هذا الحبيب 30 قصة الراهب بحيرا
” السيرة النبوية العطرة ”
ولم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الطيبة الصالحة ، برعاية له من الله عز وجل
ويشب مع شباب مكة ، حتى بلغ من العمر ١٢ سنة
وجاء موسم رحلة الصيف إلى الشام .
وكان من عادتهم برحلة الشتاء والصيف ، يخرج مع القافلة الزعماء
[[ من أجل أن يحافظوا على القافلة ، ولا أحد يتعرض لها في الطريق من الناس ]]
فكان أبو طالب على رأس هذه القافلة وصار يستعد للسفر .. فلما اجتمعوا يوم السفر وقف أبو طالب يودع أهله .
يقول العباس رضي الله عنه : فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فعانقه صلى الله عليه وسلم ، وتعلق بعنقه ، و تمسك فيه وصب دمعاً غزيراً
[[ حال نبينا صلى الله عليه وسلم ، كأي صبي عمره ١٢ عام ، لا يوجد له أب ، ولا أم ، ولاجد ، ولما تعود على عمه وحنانه ، وعطفه ، أصبح لا يقدر على فارقه ]]
قال : يا عم لمن تتركني في مكة ؟؟
قال له أبو طالب : لقد أصبحت رجلاً يا بني !!
قال : ولكن لا أحب أن أفارقك ، وأحب أن أرحل معك وأتعلم التجارة
يقول العباس : فرق له أبو طالب
[[فاض الحنان بقلبه عليه]]
وقال له : لا والله لن أدعك لأحد
وإني عند عهدي لعبد المطلب ، ستذهب معي يا محمد
فودع الأهل أبو طالب وأركب محمد أمامه على البعير وانطلق به إلى بلاد الشام
يقول العباس عم النبي وهو راوي الحديث :
فو الله الذي لا إله إلا هو .. ما أن خرجت القافلة من أرض الحرم والموسم صيف حتى رأينا غمامة جاءت من بعيد [[غيمة]] وأظلت البعير الذي يركبه صلى الله عليه وسلم مع عمه أبا طالب
وانتبهت لذلك قريش ، فكانوا لا يجدون الظل إلا على البعير الذي يركبه أبو طالب ومحمد
إذا مشى تمشي الغمامة معه ، وإذا توقف توقفت فوقه .. فعلمت قريش أن هذه الغمامة تظل محمد [[ و لم يعطوا لهذا الأمر أهمية ، كانوا يقولوا يتيم ، تعطف عليه السماء ]]
حتى إذا وصلوا مشارف الشام [[ المقصود بمشارف الشام هنا ، أول الدخول من المنطقة الجنوبية من الأردن لفلسطين لسوريا ولبنان كلها بلاد الشام ، كانوا يقولوا وصلنا لبلاد الشام ]]
فدخلوا إلى بصرى الشام
[[ اختلفت الأقوال عن بصرى الشام ، أين تقع ؟ ولكن أغلب الأقوال الصحيحة بصرى الشام المقصود فيها {{بصيرة }} ما يعرفه اهل الاردن الآن بالطفيلة ]]
وكان هناك راهب من رهبان النصارى اسمه بحيرا
من هو بحيرا ؟؟
بحيرا لقب وليس اسمه الحقيقي
[[ بحيرا ، لقب عند النصارى يعطى لمن يملك علم النصرانية الحق من غير تحريف ، أي وراثة من فلان إلى فلان إلى فلان إلى سيدنا عيسى عليه السلام ]]
لقبه بحيرا ، أما اسمه الحقيقي {{ جورج }}
فكان هذا الراهب عنده علم الكتاب الحق ، وكان عنده العلم الكبير .
فالقافلة التي أتت من مكة ، وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم مرت من جانب . صومعة العابد بحيرا
وكانت قريش كل سنة تمر من جانبه ، ولم يكن بحيرا يهتم فيهم ، ولا يتكلم معهم ، إلا في حال إذا طلبوا منه الماء يسقيهم ويسلم عليهم ولا يهتم بهم .
فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه القافلة
[[ طبعا بحيرا ، كان عنده علم بمولد نبي آخر الزمن مثل باقي الأحبار والرهبان ، وقت عرفوا ليلة مولده أنه ولد نبي آخر الزمن وطلع نجمه ، لأنه عندهم علم بالكتاب وأسرار النجوم ، فكان عندهم علم بالنجوم مرتبطة بكتبهم ، لما رأوا النجم عرفوا أنه ولد نبي آخر الزمن ، ومولده في أرض الحرم ]]
فكان بحيرا ، يجلس في صومعته ، ويراقب القوافل
فلما قدمت قافلة مكة [[ وكان لقافلة مكة ، موعد متى تأتي ، ومتى ترجع من الشام ]]
نظر بحيرا من صومعته ، فرأى قافلة قريش ، فوقها غمامة ، كانت تظل الركب ، تمشي إذا مشوا ، وتقف إذا وقفوا ____
فنزل مسرعاً من صومعته يسلم عليهم ويستكشف
فقال :من شيخ القوم فيكم ؟ قالوا :أبا طالب
فقال :يا أبا طالب يا سيد قومه ، قد صنعت لكم الطعام وأريد أن تحضروا جميعاً ، ولا يتخلف منكم رجل واحد قالوا : يا بحيرا إن لك شأن في هذا اليوم !!!
لقد مررنا بك أعواماً فما عهدناك تقري ضيفاً أو عابر سبيل
[[ يعني كيف نزل عليك هذا الكرم كله ، تعزمنا على الأكل في إنّ بالموضوع ، دائماً نمر من عندك ولا تستضيف أحد ولا تهتم ]]
قال : أنتم أهل الحرم وأحببت أن أكرمكم
[[ طيب طول عمرهم أهل حرم ؟؟ لماذا اليوم ]] فأجيبوا دعوتي .
فقال أبو طالب : قد أجبنا جهز طعامك
جلس أبو طالب والقوم معه واستراحوا تحت شجرة ، إلى أن حان وقت الضيافة وجهز الطعام
فقاموا جميعاً ولكن {{ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم معهم }}
قالوا له : قم يا محمد اذهب معنا
فقال لهم : اعذروني سأبقى عند الركب
لما دخلوا على بحيرا صار بحيرا يتفحصهم فلم يرى أحداً منهم ينطبق عليه وصف نبي آخر الزمن !!!!
فقال :يا أبا طالب قال له: نعم
قال : أقسمت عليكم بربكم أن لا يتخلف أحد عن وليمتي هذه
قال له :لم يتخلف منا أحد [[كل الرجال حضروا للعزيمة]] إلا غلام صغير لم يبلغ مبالغ الرجال بقي عند الركب فقال: بحيرا أحلفك بربك أن يأتي هذا الغلام
وكان الزبير أخو أبوطالب موجود بالركب عم النبي أيضا
قال أبو طالب له : قم يا زبير فأحضر ابن أخيك
فقام الزبير وذهب إليه
وقال له : يا محمد إن القوم يدعوك فقام صلى الله عليه وسلم
وبحيرا كان واقف عند النافذة .. ينظر و يراقب فلما تحرّك النبي صلى الله عليه وسلم تحركت الغمامة فوقه وإذا بها تظله حتى إذا دخل وجلس بجانب عمه أبا طالب
وضع بحيرى الطعام .
{{يقول أبو طالب محدث قومه لما رجع إلى مكة وبينهم العباس رضي الله عنه ولأن العباس سمع الرواية وهو صحابي وعم النبي فأخذنا حديث }}
يقول أبو طالب : جلس محمد و بحيرا لا يرفع نظره عنه يراقبه في كل حركة في أكله وشربه في جلوسه في قيامه حتى إذا انتهى القوم من الطعام وقاموا لغسل أيديهم .. اقترب بحيرا من محمد {{ صلى الله عليه وسلم }}
ووقف بجانبه .. فانتبه أبو طالب
يقول : فدنوت منه كي أسمع ما يقول بحيرا لابن أخي محمد
قال : يا غلام إني أسألك باللات والعزة فأصدقني بالإجابة
قال أبو طالب : فغضب محمد
وقال له : لا تسألني باللات والعزة ، فما كرهت شيئاً ككرهي لهما
[[عمره 12 سنة ،وهذه اسمها عصمة الله لأنبيائه العصمة قبل الوحي وبعد الوحي]]
قال : إنما سألتك بهما لأنهما آلهة قومك
فقال له : آلهة قومي وليست آلهتي !!
قال : إذا هل أسألك بالذي خلق السموات والأرض ؟
قال : نعم اسأل ما بدا لك
قال : أسألك بالذي خلق السموات والأرض ، إلا ما صدقتني بكل ما تجيب ؟
فقال له : ما عرفت الكذب قط ، ودونك قومي فسألهم !! فقال أبو طالب لبحيرا : إنما عُرف فينا بالصادق الأمين فسأله بحيرا عن بعض الأشياء الخاصة فيه ، كيف ينام كيف يرى الرؤيا ؟
فقال له :ما رأيت رؤيا إلا جاءت في اليوم الثاني كفلق الصبح
[[ الذي أراه بالرؤيا يتحقق في اليوم الثاني]]
وسأله عن أموره كيف يلعب مع الصبية عن تدبره عن تفكره عن معتقداته ؟؟ فما زال بحيرى يسأله ؟؟ والنبي يجيبه ثم قال : ما هذا منك يا أبا طالب ؟ [[ أي ما صلة القرابة بينك وبينه ]]
قال أبو طالب : هذا ابني
قال لا : أنت سيد قومك فأصدقني
[[ بمعنى عيب تكذب وأنت سيد القوم ]]
ما ينبغي يا أبا طالب أن يكون أباه حياً وهذا الغلام لا يجتمع بأبيه ولا بيوم واحد !!
