يا

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 44

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي كان لأحد التجار الأثرياء ابنة وحيدة مرضَتْ مرضاً شديداً، ودخلت في غيبوبة فأحضر لها الأطباء من جميع أرجاء البلاد ولكن دون جدوى إلى أن جاء طبيب غريب ذات يوم إلى المدينة فحدَّثه الناس عن ابنة التاجر الثري فأصرَّ على رؤيتها وبعد إلحاح شديد وافق التاجر لأنه كان قد يئس من شفاء ابنته بعد معاينة سريعة قال الطبيب للتاجر: مرض ابنتك نفسي قال التاجر : ماذا تعني؟

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 43

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي تشكو إليَّ النَّاسَ فلا تجِدُ عندي عزاءً على غير عادتي! تكتشفُ أني أشكو مما منه تشكو! ولكن لا بأس أن يُسامر المجروح مجروحاً مثله فلا يفهمُ طعم جرحكَ إلا ما ذاقه ولا يعلمُ وجع الطَّعنةِ إلا من جرَّبها! ثم يقولون لكَ: لقد تغيَّرتَ يا صاحبي والحقيقةُ أنكَ ما تغيَّرتَ وإنما فهمتَ فتخلَّيتَ عن سذاجتكَ القديمة وطيبةَ قلبكَ تلكَ التي منحتها لمن لا يستحقها! ستصبحُ في عيونهم

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 42

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي كنتُ أقرأُ البارحة في كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، واستوقفني قوله: كان أحد الأغنياء كثير العبادة، فطالَ عليه الأمدُ فعصى ربَّه فما زالتْ نعمته، ولا تغيَّرتْ حاله فقال: يا رب، تبدَّلتْ طاعتي وما تغيَّرتْ نعمتُكَ فهتفَ به هاتفٌ في المنام : يا هذا لأيامِ الوصال عندنا حُرمة، حفظناها نحن وضيَّعتها أنتَ! يا له من ربٍّ يا صاحبي، يا له من ربٍّ يحفظُ العهدَ إذا العبدُ غدرَ

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 41

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي يُرسلُ الله تعالى لنا الهدايا بطريقةٍ لا نفهمها هذا لأنَّ فكرنا قاصر، ونظرتنا محدودة تأتينا المِنحةُ على شكلِ مِحنةٍ والعطاءُ في هيئةِ  منعٍ والجبرُ في هيئةِ كسرٍ ولكن متى استقامَ لكَ الفهمُ علمتَ أنَّ الله أرحم بكَ منكَ وأنَّ ربَّ الخير لا يأتي إلا بخير ! قال عبد الله بن عباسٍ لتلميذه عطاء بن أبي رباح: ألا أُريكَ امرأةً من أهل الجَنَّة؟! فقال: بلى! قال: هذه

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 40

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي أكثرُ النَّاسِ عطاءً لشيءٍ هم الذين حُرموا منه إنهم يُعطون ببذخٍ لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم مرارة الحِرمان! أو لعلَّ الذي يُعطيكَ أراد أن يُعوِّضَ نفسه ما فقد ولعلَّ الذي أحبَّكَ بجنونٍ أرادَ أن يقول لكَ لقد تمنيتُ أن يُحبني أحدٌ مثلما أحببتُكَ! يا صاحبي ليس كل من واساكَ خالياً من الحُزن، لعلَّه عرف معنى أن يحزن المرءُ ولا يجد أحداً يواسيه! ولا كل من أعطاكَ

السَّلام عليكَ يا صاحبي 39

السَّلام عليكَ يا صاحبي إني أُعيذكَ أن تستطيلَ البلاء فتتسخطَ أو أن تستبعدَ الفرجَ فتيأسَ فتكون كالذين يعبدون الله على حرفٍ إذا رأوا من الله ما يُحبون رضوا وإن رأوا ما يكرهون سخطوا! يا صاحبي كُلّ شيءٍ يجري بقدر الله وبتوقيتٍ معلوم لا نُدرك حكمته لو استخرجَ اليتيمان كنزهما قبل أن يبلغا أشدهما لضاع المال وما انتفعا به! في كل تأخيره خيرة نحن لا نعلمها هذه الدنيا دار امتحان يا

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 38

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي يا للإيمان ما يفعلُ بالنَّاس إنه يقلبُ العبدَ سيداً، والسيدُ عبداً كان بلال بن رباح عبداً عند أُمية بن خلف حتى اللحظة التي آمن فيها وطرحه أُمية على رمال الصحراء صار بلالٌ هو السيد، وأمية هو العبد كان بلال مملوكاً بجسده حُراً بقلبه وأُمية حراً بجسده عبداً بقلبه وما المرءُ إلا  بقلبه! وكانتْ ماشطة ابنة فرعون أَمَةً مملوكة وكان فرعون مَلِكاً بالعرف السياسي لأهل مصر، وإلهاً

السَّلام عليكَ يا صاحبي 37

السَّلام عليكَ يا صاحبي إني أُعيذكَ أن تستطيلَ البلاء فتتسخطَ أو أن تستبعدَ الفرجَ فتيأسَ فتكون كالذين يعبدون الله على حرفٍ إذا رأوا من الله ما يُحبون رضوا وإن رأوا ما يكرهون سخطوا! يا صاحبي كُلّ شيءٍ يجري بقدر الله وبتوقيتٍ معلوم لا نُدرك حكمته لو استخرجَ اليتيمان كنزهما قبل أن يبلغا أشدهما لضاع المال وما انتفعا به! في كل تأخيره خيرة نحن لا نعلمها هذه الدنيا دار امتحان يا

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 36

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي تسألني: ماذا ينقصني لأنافس الآخرين؟ فأقولُ لكَ: ومن قال أنه عليكَ أن تُنافس الآخرين؟! الحياة رحلة وليست سِباقاً يا فتى، فاستمتع بها ولا تحوّلها إلى معركة! المضمار الوحيد الذي يستحقُّ أن تُنافس فيه هو الطريق إلى الجنة! ما عدا ذلك فمعارك خاسرة، وسباق إلى غير وُجهة السلحفاة والأرنب كلاهما أحمق فأي لذة في أن يفوز الأرنب بسباقٍ ضد أبطأ المخلوقات على الأرض؟! ولِمَ على السلحفاة أن

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 35

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي أعرفُ كم هو لذيذٌ أن تجدَ نهاية المطاف شخصاً على مقاس قلبكَ تماماً شخص يكون صديقكَ عندما تحتاجُ إلى صديق وكتفكَ عندما تحتاج للاتكاء وعكازكَ عندما تحتاجُ للاستناد شخصٌ تشعرُ معه بالأمان الذي لم تذقه من قبل يا صديقي نحن لا نعرفُ قيمة ما كنا نفتقده إلا حين نعثر عليه شخصٌ لا تشكُّ للحظة أنه مكافأة نهاية العمر، وتعويض عن كل ما قاسيته قبله البعض يأتون