هذا الحبيب 41  إسلام زيد بن حارثة رضي الله عنه و أرضاه

هذا الحبيب 41  إسلام زيد بن حارثة رضي الله عنه و أرضاه

هذا الحبيب 41  إسلام زيد بن حارثة رضي الله عنه و أرضاه

من هو هذا الصحابي الجليل
{
{ زيد بن حارثة }}
يجب علينا أن نعرف قصته بالتفصيل
والسبب أن أحداث ومواقف كثيرة ، ستمر معنا بالسيرة ، يجب أن نعرف أساسها
_________

من هو زيد ؟؟ ولماذا كانت قريش تناديه ، زيد بن محمد ؟؟

زيد أصله عربي وليس من العجم ، لأن العرب لا يبيعون أولادهم
وكان الذي يبيع أولاده هم العجم
فكيف أصبح زيد رقيق يباع ويشترى ؟
_________

أصله من صميم العرب ولكنه ليس من قريش
اسمه
{
{ زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي }}

وقصته بدأت
لما كانت أمه في زيارة عند أهلها عند قبيلتها [[ أي قبيلة أخرى غير قبيلة أبوه ]]

كان العرب في الجاهلية يهجمون على بعضهم البعض كل فترة يسمى هذا الهجوم [[ غارة ]]
فيأخذون السبايا ويقتلون وينهبون
[[
هكذا كانت العرب ، قبل أن يهذبهم الإسلام ، كانوا أشداء على بعضهم البعض أذلاء على عدوهم ، هذه صورتهم قبل الإسلام مثل صورتنا هالأيام كيف أصبحنا لا نقوى إلا على بعضنا البعض ، لو إنسان مسلم مغترب في بلدك تشعر بنفسك أنك أقوى منه تستقوي عليه بأهلك وعشيرتك وإذا ابن بلد من عشيرة معروفة تحسب له ألف حساب ، هكذا أصبحنا لما انسلخنا من ديننا واتبعنا الغرب فصرنا لا عرب ولا مسلمين ]]
_________

هجمت عليهم قبيلة وغارة عليهم وقتلوا فيهم ونهبوا
فكان زيد من ضمن هذا السبي ، خطفوه من حضن أمه ، وذهبوا به ، إلى سوق عكاظ ، ليباع زيد مع الخدم
فلما عرضوا زيد للبيع
كان في السوق رجل يقال له {{ حكيم }} تكون السيدة خديجة رضي الله عنها عمة حكيم
فاشترى حكيم من السوق أكثر من خادم ، وكان قد رجع من سفر ، فأراد قبل أن يصل مكة يتسوق في سوق عكاظ
من ضمن العبيد الذين اشتراهم
{
{ زيد بن حارثة رضي الله عنه }}
كان عمره ٨ سنين
[[
طفل ٨ سنين أخذوه من أمه هل رأيتم العرب كيف كانوا قبل المصطفى صلى الله عليه وسلم طفل يأخذوه من أمه ويبيعوه ]]
________
و كانت خديجة متزوجة جديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما وصل حكيم لمكة
ذهبت السيدة خديجة تزور ابن أخيها حكيم وتسلم عليه فلما سلمت عليه وجلست معه وقبل أن تمشي
أراد حكيم أن يكرم عمته ويعطيها هدية
فأقسم عليها
قال : ورب البيت ، يا عمة لا تخرجي إلا ومعك خادم تأُخذيهن مني كهدية .. اختار يا عمة
وسبحان الله كيف ألهمها الله إلى اختيار زيد مع أن زيد في الشكل لم يكن أجمل العبيد بالشكل
كان زيد كما يصفه الصحابة
{
{ قصير ، أسمر ، شديد السمرة ، أفطس الأنف }}
لم تختاره خديجة لجمال شكله ، لماذا اختارته خديجة ؟؟
حتى السيدة خديجة لا تدري

[[ إنها الروح وعالمها يا خير أمة ، إنه عالم آخر تلتقي فيه الأرواح ، يجمعهم الله بحبل محبته ، فلو ابتعدت الأجساد ولم تلتقي ، فهناك تجتمع الأرواح في عالمها ،فالأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ]]

اختارته لروحه التي تقابلت مع روحها ، أرواح تعانقت وكُتبت عند الله في علم الأزل قبل خلق آدم
{
{ أحباب الله }}
فلما تقابلت خديجة مع زيد والتقت في الدنيا الأجساد ،ائتلفت الأرواح مع بعضها البعض
_______
نظرت خديجة لزيد
وقالت : أعطني هذا الغلام يا ابن أخي !!!

واختارت من بينهم زيد بن حارثة
أخذت خديجة زيد بن حارثة وذهبت به إلى الدار فلما دخلت به إلى البيت
قال لها النبي : من هذا ؟!!!
[[
طبعا هذا الكلام قبل نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ]]

قالت : غلام أعطاني إياه ابن أخي حكيم هدية
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه ، نظرة شفقة ورحمة
[[
طفل صغير يُحزن القلب ]]
قال : يا خديجة إن هذا الغلام ليس أعجمي !!

