هذا الحبيب 225  – السيرة النبوية العطرة (( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))

هذا الحبيب 225  - السيرة النبوية العطرة (( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))

هذا الحبيب 225  – السيرة النبوية العطرة (( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))
__________
قلنا أن الله عزوجل أنزل آيات من سورة التوبة تفضح المنافقون ، فأحس المنافقون أنه سيكشف النقاب عنهم ولم يبقى إلا أن يذكرهم بأسماءهم واسماء آباءهم
وكان هنالك {{ ١٢ }} منافقو علموا أن للنبي موقف و شأن مع المنافقين بعد نزول هذه الآيات
فأتمروا ليلاً [[ أتمروا مأخوذ من مؤامرة يعني عملوا مؤتمر مصغر تحت رعاية أبليس يوسوس لهم كي يدبروا أمورهم ]]
واتفقوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم غيلة [[ اي غدراً ]]
وكان صلى الله عليه وسلم من سنته إذا كان متجهاً الى غزوة ، يسير في طليعة الجيش في المقدمة
أما إذا كان راجعاً من غزوة يسير في آخر الجيش
ويقول :_ خلوا ظهري للملائكة وسيروا بين يدي [[ لا يعني أنه يمشي وحده آخر الجيش لا ، يكون حوله بعض أصحابه لكن لا يسمح لأحد أن يسير خلفه ]]
فقالوا :_ نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام
[[ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطبيعة الحر يحب السير ليلا وأن يستريح نهارا ]]
قالوا :_نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام ، ثم نختلط بين الناس في الظلام فلا يعلم أحد من قتله ومن أغتاله
__________
واطلع الله نبيه على مؤامرتهم
وكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وليلتين [[ لأن الليلة تسبق اليوم يعني هذه الليلة المقبلة ثم يوم غد والليلة التي سيدخل
فيها المدينة ]]
فلما أطلع الله نبيه على مؤامرتهم ، أراد أن يكشفهم حتى لا يلام فيهم
فلما أنطلق للسير ليلاً ، أقبل على وادٍ متسع يسير فيه الجيش
وكان على يمين هذا الوادي طريق ضيق يقال له العقبة
[[ مش العقبة اللي في جنوب الأردن اللي على البحر ، الطريق
الذي فيه صعود حاد ثم ينحدر يقال له عقبة ]]
فأمر {{ حذيفة بن اليمان}} رضي الله عنه وكان يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
أمره أن ينادي في الجيش
:_إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تسلكوا الوادي ، وإنه آخذٌ في العقبة [[ اي سيصعد العقبة ]] وحده فلا يتبعه أحد ، فإن الوادي أيسر لكم وأسهل
__________
فهمس المنافقون بعضهم لبعضٍ وقالوا :_ هذه فرصتنا
[[ يعني لن يخالفه احد من أصحابه ، سيسلكون الوادي ، وسيسلك النبي العقبة وحده ، ومعه حذيفة يقود ناقته ]]
قالوا :_ هذه فرصتنا نتبعه ثم نزحمه في الطريق فنلقيه عن ناقته في الوادي فيتردا ، ثم نختلط بين الناس فلا يعلم كيف مات فيقولوا عثرت به ناقته
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله بكل هذا عن طريق الوحي
فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط
{{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، فكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط
فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة
تلثم المنافقون حتى يتخفوا تماماً ، والوقت ليل وفي أول شهر
[[ لأن النبي خرج من المدينة الى تبوك ٥ رجب ، والآن يعود لمدينته في ٥ رمضان استغرقت هذه الغزوة شهرين من ٥ رجب الى ٥ رمضان شهرين ، إذن الشهر في بدايته ليس هنالك قمر ، فالليل ظلام دامس ]] تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة
فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته لا يلتفت
[[ اي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم الى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الاستدارة ]]
فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟
لقد قلت لا يتبعني احد
فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احس بهم ، اسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ، واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط متاع النبي صلى الله عليه وسلم [[ كالسوط وآلة الوضوء وبعض ما يحتاجه في الركوبة ]]
سقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذى
فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهويقول :_ دونكم دونكم يا اعداء الله ورسوله
واخذ عمار بن ياسر ايضا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعاً الى الوادي واختلطوا في الناس
فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ اعرفتهم يا حذيفة ؟؟
قال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم
[[ فالعرب عندهم فراسة في معرفة الرواحل يقولون ناقة شهباء يقولون ناقة حمراء حمر النعم يقولون ناقة دهماء وهكذا ]]
قال :_ عرفت بعض رواحلهم
قال :_اتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟
قال :_ لا والذي بعثك بالحق
قال :_ عزموا على ان يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطون بين الناس فيقولون عثرت به ناقته
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى اتم العقبة ثم انحدر الى الوادي
وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر
فامر أن يعرس الناس [[ ومعنى يعرس اي أن يستريحوا ويناموا ]]
حتى كان الفجر فصلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]]
ثم أستقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم
تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم احد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في اصحابي [[ أي ليس من اصحابه ولكنهم بين اصحابه ]]
إن في اصحابي اثنا عشرة منافقاً قد تبعوا محمد رسول الله في هذه الليلة الى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا
لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الأبرة ، هل يستطيع احد ان يدخل الجمل البعير في ثقب الأبرة ، وقيل الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم اي مستحيل ان يدخلوا الجنة ]]
منهم ثمانية [[ اي ٨ منافقين من ١٢ ]] اللهم أرميهم بالدبيلة
قالوا :_وما الدبيلة يا رسول الله ؟؟
قال :_سراج من نار يظهر بين اكتافهم حتى ينجم من صدورهم [[ المرض المعروف بلغة عصرنا حزام الناري قد يصيب الانسان في وسطه او بين كتفيه ]]
_______
فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الانصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان احد النقباء ]]
فقال أسيد :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، اطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، فلتقم كل عشيرة الى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا اسيد
قال:_ فداك ابي وامي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم
فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك
فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة [[ ارايتم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، المتشددون الذين يحلون دماء من لا يصلي ويصنفوه بالكافر ، بدعوة الجهاد في سبيل الله ]]
________
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان
فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على اسماءهم واسماء آباءهم ولكن اكتم عليهم ذلك
حتى تنصح من يلي امركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]]
حتى تنصح من يلي امركم بعدي ، بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرا
فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة
________
وكما قلنا في الجزء السابق
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغيت ثلاثة امور
١_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}

٢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان

٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
ولكن جاء الأذن من الله عزوجل ، ان يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات منافق
قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }}
فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه واخبروا النبي عن اسمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه
فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقا ومات على نفاقه
فبعد أن يموت فلما يعد لنا اي مطمع في الاسباب الثلاثة التي ذكرناها
١_ مات فلا نرجو حسن اسلامه ، مات على نفاقه
٢_ بعد الموت ماذا سيضر اهله واقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركا من قبل
٣_ مات فلن يكثر الاعداء
_________
انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غدا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلا ابدا
يتبع إن شاء الله …..