هذا الحبيب 64 – الحصار
بدء بالفعل تنفيذ هذا القرار من الحصار في أول يوم من أيام السنة السابعة من البعثة
وظل بني هاشم وبني عبد مناف متجمعين في شعب أبي طالب
دائماً نسمع بشعب أبو طالب ، والبعض يسأل نفسه مامعنى شعب أبو طالب ؟؟
لماذا اسمه شعب أبي طالب ؟
________
مكة تقع في وادي و حولها الجبال
بين الجبال هناك طرق ضيقة ، بين الجبل والجبل يكون هناك طريق ضيق
هذه الطرق الضيقة كانوا يسموها
{{ شعاب الجبال }}
{{ قصي بن كلاب }}
هو الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم
قصي هو الذي قام بتقسيم هذه الشعاب ، بين قبائل قريش
كل قبيلة لها شعب ، فلكل قبيلة شعب خاص بها
وكل شعب له اسم !!
فقريش أطلقت اسم
{{ شعب أبو طالب }}
لأن أبو طالب سيد بني هاشم ، ولأن بيته هو أول بيت في الشعب
فاجتمع بني هاشم وبني عبد مناف عند بيت أبو طالب في هذا الشعب ، اجتمع مسلمهم وكافرهم
فالشعب هو الطريق الضيق بين جبلين
_______
وطال الحصار
[[ هم لم يمنعوهم من الخروج ]]
ولكن المقاطعة كانت عبارة عن الحصار فقط ، وظل الحصار مدة { ٣ سنوات } حصار اقتصادي قاسي جدا
فلما كان التجار يأتون إلى مكة ، يسارع أهل مكة إليهم ويشتروها بأعلى الأسعار
حتى لا يسمحوا لهم بالشراء ، وكان أشد عداء للنبي صلى الله عليه وسلم وقومه هو
{{ زوج حمالة الحطب أبو لهب }}
فقد كان عنده المال الكثير
قال تعالى :
{{ ما أغنى عنه ماله وما كسب }}
كان يأتي إلى السلعة فتكون بدينار
فيقول للتاجر : أنا أعطيك عشرة أضعافها ، ولا تبيعها لهؤلاء القوم .. وإذا زاد معك شيء أنا آخذه منك وأعطيك عشرة أضعافه
________
أنفق الرسول صلى الله عليه وسلم كل ماله خلال هذه السنوات
وكذلك أمنا خديجة رضي الله عنها ، وأبو بكر رضي الله عنه وكل بني هاشم
فأكلوا ورق الشجر حتى تشققت شفاههم
يقول أحد الصحابة : كنا نبعر كما يبعر البعير
[[ يعني لم يقضي حاجته ، وتخرج فضلات الجسم ، كانت تلك الفضلات تشبه مايخرج الجمل ، لأنهم لا يأكلون إلا ورق الشجر ]]
وكانت أصوات بكاء أطفالهم يرتفع في الليل والنهار من شدة الجوع ومرض الكثير منهم وماتوا
يقول سعد بن أبي وقاص :
أنه عثر في ليلة على قطعة من الجلد، فأخذها ووضعها على النار ، ثم أخذ يمضغها ولا يقدر على بلعها
يقول : وبقيت عليها ثلاثة أيام
وكانت قريش تقوم بعمل دوريات حراسة طوال الليل والنهار على مداخل ومخارج الشعب، حتى تتأكد أنه لا يتم دخول أي طعام إلى بني هاشم
وكانت قريش تؤذي كل من يكتشفون أنه أرسل شيء من الطعام إلى بنى هاشم
_______
وكان هذا الحصار يمثل ضغط نفسي كبيرر جدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ لقد تعب نبينا صلى الله عليه وسلم ، كثيرا من أجلنا ]]
قلنا أن هناك في الحصار منهم المسلمون والكفار
الذين من بني هاشم ومازالوا على كفرهم
كانوا ينظرون إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، على أنه السبب فيما هم فيه
لقد جعنا وتعبت أطفالنا بسببك يا محمد
ضغط نفسي كبير على رسول الله
__________
ثلاثة سنوات كاملة لا يصل إليهم طعام، إلا ما يهرب إليهم من خلال بعض المتعاطفين معهم، وخصوصا من تربطهم بهم صلة النسب من البطون الأخرى من قريش
يسر لهم الله بعض الرجال فيهم نخوة ورجولة .. كانوا لا يرضون بهذه المقاطعة ولكن لا يستطيعون رفضها لإنها إجماع رأي في قريش
__________
وكان هناك رجل اسمه {{ حكيم }}
هل تذكرون هذا الإسم
[[ الذي ذكرت لكم قصته في جزء حارثة بن زيد ، تكون خديجة رضي الله عنها عمته وأهداها خادم وهو زيد بن حارثة ]]
كان حكيم يوصل إليهم الطعام بالسر
وجاء يوم بالطعام إلى الشعب بالسر ، لأن الحراس كانت تراقب
فلقيه أبو جهل
قال : ما هذا يا حكيم واللات لا أدعك أنت وطعامك حتى أفضحك في كل مكة
وهم يتجادلون …
جاء رجل اسمه
{{ أبو البختري بن هشام }}
كان رجل وجيه في قومه
فسمع المجادلة بينهم
قال ما شأنك يا أبا الحكم ؟؟
[[ أبا الحكم اسم أبو جهل ولكن قريش تناديه أبا الحكم والمسلمون أبا جهل ]]
قال : ما شأنك يا أبا الحكم ؟؟!!!
