هذا الحبيب 87 – بداية الهجرة
رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة ، بالتعذيب بعد أن اكتشفوا
أن بين محمد صلى الله عليه وسلم ، والخزرج أهل يثرب
[[ المدينة المنورة ]]
مبايعة و اتفاق
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه
وقد رأى رؤيا في المنام ، أن أصحابه قد هاجروا إلى أرض سبخة
[[ والسبخة هي الأرض المالحة ]]
بين حرتين ذات نخيل
[[ النبي يرى رؤيا في المنام ، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ]]
فخرج إلى أصحابه مسرور
وقال : قد أٌوريت دار هجرتكم ، أرض سبخة ذات نخيل بين حرتين ، لا أرها إلا يثرب فانطلقوا إليها
فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات ، وأفراد إلى
[[ المدينة المنورة ]]
فكان أول من هاجر من الصحابة
{{ أبو سلمة وأم سلمة رضي الله عنهما }}
تقول أم سلمة كما روى البخاري
ما أعلم أهل بيت من المؤمنين أدخل الله عليهم ، من البلاء ما أدخل علينا
[[ لنعرف قيمة هذا الدين ، يا عشاق النبي يا أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لتعرفوا عزة هذا الدين ،وكم كان غالي في قلوب الصحابة ، والتابعين رزقنا الله الاقتداء بهم ]]
وسأتناول بعض القصص ، لهجرة الصحابة رضوان الله عليهم
ونبدأ مع قصة
{{ أم سلمة رضي الله عنها }}
أراد أبو سلمة الخروج
فجاء ببعير وأركب زوجته ، وكان معهم ولدهم
سلمة صبي دون التميز
[[ يعني بين الرابعة والخامسة من العمر ]]
ثم قام يمشي يقود بعيره
فرآه أهل أم سلمة [[ أهل زوجته ]]
فقالوا : يا أبا سلمة ..
أما نفسك فقد غلبتنا عليها
أما ابنتنا هذه ، فلا واللات لا ندعها لك ، تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً ، بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة
[[ تريد أن تهاجر أنت حر ، أما بنتنا لا ندعها تهاجر معك
أبو سلمة هاجر للحبشة ورجع مع زوجته قبل ذلك ]]
بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة ، واليوم لا ندري أين تذهب بها .. فأنت حر في نفسك
أما ابنتنا فدعها لنا
فأخذوا حبل البعير من يده ، ثم أخذوا أم سلمة بنتهم وولدها ولم يلتفت أبو سلمة
[[ لأن المقاومة لا تصلح في ذلك الوقت ولم يؤمر الصحابة بالدفاع عن أنفسهم بعد ]]
فترك زوجته والولد ، ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجه إلى يثرب
[[ كونوا معي مع أم سلمة ، وهي أم المؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم في ما بعد ، لما استشهد زوجها أبو سلمة بعد أحد في حمراء الأسد متأثر بجراحه ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم ، وضمها تحت رعايته في بيت النبوة ]]
تقول أم سلمة : انطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجر
قالت : فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ، ما فعل أهلي
أخذتهم الحمية
فقالوا : أنتم أخذتم ابنتكم من ابننا
فواللات والعزة ، لا ندع لكم الولد عندكم
نحن أولى به
تقول : فأخذوا ولدي مني فصرخت وآ ولداه
قالت : فهمّ أهلي أن يأخذوا الولد لي
فتجاذبته العشيرتين أهلي يريدونه لي ، وأهل أبو سلمة يريدون أن يأخذوه ، لأنه ابنهم
فهؤلاء يجذبون ….. وهؤلاء يجذبون
حتى خلعوا يد الصبي والأم تنظر
خلعت يد سلمة وهو بين الرابعة والخامسة من العمر
[[ لا يحتمل شد الرجال ]]
قالت : وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه ، فأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه
وأنا محجوزة عند أهلي وزوجي قد هاجر إلى يثرب ، لا يعلم من أمرنا شيء فأصبحت أذهب كل صباح ، إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي
وقد أمضيت على ذلك بضعة أشهر
[[ وبعض الروايات تقول سنة كاملة كانت على هذا الحال ]]
حتى وقف يوماً مقابلي ابن عم لي
فبكى لبكائي
[[ لأنه بكاء صادقة مفجوعة بولدها وزوجها ]]
فقال : إلى متى هذا ؟؟
لا بد من مخرج .. ومضى واثق الخطوة إلى قومه
وقال : ألا تشفقون على هذه المسكينة ، إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها ؟؟
فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج
فلما علم أهل أبي سلمة ، أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي
قالت : فوضعت ولدي في حجري ، وأخذت بعيري وجلست عليه
فقالوا لي : مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها ،
فقلت لا قد لين الله قلوبكم اليوم ، فلا أدري ماذا يكون غدا ، أرحل إلى زوجي اليوم قبل الغد
[[ لذلك يا مسلم إذا هبت رياحك فاغتنمها ]]
قالت : وانطلقت لا أدري أين يثرب تقع ؟؟
ولا يرافقني أحد لا من أهلي ، ولا من أهل زوجي ، حتى إذا كنت في التنعيم
[[ الذي يعتمر منه الناس معروف مسجد السيدة عائشة من ذهب حج أو عمرة يعرفه ]]
قالت : حتى إذا كنت بالتنعيم قابلني
{{ عثمان بن أبي طلحة}}
وسبحان الله عثمان هذا
[[ قتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه، يوم أحد وكانوا في صف قريش .. ولم يقتل هو ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير ، وانظروا من صنع معروف كافئه الله به ]]
قالت : لقيني عثمان بن أبي طلحة
فقال : إلى أين يا ابنت زاد الركب ؟
[[ وأم سلمة اسمها
{{ هند بنت زاد الركب }}
لماذا لُقب أبوها بزاد الركب ؟؟
لكرمه على القوافل ، كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده ، أو ينفق على نفسه أبداً ، فكان مصروف الركب كله عليه هو ، لذلك سمي زاد الركب هند هذه بنته أم سلمة ]]
قال : إلى أين يا ابنت زاد الركب ؟؟
قالت : ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب
فقال : ألا يصحبك أحد ؟؟
قالت : إلا الله
[[ انظروا ما أجمل الإيمان ]]
فقال: مالي بهذا مترك
[[ يعني ما بيصير اتركك ، ليعرف العرب كيف كانت شهامة من قبلنا وأخلاقهم مع أنه مشرك .. وأصبحنا اليوم لا عرب ولا مسلمين إلا من رحم ربي ]]
قال : مالي بهذا مترك
قالت :فتقدم وأخذ حبل البعير ، ومشى على رجليه يقود بعيري
{{ فلا والله .. ما رأيت رجل كان أكرم منه في صحبه .. ولا أجَلَّ خلقا }}
تمدحه قبل أن يسلم ، ولأنه له سابقة خير ساق الله له الإسلام ، وأسلم في ما بعد ، من بين كل أهله
قالت : كان يمشي بي بالبعير ، حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب
أجلس البعير ، عند شجرة ،ثم ابتعد عني حتى أنزل عن البعير
فإذا نزلت ، رجع وأخذ البعير إلى بعيد ، وربطه في شجرة
ثم ابتعد عني واضجع ، وأعطاني ظهره حتى أخذ راحتي
[[ لأنها هي أيضا تريد أن تضجع وترتاح ]]
يعطيني ظهره حتى أخذ راحتي
[[ هل رأيتم يا شباب المسلمين هو مشرك ، وليس مسلم وهذه أخلاقه ، مش يطلع راسه من شباك السيارة ، لكل بنت رايحة وجاية بالطريق ]]
قالت :حتى إذا رأى أننا استرحنا وحان وقت الرحيل ، صفق بيده
وقال: يا بنت زاد الركب أقدم لك البعير
[[ يعني استعدي ]]
ثم أخذ البعير وقدمه
[[ مش هي اللي تمشي هو يحضرلها البعير ]]
حتى إذا جلست ، ووضعت ولدي بحجري ، جاء وأنهض البعير ومشى
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب
[[ ما تركها بالطريق ]]
قالت : فلما اقتربنا ورأى نخيل يثرب
قال : يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية وقد أبلغتك مأمنك ..
فانطلقي راشدة فترك بعيري ، ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء .. ثم رجع ماشياً على قدميه
هل رأيتم عثمان بن طلحة رضي الله عنه ؟؟
كان مشرك وتأخر إسلامه ، لقبل فتح مكة بقليل
ولكنه فعل كل هذا ، وقطع مسافة {{ ٥٠٠ كيلو }} ذهاباً
و {{ ٥٠٠ كيلو }} إياباً ، وهو مشرك
تقول أم سلمة : فلما وصلت ، وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعلم بأمرنا وما حدث معنا
وما زالت يد الولد مخلوعة
[[ مش مخلوعة يعني مقطوعة يعني مخلوعة من الكتف متدلية ، تعطلت عن الحركة مضى عليها أشهر ]]
فأمسك صلى الله عليه وسلم يد الصبي ، ووضعها مكانها .. وبل يده بريقه صلى الله عليه وسلم ومسح عليها .. فعادت يد الصبي أفضل مما كانت .
صلى الله عليه وسلم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الثامنة والثمانين …