هذا الحبيب 233 – السيرة النبوية العطرة (( آخر محاولة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم ))
___________
ذكرنا في الجزء السابق نموذج عن الوفد المبارك ، واليوم نذكر نموذج عن وفد الشر وفد خيانة وخداع وكان ممثل برجل اسمه {{ عامر بن الطفيل }}
فكان عامر سيد قومه ، وقومه هم {{ بنو عامر }} وهو سيدهم
اجتمعوا إليه
وقالوا :_ يا عامر ألا ترى العرب تدخل في دين محمد افواجاً في الليل والنهار ؟؟
فإن نخشى [[ انظروا الى التفكير والتدبير ]]
فإن نخشى أن يظهر أمره على الجزيرة ، فلنأخذ من أمرنا من الآن[[ يعني ندبر حالنا نشوف حصتنا ]]
فنرى أن تفد إليه واختر من تشاء من الرجال
فأختار رجل واحد ومعهم رجل يخدمهما
اختار رجل يقال له {{ أربد بن قيس }}
_________
قال :_ يا أربد إني لا اخشى على نفسي رجل في قومي غيرك [[ يعني كان بينهم منافسة مين يكون زعيم في قومه ]]
وإني كنت والله أليت على نفسي [[ اي جاهدة نفسي ما اموت واطلع من هالدنيا ]]
حتى تتبع العرب كلها عقبي [[ يعني اصير انا ملك عليهم و كلهم تحت عقبي اي قدمي ، ارأيتم منطق الشر ؟؟ ]]
حتى تتبع العرب كلها عقبي ، فاليوم اتبع انا عقب هذا اليتيم من قريش
قم يا أربد معي ولنا في الطريق حديث وشأن
فقام معه أربد بن قيس وأنطلقا ومعهما خادم يخدمهما
_________
فقال لأربد في الطريق :_ إني سأفد على محمد ، وأنت معي فأكلمه وأشاغله وأصرف وجهه عنك
فإذا رأيت أنت الفرصة ، فعلوه بالسيف فإذا قتل ، فلن يستطيع قومه أن تقاتل العرب فيرضون بالدية فنعقلها لهم وتعود العرب لما كانت عليه
________
وكانت خطته غدر من وجهين
١_ غدر بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو قادم إليه يريد ان يؤمن
٢_ غدر يتخلص فيه من رجل يخشاه في قومه
فإذا غدر {{ أربد}} بالنبي صلى الله عليه وسلم بالسيف هل يسكت احد من الصحابة ففي ظنه أن اربد يقتل محمدا واصحاب محمد يقتلون أربد
فيرجع هو الى قومه ويستريح من المسألة ويصبح ملكاً للعرب ، ومع ذلك وافقه أربد في ذلك
_______
فلما قدما على النبي صلى الله عليه وسلم تقدم {{ عامر بن الطفيل }} الممثل بالشر
فأخذ يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويحيه بتحية الجاهلية ويدنو منه
وقال :_ يا محمد خالَّني
[[ وجاءت في بعض كتب السير ة من دون الشدة { خالني} وبعد التحقيق بين الكلمتين في القاموس المحيط للغة العربية الكلمة الأولى فيها الشدة {{ خالَّني }} أي اتخذني خليلا وصديقا مقرب إليك
{{ خالني } من غير الشدة أي اطلب منك الآن ان تخلو بي لأحدثك على انفراد ]]
فأي كان قصده
كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له
يقول الصحابة :_ فرجع النبي صلى الله عليه وسلم عنه الى الوراء خطوتين
وقال :_ لا والله حتى تؤمن بالله وحده
فأخذ يناقش النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر الى صاحبه{{ اربد بن قيس }} وأربد يدور حول النبي صلى الله عليه وسلم
من خلفه ليضربه بالسيف، فجعل {{ عامر}} يخاصم
النبي صلى الله عليه وسلم ويجادله، ودار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه
فأخرج سيفه قدر شبر، ثم يبست يده فلم يستطع أن يسله، وجعل {{ عامر }} يومىء لأربد [[ أي يغمزه ]]
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى {{ أربد }} وما يصنع بسيفه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اللهم اكفنيهما بما شئت
___________
وقال له {{ عامر بن طفيل}}
:_ يا محمد مالي ان أسلمت ؟ [[ يعني شو بيطلعلي ]]
قال :_ لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم
قال عامر بن طفيل:_ أتجعل لي الأمر من بعدك ؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء
قال:_ إذن تملكني الوبر ولك المدر [[ يعني اكون انا ملكا على البادية وانت خليك ملك على المدينة والناس المتحضرين ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ليس هذا لك ولا لقومك
قالوا :_ فصاح في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لانه فقد صوابه الآن وأربد صاحبه لم يصنع شيء ]]
فصاح في وجه النبي
وقال :_ أما والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً ، وفتيانًا مرداً
[[ يعني الخيل اللي ماعليها شعر كثير لسه شباب ، والفتيان اللي لسه في مقتبل العمر ]]
ولأربطن في كل نخلة في المدينة فرساً
فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :_ الله يحول بينك وبين ذلك
فولى وانصرف وهو يرغد ويزبد ويهدد وتبعه صاحبه أربد
واشار النبي لأصحابه بالهدوء فلم يصنع احد منهم معه شيئاً
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم كفيه للسماء
وقال :_ اللهم أكفني عامر بن الطفيل بمرض وذلة
_________
فلما كانا في الطريق أناخا ليلة في دار امرأة سلولية من بني سلول
[[ والسليليون كانوا يعرفون عند العرب بالئم والبخل وعدم اكرام الضيف ،ولكنها امرأة لا رجال لها فخشيت ان تؤذى فأذنت لهم أن يقيموا عندها ]]
فعندما نام ساعة نظر إليه صاحبه أربد
وقال له :_ ماهذا ؟؟!!
