هذا الحبيب 54 – إسلام سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه
أبو جهل لما أصبح سخرية في أندية قريش ، وأخذ ينتشر خبر بينهم، أن أبو الحكم يخاف من محمد
ةغتاظ أبو جهل ، وأراد أن يحفظ بعض من كرامته أمام قريش ، وأن ينتقم من النبي صلى الله عليه وسلم
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على الصفا
_________
وكان من عادته ، صلى الله عليه وسلم ، أن يدخل الحرم يطوف بالبيت ، ويصلي ويجلس على الصفا ، يذكر الله وينظر إلى الكعبة
ولا يختلط بأندية قريش
فكان جالساً على الصفا فجاء إليه أبو جهل وهو منفرد لوحده فأخذ يسب ويشتم
وقال له : سأريك يعني يهدد النبي صلى الله عليه وسلم .. والنبي لا يرد عليه بكلمة واحدة
لا يقول إلا :حسبي الله ونعم الوكيل .. ثم انصرف أبو جهل
________
وكان هناك جارية تجلس على شرفة منزلها مطلة للصفا وكانت مسلمة وتكتم إسلامها
سمعت الحديث الذي وقع من أبو جهل ، فأقبلت الجارية وسبحان من سخرها
[[ لم تتحمل ما سمعته من أبي جهل وهو يسب النبي وهي مسلمة تكتم إيمانها ]]
وقفت عند الكعبة تنتظر من سيأتي من بني هاشم من أجل أن تخبره بما حدث
وإذا بالمقبل
{{حمزة بن عبد المطلب }}
عم الرسول صلى الله عليه وسلم أسد الله ورسوله .. لم يكن قد أسلم
________
من هو حمزة بن عبد المطلب ؟؟
حمزة أقوى رجل في قريش ، في ذلك الوقت ، وكان عمره ٤٧ سنة ، ونحن الآن في السنة الخامسة للبعثة ، حمزة أسن من رسول الله بعامين اثنين
وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخوه في الرضاعة
[[ وقلت لكم من قبل أرضعتهما ثويبة ، جارية أبو لهب ]]
وقد كان حمزة هو رفيق طفولة النبي صلى الله عليه وسلم
والرسول يحبه حباً كبيراً
كان حمزة هو أقوى رجل في قريش، ضخم الجثة، وقد وصف وهو يقاتل في أحد بعد ذلك بأنه كالجمل الضخم يهد المشركين بسيفه هدا
وعندما ةصاب سيل كبير ، مقبرة شهداء أحد، بعد مئات السنين ، وكشفت قبور الصحابة ، وكان فيهم حمزة
فتم تشكيل مجموعة من كبار العلماء لإعادة دفن هؤلاء الصحابة الكرام، فوجدوا جثث هؤلاء الشهداء رضي الله عنهم كما هي لم تتغير، كرامة من الله تعالى لهم، ووجدوا جثة حمزة رضي الله عنه كم هي واضع يده على بطنه كلما رفعوا يده سالت الدماء من بطنه ،واستطاعوا تمييزه، وكان وصفهم له بأنه ضخم الجثة
كان حمزة
[[ ضخم وقوي جداً ، في شباب هذه الأيام بتلاقيه عضلات وطويل وضخم وفي نفس الوقت لا يتعدى على أحد تجده لطيف خلوق ، الكل يحبه ويحترمه يخاف الله ، زوجته تحبه ، لا يخون، لطيف مع أخواته البنات مع أمه مع جيرانه ، ودائما الشخص القوي بدنياً ويتمتع بالحلم والأخلاق الطيبة يكون محبوباً بين الناس، وهكذا كان حمزة شخصية محبوبة جداً في قريش ]]
كانت هواية حمزة بن عبد المطلب هي الصيد والقنص ، وقد أكسبه هذا مهارة كبيرة في الفروسية والرمي، وكان يخرج كثيرا في رحلات للصيد والقنص، وكان مولع بصيد الأسود
وكان يغيب أيام وليالي ، مبتعد عن مكة ومشاكلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
________
هذه المرأة المسلمة لم تتحمل أن تسمع أبو جهل يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تستطيع أن تفعل شيء ،فانتظرت حتى يقبل أحد من بني هاشم ، فنظرت من بعيد وإذا هو حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
ما تحملت ربنا يجزيها الخير ، واستخدمت كيدها بالخير والدفاع عن رسولها
حمزة لما كان يرجع من الصيد ، لا يذهب مباشرة لبيته بل يذهب للكعبة أولاً يطوف فيها ، ثم يمر على أندية قريش فيسلم عليهم ثم يذهب إلى بيته
_________
أقبل حمزة ولما اقترب من الكعبة استقبلته الجارية
وانظروا إلى كيد النساء بالخير ، وهو محمود جزاها الله خيرا
استقبلته بوجه يجعل الحجر يغلي
أول ما اقتربت من حمزة ، بدأت تلطم
قال لها حمزة : ما الأمر ؟
تلطم
أول كلمة قالت .. وااا ذُلاه .. يا بني عبد مناف أين أنتم يا بني عبد المطلب
قال لها : مالأمر ؟!!
