الجيش، ويعودون الى المدينة، فكان كلما تخلف واحد ورأه الصحابة يقولون:
– يا رسول الله تخلف فلان [[ يعني رجع ]]
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :_ دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه
[[ عبارة واضحة دعوا الأمور لله ،نحن لا نحكم على الناس بالنفاق والكفر إنما أمرت ان احكم بالظاهر والله يتولى السرائر]]
و هكذا طوال الطريق
وبعد مسيرة ثلاثة أيام من المدينة تأتي قصة الصحابي الجليل {{ أبا ذر الغفاري }}
________
{{ ابو ذر }} رجل من الصحابة لا يتهم ، فهو كامل الإيمان
يقول ابو ذر الغفاري :_ عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة تبوك ، كنت اعلم أن راحلتي ضعيفة [[ يعني عنده بعير تعبان مش خرج سفر ]]
قال :_ فعلفته ثلاثة أيام علف شهر [[ يعني كم ياكل بشهر طعميته أياهم بثلاث ايام ]]
حتى لا يعيقني ، فلما انطلق الجيش ركبته وأنطلقت معهم
حتى إذا كنا على ثلاث مراحل من المدينة [[ اي مسيرة ثلاثة ايام ]]
أعياني بعيري [[ يعني ضعف البعير لم يعد يقدر على المشي لا يستطيع ان يلحق الجيش ]]
فجلست أعالجه [[ يعني يسقيه ويعلفه ]]
قال :_ فلما يأست منه تركته
______
وقبل أن يتم لنا {{ ابو ذر }} قصته لننظر حينما تأخر عن الجيش ، وهو يحاول أن يعالج بعيره ماذا كان ؟؟
رأى الصحابة في الجيش [[ طبعا الجيش ٣٠ ألف كل مجموعة ماشية مع بعضها البعض وهم يمشون بالصحراء تفرق بينهم الاشجار والاودية ]]
فراى من كان آخر الجيش ان {{ ابا ذر }} قد جلس وتأخر ولم يلحق بهم
فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أن {{ ابا ذر}} قد تخلف و{{ ابا ذر }} صحابي لا يتهم
واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يكرر المقولة نفسها التي قالها عن المنافقين
{{ دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم }}
وراع الصحابة هذه الكلمة ابو ذر ؟ !!!! لا يتهم ومع ذلك لم يستثنيه النبي بوصف اخر
فقال :_ إن يك به خير يلحق
[[ والسبب لان الأمر فيه جد وفي غاية الجدية ليس هنالك مجاملة فهو أمر جلل والنبي لم يدلل احد ولم يداري وارعدت فرائص الصحابة هذه الكلمة إذا قيلت في ابي ذر ]]
______
نرجع {{ لابو ذر}}
يقول :_ فجلست أعالج بعيري ، فلما أعياني [[يعني زهقت منه مافي حل ]]
تركته باركاً في الصحراء ، وأخذت متاعي و وضعته على ظهري ولحقت مشياً بالجيش على قدماي
[[رجع مشي على رجليه بالصحراء ، وانتوا عارفين صحراء السعودية ، اللي لما بعض الناس بيروحوا للعمرة و باص موديل سنته ،ومكيف وبتشربوا ماء مثلج وتتذمروا ، وبعض الاحيان بيصير طوش ومسبات ، وكله الطريق ١٢ ساعة وبتوقفوا عشرين مرة بالطريق على الاستراحة ولما يوصلوا للمدينة يتأفأفوا ]]
ابا ذر في الصحراء صيف حار جداً {{ شهر ٨ }}يمشي على رجليه و متاعه فوق ظهره
فلما كانوا على مقربة من تبوك ، استراح الجيش وكان الصحابة قلقون على {{ ابي ذر }}
فأخذوا يراقبون الطريق لعل {{ ابا ذر }} يلحق فنظروا من بعيد فإذا برجل يسير على قدميه ومتاعه على ظهره
فقال أحد الصحابة : _ يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق
يقول الصحابة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه بأتجاه الرجل من بعيد ويقول :_ كن أبا ذر[[ صيغة دعاء اي اللهم اجعله ابا ذر ]]
كن أبا ذر