وإذا بعنقه من الأمام غدة كغدة البعير
[[ ابتلاه الله عزوجل بالطاعون فأنتفخت عنقه فأصبحت غدة كغدة البعير ]]
وأصبح لا يستطيع أن يتحرك فأضطر أن يقيم يوم ويومين وثلاث ليتدبر أمره
وابتعد عنه أربد ، وأبتعد عنه الخادم ، وأبتعدت عنه المرأة [[ لأنهم كانوا يخشون العدوة ]]
فأصبح {{ عامر بن الطفيل }} يصيح بالدار وحده بأعلى صوته ويقول :_ واا ذلا ، أغدةٌ كغدة البعير ؟؟
وميتة في بيت سلولية ؟؟ لا واللات هذا لا يكون
[[ ولكن الله جعله يكون وخسئت اللات والعزى ]]
فلما فاضت روحه النجسة خافوا من دفنه وأن ينتقل الطاعون إليهم
فأعطوا المراة دراهم تعويض عن بيتها وهدموا البيت على جثته وهو ميت
_________
ثم أرتحل أربد مع الخادم حتى اذا وصل الى ديار قومه
قالوا :_ ما ورائك يا أربد ؟؟
فأخبرهم عن عامر وكيف مات
وقال :_ لاشي ء لقد دعانا محمد لعبادة شيء لا نعرفه فطلبنا منه أن يرنا أياه ، فلم يرينا
فكيف نعبد من لا نرى ولا نعرف ، وليت إله محمد يبرز أمامي الآن فأمطره نبالي [[ يريد أن يقاتل الله جل في علاه ]]
_______
فامضى يومه وليلته [[ يعني يوم وليلة ولسه نحن في مطلع اليوم الثاني ]]
فلما كان اليوم الثاني خرج على بعير له يريد أن يتفقد غنمه و أبله ورعاته
يقول اصحابه وقد اسلموا فيما بعد [[ يعني قومه ]]
يقولون :_ وكان الطقس حاراً قائظاً [[ يعني حر شديد ]]
فلما ابتعد عن قومه وأشرف على غنمه ورعاته
تكونت سحابة في السماء وخرجت منها صاعقة ببرق كاد يخطف الأبصار
فأخذت قحف رأس {{ أربد }} وبعيره
[[يعني خلعت جمجمة رأسه و طاسة راسه وجمجة البعير اللي راكبه ]] فسقط هو وبعيره ميتان
فلما رأى قومه ذلك اجمعوا امرهم ان يرسلوا وفدا ليدخلوا في دين الله جميعا
________
فلما قدم الوفد المدينة وحدثوا النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع
فكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حدث أصحابه قبل ان يأتي وفدهم بما حصل
فقال :_ انزل الله علي في شأن {{ عامر بن الطفيل }} وصاحبه قرآن ثم تلى قوله تعالى
آيات من سورة الرعد
{{ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ }}
[[ كل انثى مش انثى البشر فقط على الجهاز نشوف ذكر وإلا انثى ، قال كل أنثى الناقة البقرة الغنمة … الخ كل ما تحمل الأرحام سبحانك ما اعظمك ]]
{{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ
[[ خوفا وطمعا ، الخوف للمسافر من الصواعق وطمعا للمقيمين في القرى والبادية لأنه سبب المطر والغيث ]]
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ
* وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ }}
لا تنسونا من دعائكم في هذه الليلة المباركة