هذا الحبيب 224 – السيرة النبوية العطرة (( غزوة تبوك ، تحقق النصر ، وانسحاب الروم ))
__________
قبل غزوة تبوك وفي الطريق إليها توفى أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه {{ ذو البجادين }}
وهو من قبيلة {{ مزينة }}
هذا الصحابي عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد [[ والبجاد هو كساء غليظ مخطط ]] فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة المنورة
و وصل ودخل المسجد النبوي ، فصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم
فبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه
فلما رآه قال له: _ من أنت يا فتى ؟؟
فقال: _ أنا عبد العزى
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_بل أنت عبد الله
ثم قال له :_ انزل قريباً منا
[[وأطلق عليه الصحابة ، ذو البجادين ]]و صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن
_________
فلما كانت غزوة تبوك
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابته حمى ومات
يَقُولُ عبدالله بن مسعود
{{ قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر ، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا ، ثم وضعه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده وقال: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ .
يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ – لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ . }}
وكان {{ ذو البجادين }} هذا الشاب الصغير أحد خمسة فقط نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم
__________
وصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم تقريبا
قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم
كيف فرت جيوش الإمبراطورية الرومانية العملاقة ؟؟
وهي الدولة الأولى في العالم في ذلك الوقت، وبرغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والتاريخ والخبرات القتالية وتدريب الجنود ؟
إنه قوله تعالى
{{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا }}
فحين علمت الرومان بقدوم {{٣٠ ألف }} مسلم
وعلى رأسهم {{ محمد رسول }} الله صلى الله عليه وسلم
قارنت هذه الوضع بالمواجهة التي كانت في {{ مؤتة}} منذ عام واحد
وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد القتلى من الرومان أكثر من المسلمين، برغم أن عددهم كان
{{٣ آلاف}} مقاتل فقط
[[ يعني عُشْر العدد الموجود في تبوك، ولم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم ]]
ولذلك كان قرار الرومان هو الإنسحاب المخزي أمام النبي صلى الله عليه وسلم
___________
انسحبت الروم هذا الأنسحاب المخزي
ولم يعتدي النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل العربية المقيمين في {{ تبوك }} التي كانت قد تحالفت مع الروم مثل {{ لخم وجذام }}
لم يهدم بيوتهم ، ولم يأسرهم ، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ ، ولم يهدم بنية تحتية
[[ ونحن نزعم اليوم أننا في عصر الحضارة ودعاة حقوق الإنسان وان الصحابة كانوا في زمن متخلف
ألا إن نعل صحابي واحد ، يصلح أن يكون اليوم تاجاً للعالم كله ]]
لم يعدوا النبي على احد ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معسكرا {{ ٢٠ }} يوماً كاملاً
مع أن عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت هي البقاء في أرض المعركة {{ ٣ أيام }} فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر
__________
وأخذ صلى الله عليه وسلم يبث العيون حتى لا يكون للعدو خطة
[[ يعني يكون انسحابهم خدعة ثم يهجموا على المسلمين فجأة ]]
فلما اطمئن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد لهم تجمع ، وأنه قد داخلهم الرعب
قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد نصرت بالرعب مسيرة شهر }}
[[يعني قبل ان اصل للعدو مسيرة شهر ، ويعلم العدو خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، يقذف الله الرعب في قلوبهم منه قبل شهر ]]
___________
ثم أراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن يوجه رسالة للروم وحلفائها من العرب
[[ فلقد كان العرب قديماً قبل الاسلام كحالهم تماماً مثل هذه الأيام دويلات وشراذم وأذناب للفرس والروم ]]
فكان من هذه الأذناب ملك يسمى ملك {{ دومة الجندل }}
[[دومة الجندل هي منطقة ضخمة في شمال الجزيرة تدين النصرانية وموالية للرومان قريبة من تبوك ]]
عليها ملك قد نصبه هرقل حاكماً
[[فالعرب في الجاهلية لا تستطيع ان تنصب نفسها فالذي يضع ويخلع هم الروم ]]
ذلك الملك اسمه {{ أكيدر بن عبدالملك الكندي }} وضعه هرقل ملك على دومة الجندل
[[ حتى إذا ما خالف هرقل ذيل اخر من العرب ، يسلط هذه الأذناب من العرب بعضها على بعض ويبقى الروم متفرجون، مثل بعض الدول العربية اليوم بيذبحوا ببعض ، والغرب قاعد يتفرج واخوة القردة والخنازير في قمة سعادتهم ]]
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يوجه لهم رسالة بأن يأدب لهم ذيل من أذيالهم
فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم سرية قوامها {{ ٤٢٠ }}
فارساً بقيادة {{ خالد بن الوليد }} الى دومة الجندل
وقال لخالد :_ اذهب لدومة الجندل وأتني بملكها اكيدر حياً لاتقتله
قال :_ فإن قاتلني يا رسول الله وتحصن في حصنه ؟؟
فقال له الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،الذي لا ينطق عن الهوى
قال :_ يا خالد إنك ستجده يصيد البقر خارج حصنه فخذه على غرة
وانطلق خالد وبين عينيه نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى اقترب من {{ دومة الجندل}} وأرتقب دخول الليل وكانت ليلة صائفة مقمرة
فجلس خالد ومعه رجال يرقبون الحصن
وكان {{ اكيدر }} مع زوجته على سطح ذلك الحصن يسمر ليلاً وحوله القينات [[ اي المغنيات و الراقصات بلغة عصرنا نسميهم فنانين نجوم كوكب الشرق والغرب ]]
فسمعت زوجته صوت البقر وقد جاء البقر الوحشي يحك قرونه في باب الحصن
[[ يا لا نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكم نحن بحاجة إليها في أيامنا هذه ، كان اكيدر هذه الليلة لم يخرج للصيد وهو على سطح الحصن يسمر ، فساق الله له البقر الوحشي الى باب حصنه واخذت تحك بقرونها باب الحصن ]]
فأطلت زوجته
وقالت له متعجبة :_ أي اكيدر !!
هل رأيت مثل هذا ؟ !!
فنظر {{ أكيدر}} على الابقار من سطح الحصن
قال: – لا !! لطالما أعددت لها الخيل ، وهي الآن تأتي الى باب الحصن ؟!!
قالت: – فهل يترك هذا ؟
قال: – لا
فأمر بفرسه وخرج ومعه نفر من أصحابه، وخرج معه اخاه و ولي عهده واسمه {{ حسان }}
وفتح ابواب الحصن وخرج
وأخذ في مطاردة البقر، فأخذت البقر تجري الى الجهة التي فيها {{ خالد}} ومن معه فتبعها {{ اكيدر }}
فتلقته خيل {{خالد بن الوليد }}
ودار قتال محدود، انتهت بأسر {{ أكيدر}} وقتل اخيه حسان وفر من معه من رجاله الى الحصن واغلقوا الابواب
_________
وكان اخوه{{ حسان }} الذي قتل يرتدي ثيابا من الحرير مشغولة بالذهب [[ أي مخاطة بالذهب ]]
وفي عنقه صليب من ذهب[[ لانهم كانوا يدينون بالنصرانية ]]
فأمر خالد من معه أن يسلب القتيل ، فأخذوا سيفه وثيابه وصليبه الذهبي
ثم قال لأكيدر :_ فلتأمر رجالك ليفتحوا أبواب الحصن الآن
فقال اكيدر :_ يا خالد إذا رأى قومي ملكهم اسيراً مجدلاً في الحبال ، لن يفتحوا ابواب الحصن
ولن يطيعوه لأنه اصبح اسيراً ، فإن شئت أن تتم الأمور ولك علي ذمة الله [[ لانه نصراني يؤمن بالله]]
قال :_ ولك علي ذمة الله وعهده أن أصالحك مقابل حقن دماء قومي ، ولكن فك قيدي يا خالد حتى يسمع قومي قولي
قال له خالد :_ لك ذلك
ففك قيده وتقدم {{ اكيدر }} الى الحصن ونادى من على اسواره من الحراس
:_ انا اكيدر افتحوا لي باب الحصن
ففتحوا له باب الحصن
[[ رجل عاقل ، لأن فعلاً لو رأى قومه ملكهم مربوط بالحبال هل يطيعوه ؟؟ ]]
ففتحت ابواب الحصن دون أن تراق قطرة دم واحدة
فدخل {{خالد }} وصالح {{ اكيدر }} على شيء من سلاح ومال مقابل حقن للدماء
وعلى أن يسير معه الى النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لان النبي قال لخالد احضره إلي ]]
وجاء به خالد بن الوليد الى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان {{ خالد }} قد أمر بعض اصحابه أن ينطلقوا بما سلب من حسان من سلاح وثوبه الحرير المشغول بالذهب
ويسبقوه الى تبوك حيث النبي صلى الله عليه وسلم هناك
ليبشروا النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم خالد ومعه ملك دومة الجندل {{ اكيدر }}
فسبقوا خالد و وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم و وضعوا بين يديه ما سلب عن {{ حسان }}
___________
يقول الصحابة ومنهم {{ عمر بن الخطاب }} في رواية هذا الحديث [[والحديث متفق عليه ]]
قال :_فأخذنا نتلمس ذلك الثوب من الحرير الذي سلب عن حسان ونعجب منه لنعومته وكيف طرز بالذهب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتعجبون من هذا ؟؟ وأشار بيده الى ذلك الثوب الحريري
قلنا :_ نعم يا رسول الله
قال :_ والذي نفسي بيده لمناديل {{ سعد بن معاذ }}في الجنة يمسح بها يديه ويلقيها أحسن من هذا وأعز
[[ قولوا لا اله إلا الله ، المناديل نسميها محارم اليوم ، المناديل التي يقدمها خدم الجنة ، يطوف عليهم ولدان مخلدون يقدمون مناديل لسعد يمسح بها يديه احسن من هذا واعز وكلنا اصبحنا نعلم من هو سعد بن معاذ هو سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة
الذي اهتز لموته عرش الرحمن الذي له مواقف كثيرة أثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فجاء خالد ومعه اكيدر
وكان عليه لباس الملوك وثياب من حرير وفي عنقه صليب من ذهب ، فكان له هيبة الملوك
فلما دخل {{ اكيدر }} على رسول الله و وقع نظره على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فأرتعدت فرائصه وخر {{ اكيدر }} ساجداً بين يدي رسول الله [[ كما يفعلون للاكاسرة والأقاصرة ]]
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيديه
وهو يقول :_ لا ، لا ، لا تفعل
{{ إنما انا عبدالله ورسوله ، لا ينبغي السجود إلا لله }}
فجلس اكيدر يحدث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصالحه على دفع الجزية، وكتب له النبي كتاباً وجعله ملكاً على قومه كما كان وخلى سبيله ولكن ولائه يكون لدولة الاسلام لا لدولة الروم
___________
فلما سمع ملوك وامراء الشام بما حدث مع الملك {{ أكيدر }}
أتى ملوك وأمراء مدن الشام الذين يجاورون الجزيرة العربية، والموالين للإمبراطورية الرومانية لمصالحة النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية، بعد أن أدركوا أن أسيادهم القدماء قد ولت أيامهم
وكان من الذين جاءوا {{ يحنَّة بن رؤبة }}
وهو صاحب مدينة {{ آيلة }} العقبة الآن من جهة فلسطين يحتلها اليوم اخوة القردة والخنازير
وكذلك جاء أهل {{ جرباء }}
وأهل {{ أذرح }}
وهكذا أحكم النبي صلى الله عليه وسلم سيطرته على كامل شمال الجزيرة العربية
وأصبحت حدود الدولة الإسلامية ملامسة لحدود الإمبراطورية الرومانية