فقال أبو طالب :وما علمكم بهذا ؟؟ ما شأنكم يا أهل الكتاب [[ ما قصتكم مع هذا الصبي ]]
ما رأه أحد إلا يقول لا أب له ، يولد بلا أب؟؟!!!
فقال بحيرا : يا أبا طالب أصدقني
قال أبو طالب : هذا ابن أخي
فقال له :وماذا فعل أبوه ؟ قال أبو طالب : هلك أي مات ، وأمه حبله به
فقال بحيرا : الآن صدقتني
إننا نجد وصفه في كتبنا يولد يتيماً ، ثم ماذا فعلت أمه ؟؟ قال له :ماتت وهو ابن ست سنين قال :هو ذا يا أبا طالب ، هو ذا !!!!
ثم قال بحيرا :هل تسمح لي أن أنظر إلى ابن أخيك ؟ قال له أبو طالب : ها أنت تنظر إليه
قال : لا ليس هذا
ثم رفع قميص الصبي ووضع يده بين كتفيه وإذا به بحيرا يجد خاتم النبوة
فصاح بحيرا بأعلى صوته .. قدوس قدوس .. سبووح سبووح رب الملائكة والروح
وربِ موسى وعيسى ، وربِ موسى وعيسى إنه المنتظر !!!!
ثم أمسك بحيرا برأس النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يقبّل رأسه
فقال أبو طالب: ويح لك ما هذا ؟
[[ أي ما الذي تفعله ؟]]
قال بحيرا : يا أبا طالب أعزيز عليك ابن أخيك ؟
قال : هو أعز عليّ من نفسي .
قال : فإسمع مني وارجع به إلى أرض الحرم وإياك أن تدخل به الشام
[[ وهذا دليل إنه لم يدخل مع عمه أبو طالب إلا إلى طرف بلاد الشام التي هي في جنوب الأردن والمقصود بصرى الشام بصيرة الطفيلة]]
ارجع به إلى أرض الحرم وإياك أن تدخل به أرض الشام
قال له أبو طالب : لماذا ؟ !!!
قال بحيرا : لقد بقي نبياً يبعثه الله إلى هذه الأمة وهو خاتم الأنبياء والمرسلين .. وربِ موسى وعيسى إنه هذا الغلام ابن أخيك الذي أكلمك عنه يا أبا طالب ، إن ابن أخيك هذا خاتم الأنبياء والمرسلين ، وانظر ، وكشف عن القميص
وقال : هذا خاتم النبوة بين كتفيه ، وربِ موسى وعيسى لإن رأه يهود ، ليكيدوا له الشر فإن ألد أعدائه يهود
[[ هل عرفتم يا خير أمة ، من عدو نبيكم وعدوكم ؟؟ ليتكم تفهمون ]]
فسمع أبو طالب نصيحة بحيرا ، وتعجل الرجعة للحرم و وضع أمير غيره على القافلة ، ورجع بعدد من الرجال ولم يدخل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام أبداً
أعداء الإسلام الذين يقولون ، أن بحيرا هو الذي علم محمد القران !!!!
قالها كفار قريش ، واليهود من قبل ، عندما نزل الوحي على رسول الله ، قريش كذبوا النبي
رجال ممن كفروا ، كانوا موجدين يوم ضيافة بحيرا
فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، إني رسول الله إليكم
ذهبوا لأحبار اليهود يستفسروا عن محمد لأنهم أهل كتاب ، ومن جملة الحديث معهم ، أخبروا اليهود عن قصة بحيرا
فقال اليهود لهم : لا ليس نبي ، و الذي علمه القرآن بحيرا
فرد الله عليهم بنص قرآني
قال تعالى :
{{ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }}
بحيرا أعجمي : يتكلم العربية مكسر ، بيحكي كلمات عربية لا يكاد يعرف يتفاهم مع العرب
والقرآن نزل عربي مبين تحدى العرب أنفسهم ، بأن يأتوا بآية واحدة ، وهم أهل اللغة والفصاحة .
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الواحدة والثلاثون …