هذا الحبيب 25 وفاة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم
” السيرة النبوية العطرة ”
وكانت قافلة راجعة لمكة ركبت معهم بركة و آمنة ومحمد (( صلى الله عليه وسلم ))
وفي الطريق عصفت الريح والرمال ، فتوقفت القافلة أيام وأصاب آمنة المرض وأخرت القافلة ، فاستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في قرية يقال لها الأبواء
[[ الأبواء منطقة بين مكة والمدينة، وهي أقرب للمدينة ، وسميت بذلك لأن السيول تتبوّأه ، يعني تحل وتستقر فيه ]]
تقول بركة : فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب .. والمرض يشتد بها
وذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنه أنها ستموت
فقالت آمنة : يا بركة .. قربي مني محمدا
قالت : فقربته ، فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين
وتقول : بـارك فيك الله مـن غلام .. يا ابن الذي من حومة الحمام
نجا بعـون الملك المنعـام .. فُودي غداة الضرب بالسهام
بمائـة مـن إبـل سـوام ..
تقول بركة : كانت آمنة ، تكرر بيت الشعر أكثر من مرة .. وهي تنظر إلى ابنها وكأنها تودعه
ثم قالت : يا بركة لا تغفلي عن محمد ، فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث ، وإن ألد أعدائه يهود فأنا لا آمنهم عليه فلا تجعليه يغيب عن ناظرك
ثم قالت : {{ يا بني ،كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفنى }}
ثم ماتت ويدها على النبي صلى الله عليه وسلم،
قالت بركة : وأخذ محمد يكلمها فلا ترد عليه ،وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها
وحاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها
وهو يقول وينادي : أمي أمي
ثم نظر إليّ وقال : لما لا ترد أمي عليّ ؟؟!
تقول بركة :_
فأضررت أن أقول له لقد ماتت يا بني !!!
قالت : فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها
تقول : فحاولت أن أبعده عنها
فقال القوم الذين معي :_ دعيه يا بركة بجانب أمه
قالت : فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال ، وأخذنا نحفر لها القبر ، وهو يحفر معنا ويبكي
و أخذت أم أيمن يده لتذهب
حتى إذا وصلت مكة وتوجهت أم أيمن إلى بيت جده عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي
وقال : أين أمك يا محمد ؟
فبكى واخذ يردد .. ماتت ، ماتت
فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني ، أنت ابني
رجعت أم أيمن تحضن اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة السادسة والعشرون …