وفقدت الإمبراطورية الرومانية حلفائها في شمال الجزيرة العربية
كما سقطت هيبة الدولة الرومانية سقوطا مدوياً ، ومهد هذا للفتوحات الإسلامية في بلاد الشام التي تمت بعد ذلك في عهد {{ عمر بن الخطاب }}
صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
_________
ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من {{ تبوك }} في {{ رمضان}} من السنة التاسع
وعند طريق العودة لنا أيضا مواقف
فكما قلنا الطريق من تبوك للمدينة ، ارض صحراء وحرارة الشمس شديدة
فأصابهم العطش والتعب والهوان [[ فلا طعام ولا ماء رمال الصحراء تعسف بهم ]]
واخذ المنافقون يستغلون هذه الظروف
[[ ويجب ان نفرق عندما نتكلم عن الكافرون والمنافقون نقول يستغلون أما نحن المسلمون نغتنم لا نستغل ، فأرجو ان تفرقوا بين هاتين الصفتين ]]
فقال المنافقون وهم يسخرون من هذا الجيش وهذا الخروج ويسخرون من كبار الصحابة {{ كعثمان وعبدالرحمن بن عوف}} الذين انفقوا اموالهم لهذه الغزوة
يقولون :_ أنفقتم اموالكم ، فلا أنتم قاتلتم ، ولا أنتم غنمتم فعلى اي شيء أنفقتم ؟؟
:_ يا عثمان ماذا جنيت مما انفقت ؟؟
:_ يا عبد الرحمن بن عوف ، لو كنت عملت بالمال الذي أنفقته كم كنت ربحت ؟؟
[[ وهكذا ، من هذه الأقوال فإذا زجرهم الصحابة يقولون ندردش نخوض ونلعب ]]
فأذاقهم الله عطشاّ شديداً
__________
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغيت ثلاثة امور
١_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}
٢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان
٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
____________
فهيأ الله السبب للنبي صلى الله عليه وسلم لعله يعظهم فيزدادوا ايماناً
فأشتد بهم العطش في أرض صحراء لا ماء بها فاشتكى الصحابة لرسول الله العطش
فقال :_ هل معكم شيء من ماء ؟؟
فجمعوا له مقدار قدر [[ وعاء صغير ]]
فقال لهم :_ احضروا لي وعاء من أوعيتكم التي تسقوا بها دوابكم
[[ وكانوا يحملون للخيل والابل في السفر اوعية من أدم اي من جلد تكون مثل ما نسميه اليوم طشت ولكن كبير من كبرها يستطيع ان يقف حولها ١٠٠ او ٢٠٠رجل ]]
فأخذوا يفرشوا وعاء من الجلد ، ثم تحلقوا حوله
يقول الصحابة
[[طبعا الحديث في الصحاح الستة ]]
:_ لقد أحاط بذلك الإناء اكثر من مئتي رجل ، لا يزاحم رجل منهم الآخر
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الإناء الصغير الذي فيه الماء
[[ والمنافقون ينظرون من أين سيأتينا بالماء ؟؟ لم يدعوا الآن فتأتي سحابة تمطر ،ولا هنالك عين لتتفجر منها المياه ]]
قالوا :_ فوضع يده صلى الله عليه وسلم اليمنى في ذلك الوعاء الصغير فما ستر الماء جلدة يده
ثم قرأ ماشاء الله له ان يقرأ
ثم دعا بما فتح الله عليه من دعاء ثم نفث بين أصابعه
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء بين اصابعه
[[ كم اصبع بايدك ؟ خمسة بين كل اصبعين عين ، احسبهم بيطلعوا اربعة ]]
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء تنبع من بين أصابعه وتسكب في ذلك الوعاء الكبير
ثم قال :_ استقوا واملؤا اسقيتكم ، فأخذنا نملأ بضع نهار حتى استقينا وسقينا دوابنا وملأنا أوعيتنا ، والماء يفور من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم ونحن ننظر
ثم قال :_ هل بقي لكم من حاجة من ماء ؟؟
قلنا :_ اللهم لا قد أكتفينا يا رسول الله
فقال :_ اشهد أن لا إله إلا الله وأني عبدالله ورسوله ، ثم قبض يده فتوقف نبض الماء
[[ ونحن ايضا يا رسول الله نشهد أن لا إله إلا الله وانك عبدالله ورسوله وحبيبه وخير خلقه ]]
فقال الصادقون من الصحابة لبعض من لمسوا منهم النفاق
ويلكم ألم يكفيكم هذا ؟؟
فماذا أجابوهم ؟؟
قالوا :_ بلغنا عن أهل الكتاب أن موسى قد ضرب الحجر بعصاه فأنبثقت منه أثنتا عشرة عيناً [[ مش أربعة ١٢ يعني قد محمد اربع مرات ]]
ولكن السفهاء لم يفرقوا أن نبع الماء من الحجر [[ طبعا نحن نقر انها معجزة لسيدنا موسى عليه السلام ]]
ولكن انظر للفارق من الطبيعي ان ينبع الماء من الحجر قال تعالى {{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ }}
ومن الطبيعي ان ينبع الماء من الأرض
ومن الطبيعي أن ينزل الماء من السماء
ولكن ليس من الطبيعي أن ينبع من يد بشر ويبقى بحدود ٤ ساعات ماء يتدفق من يد آدمي
معجزة ، ولكنها فاقة المعجزات
فماذا قال المنافقون ؟؟
قالوا :_ يكفي أن صاحبكم أذن [[ ماذا تعنون بأذن ؟؟ قالوا سمع شائعات ، ثم قاد جيش في الصيف في الصحراء ولم يجد جيشاً لو كان نبي حقاً ما خرج ]]
هنا بلغ السيل الزبى [[في لغتنا اليوم وصلت حدها المسألة
يعني ما عاد هنالك مجال للسكوت عن هؤلاء المنافقون ]]
_________
فتدخل الله عزوجل مباشرة
وانزل {{ ٧٠ آية }} من سورة التوبة في ذلك الموضع
آيات منها اخبار عن ما وقع ، ومنها آيات عن ما سيقع
بداية الآيات من ٣٨ لسورة التوبة الى آية ١٢٠
[[ بالله عليكم إن أردت ان تعرف الحقيقة افتح المصحف واقرأ سورة التوبة ، وستجد أن ما أنزله الله في المنافقين في ذلك الزمن ينطبق على أمتنا اليوم تماماً ]]
بدأت الايات بقوله تعالى
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ }}
[[ خاطب المؤمنين من بداية الانطلاقة من المدينة الى تبوك ]]
{{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ
إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}
[[ انزلت في حق من تثاقل بالخروج مع النبي يوم جيش العسرة ، والقران ماضٍ الى يوم القيامة فهو خطاب لكل للمتخاذلين في كل زمن عن نصرة المؤمنين والذين لا يريدون ان يواجهوا اعداء الأمة ، هذا كلام الله من يعترض ، فليرد على الله ]]
{{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }}
[[ يذكرهم بيوم الهجرة نصره الله بالعنكبوت والحمام ولله جنود السموات والارض ، ومايعلم جنود ربك إلا هو ، ونحن نرى في يومنا هذا قدرة الله على خلقه بفايروس لا يرى بالعين هز قلوب البشرية واقتصادها كله ، إنه الله جل في علاه ]]
{{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}
[[اللهم اعد علينا ذلك ، فأجعل كلمتك العليا وكلمة المؤمنين معها ، واجعل كلمة الذين كفروا السفلى وأذنابهم معهم يارب العالمين ]]
{{انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }}
ثم يصفهم الله عزوجل
{{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}
ثم انظروا الآن كيف يخاطب الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم ، يقدم له العفو قبل العتاب ، والعتاب رقيق جداً
{{عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}}
[[ الذين بقوا بالمدينة استأذنوك فأذنت لهم ]]
{{ عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}
الذي يوافق على ضياع المسجد الاقصى وقلبه يخاف من الغرب واسلحتهم هذا هو وصفهم من الله عزوجل
{{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ
لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}}
_______
لو أردت أن اكمل الايات احتاج الى جزء كامل ، و الآيات تكشف صفات المنافقين وتأتي سياق الآيات
ومنهم ، ومنهم ،ومنهم
ويسطر الله مقولة كل واحد منهم ، ولو قرأنا الايات بتدبر كالذي قال الله عنهم {{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }}
لرأيت آيات سورة التوبة التي تصف المنافقون مطابقة تماماً
٩٩٪ من امتنا اليوم ، قادةً وشعوباً
ماذا حدث بعد ذلك من أحداث ؟؟
يتبع إن شاء الله …..