رجل عنده طعام يريد أن يوصله لعمته ؟
قال أبو جهل : لا ، أجمعت قريش أن لا نوصل لهم شيء فتجادل البختري مع أبو جهل
فغضب البختري و أخذ عظمة بعير من الأرض وضرب بها رأس أبو جهل
[[ الإثنين مشركين ]]
ولكن شهامة البختري ورجولة منه ضربه على رأسه وشجه
[[ يعني نزل الدم من رأسه ]]
وقال البختري : ما رأيت في العرب مثلك لئيم يرضى أن يموت ابن عمه جوعاً وهو منعم
وفي هذا الحصار ، كان لأبي طالب قصيدة عصماء من الشعر اسمه
[[ لامية أبو طالب ]]
قال عنها أهل الأدب والعلم بالشعر فاقت كل المعلقات السبع ، التي كانت معلقة على جدار الكعبة .. بلغت أبيات أبو طالب ١٣٠ بيت لا يسع المقام لذكرها
يذكر فيها مناقب النبي صلى الله عليه وسلم
__________
حمى أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم
أبو طالب هذا الشيخ ذو الشيبة الذي بلغ من العمر {{٨٠ عام }}
ومات بعد المقاطعة وكان عمره {{ ٨٣ }}
لأن المقاطعة مثل ما ذكرنا استمرت {{ ٣ سنين }}
كيف كان يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم من أذى قريش
كان أبو طالب يسهر الليل ويأمر النبي لأنه عمه وبمنزلة الأب يأمره أن ينام على فراشه فإذا نام الناس ، وعلم الناس أن محمد قد نام يضل سهران أبو طالب
ثم يذهب أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسر ويوقظه من النوم
ويقول له : قم ثم يأمر أحد أولاده أن ينام مكان النبي ويذهب بالنبي إلى مكان آخر ينام فيه النبي و لا يعلم به أحد وكل هذا خوف أبو طالب على النبي صلى الله عليه وسلم
_______
فطال الحصار
فقام رجال من قريش عندهم نخوة
وقالوا :إلى متى نأكل ونشرب وأبناء عمنا يموتون جوعا إلى متى ؟
كيف يموتون جوعاً ونحن ننظر ؟
فذهب رجل اسمه
{{ هشام بن عمرو العامري }}
إلى رجل اسمه
{{ زهير }}
قال : يا زهير ..
أترضى أن يموت قومك جوعاً ونحن نسمع صراخهم في الليل والنهار وأنت تأكل وتشرب ؟؟
أسألك برب البرية لو كان أخوال أبو جهل بالشعب هل يوافق على المقاطعة ؟؟
فقال زهير: لا لا يرضى
قال : يا زهير إذن لما ترضى أنت ؟؟
هل أبو جهل خير منك ؟؟
فاشتعل غضب زهير
وقال له : ماذا أصنع لو أجد رجل يقف معي !!
فقال له هشام : ها أنا معك قال زهير ولكن نريد رجل ثالث معنا فإن الجماعة خير ..
فذهبوا وضموا إليهم ثلاثة رجال فأصبح العدد {{ ٥ }} هشام و زهير و المطعم بن عدي و أبو البختري و زمعة
______
تواعدوا بالسر ليلاً على جبل الحجون، واتفقوا أن يجلسوا في قريش ورجل منهم يدخل يعترض على المقاطعة
ثم يقومون هم بمساندته أمام قريش
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الخامسة والستين …