على خُطى الرَّسول ﷺ ٤٥ – وأدركَ رمضان!

على خُطى الرَّسول ﷺ ٤٥ - وأدركَ رمضان!

على خُطى الرَّسول ﷺ ٤٥
وأدركَ رمضان!

   جاء رجلان من اليمن إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأسلما بين يديه معاً، وكان أحدهما أشدُّ اجتهاداً من الآخر في العبادة، وغزا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاستشهد!
ثم مكثَ الآخر بعده سنةً ثم مات.
فرأى طلحة بن عبيد الله في منامه أنه عند باب الجنة، وإذا الرجلان هناك، فجاء مَلَكٌ وأمرَ الذي توفي حديثاً بأن يدخل الجنة.
ثم خرج مرةً أخرى وأمر الذي استشهدَ اولاً أن يدخل الجنة.
وثم خرج فقال لطلحة: أما أنتَ فارجعْ، فإنكَ قد بقيَ لك عُمر!

فأصبح طلحة يُحدث الناس بما رأى فتعَجبوا!
فبلغ ذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: من أي شيءٍ تعجبون؟
فقالوا: يا رسول الله، كان هذا أشدَّ الرجلين اجتهاداً، ثم استشهد، ودخلَ الآخرُ قبله الجنة!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليسَ قد مكثَ هذا بعده سنةً
قالوا: بلى
فقال: وأدركَ رمضان، فصامَ وصلى؟
قالوا: بلى
فقال: فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض!

ها هو رمضان بين أيديكم، وقد أدركتم ما أدركَ صاحبكم، فسبقَ بصيامه وقيامه صاحبه الذي استشهد قبله، فسابقوا، فإن عمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً!

يا مرحباً بالجوع والعطش في سبيل اللهِ فإنها سويعات تمضي، تمتلئ بعدها الأمعاء، وترتوى الحناجر ويثبتُ الأجر إن شاء الله

يا مرحباً بقراءة القرآن، ضمَّاد القلوب المجروحة، وسلوى النفوس المحزونة، وجبال من الحسنات، ولا أقول ألم حرف، وإنما ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف!

يا مرحباً بالقيام والتراويح، وأقدام تنتصبُ لله، وقلوب تُنيخ مطاياها ببابه، لحظات من التعب اللذيذ تمضي، وأجر عظيم يبقى

يا مرحباً بالصدقات، وإطعام الفقراء والمساكين، فهذا الذي يبقى، فليس للأكفان جيوب، والصدقة هي الطريقة الوحيدة لإرسال أموالنا إلى الآخره

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية