هذا الحبيب 80 – بيعة العقبة الأولى

هذا الحبيب 80  -  بيعة العقبة الأولى

هذا الحبيب 80 – بيعة العقبة الأولى

سقطت قريش كلها من عين النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلم أن بعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج
وأبولهب عمه يمشي وراءه ، يكذبه فتنفر الناس منه
يقولون : عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي كي نسمع ما يقول حتى التقى صلى الله عليه وسلم ، بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب
ووقفوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال لهم : ممن القوم
قالوا : من يثرب
[[ المدينة المنورة كان اسمها يثرب ]]

فقال صلى الله عليه وسلم : من الأوس أم من الخزرج ؟؟
[[ قبيلتين في يثرب ]]

قالوا : من الأوس
فقال لهم صلى الله عليه وسلم :هل تجلسوا أكلمكم ؟؟

قالوا : بلى يا ابن سيد قومه
[[ هم يعلمون أنه ابن عبد المطلب ]]
فجلسوا إليه وكان عددهم {{ سبعة }}
١_أميرهم أسعد بن زرارة
٢_رافع بن مالك
٣_معاذ بن عفراء
٤_عوف بن الحارث
٥_عبادة بن الصامت
٦_عقبة بن عامر
٧_ جابر بن عبدالله السلمي
[[ ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث ]]

سبعة أميرهم
{{ أسعد بن زرارة }}

قالوا : ماذا عندك يا أخ قريش
قال : إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه
فقال : بعضهم لبعض
[[ همس ليس على سمع النبي ]]
أتعلمون ، أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟؟
ويستفتحون به عليكم ؟؟

{{سنقف هنا ، ماذا عن اليهود في هذا المقام ، لنفهم السيرة أكثر }}

المغضوب عليهم [[ اليهود ]]
يثرب كان فيها ثلاثة قبائل من اليهود
١_النضير
٢_ قينقاع
٣_قريظة
يسكنون يثرب
[[ المدينة المنورة ]]

يحاصرونها ويسكنوا شمالها ، وجنوبها ، وشرقها
أحاطوا يثرب

العرب كانوا قبيلتين
{{ أوس ، وخزرج }}
أوس وخزرج كان جدهم واحد
القبيلتين أبناء عمومة
{{ أوس يكون أخو خزرج }}
من نفس الأب ونفس الأم
أمهم اسمها
{{ قَيلى }}
احفظوا هذا الاسم

وكانت اليهود تنسب العرب لأمهم
[[ يعني يقولون فلان ابن فلانة ]]
لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟
لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم
وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه
[[ قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟ لا ندري .. هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم ، ممن هم دون البهائم من سائر العرب ، خاصة الدجالين بده يفك سحر ، أعطيني اسمه واسم أمه ، لان السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ]]

أما شرع الله قال ربنا
{{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ }}

فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج
{{ يا بني قَيلى }}
ينسبوهم إلى أمهم

اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين
فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم في معاملتهم
[[ والعرب رجال فيهم الشهامة ، وهم أكرم قوم خلقهم الله ، وأكرمهم الله أن جعل حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء منهم ، وأكرمهم الله أن أنزل القرآن بلغتهم ، وجعلها لغة أهل الجنة خالدين فيها أبداً ، الباكستاني والإيراني والتركي والهندي والامريكي والفرنسي .. الخ كلهم سيتكلم باللغة العربية في الجنة ، إن كانوا من أهلها إلى مالا نهاية ، تنسخ اللغات كلها ، وتبقى لغة القرآن الكريم لغة العرب ، هل عرفتم قيمتكم يا عرب ؟ ]]

فكان اليهود قبل الإسلام ، لا يحبون أن تتحد العرب حتى قبل الإسلام
فكانوا دائماً يوقعون بينهم العداوة ، بين الأوس والخزرج أولاد العم

[[ ابن عمك قال ، وابن عمك قال .. الأوس قالوا ، الخزرج قالوا ]]
لأن اليهود يعلمون
لو اجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج
[[ تماماً كأيامنا هذه ، وتلك سياستهم في كل زمان ]]
يحرضوهم على بعضهم البعض

و جعلوا أهل يثرب من العرب ، يعملون بالزراعة
أما اليهود فقد اهتموا بالعمل
بالصياغة ، والمجوهرات ، وصناعة السلاح
فكانوا أصحاب أسواق الذهب ، وصنع السلاح
[[ تماماً كما نحن اليوم دول مستهلكة ، لا نجيد إلا الجدال ، وإنشاء الأحزاب ، لنتفرق تكثر ، ونتقاتل وما أشطرنا في تضيع أموالنا في شراء الأسلحة من أعدائنا لنقتل بعضنا البعض ، هل عرفتم الآن يا من تتابعون السيرة ، معنى قوله صلى الله عليه وسلم بل أنتم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ]]
يصنعوا السلاح ، لماذا يصنعوا السلاح ؟؟