قالت له : ما الأمر لا أدري كيف أسوقه إليك
[[ مش عارفه ايش أحكيلك ، وتلطم ]]
قالت : أنت حمزة بن عبد المطلب ، أشد قريش ، صياد الأسود وأنت كذا وكذا
[[ صار حمزة الدم يغلي في دماغه ]]
فصرخ حمزة : ما الأمر يا امرأة تكلمي ؟؟!!!!!
قالت له : لو كنت حاضراً وسمعت أبا جهل وهو ينال من ابن أخيك محمد وهو خير قريش
قال : وماذا قال له محمد ؟
قالت : لم يرد عليه بشيء فهو الصادق الأمين
ألا ليتكم تموتون أيها الهواشم أعز لكم وأشرف
تألمت من ذلك وتمنيت لو مت قبل ذلك
فاشتعل حمزة غضب
[[ جعلته لا يرى أرض ولا سماء نسي الكعبة والطواف فيها ، نسي الأسود والصيد ، إنه كيد النساء ولكن بالخير ]]
مباشرة حمزة توجه إلى أندية قريش وأخذ الرمح من على عاتقه وأمسك به في يده
ودخل المجلس الذي يجلس فيه أبو جهل
وقبل ما يلقي التحية
ومن عادتهم الذي يدخل يلقي التحية عندهم عمتم صباحاً عمتم مساءً
[[ حمزة مش شايف قدامه ]]
دخل عليهم وأبو جهل جالس
ورفع الرمح وضربه على رأس أبو جهل .. فشجّه شَجّة منكرة
[[ هكذا الأحاديث كلها تقول فشجه شجة منكرة ]]
وثار الدم من رأسه ونفر على من حوله
[[ يعني فتح رأسه نصين والدم طار على الجالسين معه ]]
ثم قال : يا أبا جهل [[ لم يقل يا أبا الحكم ]]
أتشتم محمداً وأنا على دينه ردها علي إن استطعت
[[ إذا رجال قوم ردلي الضربة ]]
ثم نظر إلى الجالسين حول أبو جهل والغضب في عينيه ألا يواجهني فيكم رجل ؟
يقول راوي الحديث فانسل القوم إنسلالاً
[[ يعني هربوا من المجلس مثل السحالي]]
لا أحد يستطيع أن يكلم حمزة
_________
وأخذ أبو جهل يمسح الدم من على رأسه
ويقول : لا عليك يا أبا عمارة
[[ وكانت كنتيه أبا عمارة ]]
لا عليك أبا عمارة أنا الذي نلت من ابن أخيك أنا البادئ
[[ أبو جهل صار بده يهدي الوضع عشان ما يكمل عليه حمزة ]]
ثم انصرف حمزة
________
يقول حمزة رضي الله عنه وأرضاه
ثم جلست أفكر ما هذا الذي فعلته هل أنا أصبحت على دين محمد ؟؟
ما هو دين محمد ؟؟
[[ هو كان لايهتم بكل أمور مكة ومشاكلها كان مغرم بالصيد ]]
فقلت : يا خالق السموات والأرض يارب إبراهيم يا رب البرية هل أنا أخطأت أم أصبت ، إن كان دين محمد على حق فاشرح صدري له
قال : ونمت وأنا على هذا الحال
حتى إذا ةصبح الصباح مضيت إلى رسول الله وقلت يا ابن أخي أنت تعلم ما وقع مني بالأمس ، وأنا في حيرة لقد قلت أنا على دينك
اقرأ علي شيئاً من الذي أنزل عليك فإني أحب أن أسمع منك .. فقرأ عليه القرآن صلى الله عليه وسلم .. فلما انتهى قال :أيّ والذي بعثك بالحق ، إنه لحق
أشهد أنك الصادق ، فوالله ما أُحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول
[[ يعني بعد سماعي كلام الله ، اصبح الآن الإسلام أحب إلي من الدنيا كلها ومافيها ، لو أعطوني ملك الأرض لا أحب أن أرجع لديني القديم ]]
يارسول الله ، عندما أذهب إلى الصيد وأتأمل الليل والنهار أقول لا يمكن أن يكون هذا قد خلقه اللات والعزى
{{ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله}} فأسلم أسد الله ورسوله سيد الشهداء
{{ حمزة بن عبد المطلب }}
رضي الله عنه وأرضاه.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الخامسة والخمسون …