هذا الحبيب 58  عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم

هذا الحبيب 58  عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم

هذا الحبيب 58  عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم

_________

لمارأت قريش الآيات ترد عليهم ، وهم أهل شعر علموا أنه ليس قول محمد ، وأن هناك قوة خارقة ترد عليهم وتحفظ كيان النبي صلى الله عليه وسلم
وبعدما شاهدوا آية القمر وأعرضوا عنها
وتشاوروا بينهم
فقالوا : محمد لم يستجب لنا ، فماذا نصنع ؟؟

فقال لهم سيد من سادة قريش واسمه
{
{ الوليد بن المغيرة}}

قال الوليد : ألا أكفيكم محمداً
[[
وكان الوليد بن مغيرة رجل ذو شأن فيهم وأكثرهم مالاً وولداً ، رزقه الله ١٠ من الذكور
وكانت له بساتين تتصل بعضها ببعض من أطراف مكة تصل للطائف ، يعني له بساتين متصلة ببعضها على مسافة 60 كيلو متر .. تخيلوا كم أعطاه الله من المال ]]

فكان أكثر قريش مالاً وأعزهم نفرا وهو من سادة قريش ولكن لم تكن قريش تعرف حقيقته
______

الوليد بن المغيرة
أبوه كان لا يصلح للنساء
وكان عنده المال
فخافت زوجته أمه للوليد إن مات زوجها أن يرثه الأقارب
_________

فمكنت نفسها من رجل ، كان يعمل راعي عندهم ، فمكنته من أن يقترب منها وحملت منه بالوليد فكان
{
{ الوليد بن مغيرة ابن زنا }}

فكا ن لهو أسلوب الراعي ولكن قريش لا تعلم ذلك كله
ولكن أبوه
[[
الغير حقيقي ]]
يعلم أنه لا يصلح للنساء
لما أخبرته زوجته بالموضوع وإنها حملت من الراعي وقالت له أنا أريد أن أحافظ على مالك وإسمك وثروتك تقبل الفكرة وتربى على يديه على أساس ، أن الوليد ابنه ولكن لا أحد يعلم في قريش كلها بهذا الأمر
نتابع قصته لنعلم ماذا حدث
_______

قال الوليد : ألا أكفيكم محمداً
قالوا :_ بلى فقام الوليد بن المغيرة وكان قبل هذا اليوم لا يتدخل بمثل هذه الأمور
لأنه يعتبر نفسه هو أكبر من هذه الأمور
ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يفاوضه ويجادله فلما انتهى من الكلام
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا خالد ؟
قال : نعم
قال فاسمع مني
{
{ وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ، قرأ له صلى الله عليه وسلم شيء من القرآن }}
__________

فخرج الوليد من عنده متغير اللون متأثر وكان عالماً بالشعر
لما دخل على قريش
قالوا له : ما الخبر يا أبا خالد ؟!!
قال : يا قوم لقد سمعت من محمد كلام ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن !!
{
{ وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو و لا يعلى عليه }}
قالوا له :-لقد سحرك محمد !!!
فتركهم ومضى
واعتقدت قريش أنه سيدخل في دين محمد
________

عندما انصرف الوليد لبيته

قالت قريش :
واللات إن دخل الوليد بدين محمد لتخرج قريش كلها معه ، فأصابهم حزن شديد ، ولا يدرون ماذا يفعلون
[[
اعتقدوا أن الوليد تأثر بدين محمد ، ويريد أن يدخل في هذا الدين ]]

فقال شيطان هذه الأمة وفرعونها
[[
أبوجهل ]]
وكان الوليد عمه بالنسب
قال : لا تقلقوا أنا سأتصرف فإنه عمّي وأنا أعلم الناس به
_________

فذهب إليه فوجده جالس يتدبر قد وضع يده على رأسه ويفكر بالآيات
قال له أبو جهل : يا عم
قال :نعم
قال له : كم حزنت !!
فقال له : وما أحزنك ؟
قال ابو جهل : كلام سمعته من قريش !!
فقال : الوليد ما هو ؟
قال له :-يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض .. ونظن أن الوليد ذهب لمحمد ، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد ، فيأخذ هذه العروض ، ويتقاسمها مع محمد
إن كان يريد الوليد المال ، نجمع له المال ونعطيه إياه ، ويبعد عن محمد
[[
هل رأيتم هذه النفوس الخبيثة ، من أيام رسولنا صلى الله عليه وسلم ، إلى يومنا هذا في كل زمان ومكان ]]

فغضب الوليد من هذا الكلام
قال له :قم بي إلى قريش
[[
يعني من هم حتى يجمعوا لي المال أنا بطمرهم بالمال ]]

________

فذهب الوليد بن المغيرة مع أبو جهل ، لما وصل لنادي قريش وقف
وقال لهم : يا معشر قريش تزعمون أن محمد مجنون
هل سمعتموه يزمجر كما يصنع المجانين ؟
قالوا له : لا
قال : تزعمون أن محمد كاهن ، فهل رأيتموه يوماً يتكهن ويفعل كما تفعل الكهنة ؟!!
قالوا له : لا
قال : تزعمون أن محمد شاعر
هل سمعتموه يوماً قال شعراً ؟
قالوا : لا
قال :تزعمون أنه كاذب
هل منكم من أحد جرب عليه الكذب يوماً ؟
قالوا :لا
قالوا : يا أبا خالد أوجز [[يعني اختصر إيش بدك أعطينا الصافي ]]
قل رأيك فيه
______

وكما وصفه القرآن
أطرق رأسه ، وسكت ، وجلس يفكر وصفن
وهو يعلم أن الذي سمعه من النبي ليس كلام بشر ولا جن
ولكن يريد
أن يكذب قناعته ، من أجل أن يرضي قريش ، ويرجع لمكانته فيهم و لا تهتز منزلته بينهم
[[
لما صفن وفكر وعبس مشان يرضي قريش ويكذب قناعته ]]

قال : أعتقد أن محمدا ساحر ، ألا ترون إذا قرأ شي مما يقول عنه يفرق بين المرء وزوجه ، والولد وأبيه وأهله ، فلا يعود يعرف أهله ، ولا أهله يحبونه ؟
فإرتجت قريش كلها بالتصفيق والتصفير والفرح
قال : نبعث لأهل مكة والقبائل خارج مكة رجال
ونقول لهم أن محمد ساحر وقد تفوق على جميع السحرة .. وإنتشر الخبر
فحزن صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام
فأنزل الله عليه جبريل مواسياً له
__________

بسم الله الرحمن الرحيم
{
{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ }}

___________

{{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا }}
ذرني كلمة تعرفها العرب
إذا كان في نقاش حاد بين اثنين والناس صاروا يهدوا الوضع بينهم
فالرجل الذي قد غضب كثيرا ، وليس عنده قبول لأي واسطة تدخل بينهم
يقول : اتركوني أنا وإياه أنا بعرف أتصرف معه ما حد يتدخل
ذرني يا محمد
[[
أي لا تتوسط بيني وبينه وسأريك ماذا سأفعل به أنا الذي خلقته وحيداً في بطن أمه وأنا أعلم بأصله ]]

__________

{{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا }}

يعني بعد ما سمع آيات الله واقتنع أنه ليس كلام بشر ولا جن ركب رأسه وقال ساحر
_________

{{ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا }}
مامعنى سأرهقه صعودا ؟؟

كل كتب المفسرين قالوا صخرة ملساء في جهنم يكلف الوليد ابن المغيرة الصعود عليها يأتي ملك من الله يقول له اصعد هذه الصخرة تم سقط فهوى في جهنم سبعين خريفاً أي سنة ثم يطمع بالخروج من النار فيقول له الملك اصعد الصخرة فيصعد يصل للأعلى فيهوي ..
سأرهقه صعودا طيب
سأرهقه صعودا
لماذا يارب ؟؟
_________

{{ إنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ }}

نظر لقريش وفكر يريد رضاهم ، وكشر وتغير لونه أمامهم ، يريد أن يتهم النبي بأي تهمة ليرضي قريش

__________

فقرأ صلى الله عليه وسلم الآيات وانتشرت في مكة أن هذه الآيات نزلت بالوليد بن المغيرة

فأصبح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أكبر عدو للوليد بن مغيرة
يقول : محمد هذا ألا يعلم من أنا ، ألا يعلم محمد أني أشرف
أشراف قريش
فرد عليه الله بحقيقة مرة عن أصله قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنا سأعطيك نسبه وحقيقته هذا الذي يتحداك ويقول لك إنه من أشراف قريش وأنزل عليه سورة القلم
________

بسم الله الرحمن الرحيم
{{
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ }}

أنزل الله فيه تسع صفات
حلاف مهين
[[
وكانوا يسموه قريش الحلاف ، لأنه قبل ما يقول لقريش كلمة يحلف قبلها يمين وبعدها يمين معروف عندهم الحلاف ]]

هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم
[[
كل قريش كانت تعرفه كم هو بخيل ]]

عتل بعد ذلك زنيم
[[
أي: دعي، ليس له أصل و [لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف بها. ]]

قال تعالى
{
سنسمه على الخرطوم }
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه:
سنخطمه بالسيف، فنجعل ذلك علامة باقية، وسمة ثابتة فيه ما عاش.
بل معنى ذلك سنشينه شينا باقيا.

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة التاسعة والخمسون   …