[ مشان كل ما لقوهم سكتوا ، يعملوا بينهم فتنة ويبيعوا الأوس سلاح، ويذهبوا للخزرج يبيعوهم سلاح ، فكان هذا شغلهم في يثرب .. ولما يصحى الأوس والخزرج من غفلتهم ، يعني راحت السكرة وأجت الفكرة ، يصحوا على حالهم إيش عملنا إحنا أولاد عم ليش اليهود يلعبوا فينا ]]

> بالقرآن اهتديت💙🌸🌍: فيصطلحوا
فلما يصطلحوا تضعف اليهود
فكيف يخوفوهم اليهود ، عندما يشعرون أنهم قد ضعفوا أمام العرب ؟؟

يقولون لهم : غداً يبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسل الله
نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون أنتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم

فيخاف الأوس والخزرج
[[ مساكين ]]
[[مثل حالنا هالأيام كيف بعض العرب بترجف ركبهم خوف من المغضوب عليهم ، بدهم رضاهم ، لعنة الله عليهم وعلى من أيّدهم ووقف معهم ]]
فكانت اليهود تكثر القول عن هذا النبي الخاتم وصفاته

حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود نفسهم
وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود
{{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}

وقال عنهم في موضع آخر
{{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }}

فعرف العرب أن هناك نبي سيبعث واقترب زمانه وعرفوا صفاته من اليهود

فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم
قالوا لبعضهم البعض : أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود وتتوعدكم به ويستفتحون به ؟

قالوا : ورب الكعبة إنه هو !!!
فقالوا : فلا تسبقنا إليه اليهود .. فلنؤمن به
فآمن السبعة رضي الله عنهم وأرضاهم
على رأسهم
{{ أسعد بن زرارة أميرهم }}
ووضعوا أيديهم بيد النبي صلى الله عليه وسلم إيمان فقط مش بيعة
[[ يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]]
أسلم السبعة ولكن لايوجد بيعة هنا ، وعلمهم صلى الله عليه وسلم شيء من الدين
فقال له أسعد بن زرارة :
يا رسول الله
لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريش ، على إخوتنا بعد يوم بعاث
[[ ماهو يوم بعاث ؟؟ قبل خمس سنين من إسلامهم ، الأوس والخزرج حصل بينهم قتال فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما ضل إلا أبنائهم الشباب ]]
قال أسعد : يا رسول الله إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا
[[ أي جمع بينهم وأصلح الله قلوبهم بالمحبة ]]

وانطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني
و بدل أن كانوا سبعة تخلف من السبعة إثنان
وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين
فأصبحوا {{ ١٢ رجل }}
فاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة

[[ أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ]]

اجتمعوا وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهاد
[[ ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنرى ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ]]

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه }}

فقالوا : قبلنا وبايعوه
وانطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة {{ ١٢ من البعثة }}

فلما انطلقوا ، بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نريد رجل من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا بالصلاة خافوا إذا وقف
إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج
وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس
وهم حديثين عهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق
فاختار لهم صلى الله عليه وسلم أول سفير بالإسلام
{{ مصعب بن عمير رضي الله عنه }}

مصعب أنعم فتى في قريش من السابقين إلى الإسلام
عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال
[[ كان مصعب ، يصرف على أصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، يعني إذا كان في سهرة وشرب ونساء وطعام ، كان لا يرضى لأحد من أصحابه ان يحاسب ، فكان هو من يحاسب عنهم، كان مصعب يلبس أجمل الثياب ، وكان شاب منّعم بين شباب مكة كلهم ]]

فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش
[[ كيس خيش ، يشقه من الأسفل و يلبسه بعنقه رضي الله عنه وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به من ثياب ]]

اختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، عرف النبي صلى الله عليه وسلم من يختار
مصعب الذي باع الدنيا كلها ، من أجل دينه ، لا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه في المدينة
ولابد أن يكون صادق ، والدعوة إلى الله تحتاج إلى الصدق بالإيمان
[[ لأنه لو كان الإنسان متعلم ، وحافظ القرآن ،وحافظ ألف حديث ، وليس في قلبه صدق ، سترى كلامه جاف ناشف ، لذلك نرى بعض الدعاة على المنابر صراخ وتباكي وصياح ، ويضيفون على مقاطعهم أصوات رعد وبرق وبراكين ، ليحركوا قلوب الناس ، وما في داعي لكل هذا الكلام ، لأن إذا ما كان قلبه صادق مع الله مستحيل يوصل كلامه لقلوب الناس ، مستحيل وللأسف الكثير منهم عنده حب الظهور والشهرة ، وحب الظهور يقسم الظهور ، ليتنا نتعلم أخلص العمل لله ، يكفيك حب الله ]]
مصعب بن عمير ، كان معجونً بالصدق عجناً ، رضي الله عنه وأرضاه
ولنرى ماذا فعل مصعب بالمدينة المنورة رضي الله عنه

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

يتبع بإذن الله…

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الواحدة والثمانين …