فلما اقترب تبينه المسلمون وقالوا: – يا رسول الله ، الله اكبر هو والله أبو ذر [[ فرحوا ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة امة وحده
[[ ابو ذر أمة ، و أمتنا للأسف اليوم لا تسوى ذر ، عارفين الذر هو صغار النمل ]]
قدم {{ ابو ذر }} وقد جف ريقه من العطش ، وقد تسلخت قدماه من المشي على الرمال الحارة ، وقد أتعبه حمل متاعه على ظهره ، وهو يتلهف أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم
يقول الصحابة :_ فأقترب وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ يا رسول الله استغفر لي [[سبحان الله من اي شيء يستغفر لك يا ابا ذر ؟ !! ]]
قال :_ يا رسول الله استغفر لي
قال له النبي :_ من اي شيء ؟
قال :_ أعياني بعيري فعالجته حتى يأست منه فتركته في الصحراء ، وحملت متاعي على ظهري ، حتى لحقت فأستغفر لي عن هذا التأخر
يقول الصحابة فذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم
وقال:_ لقد حط الله عنك يا أبا ذر في كل خطوة مشيتها سيئة وكتب لك حسنة ورفعك بها في الجنة درجة [[ بالله عليكم كم خطوة مشى ؟؟ بحدود ٧٥٠ كم ، فكم خطوة تكون ]]
هل رأيتم الصدق مع الله ؟؟
________
وقد حقق الله نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم في {{ أبا ذر }}
في خلافة {{ عثمان بن عفان رضي الله عنه }}
خرج ابو ذر ورحل من المدينة عندما بدأت تظهر الفتن ، وارتحل الى الطريق الذي يؤدي للعراق
وعلى مسيرة ثلاثة ايام من المدينة ، نصب له خيمة هناك وليس معه إلا زوجته وخادم له ، وكان اذا أحتاج شيء أخذه من القوافل في الطريق
وحضرته الوفاة ذات ليلة وليس عنده إلا زوجته وخادمه
فقال لزوجته :_ إذا انا مت فضعيني عند باب الخيمة وقفِ وانظري الى أول مارقٍ بالطريق ، فقولي له هذا صاحب رسول الله قد مات فجهزه وصلي عليه
[[ طبعا زوجته وخادمه فقط معه ، من الذي سيغسله ويكفنه ويصلي عليه ويدفنه ، لا يستطيعون ]]
وعند الضحى فاضت روحه الكريمة رضي الله عنه
فصنعت زوجته وخادمه كما اوصى ، وضعوه عند باب الخيمة ووضعوا عليه الستار
ثم أخذت زوجته ترقب الطريق ، ويا سبحان الله عندما يكرم الله رجل يحبه
وإذا براكب من بعيد مقبل من جهة العراق ، ومعه رهط من الرجال [[ والرهط مافوق العشرة من الرجال ]]
فلما اقترب نظرت إليه زوجة {{ أبا ذر }}
وقالت :_ ابن مسعود ؟ !!!
{{عبدالله بن مسعود }} الصحابي الجليل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم
{{ لساق عبدالله أثقل عند الله من جبل احد }}
عبدالله بن مسعود اشبه الناس بقراءة القران برسول الله صلى الله عليه وسلم
سمعه النبي يوماً يقرأ وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يقوم الليل وابن مسعود في المسجد يقرأ
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يستمع له ، حتى اذا فرغ قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا فض فوك [[ تجاوز ابن مسعود ١٠٠ من العمر لم يسقط منه سن واحد وذلك لدعاء النبي له لا فض فوك ]]
قال :_ اكنت تسمع يا رسول الله ؟!!
قال له :_ أجل
قال :_ تسمعه مني وعليك نزل
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ والذي بعثني بالحق لقد سمعته منك غضاً طرياً ندياً كما نزل به جبريل
هذا هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
________
فقالت له :_ ابن مسعود
قال :_ اجل ما شأنكم ؟!!