ثم وضع يده على رأس زيد بكل لطف وشفقة
وقال لزيد : يا غلام أتعرف أباك ؟
قال : نعم أنا زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي فنظر النبي إلى خديجة
وقال : أجل ، إن دمه عربي وروحه تدل على ذلك
فقالت خديجة : إني أراه قد شد انتباهك يا محمد وأنا أهبه لك واجعل رقبته في يديك فاصنع به ما تشاء
[[
رأت خديجة النبي شفق عليه ، طفل يباع ويشترى بهذا العمر ، فتحركت في قلبه الرحمة المحمدية ]]

فأخذه النبي ثم نظر إليه صلى الله عليه وسلم
وقال : يا غلام أنت حر من اليوم
[[
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله ]]

يا غلام أنت حر من اليوم
إن شئت أقم في بيت محمد معززاً مكرماً
وإن شئت أن ترجع إلى أهلك فارجع
_______

لما رأى زيد هذه الرّقة والحنان والرحمة من رسول الله
قال له : بل أبقى معك
وأقام زيد عند الرسول حر لا خادم ولا مملوك ، بل حر طليق ولكنه سكن في بيت النبي
[[
وهذا الكلام قبل نزول الوحي ، ولم يكن هناك تشريع ولا وحي ولا فرض الحجاب وما في حرج أن يختلط زيد بأهل البيت ]]
ومازال يتربى زيد ويتعلم من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق
وأحبه النبي كثيراً ، فزيد رضي الله عنه
كان خفيف الظل خفيف الروح [[ شخصيته محبوبة]]

وكان مخلص في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم
ومضت الأيام
وكان أهل زيد يبحثوا عنه بين العرب
وسمع أبوه أن زيد في مكة عند رجل اسمه محمد بن عبدالله
فجاء أبوه يبحث عنه ومعه أعمام زيد وبعض معارفهم
فدخل مكة
واخذ يسأل أين نجد محمد بن عبدالله ؟؟

فأشاروا لهم إليه ، ذلك محمد جالس عند تلك الجماعة من الناس
فذهبوا إليه ، وتقدموا وسلموا على القوم
______

ثم قال {{ أبو زيد }}
للنبي صلى الله عليه وسلم
يا محمد يا ابن سيد قومه إنكم أهل حرم تفكوّن العاني وتطلقون الأسير وتعينوا على مواقف الدهر
ولقد أتينا نفدي ولدنا
فقال له النبي : وما ذاك ؟
[[
أي ماذا تريد من انت ]]

قال له : ابني زيد أنا حارثة والده وهذا عمه
وقد علمنا يا محمد أنه عندك ونحن نفديه بالمال فاطلب ما شئت يا محمد
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ألا لكم في خير من هذا
[[
يعني أحسن من إنكم تدفعوا فلوس وتحرروا ابنكم أعطيكم خيار أفضل ]]
قالوا : وما هو ؟
قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : نرسل إلى زيد وأنا معكم ثم نخيره فإن اختاركم فهو لكم

[[ هم لا يعلمون أن ابنهم حر طليق من أول يوم كان عند الرسول ]]
فإن اختاركم فهو لكم !!!
وإن اختارني فما أنا بالذي يختار على ما يختارني من شيء فصاح عمه لزيد
وقال : أنصفت وعدلت وزدت بالعدل
فأرسل النبي شخص يحضر زيد ولم يفارق مجلسهم
[[
حتى لا يظنوا أنه ذهب وهدد الصبي]]

فلما جاء زيد نظر فرأى أبوه وعمه فعرفهم
فذهب مسرعاً نحوهم ، وعانقهم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا زيد أتعرف هؤلاء القوم ؟؟
قال : نعم هذا والدي وهذا عمي وهذا فلان وهذا فلان من قومنا
فقال له النبي : إجلس يا زيد .. فجلس
قال : يا زيد القوم قدموا لفدائك وأنا أخيرك بيني وبينهم فإن إخترتهم فأنت لهم بلا فداء
وإن إخترتني كان لي معك شأن آخر
فنظر زيد إلى والده وأعمامه
ثم نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :ما أنا الذي اختار عليك أحدا ، بل أختارك أنت يا أبا القاسم
فصاح عمه وأبوه !!!!
وقالوا : زيد ، زيد !! لا أمك لك
[[
شتيمة مؤدبة عند العرب تعني يأيامنا ، تعدمك أمك ]]
أتختار العبودية على الحرية ؟ !!!
فقال لهم زيد : لو عرفتم هذا الرجل وأشار إلى النبي بيده لو عرفتم هذا الرجل وعشتم معه
لأخترتم أنتم أن تكونوا عبيد عنده ، هل تعلمون أنه أعطاني حريتي من اليوم الأول وأنا أعيش في بيته كواحد من أهله ؟؟
ثم نظر للنبي وكرر قوله .: أختارك أنت يا أبا القاسم
تعجب أهله !!!
فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيد زيد وقام ووقف في صحن الكعبة ونادى يا معشر قريش ومن حضر من العرب
[[
لأن حول الكعبة في عرب من خارج مكة ليس فقط من قريش ]]

يا معشر قريش ومن حضر من العرب إشهدوا أن زيد
{
{ ابن محمد يَرثني وأرثه }}
هو من اليوم ابني

[[وكان هذه من عادة العرب التبني قبل أن ينزل الوحي والقرآن ويبطل التبني ]]

فلما نزل الوحي على رسول الله ، وتشريعات الدين الحنيف تنزل الله تعالى على نبيه
{
{ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين }}
وقال تعالى :
{
{ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين }}
فبطل التبني
________

تبناه صلى الله عليه وسلم ، قبل ما يوحى إليه
وسمع عمه وأبوه أن زيد ابنهم أصبح إبن محمد ففرحوا
[[
لأن بدل أن يكون زيد بن حارثة من عامة الناس .. أصبح زيد ابنهم زيد بن محمد من أشراف العرب وخدم البيت الحرام ]]
وقالوا : يا محمد لقد أكرمتنا أكثر مما توقعنا !!!
ورجعوا إلى ديارهم وتركوا زيد ابنهم مع هذا الشرف العظيم في مكة
ولما نزل الوحي على رسول الله كان زيد بن حارثة أول من أسلم مع الصحابة الكرام السابقين إلى الإسلام .

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة الثانية والأربعون   …

تعليق واحد


  1. اريد الحلقات من بدايتها لو تكرمتم

Comments are closed.