قالت :_ هذا {{ ابا ذر}} صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد حضرته نبؤة النبي وها هو قد مات وحده ، وقد اوصاني اول مارق بالطريق فليجهزه وليصلي عليه
قال :_ حباً وكرامة
فنزل وقبل بين عينيه ، ثم غسله ومن معه من اصحابه واستخرج مما معهم من ثوب ابيض ، وكفنه وصلى عليه ابن مسعود
[[ مش اي واحد صلى عليه ، إنه ابن مسعود اشبه الناس قراءة للقران برسول الله صلى الله عليه وسلم ]]
ثم دفنه ورجع الى المدينة مع زوجته وخادمه
واخبر ابن مسعود امير المؤمنين عثمان
فقال عثمان :_ لقد مات {{ ابو ذر }} وحده كما قال النبي وسيبعث يوم القيامة وحده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
__________
وكان ممن تخلف عن مسيره مع رسول الله
الصاحبي الجليل {{ أبو خثيمة }} رضي الله عنه
يحدثنا ابو خيثمة عن نفسه
يقول :_ عندما مضى النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش قلت في نفسي
أني في استعداد وفي سعة ، فإذا انطلق الجيش انطلقت يقول :_ فبقيت في داري في المدينة ولم اعسكر مع الجيش
فلما انطلق الجيش
قلت :_ الحق بهم اخر النهار فأنا على استعداد
فغلبتني نفسي ونمت تلك الليلة في داري ، فلما كان النهار مضيت في بعض شأني ثم عدت الى حائطي [[ اي البستان ]]
وكان عندي زوجتان وكان يوما حارا
فلما دخلت حائطي وجدت زوجتاي
في عريشتين لهما في حائط قد رشت كل منهما عريشتها، وبرّدتا فيها ماء، وهيأتا طعاما، وترجو كل واحدة منهم ان اكون نزيلها
وكان يوما شديد الحر، فلما دخلت نظرت إلى زوجتي وما صنعتا
فقلت :_ رسول الله خير خلقه الله، وخاتم رسله مع خيرة صحبه تحت حر الشمس ، وعسيف الرمال ، يسير في سبيل الله في الحر
وأبو خثيمة في ظلّ بارد وماء مهيأ، وامرأة حسناء؟ ما هذا بالنصف وماهذا من شعائر الايمان والله
ثم قال: _ والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله فهيئا لي زادا ففعلتا
ثم ركب بعيره وأخذ سيفه ورمحه ثم انطلق يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه حين نزل بتبوك
فلما دنا أبو خثيمة
قال الناس:_ هذا راكب مقبل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ كن أبا خثيمة
فقالوا:_ يا رسول الله هو والله أبو خثيمة
فلما أناخ أقبل يسلم على رسول الله
وهو يقول :_ يا رسول الله استغفر لي لقد كان من أمري كذا وكذا اخبر النبي بقصته
يقول الصحابة :_ فرفع النبي صلى الله عليه وسلم إليه رأسه بجد
وقال له :_ أولى لك يا أبا خثيمة [[ أولى كلمة زجر وتهديد يعني ويل لك لو لم تلحق ]]
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:_ أذهب فأستغفر الله [[ يعني استغفر لانك تأخرت ليلة من غير عذر ]]
__________
أما حال الصحابة وهم في طريقهم إلى تبوك فقد دخلوا في جوع وعطش شديدين
فلقد كانت المؤن قليلة جدا حتى كان الرجلين يقسمان التمرة بينهما
وكان النفر يتداولون التمرة بينهم ، يمصها هذا ، ثم يمصها هذا ،ثم يمصها هذا
واضطر الصحابة الى أكل ورق الشجر حتى تورمت شفاههم
ثم نفذ الماء وأصاب الجيش عطش شديد
يقول أحد الصحابة :_ حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع
وبدأ المسلمون من شدة العطش ينحرون الأبعرة ويعصرون ما في بطونها من فرث ليشربوه، مع قلة الأبعرة وحاجتهم الشديدة اليها
يقول عمر رضي الله عنه: _خرجنا في حر شديد، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش
حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على صدره ،فشكوا ذلك للنبي
فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم :_يا رسول الله قد عوّدك الله من الدعاء خيرا فادع الله لنا
قال :_ أتحب ذلك يا ابا بكر ؟
قال :_ نعم
ورفع يديه صلى الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى أرسل الله سحابة فمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا ما يحتاجون إليه
وكانت تلك السحابة لم تتجاوز العسكر [[ الدنيا صيف شهر ٨ في الصحراء ، جاءت سحابة فقط فوق الجيش ]]
وكان رجلا من الأنصار قال لآخر متهم بالنفاق بينهم : _ويحك قد ترى [[ يعني هل رأيت هذه المعجزة ]]
فقال هذا المنافق :_ سحابة مارّة وانتهت [[ يعني كلغة الذين في قلوبهم مرض اليوم ، يربطون كل حدث للطبيعة والعلم وينسون أن هذا الكون لا تتحرك ذرة فيه إلا بأذن الله ]]
فأنزل الله تعالى {{وتجعلون رزقكم}} أي بدل شكر رزقكم {{أنكم تكذبون}} أي حيث تنسوبه للطبيعة
تجمعت السحب في السماء ونزل المطر، فسقوا وارتوا وسقوا أنعامهم ببركة دعاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ثم قال عمر:- يا رسول الله لو جمعنا ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها
فجاء المسلمون بكل ما ما بقي لهم من طعام
فبارك النبي صلى الله عليه وسلم ، عليها حتى ملأ الزاد والطعام كل المعسكر
__________
ومر الجيش في سيره على منازل {{ثمود}} قوم نبي الله صالح عليه السلام
وهذه المنطقة لا تزال موجودة في شمال {{ السعودية }}وهي منطقة سياحية يأتي اليها السياح بالآلاف كل عام
وقد أخبرالقرآن العظيم أن قوم صالح قد أهلكوا في هذه المنطقة، وهذه المنطقة بها أبيار للمياه، فأسرع المسلمون وشربوا وملئوا أوعيتهم بالماء، وعجنوا العجين بهذا الماء ليصنعوا خبزا يأكلوه بعد طول جوع
ولكن المفاجأة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرهم بأمر شاق جدا
وهو ألا يشربوا من هذا الماء، حتى العجين الذي عجنوه بهذا الماء فلا يأكلوا منه، بل يعطونه طعاما للإبل، لأن هذا الماء هو ماء قوم ثمود فهو ماء غير مبارك
فقال صلى الله عليه وسلم
{{ لا تشربوا من مائها شيئاً، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً }}
وكان يمكن أن يجادل أحد المسلمين
ويقولون :_ أن الماء يمكن أن يشرب منه المسلم والكافر والبر والفاجر
والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يشرب من ماء مكة، وكان كل أهلها كافرون
ولكن لم يقل أحد من المسلمين هذا الكلام ، للنبي صلى الله عليه وسلم
ولم يجادل أحد النبي
لأن عبودية الله تعالى وطاعة رسوله ، لا تقتضي معرفة الحكمة من كل أمر
بل إن بعض الأوامر قد يخفي الله عز وجل حكمتها عنا ليختبر مدى طاعتنا له
يقول تعالى {{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }}
اذن كان هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم هو اختبار جديد وابتلاء جديد للمسلمين فوق ما هم فيه من ابتلاء
مثل ابتلاء جيش طالوت بعدم شرب المياه من النهر، بل ومثل ابتلاء المسلمين بتحريم أكل لحوم الحمير الأهلية في خيبر
ونجح الجيش في هذا الاختبار الجديد ولم يشربوا من ماء ثمود مع شدة حاجتهم له
وايضا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
ألا يدخلوا ديار قوم {{ ثمود }} إلا باكين ، تأثراً بما حدث لهم عندما خالفوا أمر الله عز وجل
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، لا يصيبكم ما أصابهم
وقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بالثوب وغطاه وأسرع بالمسير، ولم يدخل
[[وهذا الكلام ينطبق على كل آثار باقية لقوم أهلكوا بسبب معصيتهم، لا يسعى المسلم لدخول هذه الأماكن، واذا دخلها لا يدخلها في فرح وسرور ويلتقط الصور ، وانما يدخلها في بكاء وتأثر وتذكر وتدبر ]]
يتبع إن شاء الله ……